الخميس، 20 فبراير 2014

هل اصبح اتحاد المغرب العربي في خبر كان ؟


  

تحل الذكرى الخامسة  والعشرين لاتحاد المغرب العربي والحكومات  المغاربية  لا تزداد إلا تنافرا وجفاء . ولا يجمع بينها سوى الشعارات والأماني الحارة,  حد ذرف دموع التماسيح ,  لأقلاع اتحاد عربي  ولد بعد عملية قيصرية مستعصية ولم يغادر الحاضنة  منذ أد  .
 نجحت كل التكتلات  عبر العالم رغم اختلاف الألسنة والشعوب والأنظمة وفشلت الدول المغاربية في لم الشمل,  رغم ما يجمعها من لغة ودين وأصول و تاريخ وحضارة,  تعمل بعض  الجهات المأجورة   جاهدة , على هدها بمعاول شتى  باسم الأصالة والعرق والخصوصية المحلية,  لتزداد الفرقة ويقسم المقسم.  وصدق من قال " اتفق المغاربيون على آلا يتفقوا وان اجتمعوا تفرقوا فلا يغرنك عناقهم فإنهم إن تعانقوا نافقوا ".
ولسائل أن يسال .  لمادا فشل المغاربيون حيث نجح الآخرون ؟ والجواب  يكمن في ثلاث كلمات سحرية . وهن الحرية والديمقراطية وكلمة تخيف الغرب والقوى الامبريالية وهي الاستقلال الحقيقي وكسر أغلال الاستبداد. 
فكيف لأقطار عشش فيها الاستبداد عقودا أن تحترم التعايش والتعدد و الاختلاف .  وكيف للمستبدين أن يتنازلوا ويسمحوا بإبداء رأى أو إعطاء مشورة لا يشوبها نفاق أو تملق .  أو حتى الإنصات والتنازل ولو عن جزء صغير من آناهم ونرجسيتهم .  إن دولا بني جلها على الاستبداد والعسكرة
 و ثقافة الحزب الواحد لأبعد من أن تتحد وتتعاون . اللهم في ما يمكن قبضتها الأمنية  ويقوي استبدادها  عبر اللقاءات الناجحة والمستمرة لوزراء الداخلية المغاربيين.
ولعل قسطا من الفشل تتحمله الشعوب المغاربية التي استمرأت الاستبداد وخنعت لقبضة الحديد والنار  حتى الفته  واعتادت عليه.  بل أصبحت تعيد صنعه وتدكي ناره,  كلما فتر وتراخى وثاقه.  
  تصنعه في إعلامها  وأحزابها ونخبها بل حتى في حياتها اليومية .  تقمع محدثا ادا تحدث بما لا يوافق هواها  وقناعاتها . وتتنصل من اتفاق أو عقد لا يشبع رغبتها . تغلغل الاستبداد في انظمتنا وهياكل دولنا حتى تملكنا الحق والحقيقة وحجرنا الرأي والصواب عن غيرنا.
والمفارقة أن زعماء وسياسيون مغاربيون يتباكون  في ذكرى الاتحاد  على الاتحاد . يشكون عدم تملل قطاره وتعتر سيره.  وفي نفس الوقت يطالبون بقطع العلاقات مع الجيران ,  ونصب أسلاك  شائكة تعزل الأوطان. ومنهم من نادى  بملء  فيه بتغيير اسم المغرب العربي إلى الاتحاد المغاربي نكاية في الأربعة أخماس الناطقين  بلغة الضاد من السكان.
فليصدقونا القول  هل الذكرى  ذكرى انطلاقة وإنشاء أم ذكرى تأبين ووفاة .  وهل الأمل لازال معقودا أم أصبح الاتحاد  في خبر كان.
                                                          بقلم :موسى المصلح

0 التعليقات: