الخميس، 20 فبراير 2014

هل اصبح اتحاد المغرب العربي في خبر كان ؟


  

تحل الذكرى الخامسة  والعشرين لاتحاد المغرب العربي والحكومات  المغاربية  لا تزداد إلا تنافرا وجفاء . ولا يجمع بينها سوى الشعارات والأماني الحارة,  حد ذرف دموع التماسيح ,  لأقلاع اتحاد عربي  ولد بعد عملية قيصرية مستعصية ولم يغادر الحاضنة  منذ أد  .
 نجحت كل التكتلات  عبر العالم رغم اختلاف الألسنة والشعوب والأنظمة وفشلت الدول المغاربية في لم الشمل,  رغم ما يجمعها من لغة ودين وأصول و تاريخ وحضارة,  تعمل بعض  الجهات المأجورة   جاهدة , على هدها بمعاول شتى  باسم الأصالة والعرق والخصوصية المحلية,  لتزداد الفرقة ويقسم المقسم.  وصدق من قال " اتفق المغاربيون على آلا يتفقوا وان اجتمعوا تفرقوا فلا يغرنك عناقهم فإنهم إن تعانقوا نافقوا ".
ولسائل أن يسال .  لمادا فشل المغاربيون حيث نجح الآخرون ؟ والجواب  يكمن في ثلاث كلمات سحرية . وهن الحرية والديمقراطية وكلمة تخيف الغرب والقوى الامبريالية وهي الاستقلال الحقيقي وكسر أغلال الاستبداد. 
فكيف لأقطار عشش فيها الاستبداد عقودا أن تحترم التعايش والتعدد و الاختلاف .  وكيف للمستبدين أن يتنازلوا ويسمحوا بإبداء رأى أو إعطاء مشورة لا يشوبها نفاق أو تملق .  أو حتى الإنصات والتنازل ولو عن جزء صغير من آناهم ونرجسيتهم .  إن دولا بني جلها على الاستبداد والعسكرة
 و ثقافة الحزب الواحد لأبعد من أن تتحد وتتعاون . اللهم في ما يمكن قبضتها الأمنية  ويقوي استبدادها  عبر اللقاءات الناجحة والمستمرة لوزراء الداخلية المغاربيين.
ولعل قسطا من الفشل تتحمله الشعوب المغاربية التي استمرأت الاستبداد وخنعت لقبضة الحديد والنار  حتى الفته  واعتادت عليه.  بل أصبحت تعيد صنعه وتدكي ناره,  كلما فتر وتراخى وثاقه.  
  تصنعه في إعلامها  وأحزابها ونخبها بل حتى في حياتها اليومية .  تقمع محدثا ادا تحدث بما لا يوافق هواها  وقناعاتها . وتتنصل من اتفاق أو عقد لا يشبع رغبتها . تغلغل الاستبداد في انظمتنا وهياكل دولنا حتى تملكنا الحق والحقيقة وحجرنا الرأي والصواب عن غيرنا.
والمفارقة أن زعماء وسياسيون مغاربيون يتباكون  في ذكرى الاتحاد  على الاتحاد . يشكون عدم تملل قطاره وتعتر سيره.  وفي نفس الوقت يطالبون بقطع العلاقات مع الجيران ,  ونصب أسلاك  شائكة تعزل الأوطان. ومنهم من نادى  بملء  فيه بتغيير اسم المغرب العربي إلى الاتحاد المغاربي نكاية في الأربعة أخماس الناطقين  بلغة الضاد من السكان.
فليصدقونا القول  هل الذكرى  ذكرى انطلاقة وإنشاء أم ذكرى تأبين ووفاة .  وهل الأمل لازال معقودا أم أصبح الاتحاد  في خبر كان.
                                                          بقلم :موسى المصلح

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

اقالة اللواء ادريس محاولة رد اعتبار للجيش الحر..


                                           بقلم / عبد الباري عطوان


التحقت المملكة العربية السعودية اليوم بكل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا باتهام النظام السوري بـ “التعنت” محملة اياه مسؤولية فشل مؤتمر جنيف الذي انتهت جلسته التفاوضية الثانية، وربما الاخيرة، السبت الماضي دون التوصل الى اي نتائج ملموسة.
هذا يعني عمليا طي صفحة الحل السياسي ولو مؤقتا واللجوء الى الحل العسكري “الجزئي” في محاولة لترجيح كفة المعارضة المسلحة في ميادين القتال، ووقف تقدم القوات النظامية المتسارع خاصة في منطقة القلمون البوابة الرئيسية الى العمق اللبناني وصولا الى شواطيء البحر المتوسط.
اقالة اللواء سليم ادريس رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر المدعوم امريكيا وسعوديا، وتعيين العميد الركن عبد الاله البشير مكانه يؤشر لخطة التصعيد العسكري المقبلة في ميادين المواجهة، واعادة ترتيب بيت المعارضة العسكرية.
اللواء ادريس تحول الى “كبش” فداء لتبرير الانتكاسات التي مني بها الجيش الحر في جبهات القتال في اعزاز وادلب والقلمون، سواء امام الجيش العربي السوري النظامي، او امام مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام الذين دحروا الجيش السوري الحر واحتلوا مقره الرئيسي في بلدة اعزاز الحدودية مع تركيا، واستولوا على معدات عسكرية متطورة جدا جاءت من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا.
ثلاثة قادة عسكريين تناوبوا على قيادة هيئة اركان الجيش السوري في العامين ونصف العام الماضيين، وهم العقيد رياض الاسعد (القائد المؤسس والمنسي) والواء سليم ادريس نفسه، والثالث العميد البشير. الاول الاسعد فقد ساقه في محاولة اغتيال، والثاني ادريس فقد سمعته العسكرية، وربما الشخصية، باتهامه بالتقصير و”سوء” توزيع الاسلحة مع الفصائل المقاتلة (هذا تلميح غير مباشر لفسادها) وربما من المبكر ان نتكهن بطبيعة التهمة التي تنتظر العميد الجديد البشير عندما ينتهي دوره لامر ما.
***
ولعل العسكريين افضل حظا من زملائهم السياسيين في المناصب القيادية، فقد تولى قيادة المعارضة في مسيرة السنوات الثلاث الماضية اكثر من خمسة قادة ابتداء من الدكتور برهان غليون (عمر في رئاسة المجلس الوطني ثلاثة اشهر) ومرورا بعبد الباسط سيدا وجورج صبرا ومعاذ الخطيب (بضعة اسابيع فقط لكل منهم)، وانتهاء بالسيد احمد الجربا الذي احتفظ بمنصبه بأغلبية تقل عن اصابع اليدين في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ووجوده مرهون بالدعم السعودي والرضاء الامريكي.
اختيار العميد البشير الذي كان محافظا لمنطقة القنيطرة قبل ان ينشق عن النظام، وبعد ذلك قائدا للمجلس العسكري فيها، ينطوي على معان كبيرة لانه يتزامن مع قرار امريكي “بتسخين” الجبهة الجنوبية، وتزويد السعودية للمعارضة السورية بصواريخ حديثة مضادة للطائرات.
الخطيئة الكبرى للواء ادريس الذي قيل انه يقيم في السويد بعد حصوله على اللجوء السياسي فيها، فشله في تحويل الجيش السوري الحر الى “قوة صحوات” تقاتل الدولة الاسلامية في العراق والشام وتصفي قواعدها في شمال شرق سورية (الرقة ودير الزور) وشمال غربها في ادلب واعزاز وغيرها، فاللواء ادريس الذي كان الجنرال “المدلل” وحصان طروادة المنقذ في اجتماع وزراء خارجية منظومة اصدقاء سورية اثناء اجتماعها الحاسم في اسطنبول اواخر عام 2012 قدم تعهدا للمؤتمرين بالقضاء على الجبهات المؤيدة للقاعدة واجتثاثها جنبا الى جنب مع تدمير الجيش الرسمي، ولكن ما حدث هو العكس تماما، وهذا ما يفسر تعيين العقيد هيثم العفيسي نائبا للعميد البشير الذي كان يتزعم الفرقة السابعة في الجيش الحر وشكل لواء معرة النعمان، وشارك في تشكيل جبهة ثوار سورية التي استعادت مدينة ادلب من مقاتلي الدولة الاسلامية.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة عما اذ كان هذا التوجه الغربي السعودي الجديد سواء بتسليح المعارضة بصواريخ “مان بادز″ الصينية المتطورة المحمولة على الكتف المضادة للطائرات او باعادة تنظيم القيادة العليا للجيش الحر وابعاد اللواء ادريس سيعطي ثماره انتصارات على الارض في المرحلة المقبلة ام لا سواء ضد الجيش او ضد الجماعات المقاتلة الموالية للقاعدة؟
طالما ان الادارة الامريكية تستخدم المعارضة المسلحة ورقة ضغط وليس ورقة حسم، لن يتغير الوضع كثيرا على الارض، وستستمر حالة الجمود الحالية في ميادين القتال، فالنظام لا يقاتل وحده، وباتت الجبهة الداعمة له تتسع، ومفهوم “الثورة” بات اقل جاذبية لقطاع عريض من الشعب السوري لارتباطه بالقتل والدمار واليأس.
من المفارقة ان امريكا زودت المجاهدين الافغان وحلفاءهم العرب بصواريخ “ستينغر” المضادة للطائرات في منتصف الثمانيات، بينما رفضت تزويد حليفتها قطر بمثلها، ولكن هذا لم يمنع بيع بعضها الى قطر التي عرضتها في عرض عسكري بمناسبة عيد استقلالها كنوع من “المجاكرة” ومد اللسان للامريكان، ولكن الرد الامريكي كان حاسما بضرورة تسليمها والكف عن هذا النوع من المزاج الثقيل، صحيح ان هذه الصواريخ حسمت الحرب الافغانية لصالح المجاهدين، ولكن الصحيح ايضا ان الاتحاد السوفييتي كان على ابواب الانهيار كمنظومة لاسباب عديدة ليس هناك مكان التوسع فيها.
***
الصواريخ الصينية هذه يمكن ان تصل الى مخازن الدول الاسلامية ايضا وبالطريقة نفسها التي وصلت اليها معدات امريكية عسكرية بريطانية كانت في مخازن الجيش الحر في اعزاز عندما اقتحمتها واستولت عليها الاخيرة، ودفعت اللواء ادريس الى الهرب الى قطر عبر الاراضي التركية قبل ان ينتقل الى السويد، كما ان تقديمها للمعارضة قد يمثل اجتيازا لخطوط حمر روسية وصينية ايضا، ولا نعتقد ان الروس سيلدغون من الجحر مرتين!
قواعد اللعبة تتغير على الارض السورية ومحيطها في ظل مرحلة التسخين المقبلة، وهي مرحلة قد تنطوي على مفاجآت للطرفين، فالروس لن يقفوا مكتوفي الايدي قطعا، ومن الصعب التفكير ولو للحظة بان النظام السوري سيتنازل عن السلطة للمعارضة تحت ضغط التصعيد العسكري بعد ثلاث سنوات من الصمود والانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم وافشال كل محاولات نزع الشرعية عنه عربيا ودوليا.
تصعيد عسكري جديد، وتسليح حديث، وتوظيف اقوى لوسائل التحريض الاعلامي يمكن ترجمتها جميعا بكلمات معدودة، المزيد من الضحايا، والمزيد من المعاناة، والمزيد من اللجوء والنزوح، والمزيد من الدمار لسورية والسوريين طبعا.
ربما سنفتقد السيد الاخضر الابراهيمي الذي سيأفل نجمه في الاسابيع المقبلة حتما، وسيأخذ اجازة طويلة، لانه ليس من النوع الذي يستقيل من منصبه على غرار سلفه ورئيسه السابق كوفي انان، ولكننا حتما لن نفتقد الحدث السوري الذي سيزداد سخونة، وسيستمر في احتلال العناوين الرئيسية، والهيمنة على افتتاحيات الصحف ومقالات كتابها، ونحن على رأسهم!

                                         المصدر / موقع قناة الجديد

الأحد، 16 فبراير 2014

عندما يرتدي المشير المصري زيا عسكريا روسيا


    تتميز الحياة العسكرية بتمسكها حد الفناء بكل مايرمز للوطن وعزته وكبريائه   . فالعلم له مكانة خاصة وتحية خاصة.  والبدلة العسكرية لها وقارها وهيبتها بالوانها ونياشينها المختلفة  .والعسكري له  من الخصوصيات الكثير انطلاقا من النظم  االتي ينظوي تحتها الى ابسط الطقوس والاعراف التي تنبني عليها حياة الجنديةـ
والجندي ولاءه  للوطن  و كل ما يرمز اليه من رموز ولاء اعمى.  واحترامه لبدلته احترام دونه خرط القتاد  يدافع عنها بحياته.وكم من جندي وبخ لإهمال صغير في هندامه أو عوقب لمجرد فقدان زر من أزرار بدلته اومجرد اخفاءها تحت  لباس مدني . فالبدلة العسكرية ترمز للوطن والوطن لايجب ان يحجبه شيء ـ
   وحتى في ساحة المعركة لا يجوز للجندي التفريط في بدلته العسكرية, تحت طائل الخيانة بل يذود عنها مسترخصا في ذلك  روحه ودمه,  في سبيل عزتها التي هي من عزة الوطن
لكن ما ابتدعه المشير السيسي في روسيا , من لبس زي عسكرى روسي فوق بدلته العسكرية المصرية  الرسمية بنياشينها اوحتى فوق بدلة مدنية  , امر يدعو للعجب .فلو ان ظابطا روسيا قام بارتداء بدلة عسكرية مصرية  فوق بدلة بلاده في حفل بروتكولي  رسمي  لاحيل فورا للقضاء العسكري , بتهمة ازدراء وخيانة الجيش الروسي  , ولحوكم باقصى العقوبات .
   فهل تغيرت المفاهيم والاعراف  في مصر حتى اصبح  الزي الرسمي العسكري مجرد  لباس عادي لا قيمة ولاهيبة  له.  ام ان المجازر التي اقترفها قناصة جيش الإنقلاب في  رابعه وباقي الميداين جرد قادة  الجيش المصري من    كل انفة وعزة  و الإحساس  بشرف الجندية .  

الجمعة، 14 فبراير 2014

الرئيس يشكو الجوع في سجنه!!

     


                  المصدر المصريون / محمود سلطان 

 كل منافذ "الإعلام الأمني"، نشرت ولليوم الثاني على التوالي، تسريبا تم تسجيله

 بالتجسس على الرئيس السابق د. محمد مرسي، وهو يتبادل الحديث مع محاميه د.

 محمد سليم العوا. عرض التسريبات على فضائيات "أمن الدولة"، تم بشكل "احتفالي"،

 واستضافة معلقين، للتعقيب على ما قاله مرسي، ولم يشر واحد، على أن العملية في

 مجملها جريمة، يعاقب عليها القانون بالحبس. كان التركيز كله مسلطا على هدف

 واحد وهو التعريض بالرئيس السابق، وإهانته وفضحه وتقديمه للرأي العام في صورة

 "المعتوه" أو "البهلول".. بشكل فج وخال من الوقار والأدب.   المشكلة أن أصحاب

 الجلود المتبلدة، لم يتحدثوا أبدا، عن البعد الحقوقي في المسألة بوصفها فضيحة

 أخلاقية، من شأنها أن تهز هيبة المحكمة ذاتها، ناهيك عما تدعيه السلطات بأنها بصدد

 إرساء "دولة القانون".. فمن يصدقها الآن؟! التجسس على الرئيس حدث في القاعة

 التي جرت فيها محاكمته، ولا أدري كيف لم تتخذ المحكمة اجراء عقابيا لمن اعتدى

 على حرمتها، وتجسس على الرئيس ومحاميه وهو في ولاية وحماية حضرة السادة

 القضاة والمستشارين؟!!! التسريبات استهدفت "تجريس" مرسي، غير أن الأغبياء،

 خدموه من حيث لم يشعروا، إذ استمع العالم كله إلى الرئيس "المنتخب" وهو يطالب

 بفلوس "علشان يعيش داخل السجن"! كم كانت الكلمة مؤلمة، على المستوى الأخلاقي

 والإنساني.. رئيس مصر السابق يستجدي من سجانيه "لقمة الخبز" لكي "يعيش"!! 

    
     لم يكن هذا الكلام مهينا لمرسي كما أريد، وإنما كان مهينا لمصر نفسها ولرئاسة

 الجمهورة، ولأرفع منصب سياسي في البلد كلها.. ولنحو15 مليون مصري صوتوا

 لصالحه في انتخابات2012. لقد استدر "التسريب" تعاطف قطاع من الرأي العام ـ 

الذي كان لا يحب مرسي ـ معه الآن.. وهو يستمع لرئيسه السابق وهو خلف الجدران 

يشكو من الجوع. أي عقل هذا الذي وقف وراء عملية التجسس ذاتها، ليهين المحكمة، 

ثم يقدم بضاعته الفاسدة لأحذيته العاملة في الصحافة والإعلام، وتسريب ما سجله خلسة 

وخسة لمرسي.. ثم يقوم بأكبر فضيحة سياسية وأخلاقية مهينة لمصر كلها في صورة 

رئيسها السابق الذييشكو من الجوع خلف الجدران؟!
 
دولة التسريبات.. ستتسع، وستتحول إلى بزنس وتجارة ومصدر لتكديس الحسابات  

 البنكية الخاصة بـ "بياداتالصحافة" بالمال المغموس في الأعراض والتجسس

 والاعتداء على الحرمات وحياة الناس الخاصة،واحتقار القانون والدولة ودهس الوطن

 كله وإهانته وتجريسه وتقطيع ملابسه وفضحهأمام العالم.  ستتسع وستكبر لأن مرتزقة

 التجسس والتسريبات وشبيحة الفضائيات جزء من شبكة أمنية وفرت لهم مظلة

 الحماية،  


الأربعاء، 12 فبراير 2014

غرداية بين التطرف المذهبي والعرقي





  عندما تصبح اللهجة او المذهب  الديني معولا من معاول الهدم  وسببا من أسباب التفرقة  والتباغض بين   أفراد الشعب الواحد ,   فاعلم أن يدا الخبث والدسيسة  قد انسلت بين ظفر الوطن ولحمه , كي  تعبث بأمنه واستقراره. ممتطية  حصان الشوفينية  ,  رافعة راية التمذهب  الأعمى والتلهيج  الانزوائي والاختلاف الأقصائي و الخصوصية المتقوقعة .
   ولعل ما يجري  في  غرداية في الجزائر  يدعو إلى التساؤل ويجر إلى البحث, في أتون هده الفتنة  , عن المستفيد من إشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد .
    اشتعل فتيل الأزمة في غرداية  بين العرب  المالكيين والبربر الميزابيين  الاباضيين ,  حسب الرواية الرسمية , بسبب شجار شج فيه رأس شاب عربي بحجر ادخل على أثره المستشفى وهو في حالة غيبوبة ,  ليبدأ الكر والفر بين الطائفتين  و إحراق المتاجر والاعتداء المتبادل على الأشخاص والممتلكات  بدافع  التطرف المذهبي , رغم أن الدين واحد والنبي واحد وما يقارب بين المذهبين المالكي والاباضي  اكبر من أن  يحدث هدا الشرخ ويشعل نار الفتنة . لكن الاصطفاف المذهبي ما هو   إلا الشجرة التي تخفي غابة من الاحتقان    السياسي والاجتماعي المحبط  في بلد  يشكو تخمة في موارد النفط والغاز  في حين  لا يجد  المواطن البسيط من مقومات العيش ما يحفظ به  كرامته وإنسانيته وأمنه   .
في هدا الجو المريب , وجه البعض أصابع الاتهام إلى الجيران  في ضرب استقرار وامن الجزائر.  لاسيما وان حكومتي البلدين في تنافر مستمر  وعلاقات متوترة باستمرار.   بينما اتهم البعض الأخر  جهات فرنسية  يهودية  في أ ذ كاء نار الفرقة والعداوة بين أبناء غرداية . ودلك من خلال  اذ كاء النعرة العرقية الشوفينية وبث خطاب تمزيغي  إقصائي.  مبني على  تيه هوياتي  , ينبني على أطروحات أسطورية وأكاذيب  تحمل حقدا دفينا لكل ما هو عربي من حضارة وثقافة . داعية إلى القطع مع تاريخ مجيد ورافد من روافد كينونة الدولة وأصالتها . ومبشرة بدولة تامزغا الكبرى الخالية  من العرب و التي تمتد  من المحيط إلى تخوم مصر بعلمها المعروف الذي رأى النور في الأكاديمية البربرية في باريس    بإيعاز من المخابرات الفرنسية سنة 1970 . وتشهره  الحركات  التمزغوية  أينما حلت وارتحلت  بدعم وتمويل غربي فاضح.
لعل  اتهام المغرب في شعل نار قد يكتوي بها  أولا قبل غيره أمر يجانب الصواب  لاسيما وان هده الحركات  تنشط   أيضا  في المغرب  وتجتهد   في تنفيذ مخططاتها  وسلخ المغرب من عروبته  وتاريخه  الإسلامي المشرق   وقطع كل صلة مع المشرق .
 إن ما وقع في غرداية  ما هو إلى شرارة صغيرة تندر,  لا قدر الله  , بحرائق مهولة  لن تستني أي ربع من ربوع المغربي العربي الكبير   إن لم تقم حكوماته مجتمعة  متضافرة الجهود في التصدي  لخطاب الإقصاء و التمييز العرقي البغيض  التي تدعو له هده الحركات التمزغوية , التي هي اخطر  من الحركات الإرهابية الدينية    . فاللعب على حبل  التميز العرقي  والدعوة  الى وهم دولة   تامزغا الكبرى ,  لعب  بنار  ذات  خطر كبير على وحدة شعوب هده المنطقة  وقد يجلب لها من الويلات والماسي ما يشيب له  ا لولدان. ولعل  نزاع   التوتسي والهوتو في  جمهورية رواندا   في
افر يقيا الوسطى-  الذي أودى عبر  مذابح رهيبة , بحياة  أزيد من 800000 توتسي, حسب إحصاء  هيئة  الأمم المتحدة  ,قضوا   في نزاعات عرقية - لعبرة لمن شاء ان يعتبر     .  
                                                          بقلم/ المصلح 

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

أشد مضاضة





حنان كامل الشيخ –الغد  الاردنية   
قامت الدنيا ولم تقعد بعد انتشار خبر وفاة طالبة سعودية، كانت تدرس في إحدى الجامعات، قسم الدراسات العليا، بأزمة قلبية، لم تمهلها طويلا. الواقع أن الغضبة أتت لأن الذي لم يمهلها طويلا، هو القرار الجائر المجحف الشاذ، الذي اتخذته إدارة الجامعة، بعدم السماح لسيارة الإسعاف بالدخول إلى الحرم الجامعي، والذي يمنع اختلاط الذكور بالإناث، مما حول الدقائق الأخيرة من حياة الطالبة إلى فنتازيا مسرحية، لم يصفق في نهايتها أحد، لأحد!

أقول إن الدنيا قامت ولم تقعد، نظرا لردات الفعل المهولة، حجما ونوعا، من قبل معلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية التي أوردت الخبر، وهم من أصول ومرجعيات مختلفة، ولكنهم في العموم مواطنون عرب، وهنا تماما تضيق العبارة!

فمن حيث المبدأ، أجد أنه من السخرية بمكان، التبجح والانتقاد واسع الطيف، الذي طال القضية الشهيرة، وكأنها تحدث للمرة الأولى، والتي تدفع فيها المرأة العربية، ثمن بقائها على قيد الحياة، في مجتمع ذكوري الصنعة والقرار والممارسة والهوى. ففي الأسبوع نفسه على الأقل، الذي شهد على القصة الحزينة، تم اختطاف فتاة في عمان واغتصابها من قبل سائق تاكسي وفي وضح النهار. وقتلت امرأة جزائرية بسكين زوجها، لأنها تعانده على الدوام. وقطعت أوصال امرأة أخرى في اليمن، بعد أن شك عريسها بأخلاقها. وماتت زوجة لبنانية بعد تعرضها للضرب المبرح لمدة ساعتين متواصلتين، على يد زوجها.

طبعا لو مسحنا المنطقة العربية، خلال الأسبوع، لامتلأت صفحات "حياتنا"، وهذا من مفارقات الأسماء والمعاني، بقصص الموت الذي يلاحق المرأة العربية في كل مكان.

بالمناسبة نحن لا نتحدث عن حرمان من التعليم، أو زواج القاصرات أو سرقة الميراث، أو العنف والتحرش، نحن نتكلم عن القتل والموت بكل ما يحمله العنوان من سواد يملأ الصفحة بكاملها.

وإذا اعتبرنا ممارسات أخرى هي أقل وطأة، تتعرض لها المرأة العربية، على يد "رجل" عربي، باعتبار أنها ممارسات لم تودي إلى قتل، فأنا أكاد أجزم أن غالبية النساء حين يقارننها بالموت، فإنهن يعتبرن هذا الأخير، صنفا من صنوف القتل الرحيم.

فتيات تم سحلهن على الهواء مباشرة، وفي إعادات مخزية على القنوات العربية في شوارع القاهرة، إبان مراحل متباينة من الأحكام التي مرت على مصر، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. صحفيات وجامعيات من السودان، تم جلدهن أيضا أمام الملأ لارتكابهن جريمة ارتداء البنطال، في الأماكن العامة. صنوف من التعذيب المخزية المرهقة لأمهات وبنات سوريات على أيدي من لم يرحم خوفهن المشروع، وخططهن الساذجة للنجاة. فتيات صغيرات عشن مرار الحبس والضرب والتقييد بالسلاسل، والعيش مع البهائم، بتهمة اختلال عقولهن الطرية، في قصص ولا أفظع شاهدناها وسمعنا عنها هنا وفي المغرب وفلسطين. طفلات لم يتعلمن النطق بعد، يتم ختانهن بأحكام اجتماعية جاهلة، تفضي إلى ارتياح عام "لطهارة" البنت في المستقبل!

ماذا أقول لأقول؟ كلنا يعرف ماذا يجري في الكواليس، والساحات العامة أيضا. كلنا نشجب ونغضب وندّعي الحزن والأسف، وللأسف لا ثورة حقيقية في المفاهيم المتخلفة، وأنا استغرب إطلاق اسم مفاهيم عليها من الأساس، فالكلمة مصدرها الرئيس هو الفهم. 

مشهد الفتاة السعودية التي قضت ببطء، وهي تشاهد بما تبقى لديها من بصر، سيارة الإسعاف القريبة جدا إلى سور الجامعة.. وهي بالكاد تسمع صوت زامور الطوارئ قادما من بعيد، يشبه مشهد استشهاد محمد الدرة في بعض تفاصيله التراجيدية، اللهم أن قاتل الدرة ظلم احتلال، وقاتل الطالبة ظلم ذوي القربى.

وهذا ينسحب عموما، على أشكال الظلم والقهر الممارس على المرأة العربية، حيث يكون بتوقيع ذوي القربي، غالبا.


السبت، 8 فبراير 2014

ويسألونك عن المرشد الجديد.. قل هو بيتر!




 سليم عزوز

أخيراً، تمكنت بحول الله من الوقوف على اسم المرشد العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين، بعد القبض على المرشد الدكتور محمد بديع، صاحب مقولة ‘سلميتنا أقوى من الرصاص’، وكان مثلي على يقين، من أن جماعة كجماعة الإخوان، لا يمكن أن يظل موقع المرشد العام فيها شاغراً. فقد اكتشفنا أن المرشد هو ‘بيتر غريست’، الزعيم الروحي لطاقم قناة ‘الجزيرة’ الانجليزية بالقاهرة!
‘بيتر’ نجل الحاج ‘غريست’ تم إلقاء القبض عليه في القاهرة مؤخراً، وتم تقديم الأجهزة الأمنية التي تمكنت من أداء المهمة بنجاح، على أنها أتت بالذئب من ذيله، بالرغم من أن هذا الذئب كان مختبئاً في أحد الفنادق الكبرى. وظلت برامج ‘التوك شو’ ليلة كاملة تحتفي بهذا الانجاز الأمني العملاق، وفشلت محاولات قناة ‘الجزيرة’ في وقت لاحق نفي التهمة، عندما استدعت والد ‘بيتر’، الذي قال إن نجله كان يؤدي عمله، وبدا شكلاً كما لو كان قساً من القساوسة الغربيين، فلم يشفع هذا الظهور، والتأكيد على أن ‘غريست’ خواجة أباً عن جد، في إدخال الغش والتدليس على الرأي العام!
الذي يؤكد أن رسالة الحاج ‘غريست’ لم تنجح في تبرئة نجله ‘بيتر’، أن النيابة العامة بعد واقعة ظهور ‘والد المتهم’ أصدرت بياناً تاريخياً، أكدت فيه على المعاني ذاتها، التي ساقتها الأجهزة الأمنية، فالخلية الاخوانية، التي جعلت من أحد فنادق القاهرة وكراً له اعترفت بالانتماء إلى جماعة إرهابية، ولم يعد الأمر يلتبس عليها الآن، فبمجرد ذكر كلمة ‘إرهابية’ تتجه أنظارنا نحو المقطم، حيث المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين!
الاعتراف سيد الأدلة، والمتهمون اعترفوا بالانتماء لهذه الجماعة وأن مهمة المرشد العام الجديد ‘بيتر غريست’ كانت تتلخص في قيامه بحذف وإضافة للمواد المكتوبة والمصورة، التي كان يتم تداولها.. يا له من قاتل محترف، يقتل الكلمات!
وهذا المجرم ‘العتويل’، لم يكتف بما سبق، ولكنه كان يتولى سداد المستحقات المالية نيابة عن أعضاء التنظيم، الذي كان ينفق يومياً مبالغ طائلة!
وعندما قرأت كلمة ‘طائلة’، في عريضة الاتهام، وجدتني على يقين من صحة الاتهام، فأخونا في الإسلام ‘بيتر’، لم يكتف بإنفاق الأموال وفقط، ولكنه حرص على أن يكون ما ينفقه مبالغ ‘طائلة’، وهذا مما هدد الأمن والسلم الدوليين.. ‘طائلة’ يا ‘بيتر’؟!

عابرة للقارات

من ‘روائع الاتهامات’ أن الخلية الإخوانية النائمة في أحد فنادق القاهرة المطلة على النيل، والتي يحدها من اليمين كوبري 15 مايو، ومن الشمال السفارة التونسية، تبين أن بحوزتها أسلحة مضادة للطيران، وصواريخ عابرة للقارات، تتمثل في أجهزة بث، وأجهزة لاسلكية، وهواتف نقالة، وقد سميت نقالة لأنه تم نقلها عبر الإبل من صحراء تورا بورا، وأن الخلية استخدمت هذه الأسلحة الفتاكة، في نشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الرأي العام.
وكان لمثلي أن يغفر كل هذه الأفعال الدنيئة، لولا أنه تبين أن الخلية الاخوانية، هي المسؤولة عن تكدير الرأي العام، وأنا من كنت اسأل قبل القبض على عناصر الخلية، لماذا استيقظ من النوم صباح كل يوم وأنا ‘متكدر’، وقد صرت الآن لست متكدراً البتة، بعد أو وضعت الأجهزة الأمنية يدها على الخلية المسؤولة عن توريد مادة ‘التكدير’ في الطعام.
كل الصحافيين الذين تم القبض عليهم في زمن الانقلاب العسكري بمصر، تم توجيه تهمة ترويج أخبار كاذبة لهم، دون إحاطتنا علماً بهذه الأخبار وصحتها. وساع مهمته صناعة الشاي والقهوة في احد المواقع الالكترونية، تم إلقاء القبض عليه عندما تمت مداهمة الموقع، وكانت التهمة الموجه له: نشر أخبار كاذبة. وعلى أيامنا كانت الأخبار الكاذبة يتم دحضها بالأخبار الصحيحة، لكن في ظل الانقلاب فالأخبار الكاذبة لا تذكر على سبيل الحصر، فهي فقط تعد دليل إدانة يؤخذ بسببها الصحافي من الدار إلى النار، وربما تكمن مشكلة ساعي موقع ‘الإسلام اليوم’ في أنه لم يتدخل لمنع الصحافيين من نشر الأخبار الكاذبة، وبدلاً من أن يضع الشاي الساخن أمامهم، يضعه فوق رؤوسهم!
يا الل،ه يبدو أنني بالفعل بحاجة الى قدح من الشاي الصعيدي المعتبر، وقد حالت سلطات الانقلاب دون ذلك، لكي أتعذب وأنا اشرب شاياً كالشاي. والسيدة وزيرة الإعلام قالت مبكراً أن من يظهر على قناة ‘الجزيرة’، ليس مرحباً به فيمصر، باعتبار ان مصر هي عزبة السيد الوالد!
على ذكر الأخبار الكاذبة، ففي الأسبوع الماضي، تم إحراق عدد صحيفة ‘الوطن’ الموالية للانقلاب، لأن المانشيت الرئيس للعدد كان عن ثروة عبد الفتاح السيسي التي قدرها بـ 30 مليون جنيه، استناداً إلى ما قالت الصحيفة انه مصادر عائلية، وهو نوع جديد من المصادر، على من يدرسون مادة الصحافة في الجامعات أن يدخلوه ضمن المنهج الدراسي المقرر.

