الجمعة، 23 ديسمبر 2016

العربيّة فِى يَوْمِهَا العَالَمِي:هَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَـنْ صَدَفَاتي؟!




محمّد محمّد خطّابي *
الجمعة 23 دجنبر 2016 - 08:21
اليوم العالمي للّغة العربية، هو اليوم الذي يحتفي فيه العالَم بهذه اللغة كلّ سنة،بإعتبارها لغة عالمية، رسميّة، متداولة، ومُستعملة في جميع المحافل،والهيئات، والمنظمات الدّولية، وتصادف هذا اليوم فى 18 من شهر ديسمبرالجاري ، ولغة الضاد لم يأتِها هذا التتويج عبثاً أوإعتباطاً ، بل جاءها بعد نضالٍ متواصل، وجهودٍ متوالية إنطلقت بعد أن أقرّت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو ذلك في الدورة الثانية والتسعين لمجلسها التنفيذي المنعقد عام 2012، حيث طفق هذا المّحفل الدّولي فى الإحتفال لأوّل مرّة بهذا اليوم منذ ذلك العام، قبل أن تقرّر الملحقية الاستشارية للخطة الدّولية لتنمية الثقافة العربية المعروفة ب (أرابيا) المنبثقة عن اليونيسكو كذلك هذا اليوم عنصراً أساسيّاً في برنامج عملها المتواتر فى هذا المجال .
ويؤكّد الخبراءُ المتخصّصون فى هذا المجال أنّ قرار منظمة اليونيسكو جاء في سياق سلسلة من القرارات الدولية الأخرى للأمم المتحدة، ومنظماتها حول اللغة العربية، من بينها القرار(878) الصّادر عن الدّورة التاسعة للأمم المتحدة المنعقدة عام 1954، والذي كان قد أجاز الترجمة التحريرية لوثائقها إلى اللغة العربية، لتقرّر منظمة اليونسكوالعالمية عام 1966 إستخدامَ اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي يتمّ تنظيمها في البلاد العربية، بالإضافة إلى إجازة المنظمة ترجمة الوثائق والمنشورات الصّادرة والمنبثقة عنها إلى اللغة العربية، ثم قرّرت اليونسكو كذلك فى نفس هذه السّنة تقوية، وتعزيز إستعمال العربيّة في أعمالها من خلال إقرار خدمات التّرجمة الفورية من اللغة العربية إلى غيرها من اللغات الأخرى والعكس في جلساتها العامة، وعند مشارف عام 1968 تمّ إعتماد العربية لغة عملٍ في هذه المنظمة الدولية، مع ترجمة مختلف وثائق العمل، وكذلك المحاضر إليها فضلاً عن توفير، وتأمين الترجمة الفورية بصفة نهائية...وهكذا حتى نصل إلى قرار الهيئة العامة للأمم المتحدة بجعل اللغة العربية لغة عمل بصفةٍ رسمية بين مختلف اللغات الحيّة الأخرى المعتمدة في الجمعية العامة وهيئاتها المختلفة،وأخيراً الإعلان عن اليوم العالمي لهذه اللغة فى الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام كلغة رسمية متداولة فى مختلف الهيئات، والمنظمات، والمحافل الدّولية،كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
على الرّغم من هذه المكاسب الهامّة التي حققتها اللغة العربية على الصّعيد الدولي ما زالت تترى وتتوالى الدّراسات، وتتعدّد وتتنوّع النقاشات،وتُطرح التساؤلات،وتثار التخوّفات في المدّة الأخيرة عن اللغة العربية، وعن مدى قدرتها على إستيعاب العلوم الحديثة، ومواكبة العصرنة،والإبتكار، والتجديد الذي لا تتوقّف عجلاتُه ولا تني ،وتخوّف فريق من عدم إمكانها مسايرة هذا العصر المتطوّر والمُذهل، كما تحمّس بالمقابل فريق آخر فأبرز إمكانات هذه اللغة، وطاقاتها الكبرى مستشهداً بتجربة الماضي، حيث بلغت لغة الضاد في نقل العلوم وترجمتها شأواً بعيداً، وهكذا كثر الكلامُ في هذا المجال حتى كاد أن يُصبح حديثَ جميع المجالس، والمنتديات،والمؤتمرات في مختلف البلدان العربية ، وخارجها ،فهل تعاني العربيّة حقاً من هذا النقص..؟ وهل تعيش نوعاً من العزلة لدرجة أنّها في حاجة الى حماية ودفاع ومناقشات من هذا القبيل ..؟
الواقع أنّ اللغة العربية ليست في حاجة الى إرتداء ذرع الوقاية يحميها هجمات الكائدين، ويردّ عنها شماتة المتخوّفين، إذ تؤكّد كلّ الدلائل،والقرائن قديماً وحديثاً أنّ هذه اللغة كانت وما تزال لغة حيّة ، اللهمّ ما يريد أن يلحق بها بعض المتشكّكين من نعوت، وعيوب،كانت قد أثارتها فى الأصل زمرة من المستشرقين في منتصف القرن المنصرم ،حيث إختلقوا موضوعات لم يكن لها وجود قبلهم ،وما كانت لتعدّ مشاكل أونواقص تحول دون الخلق والتأليف والإبداع، وإنما كان الغرض منها إثارة البلبلة بين أبناء هذه اللغة، وبثّ الشكوك فيما بينهم حيالها، وهم أنفسهم يعرفون جيّداً أنّها لغة تتوفّرعلى جميع مُقوّمات اللغات الحيّة المتطوّرة الصّالحة لكل عصر، ثمّ هم فعلوا ذلك متوخّين إحلال محلّها لغةَ المستعمِر الدخيل،و جدير بنا والحالة هذه أن نذكّر فى هذا المقام ببعض المسائل،والمشاغل، والقضايا المفتعلة التى أثيرت فى هذا المضمار منها إشكاليّات : الحرف العربي ، والنحو العربي، وشكل الكلمات، والعاميّة والفصحى.. إلخ .
إشكاليّة الحَرف العربيّ
أمّا بالنسبة للحرف العربي ومعه الخطّ - الذي إحتفلت اليونسكو فى العديد من المناسبات به، وبجماليته، وطواعيته، وفنيته، وإبداعاته- فقد تعدّدت نداءات محاولات إصلاحه، وتحسينه، ولكنّها باءت جميعها بالفشل الذريع ، وظلّت الغلبة للأشكال المتوارثة التي كتبت بها عشرات الآلاف من الكتب في مختلف الميادين العلميّة والفلسفية والأدبية وسواها، زعم البعض أنّ شكلَ الحرف العربي الرّاهن وتركيبه لا يتّفق مع العصر، وأنّ رصف صفحة بالخط الفرنجي يعادل في الزّمن رصف صفحتين بالخط العربي لتزايد عيون الحرف العربي التي تتعدّد وتتغيّر بتغيير مواقعها فى الأوّل أو الوسط أو الأخيروهكذا،فقدّم لنا بعضُ الباحثين أشكالاً متباينة لخطّ جديد تشبه الى حدّ بعيد رسوم الخط الفرنجي، غير أنّ القارئ يكتشف منذ الوهلة الأولى أنها فى غالبيتها أشكال غريبة عليه يمجّها ذوقه السليم، بل إنها فى بعض الأحيان تكلّفه عناءً شديداً في هجاء حرف واحد منها ،والحقيقة أنّ جمالية الخط العربي أو حرفه لا تبارىَ ، فقد ثبت الآن أنه حرف مثالي في جمال تكوينه، وشكله، وتنوّعه، وإلتوائه، واستوائه، وتعريجاته، واختصاره، وإن الصفحة الواحدة من الكتاب العربي لو كتبت بالحرف اللاتيني لاحتاجت إلى صفحتين على الأقل، فالكتاب المؤلف من مائة صفحة بهذا الخط الجميل لا يمكن رصفه بأقل من مائتي صفحة بالحرف اللاّتيني، ثم إن تطوّر وإستعمال الحواسيب الإلكترونية المتطوّرة الحديثة تتّجه سريعاً نحو أساليب جديدة مبتكرة للكتابة ،ومعنى ذلك هو العدول بالتدريج عن أسلوب الرصف الحرفي واختصار القوالب،وقد توصّل بعض العلماء إلى إبتكار رسوم حديثة للحرف العربي لا تخرجه عن شكله، ولا تبعده عن أصله ومع إستعمال الكومبيوتر وإحتضانه،وإنتشاره وقبوله للحرف العربي بسهولة ويُسر بنجاح باهر و بنتيجة مُذهلة سقطت دعوى الداعين إلى إستبداله بالحروف اللاتينية، وبذلك يفقد خصوم هذه اللغة هذه المعركة.
إنه لمن السّخف أن نجد بين ظهرانينا من تسمح لهم أ نفسهم الدعوة إلى إستبدال الحرف العربي بالحرف اللاتيني، متّخذين ممّا إبتدعه مصطفى أتاتورك للّغة التركية مثالاً يُحتذى، وكذلك بدعوى السّهولة واليسر وضبط الكتابة، وإبراز حركات الحروف، وهذه الدعوى باطلة من أساسها ، تحمّس لها بعض خصوم هذه اللغة عرباً كانوا أم أجانب . ومن بين المفكرين الذين كانوا قد تحمّسوا لهذه الدعوى من ذوي العيار الثقيل في القرن الماضي الكاتب سلامة موسى فى مصرالذي دافع عن هذه الفكرة ، وقدّم تبريرات ومقترحات فى شأنها ،إنه يقول فى ذلك :"هذا السّخط الذي يتولانا كلما فكّرنا فى حالنا الثقافية وتعطيل هذه اللغة لنا عن الرقيّ الثقافي، تزيد حدّته كلما فكّرنا وأدّى بنا التفكير الى اليقين بأن إصلاحها مستطاع ، والقلق عام ولكنّ الجبن عن الإبتكار أعمّ .ولذلك قلّما نجد الشجاعة للدّعوة إلى الإصلاح الجريئ إلاّ فى رجال نابهين لا يبالون بالجهلة والحمقى مثل قاسم أمين ، أو أحمد أمين في الدعوة إلى إلغاء الإعراب، ومثل عبد العزيز فهمي حيث يدعو إلى الخطّ اللاتيني وهو وثبة المستقبل لو أننا عملنا به لاستطعنا أن ننقل مصر إلى مقام تركيا التى أغلق عليها هذا الخطّ أبوابَ ماضيها وفتح لها أبوابَ مستقبلها" .
ولقد قدّم سلامة موسى بعض المقترحات نجملها فيما يلي: " الحاجة إلى إلغاء الإعراب ،وميزاته أوّلا : الإقتراب من التوحيد البشري لأنه وسيلة للقراءة والكتابةعند الذين يملكون الصناعة ، أيّ العلم والقوّة والمستقبل.وهذا الخط تأخذ به الأمم التي ترغب فى التجدّد كما فعلت تركيا ، ومن المرجّح أن يعمّ هذا الخط العالم كله تقريباً.
ثانيا:حين نصطنع الخط اللاّتيني يزول هذا الإنفصال النفسي الذي أحدثته هاتان الكلمتان المشؤومتان : شرق وغرب،ويضمن لنا أن نعيش العيشة العصرية ،ولابدّ أن يجرّ هذا الخط فى أثره كثيراً من ضروب الإصلاح الأخرى مثل المساواة الإقتصادية بين الجنسين، و التفكير العلمي، والعقلية بل والنفسيّة العلمية أيضا،إلخ .
وثالثاً ورابعاً وخامساً: إننا عندما نكتب الخط اللاتيني نجد أن تعلّم اللغات الأروبية قد سهل أيضاً،فتنفتح لنا آفاق هي الآن مُغلقة."ويختم سلامة موسى بالتساؤل التالي :وبالجملة نستطيع أن نقول إن الخط اللاتيني هو وثبة في النور نحو المستقبل ،ولكن هل العناصرالتي تنتفع ببقاء الخط العربي والتقاليد ترضى بهذه الوثبة ؟.
لا ريب أن القارئ يلاحظ كم في هذه الدعوة من مغالاة ، كما يتبيّن له ولا شكّ أنّها لا تسنتد إلى أساس سليم تُبنى عليه، لا ترمى سوى إلى تشتيت التراث العربي وتشويهه. ولم يُكتب النجاح لدعوة سلامة موسى ودعوات غيره من أمثال أمين شميل ، وعبد العزيز فهمي، وقبلهما الدكتور سبيتا ،وويلمور، ووليم ويلكوكس ، وسواهم، وظلت السيطرة للحرف العربي إلى اليوم ، ثم ماذا كان سيفعل هؤلاء في كثير من الحروف العربية التى لا تجد لها رسماً سوى فى النطق العربي كحروف : الحاء، والغين ، والعين، والذال، والضاد، والطاء، والقاف،والثاء ،والهاء..إلخ. ثم ماذا سيكون موقفهم من التراث العربي الزّاخر المكتوب بحروف عربية..؟ وهكذا وئدت هذه الدعوة في مهدها .
النّحو العربيّ أو قواعد اللّغة
كثيراً ما يشتكي النشء من متعلّمي اللغة العربية من صعوبة نحوها ،وقد ذكّر البّاحث المغربي أحمد عصيد فى هذا القبيل بما سمّاه "الصّعوبات الجمّة" لهذا النّحو، حيث يقول فى ذلك :( ..ونعتقد أن الأوراش الكبرى للغة العربية والتي يعيها الأخصائيون في هذه اللغة وعيا تاماً تتعلق أساسا بضرورة النظر في النحو العربي وتحديثه بسبب الصعوبات الجمّة التي يصادفها الأطفال والكبار على السّواء في تعلمه، وكذا النظر في الإملاء وتنميطه تنميطاً حديثاً..).
والحقّ أنه ما من " نحو " في أيّ لغة من لغات الأرض إلاّ ويعاني أصحابها من هذه الشكوى . ولقد أصبح " نحو " اللغة الألمانية مضربَ الأمثال فى الصّعوبة والتعقيد، على أن قواعد اللغة العربية ليست أشدّ صعوبة من هذه اللغة أو تلك، يقول الدكتور محمد كامل حسين عن النحو العربي:" الواقع أن قواعد اللغة العربية بسيطة جدا يمكن الإلمام بها بعد درس غير مرهق ، ولا يحتاج المتعلّم بعد ذلك إلاّ الى المران على تطبيق هذه القواعد الشاملة فيستقيم بذلك لسانُه دون عناء كبير". إن الخطأ الفادح الذى يقع فيه واضعو مناهج التعليم فى معظم البلدان العربية كونهم يلقنون القواعد في صورتها الجافة قبل النصوص ،فى حين نجد القائمين على مناهج التعليم فى المدارس الأوربية على إختلافها يعوّدون التلميذ على التعامل مع النصوص فى المقام الأول، فهو يقرأ ويعيد ويحفظ من غير أن يكون ذا إلمام بعلم النحو ، ثم يطبّق بعد ذلك ما قرأه على القواعد فإذا أردنا الخروج بنحونا من صلابته علينا أن نكثر في المراحل الأولى من مناهج تعليمنا من النصوص فالتعامل مع النصّ يكسب الطالب أو المتعلّم سليقة فطرية ،ويعوّده بطريقة تلقائيةعلى أشكال الحروف وبنائها وتراكيبها وتعدّد أساليبها ، فقد وجدت النصوص مذ كانت العربية ،أمّا النحو" كعلم قائم مدوّن" فلم يوضع إلاّ فى زمنٍ متاخّر، أيّ فى القرن الأوّل الهجري على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي كما هو معروف. لقد كانت العرب إذن تنطق بالسليقة ، ولا تخطئ أبداً فى كلامها من غير أن تعلم لماذا كان الفاعل مرفوعا ولا المفعول منصوبا،كما أنّ كثيراً من علماء العربية وواضعي معاجمها المشهورة كانوا يقصدون الأعراب فى البوادي حيث العربية سليمة نقيّة غير مشوبة فيأخذون عنهم النطقَ الصحيح،ومعروف عن الزّمخشري، والأصمعي، والكسائي ،وابن خالويه،وأبي عليّ الفارسي، وابن جنّي وسواهم كانوا يؤمّون البوادي ويسجّلون المعاني المستعملة عندها.
إذن فالشكوى من النحو هي شكوى من قواعده الجافة الموضوعة في قوالب مملّة شأنها شأن القوانين الجامدة، اما اللغة العربية فالدليل قائم – قديما وحديثا - على أنّ المران والممارسة يكسبان دارسيها مهارة فائقة على التركيب السليم ،والنطق الصحيح ،وكم من متعلمٍ أو كاتب لم يدرس القواعد ومع ذلك يستطيع أن يكتب ويؤلف نتيجة الممارسة والقراءة المتواصلة، القول المعرب إذن قوامه القراءة الكثيرة، والخوض فى النصوص ، وهذا ما نرجو أن يتمّ ويعمّم فى مناهج تعليمنا ، أيّ مضاعفة حصص النصوص، وحسن اختيارالقواعد. وانطلاقاً من النصّ ودراسته نستنتج القاعدة التى بني عليها هذا النصّ،وهذا معناه التطبيق الفعلى للدراسة النظرية. وقديماً قيل : وَلسْتُ بنحويٍّ يلوكُ لِسانُه/ ولكنْ سليقيٌّ أقول فأُعْرِبُ
وكم من محاولات لتبسيط النحو العربي التي تقدّم بها غير قليل من الدارسين ظلت حبراً على ورق دون أن تغيّر شيئاً من المشكلة القائمة، أما مسألة الشاذ في اللغة الذي يخرج عن المألوف والإستعمال يظلّ صورة متحفية لنطق بعض القبائل العربية القديمة لا ينبغي أن نأخذ به، فالشاذ أو الشارد أو النادر لا حكم له كما يقال. ولعلّك لا تتّفق مع القائل : خطأ مشهور ، خير من صواب مهجور !.
مسألة الشّكل
وتنبثق عن النحو العربي مسألة اخرى يرى فيها البعض مشكلة قائمة بذاتها وهي مسألة" الشّكل" شكل الحروف العربية تفادياً للغموض واللبس والإبهام. وهناك إتهام مشهور يوجّه لأبناء اللغة العربية، في هذا الصدد، وهو أنه حتى كبار دارسيها يحارون أو يتعثّرون فى بعض الأحيان عند قراءة نصّ من النصوص العربية مخافة الخطأ او اللحن ومن أجل شكلها شكلاً صحيحاً. على حين أننا نجد القارئ الفرنسي، أو الإسباني –مثلا- حتى وإن كان دون مستوى مرحلة الثانوية العامّة يقرأ النصوصَ فى لغته بطلاقة من غير أن يرتكب خطأ واحداً، وهذه من أخطر الإتهامات التي توجّه للغة العربية، ويرى فى ذلك الباحثون رأيين إثنين، يقول الأوّل:أن اللغة العربية ليست صعبة كما يدّعون، بل إنّ النقص كامن فيمن لا يجيدها حقّ الإجادة،وإذا كان المرء عالماً بأصولها، مطلعاً على أسرارها ، دارساً لقواعدها، ملمّاً بأساليبها فإنّه لا يخطئ أبداً، في حين يذهب الرأى الآخر أن العربية فعلا تشكو من هذه النقيصة ،ففيما يخصّ شكل الكلمات على الأقل. هناك كلمات يحار المرء فى قراءتها القراءة الصحيحة وقد يقرأها على غير حقيقتها ، وهناك أخرى يمكن نطقها على خمسة أو ستة أوجه، وهذه مشكلة فى حدّ ذاتها ، ولكن كما أسلفتُ آنفا فإنّه مع المِران ،والممارسة،والقراءة المتعدّدة وتتبّع السياق كل ذلك يساعد على تفادى أمثال هذه الأمور التي لم تحلّ أبداً دون التأليف والخلق والإبداع المستمرعلى إمتداد التاريخ العربي الحافل بجليل الآثار فى كل علم.
الفُصحىَ أم العاميّة
وفي منتصف القرن الماضي حار قوم فى إستعمال الفصحى أم العامية ؟. ولقد تعدّدت الدراسات فى هذا المجال بين مؤيّد للعامية متعصّب لها بدعوى التبسيط والسهولة واليُسر ، وبين مستمسكٍ بالفصحى لا يرضى بها بديلا . والحقيقة التى أثبتتها السّنون أن الغلبة كانت للفصحى على الرغم من هذه الدعوات والمحاولات، فكم من كاتب نادى وتحمّس للعاميّة وعمل على نشرها وتعميمها ،ثمّ عاد يكتب بفصحى ناصعة صافية نقيّة، وفى فترة مّا من فترات حياة أديبنا المرحوم محمود تيمور كان قد تحوّل عن الفصحى إلى العامية بل ّنه كتب قصصاً بها غير أنه سرعان ما عاد كاتباً عربياً مبيناً ، بل ومتحمّساً كبيراً للفصحى ومدافعاً عن لوائها كعضو بارز فى مجمع اللغة العربية بالقاهرة . ودعوات الأديب اللبناني سعيد عقل ، وسواه من الكتّاب إلى إستعمال العامية معروفة وسال من أجلها حبر غزير.
هذا وقد أثير فى المغرب مؤخّرا نقاش حام حول هذا الموضوع سرعان ما خبا أواره، وخمدت ناره، حيث دعا بعضُهم إلى إستعمال " الدّارجة" (العاميّة) بدل الفصحى فى بعض مراحل التعليم ،وعزا هؤلاء عن غير رويّة، ولا بيّنة ولا علم ولا برهان المشاكل التي يتخبّط فيها التعليم فى هذا البلد وسواه إلى هذا الأمر ، ولكن هذه الدعوة الواهية سرعان ما وئدت هي الأخرى فى مهدها .
العربيّة ولغات أخرى
الدّفاع عن لغة الضّاد التي أصبحت اليوم فى نظر البعض من مكوّنات هويّات البلدان العربية، لا ينبغي أن يثنينا أو يبعدناعن العناية،الرّعاية، والإهتمام، والنّهوض، والدّفاع كذلك بشكلٍ متوازٍ عن عناصر هامّة، وأساسيّة أخرى فى المكوّنات الأساسية،والرّئيسيّة للهوية الوطنية فى هذه البلدان ، وفى حالة البلدان المغاربية على سبيل المثال ، فإنّ اللغات الأمازيغية الأصليّة فيها قد تعايشت مع لغة الضّاد منذ أقدم العصور فى هذه الرّبوع والأصقاع،فى مجتمعات تتّسم بالتعدّد والتنوّع والإنفتاح ،ليس على لغاتها ولهجاتها الأصلية المتوارثة وحسب، بل وحتى على اللغات الأجنبية الأخرى الدخيلة كالفرنسية، والإسبانية ،والإنجليزية، والإيطالية وسواها، وحسبي أن أشير فى هذا الصّدد إلى التعايش المتناغم الذي كان قائماً بين هذه اللغات برمّتها،والذي لم يمنع أبداً فى أن يكون هناك علماء أجلاّء فى هذه اللغة أو تلك من مختلف جهات ومناطق هذه البلدان،سواء فى المغرب على وجه الخصوص، وكذا فى سائر البلدان المغاربية الأخرى، أو خلال التواجد الإسلامي بشبه الجزيرة الإيبيرية، وبشكل خاص فى الأندلس،حيث تعايشت كلّ من اللغتين العربية والأمازيغية جنباً إلى جنب مع اللغة القشتالية حيث كان لهما تأثير بليغ فى لغة سيرفانتيس نفسها .
كلمات عربيّة وأمازيغيّة
ويرى المُستشرق أمريكُو كَاسْترُو أن معظمَ الكلمات الإسبانية التي لها علاقة بالعدّ، والقياس، والأكل ،والسّقي ،أو الريّ،والبناء،كلها من أصل عربي ، فَمَنْ يبني البِنَاء ؟ ألبانييل Albañil(بالإسبانية) وهو البَنَّاء ،أو الباني،وماذا يبني؟ القصرAlcázar، القبّة Alcoba ، السّطح Azoteaأو السقف (وهي بالتوالي تُنطقُ فى الإسبانية : ألكَاسَرْ،ألْكُوبَا،أسُوطييّا). وكيف وبماذا يسقي أو يروي الأرضَ؟ بالسّاقية Acequia، والجُب Aljibe ، وألبركةة Alberca (وتُنطق فى الإسبانية):أسِيكْيَا،ألْخِيبِي،ألبيركَا. وماذا نأكل بعد ذلك؟ السكّرAzúcar، الأرزArroz ،النارنجج Naranja ،الليمون Limón، الخُرشُف Alcachofa،التّرمُسAltramuces ، السّلق Acelgas، السّبانخ Espinacas(وتُنطق فى الإسبانية بالتوالي: أسوُكار،أرّوث،نارانخا،الليمون ،الكاشُوفا، ألترامويسيس ،أسيلغا، إيسبيناكاس).وبماذا تزدان بساتيننا،أوتُزَيَّنُ حدائقنا..؟ بالياسمين، JazmínوالزّهرAzahar، والحبَق Albahaca، وتُنطق بالإسبانية: أثهَار، خَاثْمين، وَألبَهاَكا)، بل إنّ هناك كلمات أمازيغية إستقرّت بدورها فى اللغة الإسبانية مثل (تَزَغّايثْ) أو الزغاية Azagaya (وتعني الرّمح) وقد أثبتها المستشرق الهولاندي الشهير"دوزي" فى معجمه ككلمة تنحدر من أصل أمازيغي، وإستعملها كولومبوس فى يومياته، و كلمة (آش) التي تُجمع ب " أشّاون" وتعني القرون ومنها إسم مدينة (الشّاون) فردوس الجبل الجميلة، ويؤكّد صاحب " الإحاطة فى أخبار غرناطة " إبن الخطيب أنّ النّهر الوحيد فى شبه الجزيرة الإيبيرية الذي يحمل إسماً أمازيغياً هو"مدينة آش" ،ونهر"وادي آش" أيّ وادي القرن وهو فى الإسبانية "Guadix "، أو "río de Acci"، "Wadi Ash"،" río Ash ".إلخ (وهكذا الأمر مع العديد من الأسماءء المتعلقة بالقبائل وبعض الضّيع والمدن مثل مدينة Teruel الإسبانية (بالقرب من سراقسطة) المقتبسة من إسم مدينة "" تروال" المغربية بالقرب من مدينة وزّان ( وهي من قبائل بربرصنهاجة)، ومدينة Albarracín وهي من" بني رزين " الكائنة فى الطريق السّاحلي الرّابط بين مدينتي تطوان والحسيمة،ومنها كلمات مثل Gomera من "غمارة" وهي عند الإسبان إسم جزيرة فى الأرخبيل الكناري، de Gomera Vélez وهذه الكلمة من إسم " بادس" وهو(إسم شبه الجزيرة المحتلة الكائنة بجوار شاطئ " قوس قزح" ونواحيها بإقليم الحسيمة)،وإليها يُنسب الوليّ الصّالح أبو يعقوب البادسي،الذي ذكره إبن خلدون فى مقدمته بكل تبجيل، وإسم بادس مستعمل بكثرة فى إسبانيا مثل:Vélez Rubio, Vélez Malaga,Velez Benaudalla,Velez Blanco ,Rio Vélez, ،ناهيك عن أسماء المنتوجات التي أدخلها الأندلسيّون إلى أوربا فى مختلف الحقول والمجالات . ويصل كاسترو إلى نتيجة مثيرة وهي أنّ فضائلَ الأثر والعمل عند العرب والأمازيغ،والثراء الإقتصادي الذي كان يعنيه هذا العمل وهذا الأثر كلّ ذلك قُدِّمَ قُرْباناً وضحيةً من طرف الحكّام الإسبان". ويختم "كاسترو" ساخراً :" فذلك الثّراء ، وذلك الرّخاء ، لم يكونا يساويان شيئاً إزاء الشّرف الوطني"..!!.
لغة الضّاد والمستشرقون
العالم يركض ويجري من حولنا ، والحضارة تقذف إلينا بعشرات المصطلحات والمستجدّات يومياً.والإختراعات تلو الإختراعات تترى فى حياتنا المعاصرة..ونحن ما زلنا نناقش ونجادل فى أمور كان ينبغى تفاديها أو البتّ فيها منذ عدّة عقود ، ترى كيف يرى كبار المستشرقين الثقات هذه اللغة بعد إنصرام هذه القرون الطويلة التي لم تنل من قوّتها و زخمها وعنفوانها وشبابها المتجدّد حبّة خردل..؟ إنها ما زالت كما كانت عليه منذ فجرها الأوّل لم يستعص عليها دينٌ ولا عِلمٌ ولا أدبٌ ولا منطق، إنّها ما زالت مشعّة، نضرة، حيّة، نابضة، خلاّقة، مطواعة معطاء، لقد شهد لها بذلك غير قليل من الدّارسين والمستشرقين ، وإعترفوا بقصب السّبق الذي نالته على إمتداد الدّهور والعصورفى هذا القبيل . يقول المستشرق الفرنسي" لوي ماسّنيون" فى كتابه ( فلسفة اللغة العربية) : "لقد برهنت العربية بأنّها كانت دائما لغةعلم ، بل وقدّمت للعلم خدمات جليلة باعتراف الجميع، كما أضافت إليه إضافات يعترف لها بها العلم الحديث ، فهي إذن لغة غير عاجزة البتّة عن المتابعة والمسايرة والترجمة والعطاء بنفس الرّوح والقوّة والفعالية التى طبعتها على إمتداد قرون خلت،إنها لغة التأمل الداخلي والجوّانية ، ولها قدرة خاصّة على التجريد والنزوع إلى الكليّة والشمول والإختصار..إنها لغة الغيب والإيحاء تعبّر بجمل مركزة عمّا لا تستطيع اللغات الأخرى التعبير عنه إلاّ في جُمَلٍ طويلة ممطوطة". إنّه يضرب لذلك مثالاً فيقول:" للعطش خمسُ مراحل فى اللغة العربية ،وكلّ مرحلة منه تعبّر عن مستوى معيّن من حاجة المرء إلى الماء ،وهذه المراحل هي: العطش، والظمأ، والصَّدَى،والأُوّام، والهُيام ، وهو آخر وأشدّ مراحل العطش، وإنسان "هائمٌ" هو الذي إذا لم يُسْقَ ماء مات"، ويضيف ماسّينيون :"نحن فى اللغة الفرنسية لكي نعبّر عن هذا المعنى ينبغي لنا أن نكتب سطراً كاملاً وهو"إنه يكاد أن يموت من العطش" ولقد أصبح "الهيام"(آخر مراحل العطش وأشدّها) كناية عن العشق الشّديد. وآخر مراحل الهوى، والجوى، والوله، والصّبابة.ويرى "بروكلمان" أنّ معجم اللغة العربية اللغوي لا يضاهيه آخر في ثرائه. وبفضل القرآن بلغت العربية من الاتّساع إنتشاراً تكاد لا تعرفه أيُّ من لغات الدنيا. ويرى "إدوارد فان ديك": أنّ العربية من أكثر لغات الأرض ثراءً من حيث ثروة معجمها وإستيعاب آدابها". المستشرق الهولاندي "رينهارت دوزي" (صاحب معجم الملابس الشهير): يقول" إنّ أرباب الفطنة والتذوّق من النصارى سحرهم رنين وموسيقى الشّعر العربي فلم يعيروا إهتماما يُذكر للغة اللاتينية، وصاروا يميلون للغة الضاد، ويهيمون بها."
"يوهان فك": يؤكّد أن التراث العربي أقوى من كلّ محاولة لزحزحة العربية عن مكانتها المرموقة فى التاريخ". جان بيريك:" العربية قاومت بضراوة الاستعمار الفرنسي في المغرب، وحالت دون ذوبان الثقافة العربية في لغة المستعمر الدخيل". "جورج سارتون":" أصبحت العربية في النّصف الثاني من القرن الثامن لغة العلم عند الخواصّ في العالم المتمدين". وهناك العشرات من أمثال هذه الشهادات التي لم تُخْفِ إعجابها الكبير بلغة الضاد يضيق المجال لسردها فى هذا المجال. ويرى معظمُ هؤلاء والحالة هذه أنّ العربية غيرعاجزة عن المتابعة، والمسايرة، والترجمة بنفس الرّوح، والزّخم، والفعالية التى طبعتها بإستمرار،وربما كان العجز كامناً، وساكناً، فى أصحابها، وذويها، وأهلها، ومتعلّميها، ومُستعمليها.
* خبير سابق فى مكتب تنسيق التعريب فى الوطن العربي الذي يوجد مقرّه الدّائم بالرّباط، التابع للمنظمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم (الألكسُو)، عضوالأكاديميّة الإسبانيّة- الأمريكيّة للآداب والعلوم - بوغوطا- (كولومبيا).

الجمعة، 1 يوليو 2016

بالإحصائيات والأرقام..هذا عدد السكان والسكنى بالمغرب

بعد عامين من الانتظار، كشفت المندوبية السامية للتخطيط عن النتائج التفصيلية الخاصة بالتعداد العام للسكان و السكنى لسنة 2014، والمنجزة مابين فاتح شتنبر و 20 شتنبر 2014.
وقبل نشر هذه النتائج، ولتسهيل ولوج المستخدم إلى الأنترنيت، تم اعتماد التكنولوجيات الحديثة، أثناء استغلال معطيات الإحصاء العام السادس للسكان والسكنى، وذلك من خلال تبني القراءة الآلية للوثائق دون اللجوء إلى الخبرة الأجنبية كما كان عليه الأمر سنة 2004، بل الاعتماد فقط على أطر المندوبية بعد أن راكموا تجربة وكفاءة في هذا المجال، من خلال إظهار مجموعة من البيانات التي تغطي الموضوعات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
ففيما يخص النمو الديموغرافي، أكدت مندوبية الحليمي أن عدد سكان المملكة المغربية، بلغ في شتنبر من سنة 2014، ما مجموعه 33 مليون و848 ألف و242 نسمة، مبرزة أن عدد الذكور بلغ 16 مليون و747 ألف و522، بينما وصل عدد النساء إلى 16 مليون و862 ألف و562. مضيفة أن عدد السكان في المناطق الحضرية بلغ 20 مليون و284 ألف و436 شخصا، في حين تمثل الريف 13 مليون و325 ألف و648 نسمة، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عاما يقطنون في المناطق الحضرية حيث يمثلون نسبة 62.4 في المائة، ونفس الفئة العمرية تمثل 59.0 في المائة بالأرياف.
وأضافت مندوبية التخطيط، أن 70،2 في المائة من الساكنة يتمركزون، حسب التقسيم الجهوي الجديد للمملكة، بخمس جهات، تضم كل واحدة منها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة، تتقدمها جهة الدار البيضاء الكبرى سطات، بستة ملايين و862 ألف، تأتي بعدها، على التوالي جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وجهة مراكش – آسفي، وجهة فاس – مكناس، وجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، كما أظهرت نتائج هذا الإحصاء أن متوسط حجم عدد الأسر في المغرب وصل في عام 2014، 4.6 أشخاص لكل أسرة، مشيرة إلى أن عدد السكان النشيطين في المغرب وصل إلى 11548464، 9030773 منها ذكور، و2517691 وإناث.
وعلى صعيد آخر، كرست المندوبية جزءا من دراستها للغات المحلية التي يزخر بها المغرب المتنوع، حيث بينت النتائج أن 90،9 في المائة من المغاربة يتحدثون “الدارجة” كلغة متداولة بين الجميع، في حين بلغت نسبة “تشلحيت” 14.1 في المائة، ناهيك عن لهجة “تمازيغت” ب7.9 في المائة، و”تاريفيت” التي يتكلم بها أهل الشمال ب4.0 في المائة، وأخيرا “الحسانية” بجنوب المملكة والتي تحتكر حصة 0.8 في المائة. كما سلطت الضوء كذلك على معدل تواجد المعدات المنزلية، حيث كشفت النتائج أن الهاتف المحمول هو الذي يؤدي أكبر معدل اختراق للبيوت المغربية بنسبة 94.3 في المائة، يليه جهاز التلفاز ب92.5 في المائة، وبالنسبة لبقية المعدات هناك الثلاجة ب85.1 في المائة، والأطباق ب84 في المائة، والإذاعة ب 52.6 في المائة، وجهاز الكمبيوتر ب25.4 في المائة، وشبكة الإنترنيت ب 19.3 في المائة، والهاتف الثابت ب13.5 في المائة.
وأشارت المندوبية السامية للتخطيط، إلى أنها عبأت أزيد من 53 ألف باحث أطرهم حوالي 20 ألف مراقب ومشرف لإنجاز مختلف العمليات المرتبطة بالإحصاء العام السادس للسكان والسكنى سنة 2014، مضيفة أنه من أجل ضمان إحصاء كافة القرى والمدن على امتداد التراب الوطني وفقا للمعايير الدولية، قامت بمسح خرائطي شامل لجميع ربوع المغرب أثمر عن تجزئة المجال الوطني إلى أزيد من 48 ألف منطقة إحصاء.

