الأربعاء، 16 أبريل 2014

في قضية الصحراء لانزال لم نقطع الوادي ولم تجف بعد ارجلنا


جاء تقرير ألامين العام للأمم المتحدة  بشان الصحراء  لسنة 2014  غير متوازن  .ولم  يأخذ بعين الاعتبار ما قام به المغرب ويقوم  من مبادرات  ايجابية  للخروج  بالأزمة من النفق,  ونزع  عصا الجزائر من عملية التسوية السياسة  لمشكل عمر مند 1975 ,  تاريخ جلاء القوات الاسبانية  المستعمرة عن المنطقة  وعودتها تدريجيا إلى حضن المغرب .
      يبدو أن كل مبادرات  حسن النية , و اقتراح الحكم الذاتي الموسع  للمنطقة  قد استهلك  ووصل مداه  دون أن يجد الاعتبار والسند اللازم من طرف  الأصدقاء قبل الأعداء . نظرا لعدة اعتبارات جيو-إستراتيجية  والتغيير الكبير في قائمة المصالح  الدولية  , التي انقلبت رأسا على عقب  بعد انتهاء الحرب الباردة  وانهيار الاتحاد السوفيتي .
          فلا المغرب بقي دالك البلد  المهم  استراتيجيا  الذي تنظر  إليه الولايات المتحدة   خاصة والغرب  عامة  بعين الحليف,  والجدار الذي ينظرون  من خلفه  إلى ما يجري  في معسكر الأخر . ولا الجزائر  تريد أن تخرج من  زمن لعبة الخنادق  وتقفز على عقلية  العسكرة , وتتخلص من بوتقة الحرب الباردة . ولازالت تلعب  بشغف دور  المجاهد  الذي يرى الاستعمار  محيطا به من كل جانب ويريد تصفيته .  وهي التي تحتجز على أرضها  ألاف الصحراويين المغاربة  بقوة السلاح  والقهر وتستبيح انتهاك حقوقهم  الإنسانية  من طرف صنيعتها  البوليساريو  , على مسمع ومرأى   من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان. و لا تعرف  هده الاخيرة  لهؤلاء المحتجزين عددا ولا أصلا ولا فصلا . بعد أن ضربت الجزائربعرض الحائط  كل مطالب هده المنظمات  بإحصاء  عدد هؤلاء المحتجزين  واثبات هوياتهم  .  وما فتأت  تستعملهم كورقة ضغط لتنفيذ  حلمها في الريادة والهيمنة على المنطقة .
     فمطمح الجزائر   في تقسيم الصحراء  المغربية أصبح جليا . ورغبتها في واجهة أطلنطية  حيوية  لنقل النفط والغاز  بأقل تكلفة   لم يعد يخفى على احد .  كما أن استحواذها على النصف الجنوبي المتاخم لموريتانيا  ,  ولو بعد حين , سيركن المغرب   بين كماشتين ويفصله عن  عمقه  الإفريقي . لترسخ  الجزائر هيمنتها  على المغرب العربي و تتبوأ الصدارة  كأقوى دولة  بعد تقزيم المغرب  والإحاطة به من كل مكان . وهو ما سيخنقه اقتصاديا ومجاليا  ويشل معاملاته الاقتصادية والمالية .

        صحيح أن المغاربة  مجمعون على مغربية   الصحراء مؤمنون بوحدتهم  .وصحيح أيضا انهم سيدافعون عن وحدتهم بالغالي والنفيس مهما تأمر المتآمرون و تنطع المتنطعون  من جيرة وأباعد .لكننا يجب أن لا ننسى  أن العالم  تديره المصالح الاقتصادية والمالية . وان صداقة الدول  لا تستمر إلا بقدر ما يجنيه الصديق من ثمار  هده الصداقة  .كما يجب أن لا  تعمينا  فورة الوطنية   عن ما يحاك ضدنا من دسائس ومكر  على المستوى الدولي .  وأننا وبالرغم من تواجدنا على الأرض,   نبني ونشيد,   فان المجتمع الدولي لازال لم يقر و يعترف لنا بحقنا التاريخي و الجغرافي والآثني  في هده الأرض .

     .لدا فمن الواجب  أن نضع أمام أعيننا وبشجاعة و صدق  كل السيناريوهات  المحتملة  , حتى لا نؤخذ على حين غرة.  وندرس كل الاحتمالات  الممكنة  ونضع الخطط   اللازمة لموجهة كل الإخطار التي قد تواجه وحدتنا الترابية . وان لا نعتبر آن الجولة  قد انتهت  لصالحنا . وان تواجدنا فعليا على الأرض  يغني عن  النضال والبحث عن الوسائل التي تحصن موقفنا وتحافظ على حقوقنا  . إننا إضافة إلى مقترح الحكم الذاتي الذي نؤمن به ونتشبت  به  , لابد آن نبتكر أدوات أخرى مواكبة   للحفاظ على  مصداقية  هدا المقترح  . و تطويره وترويجه على المستوى الدولي,   بما بجعل  حركته الدينامكية  لا تنال منها تغير مواقف بعض الدول و رؤاها بدافع الإغراء المادي ا وجلب مصالح  داتية  . 
                                                              موسى المصلح 

0 التعليقات: