الاثنين، 30 ديسمبر 2013

لنا ديننا ولهم لائكيتهم .


  " أيتوني بقلم احمر أغير  سورة النساء  في  القرآن  ليتساوى النساء والرجال وأحرم التعدد " هكذا   قال زعيم الاشتراكيين  وأمينهم العام في المغرب .
  
  غريب أمر هؤلاء المتفيقهون, وأمر كل من على شاكلتهم من العلمانيين  اللادينين , الدين يتجرؤون على الله و على عقيدة شعب غالبيته من المسلمين, القوامين الصوامين المحكومين بإمارة المسلمين .الا يرون  المغاربة وهم يؤمون بالملايين مساجد الرحمان في كل وقت وحين  ؟أم يحول الصمم دون سماعهم الأذان  يرفع من أعلى صوامع هدا البلد الأمين . يخرجون علينا في كل مرة يسلقوننا بالسنة  حداد  شاهرين الأقلام الحمراء ، مرتدين  مسوح الآلهة ؛ منادين بمراجعة مبادئ شرعة لا يؤمن اكثرهم  بها,  وشريعة يودون  لو لم يحتكموا إليها, وقرانا يجحدون بآياته ولا يألون جهدا في الإلحاد فيه  بدعوى  الحرية والحداثة والتقدم وحقوق الإنسان. .

   لم يبعثهم أحدا رسلا لنا , ولم يحملهم أحدا أمرنا ,  فعهد الرسالات قد ولى وانتهى . لم نقتحم عليهم معتقدهم  ويطعنون في معتقدنا . لم ندعهم إلى الدخول في ديننا  ويدعوننا  إلى لائكيتهم  . لم ندعهم  إلى صلاة  أو صيام أو زكاة ويدعوننا إلى الشذوذ و الرذيلة وكل ما تعافه النفس السليمة في ديننا  . لا نهتم بأ نكحتهم ولا بنسلهم ولا بمواريثهم. 

   سيان عندنا حياتهم و مماتهم  ,ويحشرون انفهم في حياتنا وطريقة عيشنا وديننا الذي ارتضيناه لنا .نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب,   خربوا لعقود معيشته وكتموا أنفاسه بسياساتهم الفاشلة التي لم تفضي سوى إلى القمع ولم تغدي سوى الفوارق الاجتماعية  الصارخة , والفقر والتهميش .وكأن  ميدان فروسيتهم السياسوية لم  يعد كافيا لشطحاتهم فأبوا إلا أن يقتحموا مجال الفتوى ليشرعوا للمغاربة ديننا جديدا.

   فليعيشوا علمانيتهم طولا وعرضا كما يحلوا لهم .ولينزقوا عن الدين كما يشاءون  وليتركونا وشأننا . آراءهم لا تهمنا.  وتوصياتهم لا تلزمنا .  ونصائحهم لا تلقى أذانا صاغية فينا  . فليقصروا السبل , وليقتصدوا القول. فلا نعبد ما يعبدون ولا هم عابدون  ما نعبد.  لنا ديننا ولهم لائكيتهم .

السبت، 28 ديسمبر 2013

تامزغا بين تزييف الحقيقة واثبات الخرافة



        تشير  الدراسة الديموغرافية ( ( Essai sur l'évolution du nombre des hommes  (Biraben, 1979) التي قام  بها الباحث الديموغرافي  الشهير TABUTIN  D.  أن  عدد سكان المغرب لم يكن   ليتجاوز سبع   مائة ألف نسمة  سنة 1200 ميلادية   . وان العدد الأجمالي لساكنة مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا في هده السنة ما كان  ليتعدى 5 ملايين  نسمة على  ابعد تقدير ,وان العدد الكبير من السكان كان  يتمركز في مصر وتونس  التي كانت عمارة المدن فيها أمر مألوف. فهدان البلدان كانا يستحوذان على أكثر من نصف السكان  .  وهده الفترة  تطابق حكم الموحدين في المغرب   بعد حكم الأدارسة والمرابطين .

       ويشير  الباحث الفرنسي  أن نسبة الولادات كانت في هده الفترة  تقدر ب 80 ولادة في الألف . وانطلاقا من هده المعطيات , وبإسقاطات رياضية بسيطة رجوعا  من سنة 1200 إلى سنة 600 م تاريخ ظهور الإسلام  وبداية انتشاره , و بزيادة سنوية تقدر ب 0.0015  % يمكن  الجزم أن  عدد  سكان المغرب في هده الفترة لم يكن يتجاوز  15000 على الأرجح .و آدا أسقطنا منه عدد اليهود الذين أتوا من الشرق والدين لا يقل عددهم عن ألفين  حسب التقديرات و الرومان الدين كانت مدنهم  لا تزال تعرف نشاطا سكانيا كمدينة وليلي  والدين يقدرون  بثمانية آلاف على اقل تقدير , وقلة من التجار الفينيقيين  الدين استقروا عبر السنين في المغرب وامتهنوا التجارة والدين قد لا يقل عددهم عن الألف , وعدد قليل من الو ندال  المتخلفين عن الغزو الوندالي  فان العدد الباقي لا يكاد يذكر..هده هي الحقيقة العلمية والتاريخية  التي تفسر  سهولة وصول المد العربي وانتشاره في سنين قليلة   في عهد عقبة بن نافع الفهري, الذي لم يجد مقاومة تذكر في غزو المغرب والدي   دوخ بجيشه   ألبلاد  إلا أن  وطئت حوافر   فرسه  مياه المحيط الأطلسي  .

     وتعزز الحضور العربي  ليتضاعف مرات كثيرة في عهد موسى بن نصير  بهجرة قبائل عربية كثيرة  كبني عقيل وبني هلال والخلط  و غيرهم, في فترة هجرتهم الأولى  . ليشكل العرب غالبية السكان في دلك الوقت  ويستوطنوا  الأماكن الساحلية والهضاب العليا  الخصبة.ولم يكن الحصول على هده الأراضي  سهلا  لو كان فيها من يدود عنها  .ولكن المعطيات التاريخية  تشهد على خلو هده المناطق من أي ساكنه   .

        يمكن القول أن الهجرة العربية قد بدأت طلائعها مند  غزو  الفاروق لمصر   وتعززت  في  العهد الأموي .وتجدر الإشارة إن الباحث المدقق لا يمكن أن يصدق أن خطبة كخطبة  طارق بن زياد  تطفح فصاحة  وبلاغة تشي مفرداتها بسليقة لسان عربي  ما كان لطارق بن زياد أن يكتسبه في فترة قصيرة  لو لم يكن عربي الأصل . ولم يكن  ليخاطب بها جيشا  أعجميا بربريا أو غيره في وقت زحف حاسم  وإنما خاطب بها جيشا  جله إن لم نقل كله من العرب الوافدين , الدين أشعلت فيهم الخطبة حماس  القتال والصبر على الشدائد , فكان له النصر والتمكين  . وتدفعنا  هده الحقائق   أيضا إلى  الشك في أطروحة هروب إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة  في  المغرب   إلى قبيلة اوربة  البربرية  التي  آوته ونصرته , ومكنته من إنشاء دولة الأدارسة   العربية حتى النخاع  . هده  أطروحة  صنعها, في نظرنا , وروج لها  مؤرخو  بنو العباس في الشرق  ,للتنقيص من دولة الأدارسة والتشكيك  في عروبتها  واصل مؤسسها القرشي . ويقوي هدا الطرح  ما ألف  في كنف هده الدولة العربية  من كتب و آداب  وشعر كله بلسان عربي مبين . وقد تكررت نفس  التجربة  مع عبد الرحمان الداخل ,  الملقب بصقر قريش   ,  الذي انشأ  دولة الأندلس  العربية بتاريخها الطويل دون أن يزعم احد آن قبيلة بربرية آوته وساعدته على هدا الانجاز العظيم .
      ويمكن لسائل أن يتساءل  عن اللهجات البربرية  المتواجدة حاليا في المغرب  .هل هي سابقة للعربية او أنها خلقت جنبا لجنب  شانها شان الدارجة  المغربية ,  انطلاقا من مما تبقى من لهجات فينيقية ورومانية قديمة و وندالية   لا تزال بعد ألفاظها  ماثلة في اللهجات "البربرية"   إلى اليوم  وشدرات مفردات  موريتانية قديمة  قبل إن  يكسحها اللسان العربي الحساني  الذي لا يزال  مستعملا في  الجنوب المغربي وشمال وشرق موريتانيا . وأدا كانت اللهجات  المحلية سابقة للعربية فلماذا لا نجد مفردات منها في اللغة العربية الفصحى   كشأن باقي اللغات المتساكنة   التي يدفع بها التدافع إلى التلاقح  وتبادل المفردات .


       والمحقق في تاريخ المغرب انطلاقا من هده المعطيات الديموغرافية  لا يجد ما يثبت  حضاريا وليس بالاعتماد  على حفريات صماء موغلة في القدم  مشكوك  في أصلها   وجود  لغة أو  وحضارة لعرق " أمازيغي"  تشهد كل الدلائل  عن  انعدام وجوده اللهم  ما تتداوله الخرافة  وفرضيات حفريات   يدحضها الواقع  . فادا كان الرومان  قد  شيدوا مدنا وتركوا  اثأرا واضحة لا تزال إلى ألان , تشهد على مجدهم وحضارتهم, ومن قبلهم الفينيقيون . فهل عجز" الامازيغ" على ترك ولو نصب واحد  فوق هده  الأرض يشهد على  عمارتهم وحضورهم  وسطوتهم وهم الدين حسب الأسطورة  عمروا البلاد واستوطنوها لحقب طويلة .

      الحقيقة أن الحضارة "الامازيغية " الوهمية لم تترك من العمارة ما يدل على تواجدها واستعمارها للأرض,  لا في السهول و لا في الجبال.  وأنها مجرد كدبة اختلقها المؤرخون للأسباب سياسية , وتبنها من بعدهم الغرب الكلونيالي   ليحكم المنطقة  بمنطق فرق تسد ويبسط نفوذه عليها   .  إن المعطيات الديموغرافية الواضحة تدحض كل هده الأكاذيب وتشهد على أن سكان المغرب هم خليط من شعوب  اختلط فيها  العنصر الفينيقي واليهودي  والوندالي والروماني والإفريقي والموريسكي  ويشكل فيها العنصر العربي الحيز الغالب والأكبر مهما جحد الجاحدون و تنطع المتنطعون من دعاة الحركات "الامازيغية " الدين يتكلمون  عن مازغ و  مملكته تمزغا  التي تمتد من المحيط الى أعماق مصر  والدي لم  تطأ قدمه يوما تراب المغرب ولا يوجد  لا هو ولا مملكته إلا في  مخيلة  دعاة  الحركات " الامازيغية " . وان العنصر العربي عنصر أصيل و غالب .

    ان الحضارة المغربية   حضارة عربية  محضة  ,حملت معها  كنوز الشرق العمرانية والثقافية. فأبدعت خصوصيات  وابتكرت  تقنيات أغنت الموروث الحضاري العربي  وأضافت إليه . ولا تزال  أثار العرب   شاهدة  عليهم  مند أن وطئت أقدامهم   هده الأرض  ورحيل واندحار الرومان  من  المغرب الأقصى  هده هي الحقائق التي يسعى  الغرب ودعاة التمزيغ طمسها والقفز عليها   . 

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

عاش السيسي مات السيسي !

آدا كان السيسي قد قتل فعلا في أحداث الإسكندرية يوم 17/10/2013  فان التاريخ سيسجل إن الرجل دخل مهرولا إلى الساحة السياسية وخرج منها يجري دون إن يحقق حلمه الذي ظل يراوده , حسب قوله مند الصغر,  في رئاسة أم الدنيا . ولم يتحقق من أحلامه  التي رآها  في المنام إلا الرؤية التي قال عنها , انه رأى سيف مكتوب عليه لا اله إلى الله ,  مكتوب بالدم ولعله دم الشهداء  الدين قام بقتل الآلاف منهم, بين ساجد وراكع . قتل الطفل والمرأة. قتل الشاب الفتاة والشيخ والعجوز  .


    لاشك أن وجوه هؤلاء الشهداء كانت تطارده في أحلامه هو وزبانيته .وكأنها لعنة  تشبه لعنة الأهرامات  عندما اقتحمت واكتشف سرها من طرف  فريق علماء الآثار الانجليز. الدين ماتوا عن أخرهم ولم يفلت منهم احد . فلعنة  قتل هؤلاء الشهداء   اشد وانكي , قد بدأت بحصد روح  السيسي   وستحصد أرواح كل من شارك في عملية القتل  المريعة, إن عاجلا أم أجلا   . مصداقا لقول الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 

 وأدا كان السيسي قد قتل وانتهى أمره   في الدنيا  قبل  حساب  ربه في الآخرة ,  فان زبانيته يموتون في كل لحظة  . ويكفى أن ننظر في أعين وزير الداخلية لنرى هول ما يجيش بخاطره من خوف ورهبة  . تجعله يتمنى موتا يخلصه من نفسه ويكون نسيا منسيا. فهؤلاء الزبانية هم موتى وان درجوا على الأرض  , يخافون الردى  والموت يتربص بهم في كل وقت وحين  . يرون قاتليهم في كل مكان حتى في غرف نومهم  .  يشكون في اقرب المقربين إليهم ,ولا يستطيعون أن يتواجدوا في مكان دون حراسة مشددة , هيهات إن   تحول دون مصرعهم  آدا  دقت الساعة وحل الأجل .

  فأي  لعنة اشد من خوف رهيب يسكن  هؤلاء القتلة. و أي ضيق اشد من سجن أنفسهم  الذي  لا يستطيعون الخلاص من ظلمته و قهره  ولو ابتلعوا جميع مهدءات الأرض .فلم  ينعموا بسلطة   سرقوها  و انقلبت عليهم  وبالا  وشرا مستطيرا , يتمنون   في أعماقهم  لو لم يغتصبوها    .   .ويحملون في صدروهم ضيقا وحرجا   أثقل من الجبال الراسيات. و يتمنون  لو  يحضون  برصاصة تخلصهم من شقاء حياة , يكتم  الفزع أنفاسها , وينغص عيشها .

       فيكفيهم عذاب ما هم فيه من ضنك  و الم وخزي  رغم  بهرجة  الحكم  المصطنعة  وما يبدونه من انشراح كاذب  وضحكة صفراء .  .  .  

الخميس، 26 ديسمبر 2013

مصر بين " نعم" داخلية الانقلاب و"لا" الحراك الشعبي



سيكون يومي 13 و14 يومين فارقين بالنسبة  للمصريين  ..يومي التصويت على الدستور الجديد ,  بعد إقبار  دستور 2012  واختطاف  الرئيس الشرعي للبلاد  و حل مجلس الشورى 

حماس بين مواجهة اسرائيل وشيطنة حكومة الانقلاب في مصر



التلاثاء، 31 ديسمبر/كانون الأول، 2013



حين يقوم جيش الاحتلال بنصب القبة الحديدية، فهذا يعني أن احتمالات شن عدوان جديد على القطاع لم تعد مستبعدة تحت ذريعة الحد من الهجمات التي تأتي من القطاع، لاسيما بعد عملية القنص وبضعة صواريخ أطلقت من القطاع نحو الأراضي المحتلة عام 48.
الإسرائيليون يقولون صراحة، إن حماس ليست حريصة على مواجهة جديدة مع الاحتلال في الوقت الراهن، ويضيفون كما أوضح كبار محلليهم العسكريين والأمنيين (عاموس هرئيل، إليكس فيشمان وآخرون)، إن السبب في ذلك هي استغلالها التهدئة القائمة في الإعداد والتجهيز.
من المؤكد أن الجناح العسكري لحماس يصل الليل بالنهار من أجل المزيد من الإعداد، وفيه جحافل من خيرة الرجال الذين ما وضعوا السلاح ولا تخلوا عن خيار المقاومة أبدا، لكن الحقيقة التي تواجه الجميع رغم ذلك، هي أن القطاع وحده (المحاصر برا وجوا وبحرا) لا يمكنه فتح حرب مع الاحتلال مهما بلغ مستوى التجهيز لديه، ليس فقط لأن ميزان القوى مختل تماما لصالح الاحتلال، بل أيضا، وربما الأهم، لأن الظرف الفلسطيني والعربي والإقليمي لا يسمح بخطوة من هذا النوع، وما يمكن أن يفعله هو فقط رد العدوان في حال وقوعه.
لا يتعلق الأمر بما جرى في مصر وحدها، بل بعموم تطورات المنطقة التي يبدو أن ما يجري فيها يضع الحب في طاحونة العدو، ليس لأن ربيع العرب كان مؤامرة كما يذهب موتورون كثر، بل لأن أنظمة الثورة المضادة قد تمكنت من إجهاض الجزء الأهم منه في مصر، ولأن نظام بشار الأسد قد نجح بالتعاون مع إيران في جعل الثورة ثقبا أسود يستنزف جميع القوى، بما فيها إيران وحزب الله وربيع العرب وتركيا، في ذات الوقت الذي يدمر فيها سوريا نفسها، وكل ذلك من أجل أن تحافظ إيران على ركن مشروعها الإستراتيجي في سوريا، ولكي يحافظ بشار نفسه على السلطة، ولو على جثة سوريا وشعبها.
الآن، تتعرض حماس لاستهداف واسع النطاق من قبل السلطة الجديدة في مصر بأوامر وتوجيهات من مموليها العرب، في ذات الوقت الذي لن يقبل الأخيرون بأن تورطهم حماس في مواجهة مع الاحتلال تحرجهم أمام شعوبهم التي خسروا جزءا كبيرا من تأييدها بسبب موقفهم في مصر، ومن عموم ربيع العرب، بل حتى من تركيا التي يتعرض زعيمها لمؤامرة كبيرة أيضا.
حماس الآن في وضع صعب على مختلف الجبهات، وهي تفتقد الداعمين، فيما يخطب الجميع ود الاحتلال، أكانوا من المحسوبين سابقا على محور ما يسمى الاعتدال، وفي مقدمتهم الانقلابيون في مصر الذين يحتاجون نتنياهو لتمرير ما يريدون داخليا دون ضجيج، أم كانوا من المحسوبين على ما كان يعرف بمحور الممانعة الذي باع أحد أعضائه الكيماوي من أجل البقاء، وسيبيع الثاني النووي من أجل رفع العقوبات والإبقاء على النظام في دمشق، وسيدفع لقاء ذلك سياسة جديدة مع الصراع في فلسطين، فيما يتحالف الجميع في معسكر ضد ما يسمونه الإرهاب.
لكن الأسوأ من ذلك كله هو أن وضع حماس في إطار الحركة الإخوانية خصوصا، والإسلام السياسي عموما، يجعلها أصلا في دائرة الاستهداف من معسكر الثورة المضادة عربيا، والذي لم يعد يخفي شهيته لاقتلاع الإسلام السياسي من المنطقة برمتها، وهو الذي يدفع انقلابيي مصر إلى مزيد من حصار الحركة على أمل دفع الناس للثورة ضدها، أو جعلها في وضع صعب جدا لا يمكنها معه سوى تحمل الذل والحصار وانتظار الذي يأتي ولا يأتي. ومن تابع ردود فعل السلطة في مصر بعد إعلان الإخوان جماعة إرهابية يلحظ ذلك التصعيد، والإصرار على مشاركة حماس في استهداف مواقع مصرية، الأمر الذي لا يمكن أن يكون صحيحا بأي حال، لأنهم في القطاع لم يصابوا بالجنون لكي يفعلوا ذلك، في حين لا يتوقف رموزهم عن إبداء حسن النوايا على أمل التخفيف من وطأة الحصار دون جدوى.
السلطة في المقابل تبدو مرتاحة لكل هذا الذي يجري، وهي تساهم في الحصار بدل أن تخففه، ولولا خشيتها من مزيد من الحقد الجماهيري عليها لكان موقفها أكثر وقاحة مما هو عليه الآن، وعموما هي تأمل في انهيار حكم حماس في قطاع غزة بأية طريقة، وقد قال عزام الأحمد قبل شهور، إنه يتمنى لو يحتل الجيش المصري غزة.
ليس أمام حماس والحالة هذه غير الصبر والصمود، إلى جانب الاعتماد على بعض الدعم المحدود الذي يأتي من هنا وهناك. أما الأهم فيتمثل في التعويل على انتفاضة شاملة في الضفة الغربية وكل الأرض الفلسطينية، تعيد توحيد الشعب على قاعدة المقاومة، وليس على قاعدة الحفاظ على سلطة صممت لخدمة الاحتلال.
وحدها انتفاضة من هذه النوع هي ما سينقذ حماس وفتح، والأهم من الطرفين هي القضية برمتها، لأن الجميع في أزمة، بينما يفاوض عباس نتنياهو سرا في لندن، ولا يُستبعد أن يخرج علينا بمصيبة كما فعل في أوسلو من قبل، لاسيما أن كل الاحتمالات تبدو كارثية، إن كانت حلا نهائيا، أم مؤقتا، أم تمثلت في بقاء الوضع على ما هو عليه من تيه.
يبقى أن الفرق كبير بين من يصل الليل بالنهار من أجل الإعداد للمواجهة مع العدو، وبين من يمعن إخلاصا في التنسيق الأمني معه، ومهما تكن نتيجة التطورات الجديدة، فحسب حماس أنها لم تتخلّ عن ثوابتها، حتى لو اختلت بوصلتها بعض الشيء بسبب اجتهادات خاطئة بدأت بالمشاركة في انتخابات سلطة أوسلو مطلع 2006.
الدستور الاردنية

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

مملكات وامارات الخليج تسليح حتى التخمة وامن قومي في مهب الريح .


   


في كل مرة يطلع علينا خبر  على شاشات الفضائيات آو على صفحات الجرائد  يفيد أن الولايات المتحدة   أبرمت  صفقة سلاح  مهمة  مع دول  الخليج , تشتمل طائرات ومدرعات  متنوعة , يتبادر إلى الدهن سؤال مهم . من سيقود هده الدبابات  وهده الطائرات التي يفوق  مخزونها   عدد سكان هده الإمارات؟.  وكم هي كلفة  صيانتها والتدريب عليها ؟.

   بالقطع  سيكون ربابنة هده الطائرات والمدرعات في حيرة من أمرهم  أمام ما هو متوفر من آليات وما تتطلبه نظمها من دربة وحنكة  لاستعمال تكنولوجيات غاية في التعقيد و تتطور باستمرار  .وبالتأكيد ستكون قيادتهم ومناوراتهم وقدرة استعمالهم لهده الطائرات والمدرعات وباقي الأسلحة  ضعيف  للغاية . لسبب بسيط وهو انه ما إن يبدءوا تدريبهم على نوع  حتى توضع أمامهم أنواع أخرى  أكثر تطورا ودقة وتعقيدا .

 وتحضرني  حادثة  وقعت قبل سنوات  , قبيل ظهور المدرعة الروسية  ت 55 ,   وهي مدرعة  كانت لها مزايا كثيرة  في تجاوز التحصين و كسح الألغام . وفور وصول عدد منها   إلى احد القواعد , جاء بعض الخبراء العسكريين  لتفقدها  والاطلاع عليها ميدانيا  , في غياب الخبراء الروس الدين  كانوا سيلتحقون بالبعثة لاحقا   . فقام احد الربابنة  بالدخول إلى مقصورة إحدى المدرعات وجلس خلف  لوحة القيادة , فاستهواه زر من الأزرار  ودفعه الفضول  إلى الضغط عليه , فانطلقت قذيفة من فوهة مدفع المدرعة مزقت الجو وأحدثت  فرقعة رهيبة  جعلت كل أفراد البعثة يرتمون أرضا . وهرع الربان إلى الخارج ووجهه يتصبب عرقا من الهلع . ولولا الألطاف الربانية  التي جعلت القذيفة تسقط في مكان خال لوقع مالا تحمد عقباه.

     فهل اقتناء أسلحة لحد التخمة , في إمارات صغيرة , آدا ما استثنينا  العربية السعودية , هو أمر مجدي   يغير  شيئا في حماية  حدودها ويحفظ أمنها القومي . الجواب بالتأكيد لا .  والدليل    هو أن احتلال  الكويت بالكامل  من طرف الجيش العراقي في عهد صدام لم يتطلب سوى سويعات ,رغم ما كانت تتوفر عليه  الكويت من طائرات ومدرعات  حديثة  ومتطورة  , غنمها العراق  دون   كبير عناء . فما بالك  بدولة جبارة كإيران لم يرهبها استفزاز إسرائيل  آو تحذيرات الولايات المتحدة .

     إن امن  وقوة وسلاح دول الخليج عامة والسعودية خاصة  يكمن في  تقوية البيت الداخلي  بإعطاء المزيد من الحريات  للمواطنين  والتوزيع العادل للثروات, ومحاربة الفساد  ,  والحفاظ على كرامة المواطنين  ,   ليشعر  المواطن بانتمائه الكامل للوطن ويعيش مواطنة غير منقوصة يدافع عنها  بالغالي والنفيس,  وتقوية الجبهة الخلفية التي  يشكلها عمق عربي يمتد من المحيط إلى الخليج  , يسعى  الغرب في تفتيته و زرع النعرة  والفتن بين القاطنين به ,  وتحريك عجلة الاقتصاد في الدول العربية من خلال الاستثمار الخليجي  للرفع من مستوى عيش المواطن العربي ,  والعمل على تقوية شعوره بالانتماء  إلى هدا الفضاء الواسع الشاسع   ,  والوقوف  ضد  حركات  شوفينية  تحركها آليات مخابراتيه غربية  تدعمها بالمال  و توفر لها  إمكانات دعائية  تعمل على  قتل شعور  المغاربيين  بالانتماء  إلى الوطن العربي وتشكك في  تاريخهم ومقوماتهم .   رافعة علم الخصوصية المحلية الضيق  الذي يشجع على الإقصاء والعنصرية   والتبرؤ من ماضي مجيد  وتاريخ مشرق في رحاب العروبة والإسلام  .

 إن الأمن الحقيقي لهده الدول يكمن  ادا في تماسك هدا  العالم العربي وقوته وصلابته , وادكاء الشعور بالانتماء إليه , والرفع من مستوى سكانه الاقتصادي والمادي والعلمي  .وستغني  قوة تماسكه و تراص أبناءه خلف  ألأخوة والعروبة   والإسلام  هده البلدان عن اقتناء أسلحة  ضاقت بها قواعدها العسكرية وستعجز عن  استعمالها يوم يجد الجد , وليس لها من   فائدة سوى استعراض عضلات يعلم الجميع أنها  من ورق .

الأحد، 22 ديسمبر 2013

الشاب خالد يصرخ عاليا يحيا الفن و تسقط السياسة! !!



     أثار منح الشاب خالد مطرب الراي الجزائري الجنسية المغربية  كثيرا من اللغط وجلب له الكثير من المشاكل  مع سلطات بلاده , التي
 ما   فتئت تضغط عليه  للتخلي عن الجنسية المغربية. لكن الشاب خالد أبى  وصرح في أكثر من قناة فضائية  تلفيزيونيه   أن الجنسية المغربية ليست معرة  وانه فخور بها    . وأضاف انه  من بين المسئولين الكبار في الدولة الجزائرية من يحمل الجنسية الفرنسية  دون أن تتار ضدهم ضجة أو يشار إليهم  ببنان , وان التبرؤ من الجنسية المغربية يعني بالنسبة  إليه التبرؤ من زوجته المغربية وما رزق منها من أولاد .
ويحضى الشاب خالد بشعبية كاسحة في المغرب   . والمغاربة يكنون له الحب والتقدير  شانه شان  باقي  الفنانين الجزائريين  , كالشاب مامي وبلال و غيرهم  من الفنانين  الدين تستقبلهم السلطات المغربية والقنوات التلفزيونية  بالأحضان.   ولا يكاد يخلوا ملتقى آو مهرجانا من مساهماتهم وعطائهم الفني عكس الفنانون المغاربة الدين رغم حب الجزائريين لهم و لأعمالهم  لا يجدون الصدر الرحب عند سلطات وقنوات  الجيران . ويكفي  تنظيم  ملتقى آو مهرجان غنائي هنا أوهناك لينسى المغاربة والجزائريون أضغانهم  عمر الملتقى آو المهرجان تم يعودوا ليتمترسوا  شاهرين الأسلحة   وراء تل   من الشحناء والتباغض يتفنن الساسة من الجانبين في ادكاء  ناره والنفخ في كل حدث صغير يمكن أن يستفز  المشاعر ويؤجج  الغضب  لتدور نواعيرهم  عكس مجرى  ماء المودة  والإخوة , لتحقيق مزايا واصطياد فرص  قد تعصف بها  رياح التقارب و التفاهم بين البلدين الشقيقين.  ويفضح انقشاع  ضباب  الخلاف المقصود والمتعمد   طرق كسبهم  الملتوية والمشبوهة
  والحقيقة أن  آلاف  الجزائريين تجمعهم أواصر القرابة وروابط النسب مع أشقاءهم المغاربة  , لا سيما  القاطنين منهم  في المناطق المتاخمة للحدود بين البلدين  والدين بحت  أصواتهم   نداء وتوسلا بتطبيع العلاقات و فتح الحدود  لإنهاء معاناتهم  في زيارة أهاليهم  وأحباءهم  في الجانبين . غير أن المسئولين , بوضع  صمغ  المعاندة  في أدانهم ,  أبو  إلا أن  يجعلوا من محاولة  زيارة هؤلاء المساكين لأهلهم ودويهم  رحلة  سيزيفية  محفوفة بالمخاطر  , وفرص ثمينة للمهربين و قطاع الطرق.  وتتحجج السلطات الجزائرية في كل مرة بدخول  المخدرات  من المغرب   عبر الحدود,    في حين تشكو السلطات  المغربية  من  إغراق المخابرات الجزائرية  المغرب بأقراص الهلوسة   التي تدخل من الجزائر   .
         ولا نحتاج إلى بدل  جهد  كبير ونحن نقلب   صفحات  كتب الاقتصاد لنعرف أن   إغلاق الحدود هو الباعث و المحرك والمنعش الفعلي   لتهريب كل  ما تخشى الدول دخوله إلى أراضيها . فان  غابت عن سياسينا  هده الحقيقة فليرجعوا إليها في كتب الاقتصاد السياسي. وان علموها  فلتسقط سياستهم ومنظماتهم وأحزابهم  ويخر عليهم سقف  برلماناتهم  ,حتى لا يبقى لهم أرجل  يقفون عليها ولا  أسنان في أفواه تلوك الكذب والإشاعات.    ويتركوا  أماكنهم  لدولة الفنانين  التي ستستبدل  عفن  السياسة  بنقاء  الفن والساحات العمومية بدل برلمانات  لا يسمع فيها إلى أصوات النفير وحشد أسلحة الفرقة , والتنابذ بالألقاب وقطع صلات الرحم بين الأشقاء.
   والمؤكد أن  الود والأخوة  ستعودان بين  البلدين  و أن الحدود ستفتح   بجرة كمان    لان الفن لا  يعترف  بالحدود  أصلا  . 

السبت، 21 ديسمبر 2013

الفريق البفاري يفوز بكأس العالم للاندية البطلة



فاز الفريق البفاري بكأس العالم للاندية البطلة على حساب  الرجاء البيضاوي الدي خلق المفاجأ ة بتٱهله الى النهاية بعد  اقصائه لفرق كبيرة, ذات كعب عالي في مجال كرة القدم .  وا فتتح البايرن  التسجيل، عندما تهيأت في الدقائق  الاولى من الشوط الاول ,  الكرة للبرازيلي دانتي بونفيم داخل منطقة الجزاء، أودعها شباك الحارس العسكري ـ
    وفي الدقيقة 22  سجل الهدف الثاني للبايرن، عندما أهدى النمساوي ديفيد ألابا الكرة إلى تياجو ألكانترا الذي سدد كرة قوية في شباك الرجاء البيضاوي ـ ومر الشوط الثاني خاليا من الاهداف بعد ان ضيع فريق الرجاء فرصتين سانحتين للتسجيل ليخرج مرفوع الراس  , ولم يكن احد  يتوقع  اجتيازه للربع .
فهنيئا  لفريق الرجاء البيضاوى  على انجازه الرائع ـ 

الخميس، 19 ديسمبر 2013

وآ مغرباه !!! صرخة مواطن حر يأبى أن تداس كرامة شعبه ووطنه .



لو أن جريدة ورقية أو الكترونية  قامت بنشرقدف أو سب  لشخصية  عامة  لبادرت هده الشخصية  إلى مقاضاة هده الجريدة  دفاعا عن ماء وجهها وكرامتها. و الاقتصاص منها  غرامة آو  إكراه بدني حسب  الضرر الذي ألحقه القذف  وبحسب وزن الشخصية العامة ومكانتها في المجتمع .وهناك نوازل لجرائد وصحفيين باعوا  ما يملكون  لتنفيذ أحكام  قضائية في

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

برامج التجارة بسذاجة وجيوب الناس



تلفزيون الواقع′ في تونس: برامج التجارة بسذاجة وجيوب الناس
فاطمة بدري
December 17, 2013

المتابع لشبكة برامج القنوات التلفزية الخاصة في 
تونس يلاحظ أن القنوات الأكثر انتشارا تلتقي في ما يسمى ببرامج ‘تلفزيون الواقع′، أو بالأحرى برامج سلخ الواقع وتعرية الناس والاتجار بمعاناتهم. هذا النمط من البرامج تجده يبث على قناة ‘التونسية’ تحت اسم ‘عندي ما نقلك’ وعلى قناة ‘حنبعل’ تحت اسم ‘المسامح كريم’ وفي ثوب مغاربي على قناة ‘نسمة’ تحت اسم ‘جاك المرسول’.
التوجه إلى هذا النمط من البرامج استساغه البعض تحت ذريعة الكشف عن المستور وإماطة اللثام عن مدى البؤس العاطفي والفقر الذي يعيش على وقعهما التونسي والمغاربي عموما. والغوص أكثر في خفايا وأسرار المجتمع، ولفت نظر السلط المعنية إلى العديد من المشاكل.
ولكن الحقيقة غير ذلك لأن إتباع هذا النمط من البرامج مسألة موجودة بكثرة في عديد القنوات الرأسمالية، كما الاشتراكية، المتقدمة وتلك التي ما زالت في طريق النمو. والسبب بسيط وهي أنها تجلب اهتمام المشاهد الذي تثير فيه نزعة التطفل والفضول للتعرف على إشكاليات ذات طابع سري في العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة عبر ما تقدمه من محاور لا تمت للشأن الاجتماعي إلا في ما تسيله من دموع الشفقة والنحيب والحنين والغضب والاستياء والرغبة الجامحة في القصاص وغيرها من المآسي.
ونتيجة لذلك ترتفع نسبة المشاهدة وهو ما يبحث عنه المستشهرون لعرض بضاعتهم وأصحاب القنوات لجني أرباح الاستشهار.
هذا القالب من الأفكار الذي يؤثث حقيبة البرامج التلفزية التونسية والمغاربية عموما والتي أسست لولادة مشاهد جديد يبحث في هذه البرامج عن المشاعر والأحاسيس واستدرار العواطف والمشاهد الدرامية والحكايات التي اعتاد متابعة الكثير منها في المسلسلات والأفلام. وجردته من الرغبة في متابعة ملفات ذات صلة بالشأن العام أو الحياة السياسية أو الثقافية مثلا.
من جهة أخرى نجد المشارك في هذه البرامج والذي يقبل عن طيب خاطر التعري أمام عدسة الكاميرا وأمام المشاهد ويكشف عن خصوصيات وتفاصيل غاية في السرية من حياته تحت مسميات عدة كالشجاعة والجرأة وحرية التعبير وغيرها من القوالب التي ينجح معدو البرنامج في إقناع صاحب الحكاية بها. ليبدو أمام الشاشة وهو على يقين بأنه يطل في صورة البطل الذي نجح في كسر جسور الصمت.
وطبعا هذه المهمة ليست بالأمر الصعب بالنسبة لمعدي ومقدمي هذه البرامج ما دامت الأغلبية الساحقة للمشاركين تنتمي لطبقات شعبية مفقرة ماديا وعلميا وثقافيا. وهذا الأمر يدخل في إطار سياسة البرنامج، إذ ليس من السهل استدراج مثقفين ومتعلمين للكشف عن كواليس شخصية مخجلة وفاضحة من حياتهم. في حين يسهل استفزاز الفئة السالف ذكرها والإيقاع بهم، لا سيما في إطار ردة الفعل للحديث عن معطيات لا يمكن إدراجها في سياق الجرأة ولا في سياق حرية التعبير.
مواقف مثيرة يعيشها المشاهد بصلب هذا النمط من البرامج تزيد من إقباله عليها وتطرح تساؤلات كبيرة حول الهدف الحقيقي من هذه البرامج، والآليات الكفيلة لضبط مثل هذه المواد التلفزية في إطار قانوني واضح؟
وتجدر الإشارة الى أن بعض برامج تلفزيون الواقع نجحت في التقريب بين أطراف متنازعة وأعادت الكثير من التائهين إلى أحضان عائلاتهم، إلا أنها في المقابل عمقت حلقات الهوة بين أفراد العائلة الواحدة. فازداد تصدع القلوب ولم يشفع استدرار العواطف في كسب العفو والتجاوز عن الأخطاء وحولت جانبا من المجتمع إلى جماعات ساذجة تستحق الشفقة.
وهنا يكمن التناقض الصارخ في الأهداف الايجابية لمثل هذه البرامج في علاقتها بالمشاهد وبالمشاركين أنفسهم. إذ أصبح من الضروري وضع خطوط حمراء لا مجال لتجاوزها حتى يقدم تلفزيون الواقع خدمات ايجابية للمتلقي. وربما بمعنى أصح أصبحت الغربلة حاجة ماسة لأنه لا يجوز تمرير كل الإشكاليات المطروحة تحت مسمى تلفزيون الواقع وكأن الأمر أصبح شعارا يستظل بظله. كما لا بد أن يتعاطى تلفزيون الواقع بإيجابية مع المجتمع وخصوصياته وأن يرفع الشارة الحمراء أمام سياسة التشفي والتباكي واستدرار العواطف التي لا جدوى من ورائها سوى هتك أعراض الناس والتلاعب بمحنهم حتى تمتلئ خزائنهم.
ولعل المثير للجدل اليوم هو لماذا اتجهت الدول الغربية متبوعة ببعض الدول العربية نحو نمط آخر من تلفزيون الواقع متعلق أساسا بصناعة النجوم في حين بقيت الدول المغاربية حبيسة هذا النمط التراجيدي من تلفزيون الواقع.علما وأن النمط السالف ذكره يدر عائدات مالية ضخمة، فمثلا في 
فرنسا حصد التلفزيون الخاص 1 TF مبلغ 130 مليون يورو كعائدات إعلان وإشهار، وذلك من خلال عرض 16 حلقة من برنامج ‘ستار أكاديمي’ سنة 2002 حيث تم مثلا الترفيع في قيمة سعر الإعلان الذي يتم بثه قبل وأثناء وبعد البرنامج.
فنهائي حفل ‘ستار أكاديمي’ بهذه القناة التلفزيونية شد انتباه ما يناهز 12.6 مليون مشاهد. كما أن المكالمات الهاتفية ورسائل 
SMS وصلت إلى ثلاثة ملايين مكالمة في ليلة الاختتام.
ولعل إدراجي لهذا المثال ليس للتشجيع على الجانب الاقتصادي لهذا النوع من البرامج التلفزية، ولكن للإشارة إلى أن هذا التوجه لم يولد اعتباطيا بل له مقوماته وقوالبه الخاصة. كما أنه من المخجل أن تنساق أكثر ثلاث قنوات تلفزية رواجا في تونس إلى استنساخ ذات البرنامج بنفس المقاييس والمعايير والحال أن تلفزيون الواقع مفتوح على عدة أفكار أخرى ومربحة أيضا، ولكن الأكيد أنها تتطلب قدرات وكفاءات أكبر.
ويجدر القول ان دراسة تلفزيون الواقع يمكن أن تكون مدخلا من بين المداخل المنهجية والفكرية الجديدة لدراسة ظاهرة التلفزيون وظيفته وتاريخه كما يمكننا أيضا البحث انطلاقا من ظاهرة تلفزيون الواقع عن الخلفية الثقافة والاقتصادية لإنتاج هذه البرامج التلفزيونية الجديدة، كما يفرض تلفزيون الواقع، ويبدو لأول مرة، ليس فقط مدى الاهتمام ببرامج التلفزيون النوعية بل أيضا نسبة المشاهدة، أي الأثر الرجعي لمثل هذه البرامج فنحن في فعل الزمن بين الماضي واللحظة التاريخية والمستقبل في دراسة ظاهرة التلفزيون.

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

من لغة الضاد الى لغة الراب


دعا دعاة العامية  المختفين وراء الفرانكفونية   مستعملو  الفصحى إلى الرجوع  إلى ما أبدعوا من نصوص  أدبية و شعرية ومقالات فكرية و إسهامات علمية , وان ينصبوا لها المشانق  ليعدموها أو يحفروا حفر ا  ليؤدوها حية  كما كان يفعل في الجاهلية بدعوى إفلاس اللغة العربية  الفصحى  في اعتقادهم   وعدم مسايرتها   للحداثة والعصرنة .   ويتحولوا إلى الكتابة والتدريس باللهجة العامية (الدارجة)  مع ما تحمله  ألفاضها وتراكيبها السوقية من  تعابير رائجة  رواج المخدرات والآفات الاجتماعية  والاستئناس   بقاموس  المقصيين الدين لفظتهم الليبرالية المتوحشة خارج المدن وأرغمتهم على العيش في كيطوهات  الفقر والعوز   دون أن تبخل عليهم بما فسد من خمور مغشوشة ومخدرات سامة  تذهب بالعقول و تصنع كلمات وتعابير تبوح بما يعانيه  هؤلاء  البؤساء  من  ضنك وقهر  يكسر أقفال المروءة  و يولد العنف اللفظي  ويحرر  لسان البذاءة  من معقله .
فلنحول ادا,  نزولا عند رغبة  هؤلاء  المتفرنسين الدين  يخفون نية    مبيتة  ويرمون إلى غايات  تهجين وتدجين غير معلنة  , مدارسنا من   تعليم لغة الضاد  إلى لغة الراب. ومن الشعر إلى لغة الهيب هوب  ومن الغزل العفيف إلى قاموس الأزقة الخلفية المظلمة ومن النحو والبلاغة   إلى اللحن  والركاكة ومن اللسان الواحد الموحد إلى الرطانة المتعددة والمتفرقة ومن النطق الواحد السليم للحرف إلى جوقة من الأصوات والفونيمات ومن معجم واحد  إلى معاجم كثيرة حسب المكان والجهات .
هدا هو القصد , تحويل لغة الضاد إلى لغة الراب في نوعيته المنحطة  التي تقتل الدوق وتخدش الحياء  . حينها سنفقد لغنتنا العربية الجميلة  ومعها لهجاتنا المحلية  المنمقة  التي تكتسب سناها و رقتها وتنميقها ورصانتها من الفصحى. وسيخلو المجال  للهجة  السوق  الهابطة والماجنة والفضة ,  التي تؤلم موجاتها طبلة الإذن وتوخز ألفاضها سويداء القلب وتقتل معانيها العفة والحياء , حتى لا نحتاج إلى ثياب نستر بها عوراتنا مادام الكلام النابي يعرينا  ونحن نمشي في الشوارع .
   ويكفى  للتدليل على هدا   رصد  الحال المزري  الذي  وصلت  إليه الأغنية    المغربية في البضع سنين الاخيرة ,  لما  بخسنا لدرجة الاحتقار ,    تدريس    الأدب والشعر  والمسرح  و الفلسفة والتاريخ   .هده الشعب التي  كانت تهدب الدوق  عند الطلاب  وتنمي ثقافة الجمال  و الرقي الروحي .  ودفعنا  بشبابنا, ضدا على هواه  وميوله,  في مسالك شعب علمية  ليس لها من العلم إلا الاسم  .  تشجع على الأنانية والغش والذاتية,  وتصيد المنافع السهلة , واللهث وراء المتع المادية ,والاستهلاك  المفرط الموجه و القاتل لقيم التضامن والقناعة والبساطة , المهدر  للأمانة والنزاهة . وسيبدو   بالواضح كيف تحولت أغانينا  في سنوات قليلة من درر غالية ودوق رفيع,  يتدفق كلمات هادفة رقيقة جميلة ( القمر الأحمر –الشاطئ – راحلة – ملهمتي  الخ) إلى زعق وجلجلة موسيقية  ليس لها طعم ولا تحمل رسالة ولا يتسلح أصحابها بعلم أو خلق  . لا تهدب نفسا و لا تصون رجولة ولا عفة نساء . فتداخلت الأصناف   حتى أصبحت  لا تفرق بين لون رجولي و لون  أنثوي  . ولم يعد الفن فنا  إلا  آدا سقطت كلماته و تعرت مطرباته في غنج وإثارة  لم تعد  تسخن نارا  عند الرجال . وتفنن  أنصاف الرجال في الرفس والرقص  الفج والتمايل الشاذ   حتى بزوا راقصات  الكباريهات  في هز الوسط . ولم تعد ترى  حيثما رحلت وارتحلت    قارئا يتأبط  كتابا أو صحيفة    او يتدوق شعرا  او يدخل مسرحا   وإنما شبابا ضائعا بين منصات هرج ومرج  يرقص  على  زعق  أصوات  بعضها   أنكر من صوت الحمير .
وبما آن سفينة  تعليمنا المعطوبة لم ينفع  فيها  دواء  التقليد والتجريب والترقيع  و لا تتقدم الا بقدر ما تخطو السلحفاة من خطى  فقد  خطط  هؤلاء المتفرنسين  من خلال تدريج التعليم   دق اخر  إسفين  في منظومة تعليم لاهي في العير ولا في النفير .