الخميس، 16 يونيو 2016

عناصر النموذج الاقتصادي المغربي

عبد النبي أبوالعرب
يعيش المغرب منذ الألفية الثالثة دينامية مستمرة, من أهدافها الأساسية تحقيق النهضة الاقتصادية، والتي يمكن أن نحدد معالمها في تسعة عناصر مهيكلة تحدد طبيعة النموذج الاقتصادي المغربي اليوم، وهي كالتالي :
أولا - تنمية الاستهلاك الداخلي : حيث عرف الاستهلاك الداخلي تطورا ملحوظا منذ سنوات, أصبح معه محركا أساسيا للنمو الاقتصادي الوطني. وقد شملت هذه العملية جميع المجالات الاستهلاكية, وعلى رأسها العقار والسياحة الداخلية والاستهلاك المنزلي والسيارات ...
ثانيا - الدولة المقاولة والاستثمار العمومي : لقد ارتفع الاستثمار العمومي تدريجيا من حوالي 40 مليار درهم سنة 2003 إلى حوالي 186 مليار سنة 2015، حيث يحقق الاستثمار العمومي في المغرب أحد أكبر النسب في العالم مقارنة بالميزانية العامة للدولة.
ثالثا – الإنتاجية التصديرية : وقد تم تفعيل هذا المنحى بداية من خلال تحديد المهن الدولية التي يمكن فيها للمغرب تحقيق نتائج إيجابية في وجه المنافسة الدولية. وهو الرهان الذي ربحه المغرب، خاصة في قطاعي السيارات والطائرات.
رابعا - السياسات القطاعية : اعتمد المغرب استهداف قطاعات بعينها بما يناسبها من المخططات الاستثمارية لأجل النهوض بها وهيكلتها والرفع من إنتاجيتها وتنافسيتها, مع ربطها بأهداف الرفع من القدرة التصديرية للاقتصاد الوطني. ونخص بالذكر في هذا الإطار مخطط المغرب الأخضر ومخطط أليوتيس والرؤية السياحية والصناعة التقليدية...
خامسا – الانفتاح التجاري الخارجي : لقد تم التوقيع إلى اليوم على عدة اتفاقيات للتبادل التجاري الحر, على رأسها اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي, واتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة واتفاقية أكادير بين المغرب ومصر وتونس والأردن, واتفاقية التبادل الحر مع تركيا وغيرها من الاتفاقيات الثنائية.
سادسا - الاستثمار الخارجي : أصبح المغرب مجالا جذابا للاستثمار الخارجي، مكنه من تحقيق نتائج ايجابية باستمرار، جعلته يحتل المراتب الأولى أفريقيا على مستوى جلب الاستثمارات، بمعدل سنوي يبلغ حوالي 30 مليار درهم.
سابعا – تشجيع القطاع الخاص : حيث تتعدد البرامج المشجعة للمقاولة, تهدف كلها إلى المزيد من هيكلة الشركات, وتنمية كفاءاتها ومؤهلاتها ومنها برامج رواج وانفتاح وتسويق وجودة وامتياز ومساندة وانطلاق وتطوير وإنماء، وغيرها من البرامج ...
ثامنا - التوازنات الماكروقتصادية : أظهرت الحكومة حرصا قويا على تخليص الدولة من الإكراهات المالية التي تعوز قدرتها على القيام بمهامها الإستراتيجية في الاستثمار من خلال عدد من الإجراءات، وعلى رأسها نفقات صندوق المقاصة وعملية المساهمة الابرائية والرفع من جودة الأداء الضريبي .. وغيرها من الإجراءات التي مكنت من خفض عجز الميزانية من 9.7 سنة 2012 إلى 3.7 في أفق نهاية 2016.
تاسعا - القطاع البنكي والمالي: يعتبر القطاع البنكي الوطني اليوم من عناصر فعالية الاقتصاد الوطني وقوته الضاربة، خاصة في عمقه الأفريقي. وهي تلعب دورا أساسيا في كل المشاريع الاستثمارية المهيكلة وفي تشجيع الاستهلاك الداخلي, ومشاريع التوسع التجاري التي يدفع بها المغرب اليوم في اتجاه الأسواق العالمية, والأفريقية خاصة.
وفي الخاتمة، لا بد من الإشارة إلى التحولات العميقة التي نجح النموذج الاقتصادي للمغرب في تحقيقها من خلال هذه العناصر التسعة، وتتلخص في أربع مستويات : الخروج من منطق الريع إلى منطق المنافسة, الانفتاح التجاري عوض الحماية الجمركية, استهداف الأسواق الدولية عوض الانكفاء على السوق المحلي بمنطق الريع, والاندماج في المحيط العالمي بدل الانغلاق والقطيعة.
*أستاذ جامعي، دكتوراه في علوم التدبير والتسويق

الخميس، 12 مايو 2016

اين هي الحرية ؟ (شعر)



افتقدت  الحرية ولم اجد لها عنوان.
 لم اجد سوى كتابات بالوان الكرفيتي على الجدران ,
  لم اجد  سوى خربشات قطعة فحم
في   زقاق حي خلفي  كتبت خلسة تحت جنح الظلام ..
وخطوط قزمى تزاحمت 
 فوق حيطان زنزانة  نكاية في السجان.
لم اجد سوى انانيات  وراء اقنعة  وكلام رنان .
  حرية ....كرامة ...عدالة ...وحقوق ...انسان .
صخب ومزايدات  وتشدق في وكلام في كلام .
والبطش والقهر  والقتل والتهجير في كل مكان .
لم  اعد أرى في الأدميين سوى  ..
جلاد لبس ثوب الوعاظ او الة قتل في جلد انسان .
او  منبطح   وصولي   ازكمت قذارته انوف العيان .
ليس في دمه سوى الغنيمة وفي  فمه  دعوات  النجاة بالجلد وللغير الطوفان  .
يا حسرة على البشر  من قتل فيهم الانسان؟.

موسى المصلح

الانتماء إلى “الپّام”… في الحاجة إلى دراسة نفسية


حسن حمورو /مجلة كود (المغرب)
يجد المتتبع للمشهد الحزبي صعوبة في ايجاد مسوغات ومبررات معقولة ومقبولة تفسر الانتماء الى حزب الأصالة والمعاصرة، و صعوبات أخرى تتعلق بايجاد معطى ناظم يفسر على ماذا يجتمع أعضاء هذا الحزب، معطى مرتبط بطبيعة الحال بمصلحة الوطن والمواطنين.
الذي يدفع إلى المجازفة في هذا الحكم، هو ما تناقلته طيلة الايام الماضية المنابر الصحافية، حول سلوكات غريبة وشاذة لمنتخبين ينتمون لهذا الحزب، قاموا بها في اجتماعات رسمية لمؤسسات دستورية، من المفروض أن تكون فضاء لتجسيد قيم الحوار والاحترام المتبادل، التي يُفترض أن الأحزاب السياسية تشكل فضاء للتربية عليها.
قبل أيام تم تداول مقطع فيديو لمستشارة جماعية من “البام” بمجلس ميدلت، وهي تخرب ميكروفون قاعة تحتضن اجتماعا للمجلس، وتقتحم طاولة الاجتماع بلغة التهديد والوعيد والاتهام، أمام حيرة الحاضرين واستغرابهم لهذا السلوك غير المألوف على يبدو عنده
بل أيام أيضا تداولت مواقع اليكترونية صورة منسوبة لمستشار من الحزب نفسه بجماعة مرس الخير، وهو يعبر بطريقته الخاصة، عن مواقفه وعن اختلافه مه رئيس المجلس المنتمي الى حزب الاصالة والمعاصرة، بعد أن اختار أمام ذهول الجميل الوقوف فوق طاولة الاجتماع موجها قنينة ماء نحو الرئيس.
الشذوذ في السلوك وفي الموقف صفة تكاد تكون لصيقة بحزب الاصالة والمعاصرة، ولعل عودة سريعة وبسيطة الى الأرشيف القريب لهذا الحزب توضح ذلك، وإلا فبماذا يمكن أن نصف ما قام به أعضاء فريقه بمجلس الرباط قبل أسابيع، بعد أن تهجموا على منصة الرئاسة في إحدى دورات مجلس المدينة، واعتدوا جسديا على كاتب المجلس وعاتوا تخريبا وتكسيرا، تحت أعين الجميع بمن فيهم ممثلو السلطة وممثلو وسائل الإعلام، وبماذا يمكن أن نسمي ما قام به برلماني من الحزب في لحظة إحساس بعظمة مزيفة وهو يهدد قاضية ببرشيد، ثم بماذا يمكن أن نصف التأويل الشهير لرئيسة فريق هذا الحزب بمجلس النواب، لعبارة عادية لرئيس الحكومة وردت في سياق محدد، بل الأعمق بماذا يمكن أن نصف حديث زعيم الحزب بانتشاء عن إمامته للمصلين بدون وضوء.
هذه أمثلة فقط على سبيل توضيح أن شيئا غريبا وحده يُمكّن من فهم فيما يشترك فيه أعضاء “البّام”، لأن عديد مشاهد بصم عليها منتمون إلى الأصالة والمعاصرة قيادة وقواعد إذا جاز التعبير، يعجز فعلا منطق الأشياء على استيعابها والقبول بها، بدء بحيثيات تأسيسه، ورضى من وصلوا منه إلى مواقع المسؤولية العمومية بطرق قابلة للتصنيف تحت أي مسمى غير اسم الديمقراطية، وكثير منهم لا يجدون أدنى حرج ولا ذرة خجل وهم يقفون أمام الكاميرات والميكروفوات وفوق المنصات يتحدثون عن “مواجهة الاسلاميين وحماية المسلمين”، وعن الوطن والملكية وعن الديمقراطية بلا حياء.
 وحدها نظريات علم النفس ربما، قد تساعد على فهم ظاهرة الانتماء لحزب الأصالة والمعاصرة، والإصرار على الترشح معه والبقاء فيه، بعد ظهور كافة القرائن على أنه مجرد تجميع لقطع غيار غير متجانسة لأداء وظيفة محددة، خاصة أنه لم يُقنع بتوفره على خلفيات فكرية واضحة أو انطلاقه من أطروحة وبدائل حقيقية وواقعية لما هو مطروح في الساحة.
يبدو إذن أننا كمغاربة في حاجة إلى دراسة نفسية تُجرى على عينات من هذا الحزب، تكشف لنا نتائجها عن مسببات الالتحاق به ودواعي التصويت له، ما دام أن من يقفون وراء استمراره بهذه الصورة المشوهة، لم يقنعونا بالسياسة أنه جدير بالبقاء!

الاثنين، 2 مايو 2016

بعيدا عن تطمينات الخارجية المغربية

قلم نور الدين مفتاح /الايام 24
مع قرار مجلس الأمن الأخير تجنبنا الأسوأ دون أن نحصل على أي شيء ، والغريب هو أن بلاغ وزارة الخارجية التي يقودها ثلاثة وزراء بالتمام والكمال احتفى بالقرار 2285 على الرغم من انه يشكل طعنة لنا في تطورات قضية وحدتنا الترابية، واعتبره انتكاسة صارخة لجميع مناورات الأمانة العامة للأمم المتحدةء، كما شكر الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن على تبصرهم في تبني القرار الاخيرالذي: "يمكن من مواصلة  هادئة لجهود هيئة الامم المتحدة في هذا الملف" ، والاستثناء في بلاغ وزارة الخارجية كان هو التأسف على موقف الولايات المتحدة الامريكية دون ذكرها بالاسم التي صاغت المشروع الاول للقرار الذي حاول الضغط على المغرب وإضعافه  بما يتنافى  حسب البلاغ مع روح الشراكة التي تجمعها مع المغرب.

فهل سياسة التطمين التواصلي الرسمي للراي العام المغربي في قضية وحدته الترابية ستكون منتجة؟ بالطبع لا لسبب بسيط هو أن الحقيقة هي الوسيلة الوحيدة للتعبئة الشعبية في تطورات يبدو أن لا سند لنا في النهاية إلا الجبهة الداخلية ، وهذه هي حقيقة الموقف الذي تجاهلته وزارة الخارجية ضدا على حق الرأي العام في معرفة ما ينتظره :

-  القرار يفرض على المغرب بلغة ديبلوماسية اعادة المكون المدني في بعثة المينورسو الذي طردناه  والتغيير الطفيف بين المشروع الامريكي الأصلي والقرار النهائي لمجلس الأمن هو استبدال الفورية بثلاثة أشهر ، بمعنى ان هناك نوع من حفظ ماء الوجه للمغرب لا أقل ولا أكثر

- القرار لا يوبخ الأمين العام على انزلاقه حين زيارته لمخيمات أندوف بل ينوه بمجهودات بان كيمون ومبعوثه للصحراء كريستوفر روس، مما سيجعل منهما خصمين وحكمين في آن

- القرار لا يتحدث عن  الاستفتاء كخيار متجاوز، بل يكرسه ضمن خيارات أخرى ومنها الحكم الذاتي إذا وافقت عليه الأطراف وهذه متاهة ضاع وسيضيع فيها المقترح المغربي 

- الولايات المتحدة الامريكية أصبحت خصما رسميا للمغرب في قضيته الوطنية، فهي التي كتبت الصيغة المتشددة لقرار مجلس الأمن، وهي التي قاومت بشراسة كل محاولات تليين صيغة القرار الاممي، وحتى وإن كان جلالة الملك قد استبق هذا الموقف بمهاجمة مؤامرة تمزيق المغرب في القمة المغربية الخليجية ملمحا لواشنطن، فإننا لحد الان لم نملك. امام التحيّز الامريكي، الا التأسف   

- في نفس الخطاب الملكي تم طرح البديل الروسي للحليف الامريكي ، ولكن يمكن تلخيص موقف موسكو في مجلس الأمن بكلمتين هما الصدمة والخذلان، فروسيا وبريطانيا عارضتا تليين صيغة القرار الامريكي باقتراح من فرنسا، وطلب ممثل روسيا مهلة لاستشارة حكومته، وكانت النتيجة هي الامتناع عن التصويت ومعناه أن روسيا رفضت التليين ولم تصوت ضده لان هذا التصويت سيُصبِح فيتو ولن يصدر القرار

- الدرس الروسي قاسي اذ على الرغم من زيارة ملكية رسمية ومكالمة هاتفية مطولة مع بوتين، وورود نية تحالف قوي للمملكة مع روسيا، فضل بوتين بعد زيارة خاطفة للوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال لموسكو ،ان يرجح كفة تحالفه القديم القادم من زمن الحرب الباردة مع الجزائر على تحالف واعد مع المغرب

- شئنا ام أبينا سيُصبِح مشكلنا ليس مع الأمين العام للأمم المتحدة، ولكن مع الامم المتحدة نفسها ما دامت غير مستعدة البثة للتخلي عن اعتبارها إقليم الصحراء يقع تحت الادارة المغربية وليس سيادتها، وما دامت تعتبر أن هناك شعب صحراوي أصلا وما دامت مرتبطة بتفسير متقادم لتقرير المصير المتمثل في الاستفتاء( ولابد من التذكير أن الراحل الحسن الثاني هو الذي اقترح الاستفتاء في نيروبي سنة1982) وما دامت غير مستعدة لإعطاء مقترح الحكم الذاتي الا كلمتين مكرورتين لا تقدمان ولا تؤخران وهما "جدي وذو مصداقية"، وهنا لابد أن يعرف المغاربة على ماذا نحن مقدمون؟

- لقد تحول الخلاف في قضية الصحراء احيانا الى إهانة للدولة المغربية من قبيل رجوع أمينو حيضر الى الصحراء رغم عدم اعترافها بالجنسية المغربية واستمرار كريستوفر روس في مهامه رغم سحبنا الثقة منه وهذا اتجاه قد يتعمق بعودة المكون المدني للمينورسو مما يطرح السؤال الجدي حول ما اذا كانت لنا بالفعل وسائل سياستنا وتحدياتنا؟ 

- الواقع اليوم أن لا حليف لنا إلا المغاربة أنفسهم، وقواتنا المسلحة الملكية، لذلك وجب الاهتمام بالجبهة الداخلية بتعميق الخيار الديموقراطي وردم هوة الفوارق الاجتماعية والقطع السريع مع الريع والابتزاز في الصحراء، فالواضح ان أياما عصيبة تنتظرنا وبداية المواجهة تكون بقول الحقيقة للمغاربة

السبت، 30 أبريل 2016

وصبرا جميلا آل حلب




حلب يا مدينة تغتصب 
يا سبة في جبين العرب 
يا دما يراق حتى الركب 
يا خنجرا في الظهر والقلب
تكالب عليك الشرق والغرب
طوابير شهدائك صاروا من غير عد
ايامك لبست لون الموت من غير غد
أطفال ونساء وشيوخ تقتل من غير ذنب
تبا لروسيا وامريكا والغرب
وبشار وكل عابد للكرسي والمنصب
وكل المتخاذلين من حثالة العرب
حسبك الله ايتها المدينة الثكلى
وصبرا جميلا آل حلب


           موسى المصلح

الجمعة، 22 أبريل 2016

اضمم يديك وناج الاله (شعر)


قد تستعصي الاماني ويصعب الهين  .
وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن  .
وتقسوا الأيام وتشتد محنتها .
وتمضي الحياة  كما يحلو لها .
بين عسر ويسر وفرح وحزن .
حتى ادا اسودت وطال ليلها,
وادار لك العيش ظهر المجن .
اضمم يديك وناج الاله,
يأتيك فرج الله  من غير ادن .
فتشرق شمس المني  وتحلو الحياه.
وتهب الرياح  بما  تشتهي السفن.
ومن يخشى  الله في السر  والعلن
تدركه رحمة الرحمان  عند  المحن  ,
  موسى المصلح
 

السبت، 16 أبريل 2016

عندما تغني مصر لحن الاطلس المتوسط المغربي !!




حمزة نمرة يغني أغنية إناس إناس لمحمد رويش من قلب لندن .
الاٌغنية للراحل محمد رويشة وكلماتها:
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان = قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان
اونا وريوفين مغاس ايش إونا ذتمون = من لم يجد ما يقدمه للحبيب
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان = قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان
اورذا ايسناقس د صارث غاس الجيب إخوان = لا ينقص من كبرياء المرأ إلا الفقر
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان = قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان
الدنيت اوريتريت الدنيت اوريتريت = يا ايتها الدنيا لماذا لاتريديني
ورساري توطيت انمون اناس اناس = يا ايها الزمان لماذا لا تنتظرني
مايريخ مايريخ أداسيخ إزمان = ماذا عساي أفعل للزمان
اسينغا اسينغا القنض اباعدي اوبريد دوسمون = اشتقت للحبيب والطريق اليه بعيدة
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان = قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان
نك ايا يتما ايستهل ما ديتمون = انا يا اخوتي استحق الرفقة
ايناس انياس ا بابا = قل له قل له يا ابي
مايريخ مايريخ أداسيخ إزمان = ماذا عساي أفعل للزمان

غال ياوطن












غال ياوطن...
وطني العربي المحبوب ,
وطني العربي المغصوب ,
لله درك يا وطن.
توالت عليك الخطوب ,
تكالبت عليك المحن.
من غدر الشرق ومكر الغرب,
من قر الشمال ..من حر الجنوب ,
لكنك عصي يا وطن.
غال يا وطن...
مها قتلونا مهما شردونا مهما ذقنا من محن .
لن نعق ولن تنطفي جدوة حبك يا وطن.
قد نموت في بغداد ونقتل في غزة ونقصف في عدن.
قد نهجر قسرا من ادلب قد نصبح لاجئين في الغرب .
لكن سنحملك معنا دوما .... في القلب والبدن .
لا نك غال يا وطن .
موسى المصلح