اختراع الرقم

في تقديري أن قيمة الثروة هي من تأليف القائم على النشر، ربما لأنه نظر الى حاله فاعتبر أن 30 مليون جنيه تدخل في باب ‘الفكة’، ولم ينظر لحال عموم المصريين الذين يسألون الله ثمن ‘النشوق’، فقرر مجاملة السيسي باختراع هذا الرقم، قبل أن يقف على انه كانت كالتي قتلت صاحبها بحجر وهي تبعد ذبابة عن وجهه.
لقد أذيع أن صاحب الصحيفة هو صاحب قرار المصادرة، والذي قال إن هيئة التحرير هي التي قامت بذلك عندما تأكدت أن المعلومة ليست صحيحة.. حسناً وما هي المعلومة الصحيحة لا سيما وأنه السيسي وباعتباره مرشحاً لرئاسة الجمهورية فهو مطالب بإعلان إقرار الذمة المالية له، ولأجل هذا تراجعت أنا عن الترشح؟!
عندما يقال إنه تم العثور على أجهزة لاسلكية مع متهم فلا تندهش، فكثيراً ما نشر أنه تم العثور على ‘لاب توب’ في حوزة متهم، أو أنهم في لحظة مداهمة منزله عثروا على هاتف جوال من ماركة ‘أيفون’، وكأنه يستخدم في التجسس على مقر القيادة المشتركة لقيادة الجيوش في الجبال، إبان موقعة ‘ثعلب الصحراء’.
كان يمكن لـ ‘بيتر’ أن يشعر بالغبن، إن لم تكن عملية القبض عليه تمت بالصوت والصورة، فليس هو أقل من المرشد الذي سبقه، وقد ظل التلفزيون الرسمي والقنوات الخاصة تبث ليوم كامل عملية القبض عليه، كما لو كانوا ألقوا القبض على أيمن الظواهري، ولإثبات القدرة الأمنية الخارقة، التي تعلم أن يُخبئ القرد ابنه!
مع أن المسألة لم يكن فيها انجاز أمني يذكر، فالإخوان ليسوا أهل كر وفر، وهم مثار سخرية من الجماعات الدينية الأخرى لهذا الفشل، فلم تكن لديهم خطط للهرب، ولهذا كان الهروب في شقق مملوكة لإخوان أيضاً، وعندما ذهبوا لإلقاء القبض على أحد البرلمانيين الإخوان، في شقته بمدينة نصر وجدوا المرشد، لكن المرشد ‘بيتر غريست’ كان أكثر ذكاء عندما اختبأ في أحد الفنادق، ولهذا لم يتمكنوا من إلقاء القبض عليه بنفس سرعة القبض على زملائه في التنظيم.
الأجهزة الأمنية كانت تسعد في كل مرة تلقي القبض على اخواني هارب، فرحة الأبله ليلة دخلته، لنسهر مع برامج ‘التوك شو’، سهرة صباحي على أنغام ‘النهاردة فرحي يا جدعان’.
في حين، أن تنظيمات الكر والفر، جعلت الأجهزة الأمنية في حرج بين، فوزير الداخلية ظل يعلن أنه يعلم ان يختبأ عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، وظل يبشرنا بأنه سيقع في يد قوات الأمن بعد ساعات، ثم بعد ساعة، ولم تأت الساعة، فقد ظهر عبد الماجد في الدوحة، وجن القوم، وطار صوابهم، وذهبوا يطلبون من الانتربول القبض عليه، مع أن هذا الطلب يكون بعد صدور حكم قضائي واجب النفاذ، لكن إصرارهم على الخطأ دفع الانتربول ليقر بعدم شرعية السلطة الحاكمة في مصر، وبالتالي ليس لها أن تخاطبه من الأساس، فبُهت الذي طلب.

حرمة البيوت.. وحرمة الأعراض

عندما تم القبض على المرشد العام تم تقديمه بالصوت والصورة، وعندما داهموا منزل نائب المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر كانت الكاميرا معهم وهم يظهرون أنفسهم للرأي العام العالمي على أن عصابة هي التي استولت على الحكم في مصر، فداست على كل المحظور دستوراً وقانوناً بثقل البيادة، فلم تراعي حرمة البيوت، أو حرمة الأعراض!
لكن كان واضحاً أن سلطة الانقلاب تريد أن تفزع الناس، فلم يفزعوا، وكانت مداهمة الاستوديوهات بالصوت والصورة، وفي إطار سياسة الصدمة والرعب تم القاء القبض على الضيوف أيضاً، وكان هذا كاشفاً عن أن القمع صار هو أساس الحكم!
الانقلاب أغلق فضائيات، لم يكن بان موقفها، أخذاً بالأحوط، واللافت أنه في اللحظة التي تم فيها اقتحام مكتب قناة ‘الجزيرة’ بالقاهرة كان اثنان من المنحازين للانقلاب وضد الإخوان على الهواء مباشرة مع نوران سلام، هما حسن نافعة وعبد الخالق فاروق، ولم ير ثلاثتهم في هذا الفعل ما يستحق النقد أو الاستهجان، وإنما استمروا يهاجمون حكم الإخوان، الذي لم يروع صحافياً، ولم يداهم فضائية، ولم يغلق محطة تلفزيونية، رغم التجاوز، وإساءة استعمال حرية الرأي!
المدهش، أن الانقلاب الذي أغلق كل هذه الفضائيات في ليلة واحدة، لم تصدر في عهده سوى فضائية واحدة تليق به، هي ‘الفلول’، لأنه انقلاب استهدف ان ينتصر لهؤلاء الفلول. و’الفلول’ تملكها رمز الانقلاب الأصيل سما المصري، ولعل سؤالاً يطرح نفسه: كيف منحوا هذه الفضائية رخصة بالبث.. ولعل الإجابة عليها بسؤال آخر: ولماذا لم يمنحوا هذه القناة وصاحبتها رخصة، ونحن نشاهد أنه ما لم يذكر اسم عبد الفتاح السيسي في محفل حتى يكون الرقص هو اللغة المعتمدة لإثبات التأييد الشعبي الجارف.

فنانات الزمن الناصري وعهد السيسي

لا أدعي أنني شاهدت قناة ‘الفلول’، لكني أتابع ما ينشر عنها، وهو يؤكد أنها تمثل الابتذال منقطع النظير، فليس هناك تميز بين المحظور على الفضائيات والمناسب داخل علب الليل عندما تجد الراقصة ميداناً لمزاولة النشاط بعد حصولها على ترخيص بمزاولة المهنة.
سما المصري تربطها علاقات بدرجة أو بأخرى مع أهل الحكم الجدد، وكنا نلوم على أسماء بعينها في حكم عبد الناصر أنها كانت على علاقة بفنانات، لم تكن من بينهم راقصة واحدة، فقد كنا مطربات، لكن هناك انهيارا حتى في قيم العلاقات من هذا النوع، ربما استلهاما لفكرة فيلم ‘الراقصة والسياسي’!
فنانات عصر عبد الناصر لم يكن يحكمن، وأقصى ما سمعناه أن واحدة منهن استغلت علاقتها بالقائد العام للقوات المسلحة، لتستولي على فيلا وزير الأوقاف لأنها أعجبتها ومات الرجل بعدها كمداً!
لكن راقصة عهد الانقلاب، تمارس دوراً سياسياً يتمثل في التهجم على خصوم الحكام الجدد.. الدنيا تغيرت حتماً، وكان طبيعياً أن تتغير سياسات الاستخدام!
علي ذكر عصر خالد الذكر جمال عبد الناصر، فقد تم إلقاء القبض على الزميلة الراحلة نبيلة الأسيوطي، بتهمة كونها من الإخوان المسلمين في اعتقالات سنة 1965، وعبثاً حاول أهلها أن يؤكدوا أن نبيلة لا يمكن أن تكون عضواً في الجماعة ليس لأنها سافرة، ولكن لأنها مسيحية، وربما لهذا لم يبدد والد ‘بيتر’ وقته في أن نجله لا يمكن أبداً أن يكون عضواً في الجماعة الإرهابية لنفس السبب، فربما جاء الرد بأن ابنك هو المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين!
بيتر، ولأنه المرشد، بعد واقعة القبض عليه بأسابيع، تذكرت سلطة الانقلاب ضرورة أن تعامله معاملة المرشد السابق الدكتور بديع، أخذاً بمبدأ عدم التمييز وتكافؤ الفرص المنصوص عليه دستورياً، فقدمت فيلما لعملية القبض عليه، هو وأفراد تنظيمه، وقد لوحظ ان الفيديو جاء مصحوباً بالموسيقى التصويرية، يبدو أن الانقلاب لديه فائض من مخرجي الأفلام الهندية المضروبة.
فمن يبايع ‘بيتر’ على المصحف والمسدس، وفي المنشط والمكره؟!

* صحافي من مصر
selimazouz@gmail.com
المصدر /القدس العربي

الأربعاء، 5 فبراير 2014

من يجرأ على منافسة السيسي على عرش مصر ؟



   من سيترشح  ضد المشير السيسي في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة ؟ومن له الجرأة أن يدعي ان ما سيقدمه من سياسات وبرامج  تفضل ما يمكن ان يقدمه السيسي .  ومن سيغامر في بز السيسي  في لبس قميص الزعيم  المنقذ والقائد الملهم . وحتى إن وجد فما هي النبوءة التي رآها في منامه  وتوطد بها عزمه . الم يبشر السيسي في منامه بحكم مصر .الم يرى نفسه يحمل سيفا يقطر دما وقد كتب عليه  عليه الشطر الأول من الشهادتين  .الم يرى نجمة خضراء على شكل اوميكا وهاج يوحى بمسار جلل .الم يبشر برئاسة مصر من أكثر من هاتف  في النوم وفي اليقظة حسب روايته . فماذا رأى الآخرون الدين يرغبون في منافسته ؟ . وما هي أحقيتهم في الجلوس على كرسي مصر بدلا منه .
     السيسي  لا يحتاج إلى انتخابات ولا إلى صناديق اقتراع ليرتقي عرش مصر,  مادام الاصطفاء  قادما من أعلى   . لكن العيب في الغرب والمجتمع الدولي الذي لا يؤمن بالرؤى ويصر على أن تجري انتخابات في مصر, رغم علمهم أن السيسي قد نفض يديه من كل المعارضين وأودعهم السجون . ولم يبقى في الساحة إلا متواري أخرسه الخوف أو منافق يجيد فن الإطراء والتملق .لان في زمن النبوءات يجمح الشياطين عن مجابهة القادة الملهمين ,  ويختارون التواري عن الأنظار تقية او يلبسون طاقية النفاق  مهللين محمدين باسم القائد الفذ  المبشر به  عبر  النبوءات وهواتف السني في حلكة الظلام.
   فمطلب المجتمع الدولي صعب للغاية . فكيف تنقلب الأرانب  إلى اسود لمجابهة الأسد الغضنفر  وتهاجمه في عرينه وبين حاشيته ومواليه . ولكن آدا كان لابد من هؤلاء الأرانب  للفرجة و التنكيت  فلابس,  فموكب الزعيم  لا يخلو من بهلوانين و سحرة وخدام وعبيد  بلغة الماضي وساسة وإعلاميين وقضاة ورجال دين  بلغة العصر. تحفهم عناية الزعيم وترقبهم أعينه الشرطية والعسكرية . والكل يتمنى رضا القائد   و لعب  دور الكومبارس بمباركة  من السيد القائد     .فالكرسي مضمون و النبوءة قوية والسحر مؤ سر والكاريزما جارفة .
المؤكد أن المشير السيسي سيعتلي كرسي مصر  مد شنا عهدا  فرعونيا جديدا لكن لا احد يعلم كيف سيحكم  والى متى ستمتد سلالته الفرعونية . 

الاثنين، 3 فبراير 2014

الجزائر وتونس شكرا للزمن!




*المصدر/القدس العربي /الكاتب والصحفي  الجزائري توفيق رباحي

بعد أقل من ثلاثة ايام من المصادقة على تشكيلة فريقه الحكومي، اصطحب رئيس الحكومة التونسي الجديد، مهدي جمعة، وفدا وزاريا وتوجه إلى الجزائر.
ربما حطم جمعة رقما قياسيا، مغاربيا وحتى عربيا، من حيث قصر الزمن الفاصل بين تشكيل الحكومة والمصادقة عليها، ثم السفر مع بعض أعضائها في زيارة عمل إلى دولة أخرى.
من حيث المظهر، لا يوجد حقا ما يستدعي هذه السرعة في زيارة الجزائر، خصوصا والعلاقات الدبلوماسية معها لا تبدو مأزومة، ولا حتى فاترة.
مَن يتابع الإعلام الرسمي في البلدين يقف على ما يسمى في الجزائر ‘لغة الخشب’ في وصف الزيارة والتعليق عليها باعتبارها ‘تجسد قوة روابط الأخوة والصداقة بين الجارتين والشقيقتين’، وبالنظر إلى ‘الماضي المشترك والمصير الواحد للبلدين’، خصوصا وأن الزيارة تسبق بأيام معدودة ‘الهجوم الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف التونسية في 1958، مستهدفا الجزائريين فامتزجت دماؤهم بدماء الشهداء التونسيين’، وغيره من الكلام الجاهز الذي يتردد منذ عقود وسيبقى صالحا (لمن أراد تسويقه والأخذ به) عقوداً أخرى.
لكن هذا الكلام، على ما فيه من صواب، لا يكفي وحده ولا يصلـُح كثيرا في 2014 بعد التقلبات السياسية والأمنية التي شهدتها المنطقة مؤخرا وستشهدها لاحقا.
زيارة مهدي جمعة للجزائر، إذن، هي رمزية أكثر منها شيء آخر.
لم يمنح جمعة نفسه الوقت الكافي للتعرف على جميع وزرائه والاطلاع على ما ينتظرهم من عمل وملفات، ، فبماذا سيخاطب نظراءه الجزائريين لو فـُتحت قضايا التعاون وتفاصيله الدقيقة المتشعبة؟ ورمزية الزيارة تكمن في أن الأمر يتعلق ببلدين مذعوريَن يحتاج كلاهما الآخر أكثر من أي وقت مضى. جاء جمعة للجزائريين برسالة، والأكيد أنه غادر برسالة منهم.
تونس مثقلة بالهموم الأمنية والاقتصادية، ولم تغلق تماما قوسي الأزمات السياسية. وحاجتها للجزائر كثيرة ومتشعبة، تبدأ من الخبرة الأمنية في مكافحة الإرهاب ـ التي يصر الجزائريون على التباهي بها، والاحتفاظ بالمليون ونصف المليون سائح جزائري الذين يزورون تونس سنويا، وتنتهي بما لا يقال للصحافيين وللعامة في البلدين: أن تكفَّ الجزائر يديها عن تونس.
سيكون من قبيل تغطية الشمس بغربال محاولة القول إن النظام الحاكم في الجزائر كان سعيداً للتغييرات التي حدثت في تونس على إثر ثورة 2011. هذا أقل الكلام وأفضله. أما الأكثر فهو الاعتقاد السائد في تونس، وروَّجت له سابقا وسائل إعلام تونسية من خلال تسريبات وأخبار غير كاملة، عن ضلوع النظام الجزائري في أعمال كان هدفها عرقلة وصول الثورة التونسية إلى أهدافها.. أمنيا، إعلاميا، سياسيا وغيره، خصوصا عندما بدت حركة النهضة وكأنها مهيمنة على المشهد السياسي في تونس.
على افتراض صحة هذا الاعتقاد، وجب القول أن النظام الجزائري كان على حق في ‘سعيه’ إلى حد بعيد. ذلك أن الذي حدث في تونس يجب أن يصيب حكام الجزائر بالذعر أكثر من مرة ولأكثر من سبب. أحد هذه الأسباب، العدوى التي كان يمكن أن تمتد وتودي بهم مثل زين العابدين بن علي، بما أنهم ليسوا أفضل منه. سبب آخر أنهم يخافون أن يودي بالبلد حتى وإن أبقى عليهم. سبب ثالث أن يودي بهم وبالبلد معا. وسبب رابع أن يقود تونس إلى المجهول مع ما يحمل ذلك من مخاطر متعددة على الجزائر الجارة. وسبب خامس أن يـُبقي عليهم وعلى تونس لكن بمنظومة حكم غير مأمونة الجانب.
السبب الخامس هو الذي تجسد أكثر من غيره غداة الثورة وفوز حركة النهضة بالانتخابات.
كل هذا يكفي لتبرير تصرفات الحكم الجزائري، ويدفع للنظر إلى ردود الفعل الجزائرية الرسمية، السلبية، تجاه الثورة التونسية، على أنها عادية وطبيعية ويمكن تصنيفها ضمن ‘الرِّيلبوليتيك’ (الواقعية السياسية).
أيُّ تصرفات غير هاته هي التي كانت ستبدو غير طبيعية وتثير التساؤلات.
الآن وقد قطعت تونس شوطا كبيرا نحو الاستقرار ووفرت لنفسها أسباب تفادي كارثة كالتي تعيشها مصر، تغيرت النظرة في الجزائر نحو تونس، وفي الأخيرة نحو الجزائر.
اليوم، اطمأنت الجزائر إلى أن التغيير في تونس لم يقدها في الاتجاه الخطأ.. اتجاه الانهيار، لم يقض على أركان الدولة، لم يأت بمنظومة حكم معادية للجزائر أو لغيرها، لا يحمل بذور العدوى. بالمحصلة، ما وصلت إليه تونس بعد سنتين عسيرتين ومخيفتين، يطمئن الجزائر إلى أنه لن يؤذيها.
في تونس، الواقع الجديد سيغيّر النظرة إلى الجزائر ونظام الحكم فيها. سيـُنظر إليها بثقة وشعور أكبر بالأمان: لم تعد تثير المخاوف، وحكمها لن يكون مصدر قلاقل لتونس، ومصلحتها تكمن في المساعدة على الخروج نهائيا إلى بر الأمان.
أما المنطلق لهذه النظرة الأكثر ثقة في النفس، فهو أن الذي كانت تخشاه (الجزائر في تونس) وتفكر في التحرك لمنع حدوثه، لم يحدث. وايضا، مع الدستور الجديد المتوازن والانتخابات المقبلة، لم يبق لنظام الحكم في الجزائر مبررا للخوف أو الذعر.
الفضل في هذه النتيجة يعود أولاً للزمن، وإلى جهود الفرقاء التونسيين في إبعاد شبح الخطر عن بلادهم.
يجب إضافة إلى ما سبق، أن الجزائر تحتاج أيضا إلى تونس، ما يدحض غرور بعض الجزائريين الذين صدّقوا مقوله أن ‘الشقيقة الكبرى لا تحتاج لأختها الصغرى’. الجزائر، الشقيقة الكبرى، مُحاصَرة بدول غير مستقرة .. من المغربغربا إلى ليبيا شرقا مرورا بمالي والنيجر جنوبا. وهي أحوج ما تكون إلى شقيقة صغرى هادئة ومستقرة تكون بمثابة المتنفس الوحيد.
نأتي أخيرا إلى الجانب النفسي في المسألة. في الجزائر ولع بالوساطات الدولية مستمد من رصيد الدبلوماسية الجزائرية أثناء الحرب الباردة. ولعٌ يمكن قراءته في مانشيتات الصحف، والتحليلات السياسية السياسية والإعلامية التي، عند زيارة أي مسؤول أجنبي، تسارع إلى البحث في إمكانية انه ربما جاء يطلب وساطة الجزائر في هاته المعضلة أو تلك (بعض الصحف، وفي لحظة قحط إعلامي، اخترعت قصة وساطة الجزائر بين نظام الأسد في سوريا وفصائل المعارضة).
واستطاعت الجزائر أن تستثمر هذا الرصيد والولع في وساطة لا أحد بين الفرقاء التونسيين. ففي النصف الثاني من العام الماضي زار الجزائر كلّ من الرئيس المنصف المرزوقي وراشد الغنوشي والباجي قايد السبسي واستقبلهما الرئيس بوتفليقة وهو عليل لا يقوى على الحركة. وقبلهم زارها رئيسا الحكومة حمادي الجبالي وعلي العريّض.
كما روّج سفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار إلى ما اختار أن يعبّر عنها بـ’مساعي الخير بين الاشقاء في تونس′، لكنه جعل كل من يستمع له يفهم أنها وساطة ومنّة من بلاده على تونس.
ثم فجأة اختفى الكلام عن تلك الوساطة ولا يعرف الرأي العام في البلدين عمـّاذا اسفرت.
بالنسبة لفئة الجزائريين المولعين بالوساطات الخارجية، يكفي أنها ستـُسجل في دفاتر الدبلوماسية والتاريخ، ربما يحتاج إليها أحدهم في تبرير دعوته الرئيس بوتفليقة الترشح لولاية رئاسية خامسة!