الأربعاء، 22 أبريل 2015

المغامرة السعودية قتلت اليمن.. فمن سيهب الحياة لليمن من جديد؟؟



 hisham-hbashan66

 هشام الهبيشان/جريدة راي اليوم

 

مع بدء اندفاع رياح الحل السياسي كبديل للحرب “العدوانية” التي شنتها السعودية على اليمن “عاصفة الحزم “، لايمكن هنا واليوم تحديدآ أن يتم الحديث عن نصر هنا او هناك لأي طرف من هذه الاطراف المشاركة من جهة  والمستهدفة من جهة أخرى ،لعدة أسباب ومبررات سأقدمها بسياق حديثي هنا ،لأنه بالنتيجة وبعد عملية التقييم الواقعي للاضرار والأنتكاسات التي أصابت الجميع “مشاركين أو مستهدفين “من هذه الحرب سنخلص الى نتيجة مفادها ،ان الجميع خسر من نتائج وتداعيات هذه المغامرة السعودية في اليمن .

فأذا حللنا بوضوح طريقة تعاطي مجموع الانظمة العربية الرسمية وبعض الأنظمة الأقليمية مع هذا الحدث وهذه الحرب العدوانية والمغامرة السعودية باليمن ،فسنرى أن بعض هذه الانظمة كان  شريك بمراحل  هذه المغامرة ،وبعضها محايد وبعضها اختار طريق مواجهة شبه مباشرة”سياسية ” ومن خلف الكواليس مع اطراف العدوان على اليمن  ، فقد تحولت الأرض اليمنية طيلة سبعة وعشرون يومآ  الى ساحة صراع دولية –أقليمية –محلية ،وعلى عدة مستويات ،والصراع الأكثر وضوحآ كان صراع محاور المنطقة  والأقليم ، ويمكن اعطاء  تراتبية معينة لأشكال هذا الصراع الذي تمثل بالمحاور التالية  “محور الاعتدال العربي يضاف له تركيا ” من طرف ،وحلف اخر “محور المقاومة “ويضم سورية-الجزائر -حزب الله وبعض المجموعات والكيانات العربيه والقومية الاخرى بالوطن العربي وخارجه ويضاف لهم أيران “،وقد كانت المعركة على أشدها باليمن وكانت جميع هذه المحاور تسعى ومن خلف الكواليس لتصفية مشروع المحور الأخر واجهاضه على ارض اليمن .

وبمحصلة عمل كل هذه المحاور وتصارع هذه القوى على ارض اليمن، فقد برزت مجموعة من الحقائق امام كل محور من هذه المحاور مع بداية اندفاع رياح الحل السياسي باليمن ،وهذه الحقائق والتي يمكن تسميتها بمجموعة الوقائع و “اللاءات” الخمسة التي لايمكن تجاوزها من أي محور وهي كالآتي:

*تيقن النظام السعودي ،من عدم جدوى العمليات العسكرية لأجبار اليمنيين على الرضوخ لأرادة النظام السعودي ،وهذا ما أكد حقيقة ان اليمن قرر الخروج من تحت العباءة السعودية ،وهذا مادفع النظام السعودي لأيقاف عملياته العسكرية ،بمحاولة استعادة واستيعاب صدمة خروج اليمن من تحت العباءة السعودية ،ومحاولة الحصول على بعض المكاسب على طاولة المفاوضات والحلول السياسية المقبلة الخاصة باليمن .

* لايمكن للانظمة العربيه التي ساهمت ولو بشكل معنوي بتوفير الغطاء واعطاء الشرعية للنظام السعودي للقيام بهذه المقامرة والمغامرة باليمن ان تستمرطويلآ بتوفير هذا الغطاء لأنها حينها ستكون أمام واقع جديد ،فالسعودية قد تجرهم لمغامرات جديدة بالمنطقة ،وسيكون ثمن هذه المغامرات كبيرآ بالمقامرات والمغامرات السعودية القادمة .

* لايمكن تخطي وتجاوز دور مصر كشريك وراعي لأي حل مستقبلي باليمن لعدة اعتبارات ليس أولها ولا أخرها  عوامل ودور الجغرافيا والديمغرافيا التي تجمع بين مصر واليمن  وان الحل سيكون  بيد مصر بالنهاية وهذا ماتؤكده معظم القوى اليمنية ،رغم مشاركة مصر المحدودة بالعمليات العدوانية ضد اليمن .

* لا يمكن ابدآ فصل دور القوى الوطنية اليمنية “أنصار الله وحلفائهم ” أواستثناء دورهم كشريك بالحل وهناك اجماع شبه كامل بالمنطقه على دور هذه القوى الوطنية  ومجموعة الحركات التي تنتمي لها تحت هذه المظله،لتكون بمجموعها شريك وركن أساسي بالحل.

* لايمكن انكار الدور الايراني -الجزائري -الاردني -الباكستاني -السوري -التونسي ،ويضاف لهم بعض الكيانات العربيه والنخب وقادة الرأي العرب والاقليمين الذين بمجموعهم قاموا بأسناد ودعم مسار الحلول السياسية الخاصة بأيقاف مسار العدوان السعودي على الاراضي اليمنية .

ختامآ ،لقد كانت السبعة والعشرون يومآ من الحرب السعودية على اليمن كفيلة بتحويل اليمن الى بلد منكوب ،وهذا بدوره يطرح هنا سؤال مشروع ويستحق ان يطرح بهذه المرحلة ،والسؤال بمضمونه العام وبسياقه الأنساني والأخلاقي يبحث عن أجابة للسؤال الرئيسي ومضمونه ” من سيهب لليمن الحياه من  جديد ؟؟”،فهنا لايمكن أبدآ التقليل من نتائج وأثار هذه الحرب العدوانية على اليمن ،أقتصاديآ وسياسيآ وأمنيآ ،والأهم من ذلك هو الملف المجتمعي ،الذي بحاجة الأن الى عمل مضني لأعادة بناء وترميم البيت الداخلي المجتمعي اليمني ،وخصوصآ بعد سلسلة التبيانات والشروخ التي خلفتها المغامرة السعودية بين أبناء الوطن الواحد باليمن ،وهنا سننتظر الوقت من جديد ليجيبنا على هذا السؤال ..

* كاتب وناشط سياسي -الاردن.


0 التعليقات: