الثلاثاء، 1 يوليو 2014

الوجه الحقيقي لداعش

الوجه الحقيقي لداعش

20202_0

المصدر جريدة الشاهد -تونس// 

_الدولة الإسلامية في العراق و الشام  أو ما يطلق عليه داعش  تنظيم أصبح من دون شكّ  من أكثر المنظمات المصنفة إرهابية نشاطا في منطقة الشرق الأوسط.

امتد ليطول اثنتين  من أكبر دول الشرق الأوسط، واستقطب عدداً كبيراً من المقاتلين، ليس من سوريا والعراق فقط ولكن أيضا من دول عربية أخرى.

أصول التنظيم

تعد الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) تنظيماً جهادياً يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة يقاتل النظام السوري.

و قبل أن تصل داعش إلى ماهي عليه اليوم عرفت نقلات تدرجية   فقد تشكلت  جماعة التوحيد والجهاد بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004، من ثم بويع أسامة بن لادن زعيما لتنظيم القاعدة السابق ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

 وكثف التنظيم من عملياته إلى ان اصبح واحدا من اقوى التنظيمات في الساحة العراقية وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق وفي عام 2006، تغير اسم التنظيم على أنقاض القاعدة إلى الدولة الإسلامية في العراق ثم أضاف لاحقاً اسم “سوريا” مستغلا حالة الإحباط وشعور الإقصاء لدى أوساط السنة في العراق وسوريا.

من أين تتأتى تمويلات داعش

Ban-Ki-moon-Saudi-funding-of-terrorists-in-Iraq-to-be-discussed-in-UN-2

من يتابع  المشهد الأمني و السياسي في منطقة الشرق الأوسط  يعلم ان انطلاقة الدولة الإسلامية في بلاد الشام و العراق كانت عبر خلايا صغيرة  منفصلة،و عدم ترابطها استراتيجية استعملتها داعش لتصعب عملية اكتشافها من الاستخبارات.

و كان يعتمد في تمويله على  فرض الخراج على سائقي الشاحنات، وتهديد أصحاب الأعمال بالتفجير في حال لم يستجيبوا، وكذلك بسرقة البنوك ومحلات المجوهرات.

وساعد ذلك في تنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات، زرعت الفوضى في المشهد السياسي، كما ساعدته في عمليات التجنيد من بين الشبان السنّة، وكذلك تنفيذ عمليات استعراضية لاقتحام السجون، والإفراج عن مئات المحتجزين الذين التحق عدد منهم بتنظيمه.

وقد قال الخبير أيهم كامل، من مجموعة أورآسيا فيما مضى «أتوقع أن يستفيد التنظيم من عملية السيطرة على الموصل بسرقة البنوك ونهب مخازن السلاح ومراكز الأمن وإطلاق 2500 سجين».

و من جهته رأى روبرت  فيسك في تقرير له بصحيفة إندبندنت أن الدولة الإسلامية الممتدة يمولها السعوديون والكويتيون.

و يقول فيسك أن السعودية استمرت بدعم الجماعات الإسلامية، وتسليح المقاتلين في الصحراء السورية والعراقية في الوقت الذي اعتبرها فيه الغرب دولة معتدلة رغم أنها غذت الجماعات بمعتقداتها الوهابية المتشددة.

الاهداف المحبذة للتنظيم و الوجبة الدسمة

مدخل-مقر-الدولة-الإسلامية-في-العراق-والشام-550x410

يهدف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و بلاد الشام إلى تأسيس دولة الخلافة في المنطقة  و تحيل جل المؤشرات الجيوسياسة عل أن هذا التنظيم بدأ فعلا في تطبيق الشريعة من خلال  دعوته إلى الفصل بين الجنسين في الدراسة، وفرض النقاب والحجاب في الأماكن العامة، ومنع الموسيقى، واعتماد  المحاكم الشرعية التي حصدت أرواح المئات من الشباب الذين راموا الجهاد و انطلقوا إلى سوريا فقد عرضت عدة فيديوهات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي محاكم شرعية أصدرت أحكاما بصلب و قتل عدة جهاديين لشقهم عصا الطاعة في وجه داعش.

و يعتمد التنظيم على مشاعر الغبن لدى الشارع السني في كل من سوريا والعراق، و يقوم  بأنشطة الدعوة، وينظم حملات خيرية وأنشطة للأطفال ويوزع الغذاء والحاجات الأساسية في محاولة لاستمالة اكبر عدد من المتعاطفين و الداعمين.

سياسة داعش

0,,17345794_303,00

تقول الاستخبارات الغربية و الامريكية إن التعصب و الانضباط  يعدان من أخطر السيناريوهات التي تتهدد منطقة الشرق الأوسط  و السيناريو الذي تتجه نحوه داعش نظرا لتعصبها الشديد و انضباطها الشديد.

و تتجلى  قوة داعش في قدرتها على تحويل الأنظار عن هدفه الرئيسي و هو شمال العراق فالعمليات التي كانت تدور غرب العراق لم تكن سوى عمليات تضليلية.

و قد ركز داعش أعينه بكل ما اوتي بقوة على الموصل و نينوي في وقت سادت فيه الصدمة العالم من كيفية سيطرة التنظيم على الفلوجة.

و اربك هذا التنظيم الجيش العراقي عبر أسلوبه قي شن الهجمات المتزامنة في عدة أنحاء من دولة العراق وفي سامراء مثلا، استخدم الجرافات لإزالة الحواجز التي كانت مقامة من قبل القوات الأمريكية، ويعتقد بعض المحللين أن تكون البنية التحتية لصناعة النفط في الموصل هدفا مستقبليا للتنظيم.

داعش و المجتمع الدولي

350

اعتبر المعلق روبرت فيسك في تقرير له بصحيفة “إندبندنت”، أن سيطرة “الفاتحين” من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذين دخلوا الرقة قبل عامين على الموصل وتكريت وربما بغداد تمثل إهانة نهائية لبوش وأوباما

ويكتب فيسك قائلا، إن واشنطن ولندن طالما عبرتا عن “قلقهما العميق” حول خسارة المناطق والانتصارات التي يحققها الإسلاميون، وتدمير كل ما دفع ثمنه الأمريكيون والبريطانيون بالمال والدم.

ويضيف فيسك أن لا أحد الآن يهتم بأعداد العراقيين الذين قتلوا جراء “فانتازيا” بوش وتوني بلير- رئيس الوزراء العراقي السابق؛ فقد قام الاثنان بتدمير نظام صدام حسين من أجل جعل العالم أكثر أمنا بعد أن أعلنا أن العراق هو جزء من المعركة على “الفاشية الإسلامية”. ويقول: “حسنا فقد خسرا، تذكر أن الأمريكيين سيطروا وأعادوا السيطرة على الموصل أكثر من مرة لسحق قوة  المقاتلين الإسلاميين، وخاضوا معركتين في الفلوجة، وتمت خسارة المدينتين مرة أخرى للإسلاميين، بعد أن عادت جيوش بوش وبلير للوطن معلنة أنها انتصرت”.

داعش و الشيعة

45527-thumb

لا أحد يشعر بالقلق شعور إيران والأسد في سوريا والمالكي في العراق، الذين تلقوا الأخبار القادمة من الموصل بحس من الفزع والكارثة السياسية والعسكرية.

وذكر روبرت  فيسك أن محاولة المالكي السيطرة على الموصل مرة أخرى ستكون دموية وشرسة تماما، كما حصل مع نظام الأسد الذي حاول استعادة مدن خرجت عن سيطرته في سوريا، مشيرا إلى أن اللاجئين الهاربين من الموصل كانوا يخشون من الحكومة الشيعية في بغداد أكثر من خشيتهم من الجهاديين السنة الذين سيطروا على مدينتهم.

داعش و نقاط الضغف

images (6)

المتابع للشأن السوري يعلم ان داعش في شمال سوريا اضطرت إلى التخلي عن بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها بسبب انشغالها في القتال ضد جبهة النصرة و جماعات أخرى.

و ينذر توسع رقعة تهديد هذا التنظيم  لدولة العراق بخلق نقطة ضعف لدى داعش فقد تكون داعش قد بدأت بتشكيل تهديد ماثل للأكراد بعد سيطرتها على الموصل الذين يرون فيها أحد رموزهم الأمر الذي قد يدفع إلى مزيد التنسيق بينهم و بين الجيش العراقي و البشمركة.

و قد تحدث مسؤولون استخباراتيون عن ضعف واضح لدى داعش لا سيما فيما يتعلق بالقدرة على الإدارة الفعالة.

0 التعليقات: