الجمعة، 14 فبراير 2014

الرئيس يشكو الجوع في سجنه!!

     


                  المصدر المصريون / محمود سلطان 

 كل منافذ "الإعلام الأمني"، نشرت ولليوم الثاني على التوالي، تسريبا تم تسجيله

 بالتجسس على الرئيس السابق د. محمد مرسي، وهو يتبادل الحديث مع محاميه د.

 محمد سليم العوا. عرض التسريبات على فضائيات "أمن الدولة"، تم بشكل "احتفالي"،

 واستضافة معلقين، للتعقيب على ما قاله مرسي، ولم يشر واحد، على أن العملية في

 مجملها جريمة، يعاقب عليها القانون بالحبس. كان التركيز كله مسلطا على هدف

 واحد وهو التعريض بالرئيس السابق، وإهانته وفضحه وتقديمه للرأي العام في صورة

 "المعتوه" أو "البهلول".. بشكل فج وخال من الوقار والأدب.   المشكلة أن أصحاب

 الجلود المتبلدة، لم يتحدثوا أبدا، عن البعد الحقوقي في المسألة بوصفها فضيحة

 أخلاقية، من شأنها أن تهز هيبة المحكمة ذاتها، ناهيك عما تدعيه السلطات بأنها بصدد

 إرساء "دولة القانون".. فمن يصدقها الآن؟! التجسس على الرئيس حدث في القاعة

 التي جرت فيها محاكمته، ولا أدري كيف لم تتخذ المحكمة اجراء عقابيا لمن اعتدى

 على حرمتها، وتجسس على الرئيس ومحاميه وهو في ولاية وحماية حضرة السادة

 القضاة والمستشارين؟!!! التسريبات استهدفت "تجريس" مرسي، غير أن الأغبياء،

 خدموه من حيث لم يشعروا، إذ استمع العالم كله إلى الرئيس "المنتخب" وهو يطالب

 بفلوس "علشان يعيش داخل السجن"! كم كانت الكلمة مؤلمة، على المستوى الأخلاقي

 والإنساني.. رئيس مصر السابق يستجدي من سجانيه "لقمة الخبز" لكي "يعيش"!! 

    
     لم يكن هذا الكلام مهينا لمرسي كما أريد، وإنما كان مهينا لمصر نفسها ولرئاسة

 الجمهورة، ولأرفع منصب سياسي في البلد كلها.. ولنحو15 مليون مصري صوتوا

 لصالحه في انتخابات2012. لقد استدر "التسريب" تعاطف قطاع من الرأي العام ـ 

الذي كان لا يحب مرسي ـ معه الآن.. وهو يستمع لرئيسه السابق وهو خلف الجدران 

يشكو من الجوع. أي عقل هذا الذي وقف وراء عملية التجسس ذاتها، ليهين المحكمة، 

ثم يقدم بضاعته الفاسدة لأحذيته العاملة في الصحافة والإعلام، وتسريب ما سجله خلسة 

وخسة لمرسي.. ثم يقوم بأكبر فضيحة سياسية وأخلاقية مهينة لمصر كلها في صورة 

رئيسها السابق الذييشكو من الجوع خلف الجدران؟!
 
دولة التسريبات.. ستتسع، وستتحول إلى بزنس وتجارة ومصدر لتكديس الحسابات  

 البنكية الخاصة بـ "بياداتالصحافة" بالمال المغموس في الأعراض والتجسس

 والاعتداء على الحرمات وحياة الناس الخاصة،واحتقار القانون والدولة ودهس الوطن

 كله وإهانته وتجريسه وتقطيع ملابسه وفضحهأمام العالم.  ستتسع وستكبر لأن مرتزقة

 التجسس والتسريبات وشبيحة الفضائيات جزء من شبكة أمنية وفرت لهم مظلة

 الحماية،  


0 التعليقات: