السبت، 26 يوليو 2014

مليارديرات “حماس″ فرية الاعلام المصري المأجور


atwan-ok.jpg77



عبد الباري عطوان

ان تستمر الحملة الاعلامية التي تشنها صحف ومحطات تلفزة مصرية على حركة المقاومة الاسلامية “حماس″ وفصائل اخرى في الوقت الذي يستمر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ويزداد شراسة، وتتصاعد ارقام الشهداء والجرحى، من الاطفال خصوصا، فهذا امر معيب تتحمل مسؤوليته السلطات المصرية التي تمادت في الاساءة للشعب الفلسطيني، ولم تحترم الحد الادنى من “اخلاقيات” خصومه اخترعتها هي، مستغلة ضعف الطرف الآخر، ومن منطلقات استعلائية غير مفهومة وغير مقبولة معا.

فمن العار ان تظهر مذيعات ومذيعون مصريون على الشاشات المصرية وينتصرون لبنيامين نتنياهو ويطالبونه باكمال حرب الابادة حتى القضاء على آخر فلسطيني في قطاع غزة، ومن العار ايضا ان تمتلأ صحف مصرية بمقالات تخطّيء المقاومة وتحملها مسؤولية العدوان على القطاع، وتتشفى بدماء الاطفال والشهداء، و”تزغرد” ابتهاجا بكل غارة اسرائيلية تطلق صواريخها وحممها لتمزيق اللحم الفلسطيني  وتشرد مئات الآلاف في العراء وفي شهر رمضان الكريم.

من يتابع حملات الحقد والكراهية هذه يتبادر الى ذهنه ان الشعب الفلسطيني احتل مصر، وانتهك عرض نسائها، ونهب ثرواتها واذل رجالها وحول مياه نيلها، وفرض عليها حصارا تجويعيا خانقا، تماما مثلما فعل “الهكسوس″ او التتار وكل الغزاة الآخرين.

قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته عن 150 ميلا مربعا، ويعتبر اكثر مناطق العالم ازدحاما بالسكان، اصبح في نظر الكثير من الاعلاميين المصريين دولة عظمى تملك قنابل نووية، وتشكل الخطر الاكبر على امن مصر واستقرارها حتى في ظل المجازر التي يتعرض لها على ايدي الاسرائيليين على مدى عشرين يوما من القصف المتواصل برا وبحرا وجوا.

***

مظاهرات احتجاج على هذا العدوان انطلقت في معظم العواصم العالمية: في لندن، في باريس، في واشنطن، في الهند، في باكستان، في بنغلاديش، ولا مظاهرة واحدة في القاهرة ترتقي الى مكانة مصر ودورها وتعكس روابط الجوار والتاريخ المشترك.

صبرنا كثيرا على هذه الحملة، وقررنا عدم الرد لان معركتنا ليست مع مصر، ولن تكون، ولان العدو الذي يسفك الدماء هو اسرائيل المدعومة امريكيا وغربيا، ولاننا اعتقدنا ان هذا العدوان الوحشي قد يعيد احياء بعض الضمائر الميتة، او يحرك مشاعر الاخوة والمحبة، ولكن اعتقادنا لم يكن في محله للأسف.

فتحنا اعيننا هذا الصباح على تقرير طويل نشرته صحيفة مصرية، تعتبر واحدة من الاوسع انتشارا، نقلا عن صحيفة اسرائيلية تدعى “غلوبس″ يكشف النقاب عن الحسابات البنكية الخاصة بقيادات حركة “حماس″، وزعم التقرير ان السيد اسماعيل هنية يملك اربعة مليارات دولار، بينما تصل ثروة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة من 2 ـ 5 مليارات، اما السيد موسى ابو مرزوق فتبلغ ثروته ثلاثة مليارات دولار، علاوة على اساطيل السيارات الفارهة والشقق الفخمة في عواصم عالمية.

الحديث عن ثروات القادة الفلسطينيين بهذه الصورة المضخمة ليس جديدا في مصر، فقد قرأنا تحقيقات ومقالات في هذا الخصوص لاقلام معروفة في حينها مثل موسى صبري وانيس منصور وصلاح قبضايا، صبت كلها في تصعيد الكراهية للشعب الفلسطيني وتحريض الشعب المصري ضده، وبما يبرر زيارة الرئيس محمد انور السادات للقدس المحتلة ومخاطبة الكنيست، وتوقيع اتفاقات كامب ديفيد بعد ذلك في نسف للارث القومي المصري الذي بناه وعزز اسسه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وجعل قضية فلسطين ومواجهة المشروع الاسرائيلي العدواني عنوانه الرئيسي.

نفهم، ولا نتفهم مطلقا لجوء الرئيس السادات الى هذا التحريض الاعلامي كضربة استباقية لتوفير الغطاء لشق الصف العربي والتفريط بحقوق العرب المشروعة في فلسطين، ولكن لا نفهم لماذا يلجأ الرئيس عبد الفتاح السيسي للاسلوب نفسه، بل ما هو اشرس منه، وفي مثل هذا التوقيت التي تتعرض فيها الامتين العربية والاسلامية الى مثل هذا العدوان الدموي الوحشي؟

انا اعرف شخصيا جميع قادة “حماس″ الذين وردت اسماؤهم في هذا التقرير المفبرك، فالسيد هنية ما زال يعيش في مخيم الشاطيء للاجئين الفلسطينيين وفي بيت بسيط ومتواضع جدا، ويعيش حياة متقشفة مثل باقي اهل المخيم، ويمكن ان يتعرض للاغتيال في اي لحظة، اما الدكتور موسى ابو مرزوق فلا يبعد بيته في مخيم “يبنا” عن بيتنا في مخيم اسدود في رفح الا خمسين مترا، وتوفيت والدته في البيت نفسه ولم تنقل للعلاج في مصر او غيرها من المرض الذي اقعدها، وقول الصحيفة نفسها انه ذهب الى امريكا في التسعينيات، نقلا عن شهادة ضابط اسرائيلي، من اجل الحصول على اموال لتمويل ودعم حركة “حماس″ من شخصيات امريكية ثرية، فلا يستحق التعليق عليه، لان الدكتور ابو مرزوق كان في حينها معتقلا في احد السجون الاسرائيلية، وكنت ارسل له اشتراكا يوميا في الصحيفة التي كنت اترأس تحريرها في لندن، وعلى تواصل دائم معه.

وبقي السيد خالد مشعل الذي قالت الصحيفة انه يملك خمسة مليارات دولار، وانا شخصيا زرته في مكتبه وبيته في دمشق، واعرف جيدا انه زوّج ابنته من احد كوادر حركة “حماس″ وهو شاب بسيط ينتمي الى اسرة معدمة من مخيم اليرموك في سورية، وكان حفل الزفاف متواضعا جدا.

لو قالت الصحيفة المصرية ان ثروة هؤلاء بالملايين، وهي ليست كذلك حتما، ربما وجدت من يصدقها، ولكن بالمليارات فهذا ابشع انواع الفبركة ولدينا مثل يقول “كيف عرفتها كذبة فيرد لانك كبرتها”.

من يقف خلف نشر هذا المقال ليس غبيا ويعرف جيدا ماذا يفعل، فعندما يقرأ اشقاؤنا البسطاء المعدمين الذين يعيشون على الكفاف في مصر مثل هذه الارقام يميل معظمهم الى تصديقها للأسف، وانا تعلمت في الجامعات المصرية، واعرف تأثير الاعلام وحملاته على البسطاء، وتابعت كيف نجح هذا الاعلام في تحويل توجه الشعب المصري من المحبة المطلقة للعرب والعروبة الى الكراهية الحاقدة لهم عندما اراد الرئيس السادات نقل البندقية من الكتف الروسي الى الكتف الامريكي، وحرف السياسة المصرية تجاه التطبيع مع اسرائيل ورفع علمها في قلب القاهرة.

***

سنظل، ورغم جرحنا الغائر من جراء هذه الحملات الاعلامية الظالمة، نثق بالشعب المصري الشقيق ونعتبره عمقا وسندا لنا وللعرب جميعا، فهذا الشعب الذي قدم اكثر من مئة الف شهيد نصرة للقضية الفلسطينية لا يمكن الا ان يكون في خندقها، وان حملات التحريض هذه، على شراستها، ستظل محدودة الاثر، ومجرد سحابة عابرة مثل كل سابقاتها، اما الزبد فيذهب هباء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض”.

مصر العراقة والتاريخ ونصرة المظلوم والانتصار لقضايا الحق والعدل التي عرفناها واحببناها لن تتغير في اذهاننا، وسنورث حبها، وعرفاننا بجميلها، لكل ابنائنا واحفادنا، اما هؤلاء الذين يتطاولون على اشقائهم المحاصرين المجوعين الذين يعيشون تحت القصف وينتظرون الشهادة في اي لحظة، ويقفون في خندق العدوان الاسرائيلي، فلا يسيئون للشعب الفلسطيني بقدر ما يسيئون لمصر والى دينهم وعقيدتهم، وارث شعبهم وتاريخه المشرف في الانتصار لقضايا الحق والعدل.

نحن متيقنون ان شرفاء مصر هم الاغلبية الساحقة، وهؤلاء لا يمكن ان يقبلوا بهذه الاساءات لمصر قبل الشعب الفلسطيني وبهذه الطريقة الهابطة والمستهجنة، اساءات لاناس يقفون في خندق المواجهة لعدو شرس دموي يتآمر على مصر ودورها ومكانتها ونيلها.

                                                                   المصدر /رأي اليوم

الخميس، 24 يوليو 2014

والنصر لغزة الأبية

Résultat de recherche d'images pour "gaza photo raid israelien"
بقلم /موسى المصلح    
يبدو أن متشددي  الحركات التمزغواسرائلية قد  بلعوا ألسنتهم وتواروا عن الأنظار, وهم يشاهدون هده المظاهرات الطوفانية التي خرجت ولا زالت تخرج في  مختلف ربوع المغرب, استنكارا للهجوم الوحشي الهمجي الذي  يشنه العدو الصهيوني المتغطرس , الذي يهد بطائراته الفتاكة ودباباته المتطورة  قطاع غزة الجريح . فاتكا بالأطفال الرضع و الأيامى الفجع, والشيوخ  الدين يقولون  ربنا افرغ علينا  صبرا  وثبت أقدام شبابنا  بعد أن خذلنا  قريب  يتشفى فينا  والسبحة  لا تفارق يده, وهو يشاهد و  ويتلذذ برؤية أطفالنا ونسائنا وشبابنا وهم  يمزقون  بقذائف بني صهيون .  وبعيد منافق   يتشدق  بقوانين دولية لحقوق إنسان  لا يشبهنا ولا يعتبرنا أصلا من طينة البشر وأدنى بكثير من  الحيوان. يقتلنا بيد ويذرف دموع التماسيح   متباكيا  علينا  في المنظمات  الدولية الإقليمية .لقد دخل التمزغواسرائليون  جحورهم  والخيبة تعصر قلوبهم  وهم يشاهدون هده  الحشود المغربية   الأصيلة وهي تنافح عن غزة  , يدفعها شعور الأخوة  الحقة والانتماء  الصادق إلى  العروبة  , ولو جحد  هؤلاء التمزغويون ومن يواليهم  عروبة المغرب و متانة  روابطه  بالمشرق .      فلينعقوا كما  يشاءون  خاسئين   آو يخرسوا  خاسئين  لآن الانتماء الى العالم العربي  حقيقة راسخة .  و التاريخ لا يزورو الدم لا يمكن أن يتحول إلى " ميه"   .  والنصر لغزة الأبية  ولو دكتها قنابل بني صهيون والمجد لشهدائها الأبرار .

الأحد، 6 يوليو 2014

بنكيران وأخوات اجبابدي وسيطايل


بنكيران وأخوات اجبابدي وسيطايل
من المُسَلَّم به أن المعارك بين الحساسيات السياسية لا تنتهي وذلك في كل البلدان على اختلاف هوياتها، لكن الحسم في القضايا المتعارك بشأنها، لا يتم غالبا إلا لصاحب النفوذ والقوة والإعلام، خصوصا إذا كان يجمع بين المال والسلطة، كما هو الحال عندنا.
في المغرب لا يكفي كي تكون مؤثرا، أن تكون لديك أغلبية حكومية، ولا يكفي أن تحظى بأغلبية أصوات الناخبين حتى تتخذ القرارات التي تغير الأمر الواقع وتمكنك من تطبيق برنامجك الحكومي.
في المغرب خصوصا بعد ما سمي بالربيع، -الذي لم يزهر بعد، بله أن يثمر-، نجد رئيس حكومة لا يقوى على إعطاء أوامره لمديرة أخبار، تعمل تحت نفوذ وزير اتصال ينتمي إلى حزبه، يمارس الوصاية قانونيا على الشركة العمومية التي تعمل بها المديرة.
بل يصل الأمر إلى ادعائها أنه يتحرش بها، دون أن يستطيع فعل شيء، ويظل يشتكي من كونها تمتنع عن تغطية نشاطاته ونشر تصريحاته.
قد يبدو هذا من مظاهر الحرية والنزاهة وسعة الصدر، وقد يتراءى لنا أنه إعمال لمبدأ مونتيسكيو في فصل السلط، أو أن هذه الحكومة تتصف بالمرونة السياسة حتى لا تزيد الأمورَ تعقيدا إلى تعقيدها.
لكن عند مَن يعرف حال المغرب، يعلم أن الأمر خلاف ذلك، ويدرك يقينا أنه مظهر من مظاهر تحكم أصحاب النفوذ في دواليب العمل السياسي، حتى لا تتعدى الأمور الحدود التي وضعت مسبقا، وذلك عندما أُخرج بعض رموز هذه الحكومة من فرش السجن المهترئة، إلى كراسي الوزارات المتحركة، ليلعب حاملو المصباح الدور الرئيسي في تصنيع منتوج سياسي سحري، أعطي له اسم: «الاستثناء المغربي»، ويتكون من عناصر أربعة: الإصلاح، في، ظل، الاستقرار.
ولعل من قبيل التطابق مع الواقع، أن تشتمل عناصر هذا المنتوج على ثلاثة أسماء وحرف، ولم يوجد ضمنها فعل ولا فاعل، ربما لكي لا نعلم المصلح من المفسد، ولكي لا نعلم من سيغلب، آالمستفيد من استمرار الاستقرار أم المصلح والمواطن المغلوب على أمره.
خبراء الثورة لم يعرفوا هذا النوع من الثورات، وحار العالم فَهْما للنموذج المغربي واستثنائه، لذا صعب التكهن بنتائج الرياح الشرقية التي هبت بنكهة الياسمين التونسي على المغرب.
أما المغاربة فلم يعودوا يميزون بين المعارضة والأغلبية، ولا بين الوزير والشاوش.
مديرة الأخبار ظهر لها أن تمارس المعارضة السياسية لكن ليس في البرلمان، بل في الإدارة العمومية، ربما لأنها تدرك حقيقة أبعاد ومعاني ومقتضيات «الإصلاح في ظل الاستقرار».
الموظفة فوق العادة سميرة سيطايل مارست معارضتها هذه المرة، كامرأة ومواطنة في الصفوف الأمامية للوقفة الاحتجاجية إلى جانب «المناضلات» اليساريات الجبابدي ونزهة الصقلي، ضد رئيس الحكومة الذي تجرأ وأشاد في مجلس المستشارين، بدور النساء ربات البيوت في التماسك الأسري، وإظهار معاناة الأطفال في ظل أسرة يشتغل فيها الوالدان، قائلا:
«…المرأة لم تعد تجد الوقت لتتزوج أصلا، لكي تكون أمّا ولتربي أولادها.
لماذا لا نعترف بهذا الدور المقدس الرباني الذي خلق الله سبحانه المرأة مؤهلة له؟
لماذا لم تأتوا لتقولوا لي: لندخل هذا في تقديرنا للمرأة؟
لماذا تعتبرون المرأة لا تشتغل حين تهتم ببيتها وتربية أولادها؟
ألا تعلمون أن النساء لما خرجن من بيوتهن انطفأت البيوت؟
أنتم لا تعرفون هذا لماذا؟
لأنكم عشتم في بيوت فيها ثريات؟
وهادوك الثريات كانوا هُمّا الأمهات ديالكم، الّلي ملي كادخلوا كاتلقاو الدفئ ديالهم، والاحتضان ديالهم، وكاتلقاو الحضور ديالهم، والأكل ديالهم، والشرب ديالهم، والحراسة ديالهم، والمراقبة ديالهم ليكم، وكْبرتيو في إطارهم رجال تبارك الله وعيالات في نفس الوقت.
ماتعيبوش علينا أننا حنايا كانتبناو البعد الأسري وكانعطيوه أهمية كبيرة.
صحيح، إذا كان هذا خطأ فحنا كانتبناو هذا الخطأ، وكانعتزو به، وكانشعرو بأن الله شرفنا، وغانبقاو ندافعو عليه في وجه هذه المعاصرة لي بغات تلغي هذا البعد وكأن المرأة رجل والرجل امرأة. الـ لا». انتهى.
هذا الكلام لم يعجب النساء «المناضلات» وخرجن للاحتجاج عليه أمام البرلمان، لأنه في نظرهن -كما صرحن- تراجع ومساس خطير بمكتسبات المرأة المغربية.
كان في الصدارة مديرة الأخبار التي لم تعرف النضال قط، إلا ضد من كانت ترتدي الحجاب من زميلاتها في العمل، والتي صرحت بصفتها: «كمواطنة من حقي نشارك فهاد المظاهرة، كمغربية خايفة على مستقبل النساء في هاد البلاد، وشنو لي تيخوفنا؟ هو التراجع لي تنحسو فيه في بعض الكلمات لي تايخدوها رُوجَال السياسة، وهاد التراجع بطبيعة الحال ماخصوش يكون، لأن الدستور عاطينا الحقوق ديالنا، بلاد المغرب كايطوَّر، عَدّنا حقوق ديالنا خاصهم يتحتارمو، والنساء ديال هاد البلاد مايتقاسوش في الكرامة ديالهم وخا غي بالضحك».انتهى.
على من يضحك هؤلاء النسوة؟
إنهن يضحكن على نساء المغرب المقهورات في الجبال والأرياف والبوادي ودور الصفيح.
نساء المغرب لو تسنى لهن الخروج دون هذا اللعب السياسي القذر، لطالبن بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد الذي ارتكبته ورعته الأحزاب التي تنتمي إليها أمثال تلك المناضلات، ولطالبن بحقهن في خيرات البلاد ليستغنين عن ذل الحاجة، ويرجعن إلى بيوتهن لرعاية أبنائهن الذين يعيشون تحت سطوة القرقوبي والمخدرات والسيليسيون، نعم يرجعن إلى بيوتهن حتى تعود إليهن وإلى بناتهن كرامتهن، التي أهدرت بسبب التجهيل والتفقير على عتبات دور الدعارة، والحانات والعلب الليلية.
نساء المغرب لسن من طينة سيطايل، والوزيرة الصقلي واجبابدي، إنهن أولئك المقهورات في المقاهي تضطر إحداهن للبس سروال يكاد يتمزق من الضيق حتى تبدي تفاصيل عورتها المغلظة، وتكشف عن جيب صدرها حتى تجلب الزبائن، ولا تغادر المقهى إلا قبيل منتصف الليل، مقابل دريهمات لا تكفي حتى لإسكات كلب الجوع.
نساء المغرب ليس هن الوزيرات والمديرات اللائي خرجن للعمل وتحمل المسؤولية لتعوض كل واحدة منهن ثلاث خادمات نسوة مقهورات خرجن من بيوتهن وتركن أبناءهن في الشارع ليشتغلن في بيوت الوزيرات والمديرات طول النهار في الكنس والغسيل.
نساء المغرب هن أولئك النساء الأرامل اللائي يشتغلن في جمع القمامة والتسول، لو تسنى لهن الكلام والاحتجاج على بنكيران لرفعن لافتات احتجاجية مكتوب عليها، «الاستقرار هاهو والإصلاح فيناهو». ولطالبنه بكشف الفاسدين الذين يحولون دون توزيع عادل للثروات.
الغريب أن الأحزاب التي تنتمي إليها المتظاهرات بجنب السيطايل، هي الأحزاب نفسها التي رفضت مشروع المساعدة المالية للمطلقات والأرامل الذي تقدم به بنكيران، ولو تم لكان لكل امرأة مقهورة 1000 درهم، تقيها لسعة الجوع.
نساء المغرب هن أولئك النسوة اللائي إذا ما مرضن احتجن إلى البكاء والتسول وتضامن الأقارب والجيران لشراء الدواء ودفع ثمن الفحوصات، وإذا احتجن إلى المستشفيات العمومية أعطيت لهن المواعيد بعد 7 أشهر، حتى يتمكن من الحصول على الفحص بالأشعة لمعرفة نوعية المرض الذي ألَمّ بهن، أو يتوفاهن الله سبحانه، لا مثيلات السيطايل والصقلي اللاتي لا يحملن هم ثمن اللقمة والدواء، وإذا مرضن يكون همهن فقط أن يخترن بين مصحات الرباط والدار البيضاء أو السفر إلى مصحات باريس ولندن. ولا يشعرن هل نقص ذلك من مالهن شيئا.
ربما كان هؤلاء «المناضلات» في حاجة لمن يقول لهن أن الشعارات التي يرفعنها لا تعني النساء المغربيات، اللائي يعتبرن أن الكرامة والسعادة الحقيقية هي أن يستطعن العيش في أسرة لا يفتك بها المرض والفقر والدعارة والزنا والخمر، الكرامة والسعادة عند المرأة المغربية هي أن ترى بناتها وأبناءها يعيشون دون خوف من سيوف قطاع الطريق.
أما شعارات المناصفة والمساواة مع الرجل والتمييز الإيجابي والكوطا والفصل 19، وبكين زائد 5 وزائد 10 ومؤتمر القاهرة، فلن تسد جوعا ولن تروي ظمأ، بل تغطي على المطالب الحقيقية مثل التوزيع العادل للثروة، وتوفير الأمن والتطبيب والدواء.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
- جريدة السبيل

الأربعاء، 2 يوليو 2014

التقويم”الأمازيغي” الوهمي و خرافة سنة 2964



                                              محمد اقديم /المصدر  حوز 24
إن  التقاويم  أو التقويمات الموجودة حاليا ، عندما نقول بأنها تاريخية و أصيلة
 و عريقة، فهذا يعني أن شعوبا ما في إطار صعودها و نهَضاتها الحضارية
 في مراحل تاريخية معينة، عند ما وعت ذاتها الحضارية و تميزها الثقافي
 عن الآخر المعاصر لها أنذاك، تبنَّت و توافقت حول تقويم تاريخي ما، و وضعت
 له حدثا تاريخيا بارزا و مجيدا و فاصلا في تاريخها، كبداية لذلك التقويم،
 و هذا الحدث المجيد  الفاصل الذي غالبا ما كان ذا طابع ديني أو سياسي
( التقويم المصري القديم – التقويم العبري – التقويم الصيني – التقويم الفارسي
 – التقويم المسيحي – التقويم الاسلامي ..). و أقدم تقويم عرفته البشرية
 هو التقويم المصري القديم (التحوتي المقدس)، كما ذكر ذلك المؤرخ
 المصري القديم  “مانيطون” ، في السنة الأولى من حكم الملك “حور عما”
 ” ابن الملك “مينا”  و يوازي ذلك سنة 5557 قبل الميلاد، وقد كان رأس
 السنة في ذلك التقويم هو يوم 19 يوليوز من التقويم الميلادي الحالي . و قد
 انتقل الاحتفال بهذا العيد من مصر الى حضارات الشرق ، كما انتقل هذا
 التقويم المصري الى  أوربا القديمة ، حيث قدمته الملك كليوباطرا الى
الامبراطور يوليوس قيصر ، و كُلِّفَ بنقله الى الرومان  العالم المصري 
 سوسيجين  ، ليحل محل تقويمهم الذي كان قمريا ، حيث أطلقوا عليه اسم
 التقويم القيصري نسبة الى القيصر يوليوس. و قد عملت أوبا بهذا التقويم
 قررونا من الزمن ، حتى أقدم البابا كريكوار الثالث بتعديله سنة1852
 للميلاد، وجعل بداية السنة فيه هي فاتح شهر يناير، خمسة أيام بعد  يوم
 ذكرى ميلاد المسيح، و سمي بالميلادي لكونه متزامنا مع الاحتفال بعيد
 ميلاد المسيح  كما حددته الكنيسة الكاثولكية،  ليعمم بعد ذلك  في العالم
  خلال مرحلة المد الاستعماري، حيث تحول الى تقويم مدني بدون حمولة دينية.
 و لعل أحدث هذه التقاويم هو التقويم الهجري الاسلامي، الذي يعتمد الشهور القمرية في حساباته.
 و مما يبين عراقة هذه التقاويم و أصالتها التاريخية هو تأريخ الشعوب
 و الأمم التي تبنَّتْها للوقائع و لأحداث التي عرفتها في مسارها التاريخي
 بهذه التقاويم ، حيث استعملت أيامها و شهورها و سنواتها  في تدوي
ن و توثيق تلك الأحداث و الوقائع، ولذى نجد مصادرها التاريخية  القديمة
 زاخرة بالوقائع و الأحداث التي أُرخت و وُثِّقَت بهذه التقاويم.
و إذا بحثنا في المصادر التاريخية التي أرخت و وثقت تاريخ الأمازيغ فلا ذك
 فيها لهذا التقويم الوهمي، و لا أيامه و لا شهوره ولا سنواته، حيث لمأَثر
 و لا ذكر في تلك المصادر التاريخية و لا  في الحفريات الأركيولوجية عن
 أحداثأو وقائع تاريخية أرخت بهذا التقويم المسمى باطلا أمازيغيا. اذ ليس هناك
 في المصادر التاريخية، لا القديمة و لا الوسيطة و لا الحديثة ، لا وجود
 في المصادر الفينيقية ولا الاغريقية و لا الرومانية و لا العربية، و لا في
 القرائن الأثرية لما يشير أو يوحي الى أن الأمازيغ قد سبق لهم أن أرخوا
بهذا التقويم، الى غاية السبعينيات من القرن الماضي ، حيث سيبدأ النقاش
 حول هذه المسألة في الأكاديمية البربرية بباريس. و ليس هناك و لو حدث
 تاريخي واحد أو واقعة تاريخة واحدة أرخت بهذا التقويم قبل التسعينيات من
 القرن الماضي . و لم نعثر في أي مصدر تاريخي ، عن  سنة سقوط حاكم في
 شمال افريقيا أو وقوع معركة بها أو كارثة طبيعية ما مؤرخة بهذا التقويم،
 و لو  في مرحلة حكم ما يسمى بالممالك الأمازيغية في العهد الروماني،
 مع ماسينسا و يوغوطة و يوبا و بطليموس ، بل حتى أولئك المؤرخين
 أو الشخصيات البارزة في ذلك التاريخ القديم ، والتي ينسبها البعض للأمازيغ
 باطلا (أوغسطين ، أبوليوس ، دوناتوس ، تورتوليان …) لم يؤرخوا للأحداث
 و الوقائع  التي أوردوها في كتاباتهم بهذا التقويم ، بل أكثر من ذلك أن
 تلك المعركة التي  جُعِلَتْ بداية لهذا التقويم المُخْتَلَقُ ، والتي خاضها الملك
 شوشانغ الليبي (الأمازيغي )، و التي هزم فيها الفراعنة ،و التي  وقعت سنة
950 قبل الميلاد، لم ترد في أي مصدر تاريخي بهذا موثقة بهذ التقويم
 على الاطلاق.
 أما الاحتفال برأس السنة كما هو متداول و متعارف عليه في المغرب و في
 شمال افريقيا ، فانه لا ينهض حجة تاريخية و لا قرينة واقعية على وجود
 تقويم تاريخي “أمازيغي” ، مع العلم أن القبائل العربية البدوية هي الأخرى
 تحتفل برأس السنة هذه، و تسمى “حاكوزة” بما في ذلك أهل فاس، ولعل
 “يومية بوعياد”،للحسن بوعياد ، وهو فاسي بالمناسبة ،أكبر و أهم مظهر
  لذلك ، وهي اليومية العريقة والمعروفة  بضبطها ل “المنازل” المناخية 
 و الفصول  والشهور السنوية  كما هي متعارف عليها في الأوساط الشعبية
 البدوية المغربية ، و يختلف اسم “رأس السنة”  الفلاحية هذه  في المغرب
 من منطقة الى أخرى .
 فمسألة اختراع تقويم و ربطه بواقعة تاريخية قديمة، واقعة هي نفسها  لم
 يُؤَرَّخُ لها بهذا التقويم الوهمي ، بل مُؤَرخَةُ أصلا بتقويم آخر غير هذا
 التقويم الجديد المختلق، الذي جُعِلَتْ بدايته  سنة 950 قبل الميلاد ، بناء
 على عملية حسابية ماتيماتيكية سهلة، يتوهم مختلقوها أنهم بذلك
 “يصنعون” التاريخ و يغيرون مجراه،و يؤسسون لهوية مخالفة و مكتملة
 الأركان ،و يبنون  لمجد تاريخي وهمي بدون أبطال حقيقيين، و هنا
 نستحضر  سبق العقيد معمر القذافي  سَلْكَ هذا المسار الخرافي، عندما توهم
 بسببِ مرض جنون العظمة أن عملية “تغيير التاريخ ” ليست سوى تغييرا
 للتقويم  و تغيير لأسماء الشهور . التي ليست بدورها الا عملية حسابية
 وهي احداث تقويم مخالف للتقويمات المعروفة ، فوضع تقويما يبدأ بوفاة
 الرسول و ليس بهجرته ، كما اخترع أسماء جديدة لنفس الشهور التي يعد
بها الناس أصلا ، و أطلق عليها الأسماء التالية:( أي النار 1النوار 2 الربيع
 3 الطير 4الماء 5 الصيف 6ناصر 7هانيبال 8 الفاتح 9 التمور 10
الحرث 11 الكانون 12) ، و بذلك “غير ” التاريخ ليس بالإنجازات العظيمة ،
 وانما بتغيير التقويم و شهوره.
العجيب في الأمر هو عندما يطالب البعض بدون حياء بترسيم هذا الوهم
ترسيخا لهذه الخرافة.مخطئ كثيرا من يتوهم أنّ اختراع تقويم زمني خرافي لا
 أصل و لا فصل له ، و أنّجَعْلَ سنة بدايته أقدم من  سنوات بدابة كل التقاويم
 التي تؤرخ بها الشعوب حاليا، سيكسبه  عراقة حضارية و أصالة تاريخية ،
 فكل شيئ يمكن الكذب  و التمويه عليه الا التاريخ فهو كاشف للحقيقة و
 فاضح للمموهين و المتوهمين.  

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

الوجه الحقيقي لداعش

الوجه الحقيقي لداعش

20202_0

المصدر جريدة الشاهد -تونس// 

_الدولة الإسلامية في العراق و الشام  أو ما يطلق عليه داعش  تنظيم أصبح من دون شكّ  من أكثر المنظمات المصنفة إرهابية نشاطا في منطقة الشرق الأوسط.

امتد ليطول اثنتين  من أكبر دول الشرق الأوسط، واستقطب عدداً كبيراً من المقاتلين، ليس من سوريا والعراق فقط ولكن أيضا من دول عربية أخرى.

أصول التنظيم

تعد الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) تنظيماً جهادياً يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة يقاتل النظام السوري.

و قبل أن تصل داعش إلى ماهي عليه اليوم عرفت نقلات تدرجية   فقد تشكلت  جماعة التوحيد والجهاد بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004، من ثم بويع أسامة بن لادن زعيما لتنظيم القاعدة السابق ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

 وكثف التنظيم من عملياته إلى ان اصبح واحدا من اقوى التنظيمات في الساحة العراقية وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق وفي عام 2006، تغير اسم التنظيم على أنقاض القاعدة إلى الدولة الإسلامية في العراق ثم أضاف لاحقاً اسم “سوريا” مستغلا حالة الإحباط وشعور الإقصاء لدى أوساط السنة في العراق وسوريا.

من أين تتأتى تمويلات داعش

Ban-Ki-moon-Saudi-funding-of-terrorists-in-Iraq-to-be-discussed-in-UN-2

من يتابع  المشهد الأمني و السياسي في منطقة الشرق الأوسط  يعلم ان انطلاقة الدولة الإسلامية في بلاد الشام و العراق كانت عبر خلايا صغيرة  منفصلة،و عدم ترابطها استراتيجية استعملتها داعش لتصعب عملية اكتشافها من الاستخبارات.

و كان يعتمد في تمويله على  فرض الخراج على سائقي الشاحنات، وتهديد أصحاب الأعمال بالتفجير في حال لم يستجيبوا، وكذلك بسرقة البنوك ومحلات المجوهرات.

وساعد ذلك في تنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات، زرعت الفوضى في المشهد السياسي، كما ساعدته في عمليات التجنيد من بين الشبان السنّة، وكذلك تنفيذ عمليات استعراضية لاقتحام السجون، والإفراج عن مئات المحتجزين الذين التحق عدد منهم بتنظيمه.

وقد قال الخبير أيهم كامل، من مجموعة أورآسيا فيما مضى «أتوقع أن يستفيد التنظيم من عملية السيطرة على الموصل بسرقة البنوك ونهب مخازن السلاح ومراكز الأمن وإطلاق 2500 سجين».

و من جهته رأى روبرت  فيسك في تقرير له بصحيفة إندبندنت أن الدولة الإسلامية الممتدة يمولها السعوديون والكويتيون.

و يقول فيسك أن السعودية استمرت بدعم الجماعات الإسلامية، وتسليح المقاتلين في الصحراء السورية والعراقية في الوقت الذي اعتبرها فيه الغرب دولة معتدلة رغم أنها غذت الجماعات بمعتقداتها الوهابية المتشددة.

الاهداف المحبذة للتنظيم و الوجبة الدسمة

مدخل-مقر-الدولة-الإسلامية-في-العراق-والشام-550x410

يهدف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و بلاد الشام إلى تأسيس دولة الخلافة في المنطقة  و تحيل جل المؤشرات الجيوسياسة عل أن هذا التنظيم بدأ فعلا في تطبيق الشريعة من خلال  دعوته إلى الفصل بين الجنسين في الدراسة، وفرض النقاب والحجاب في الأماكن العامة، ومنع الموسيقى، واعتماد  المحاكم الشرعية التي حصدت أرواح المئات من الشباب الذين راموا الجهاد و انطلقوا إلى سوريا فقد عرضت عدة فيديوهات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي محاكم شرعية أصدرت أحكاما بصلب و قتل عدة جهاديين لشقهم عصا الطاعة في وجه داعش.

و يعتمد التنظيم على مشاعر الغبن لدى الشارع السني في كل من سوريا والعراق، و يقوم  بأنشطة الدعوة، وينظم حملات خيرية وأنشطة للأطفال ويوزع الغذاء والحاجات الأساسية في محاولة لاستمالة اكبر عدد من المتعاطفين و الداعمين.

سياسة داعش

0,,17345794_303,00

تقول الاستخبارات الغربية و الامريكية إن التعصب و الانضباط  يعدان من أخطر السيناريوهات التي تتهدد منطقة الشرق الأوسط  و السيناريو الذي تتجه نحوه داعش نظرا لتعصبها الشديد و انضباطها الشديد.

و تتجلى  قوة داعش في قدرتها على تحويل الأنظار عن هدفه الرئيسي و هو شمال العراق فالعمليات التي كانت تدور غرب العراق لم تكن سوى عمليات تضليلية.

و قد ركز داعش أعينه بكل ما اوتي بقوة على الموصل و نينوي في وقت سادت فيه الصدمة العالم من كيفية سيطرة التنظيم على الفلوجة.

و اربك هذا التنظيم الجيش العراقي عبر أسلوبه قي شن الهجمات المتزامنة في عدة أنحاء من دولة العراق وفي سامراء مثلا، استخدم الجرافات لإزالة الحواجز التي كانت مقامة من قبل القوات الأمريكية، ويعتقد بعض المحللين أن تكون البنية التحتية لصناعة النفط في الموصل هدفا مستقبليا للتنظيم.

داعش و المجتمع الدولي

350

اعتبر المعلق روبرت فيسك في تقرير له بصحيفة “إندبندنت”، أن سيطرة “الفاتحين” من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذين دخلوا الرقة قبل عامين على الموصل وتكريت وربما بغداد تمثل إهانة نهائية لبوش وأوباما

ويكتب فيسك قائلا، إن واشنطن ولندن طالما عبرتا عن “قلقهما العميق” حول خسارة المناطق والانتصارات التي يحققها الإسلاميون، وتدمير كل ما دفع ثمنه الأمريكيون والبريطانيون بالمال والدم.

ويضيف فيسك أن لا أحد الآن يهتم بأعداد العراقيين الذين قتلوا جراء “فانتازيا” بوش وتوني بلير- رئيس الوزراء العراقي السابق؛ فقد قام الاثنان بتدمير نظام صدام حسين من أجل جعل العالم أكثر أمنا بعد أن أعلنا أن العراق هو جزء من المعركة على “الفاشية الإسلامية”. ويقول: “حسنا فقد خسرا، تذكر أن الأمريكيين سيطروا وأعادوا السيطرة على الموصل أكثر من مرة لسحق قوة  المقاتلين الإسلاميين، وخاضوا معركتين في الفلوجة، وتمت خسارة المدينتين مرة أخرى للإسلاميين، بعد أن عادت جيوش بوش وبلير للوطن معلنة أنها انتصرت”.

داعش و الشيعة

45527-thumb

لا أحد يشعر بالقلق شعور إيران والأسد في سوريا والمالكي في العراق، الذين تلقوا الأخبار القادمة من الموصل بحس من الفزع والكارثة السياسية والعسكرية.

وذكر روبرت  فيسك أن محاولة المالكي السيطرة على الموصل مرة أخرى ستكون دموية وشرسة تماما، كما حصل مع نظام الأسد الذي حاول استعادة مدن خرجت عن سيطرته في سوريا، مشيرا إلى أن اللاجئين الهاربين من الموصل كانوا يخشون من الحكومة الشيعية في بغداد أكثر من خشيتهم من الجهاديين السنة الذين سيطروا على مدينتهم.

داعش و نقاط الضغف

images (6)

المتابع للشأن السوري يعلم ان داعش في شمال سوريا اضطرت إلى التخلي عن بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها بسبب انشغالها في القتال ضد جبهة النصرة و جماعات أخرى.

و ينذر توسع رقعة تهديد هذا التنظيم  لدولة العراق بخلق نقطة ضعف لدى داعش فقد تكون داعش قد بدأت بتشكيل تهديد ماثل للأكراد بعد سيطرتها على الموصل الذين يرون فيها أحد رموزهم الأمر الذي قد يدفع إلى مزيد التنسيق بينهم و بين الجيش العراقي و البشمركة.

و قد تحدث مسؤولون استخباراتيون عن ضعف واضح لدى داعش لا سيما فيما يتعلق بالقدرة على الإدارة الفعالة.