الثلاثاء، 30 يونيو 2015

ما الدي يجعل داعش جدابة في اعين الشباب !!!!??.


Résultat de recherche d'images pour "america et isis"
بقلم/ موسى المصلح 


ما حقيقة داعش  هده المنظمة الإرهابية  التي  اذهلت كل المتتبعين  والمتخصصين في هدا الباب   .وكيف تسني لها أن  تولد وتتطور  بسرعة  لتخلق تنظيما  على درجة كبيرة من الفعالية و التنظيم الحركي و القوة القتالية و التجنيد  الفعال  للشباب من كل  القارات  ومختلف الجنسيات . وكيف تأتى لها أن تبسط  يدها على   مناطق كثيرة  في العراق وسوريا  بحجم دولة وإعلان دولة الخلافة الإسلامية على ربوعها. في سابقة لم تسبقها  إليه  المنظمات الإرهابية مند  1798 تاريخ ظهور مصطلح الإرهاب في  قاموس  الأكاديمية الفرنسية . ومن أين حصلت على المال الوفير حتى أصبحت   ميزانيتها تفوق   بكثير ميزانيات  معظم دول الساحل الإفريقي  و بعض دول أسيا.  وعتاد قواتها  المتطور يسيل لعاب أكثر الدول الفقيرة.
المعروف أن الإرهاب  كما  عرفته هيئة الأمم  في سنة  1937  هو  عمل إجرامي .  موجه ضد دولة بقصد إثارة الرعب  والهلع في نفوس  أشخاص  معروفين,  ا وجماعات   محددة, أو زعزعة النظام العام . ومعروف أن الإرهاب  ينقسم إلى قسمين  إرهاب المنظمات  والأشخاص -  عرف منهم الملكيون الشوان في فرنسا و الفوضويون  إبان حكم بونابرت .والفوضويون  ضد حكم القيصر في روسيا . والفوضويون الفرنسيين  الدين قاموا بسلسلة من الأعمال الإرهابية  في باريس  سنة1882 انتهت   باغتيال الرئيس الفرنسي صادي كارنو قي سنة1884. والجماعات الدينية كجماعة الإخوان المسلمين   في العشرينيات  من القرن الماضي    سنوات  المواجهة مع النظام الملكي المصري  والجماعات الوطنية الكرواتية   التي اغتالت الملك اليوغسلافي  الكسندر ووزير خارجية فرنسا  سنة   1934 . مرورا  بالجماعات المتطرفة   كجماعة أركون الصهيونية  التي قامت سنة  1946 بتفجير  فندق للملك داوود. وخلف الانفجار أزيد من  1000 قتيل وإرهاب الدولة  ومنظمة ستيرن التي اغتالت  لكونت برنادوت  المبعوث آلاممي  سنة 1948 . وعرفت حرب الجزائر الكثير من المجازر دهب ضحيتها الكثير من الأبرياء  من الجزائريين والفرنسيين المقيمين من طرف جبهة التحرير الوطني ومنظمة الجيش  السري   الفرنسي . والمنظمات الانفصالية ك ايتا الاسبانية والألوية  الحمراء في ايطاليا وعصابة بادر في ألمانيا  والجماعة الإسلامية في مصر  وحركة الطريق المضيء في لبيرو وغيرها من المنظمات  الإرهابية عبر العالم ..
  -  و إرهاب الدولة   التي   تتزعمه الولايات المتحدة والتي لم تجد غضاضة  في إسقاط حكم اليندي في الشيلي. وتسليح ثوار  الكونترا لإسقاط النظام في نيكاراغوا. و  اختطاف رئيس  دولة باناما .والمساهمة في إسقاط رئيس منتخب مصري محمد مرسي . وكثير من أعمال التجسس التي لم بسلم منها حتى حلفائها المقربين . كما اتهمت ليبيا  إبان حكم القدافي بتمويل الجماعات الإرهابية  حول العالم  وتفجير طائرة بانام على قرية لوكربي  البريطانية.
   وتشير عدة أصابع  إلى اتهام  الولايات المتحدة  وحلفائها في دول الخليج , في عملية تبادل الأدوار, في خلق   وتمويل القاعدة وداعش ومنظمات أوصولية متطرفة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
القاسم المشترك بين كل هده المنظمات الإرهابية  هو القتال والتضحية بالنفس من اجل فكرة  أساسية وهي الشعور بالظلم والإحباط وفقدان الأمل  في  مؤسسات الدولة القائمة.  والانتفاضة  ضد الظالم  المتغطرس   الذي يلبس لباس الدولة ويبطش و يقهر باسمها وبالياتها أو يغتصب في نظرهم شرعيتها  . ولعل  نجاح داعش في استقطاب  شباب  من الدول العربية وارويا خاصة,  وتبني الفكر الداعشي المغلق , يمكن تفسيره  من جانب بما تقترفه  أمريكا في نظرهم من استعلاء  .فهي   تكرس الظلم في العالم بتأييدها المطلق و اللام تناهي لإسرائيل  ومدها  افتك  الأسلحة  لقتل وتشريد شعب اعزل  في غرة وفلسطين . و حنقهم على أمريكا وأوروبا في نفاقهم وادلالهم  للدول .  واستعبادهم للشعوب والتدخل في  بلدانهم بتشجيع الفساد والمفسدين .وخنق  كل المبادرات التي   تروم إلى إشاعة  الحرية والديمقراطية  والقيم الإنسانية التي ما فتيء الغرب  يروج  باراديكماتها  ولكنه في العمق لا يؤمن  بالأحقية فيها إلا للإنسان الغربي فقط على تراب ارويا وأمريكا  في حين برى بعين الاستعباد والقهر لكل الآخرين.
فكأن الشباب الملتحق بداعش  الفاقد للبوصلة. و الباحث عن فكر  جديد  ولو كان ظلاميا   بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واندثار الفكر  الشيوعي وقبر إيديولوجيته   التي كان تقارع الفكر الرأسمالي وتخلق توازن قوي.  بريد أن يوجه رسالة مفادها      أننا كفرنا  بكم وبديمقراطيتكم وتشدقكم  بقيمكم الإنسانية التي  شحنتمونا بها  لسنوات .وانتم ابعد بالإيمان  بها , تذبحونها كل يوم  وتقدمونها  قربانا لمصالحكم السياسة و الاقتصادية الضيقة والجشعة.  .
إن محاربة الإرهاب والقضاء   فعليا  لن يتأتي بالقوة العسكرية مهما بلغت من باس  وإنما  برفع الظلم عن الشعوب المقهورة.  و العدل في تقسيم خيرات هدا العالم.  والقضاء على الفوارق الصارخة بين الدول والبشر. وتنمية المناطق المهشمة والمقصية من ركب التنمية. وإرجاع المصداقية  لقيم الديمقراطية والقيم الإنسانية العالمية قولا وفعلا. ووئد فكرة اعتماد  الحضارة المركز. وتدويب الكل في قيمها ونمط عيشها  وإنما  بالاعتراف بالإشعاع الحضاري المتعدد بكل تلوينا ته . والاعتراف  بالاختلاف في  اساليب العيش والمعتقد  والأعراف ونمط العيش.

والنظر إلى الإنسان  بمنظار  التكافؤ وليس بمنظار التعالي  الاقتصادي والفكري أو اللوني . 

الاثنين، 29 يونيو 2015

من يُسَوِّق لنا التطرف؟


من يُسَوِّق لنا  التطرف؟
ما نزل التطرف ببلد الا و أهلكه، و ما حط بنفس شخص الا و أدى به و باهله الى التهلكة، الى تصفية نفسه معنويا كإنسان و جسده قبل ممارسة الاٍرهاب سواء اللفظي او الجسدي على الغير.
حين ننظر الى التطرف من الناحية النفسية، نلاحظ ان لا احد بعيد عن مخاطر الانزلاق فيه ، فالأكثر عرضة له في نظري هو من تنقصه الطمأنينة النفسية، فيجد نفسه في اضطهاد وهمي عميق يكبر مع الأيام و تكبر معه الهوة التي تفصله عن المجتمع، الشيء الذي ينمي فيه بذرة الحقد على الاخر لأسباب واهية، او تفكيرا منه انه يمتلك الحقيقة المطلقة او ان لديه كل الحق في إقناع الاخر بما يعتقد او دفاعا منه على معتقده كردة فعل بطريقة لا تجلب الا المزيد من العنف و الخراب و فقد لشرعية الدفاع عن معتقداته في اخر المطاف .
فعبر التاريخ نرى أمثلة واضحة لخطورة التطرف على الأفراد، الجماعات، و الانسانية جمعاء. فهناك حضارات تلاشت نتيجة تبنيها مبادئ التطرف و البعد عن الوسطية. و هناك من التطرف في الا يديولوجيات ما جر الانسانية الى حروب ضارية اكلت الأخضر و اليابس.
فاين نحن من كبح جماح التطرف في بلداننا؟و هل نسخر تدريسا ، اعلاما او غيرها من وسائل التواصل الصوتي و البصري لمواجهته ؟ و التي لها دور كبير في توجيه المجتمع و تأطيره . ام نتركها مرتعا لكل من يريد تسويق أفكاره المخربة. اين نحن من مواجهة الاٍرهاب من اصله قبل نموه و تفاقمه؟ و اين هي الأجهزة الأمنية العربية التي لا تترك صغيرة و لا كبيرة الا و تعرفها عن المواطن،؟ فلماذا لا تستأصل بؤر التطرف عند ظهورها قبل تناميه؟
فمواجهة التطرف لن يكون باغلاق المدارس القرانية او توحيد و توجيه خطب صلاة الجمعة بل بخلق فرص للشغل، ظروف صحية لائقة، تمكين المواطن من أمن ملموس، عدالة لا تفرق بين غني و لا فقير، بين من له ظهر يسنده ام لا. جعل كل الناس سواسية امام القانون و ليست ترك القوانين مكتوبة حبرا على ورق و التي تطبق فقط حين يراد لها ذلك. جعل الإحساس العام للمواطن بالطمأنينة المادية و النفسية أمرا منشودا و هدفا أوليا. و ليس خلق مجتمع يعيش تحت رحمة قانون الغاب ،القوي يأكل الضعيف. الشي الذي يدفع الفرد الى البحث عن الدفاع عن نفسه بكل الطرق. انا لا أعطي لهذا الفرد حق إستعمال العنف باي شكل من الاشكال ، و لكن اريد ان ابين خطر الإحساس العام بالاحباط في المجتمع انه يؤدي الى عواقب وخيمة. فماذا ينتظر من فرد يحس انه مستهدف في قوت يومه، في انسانيته، وا خيرا في دينه؟ الشيء الذي يسوقه من يريدون خراب ديارنا و يزرعون في نفوس الناس التطرف اما لمصلحة مادية خاصة او خدمة لمصالح استراتيجية إقليمية و دولية لتغيير اولا الخريطة العقائدية لدولة ما او لمنطقة ما و بالتالي بداية لتغيير الخريطة السياسية لمجموعة من الدول و ما يتبعه من العواقب.
ماذا يطلب من هذا الفرد المستهدف في دينه ؟ المواجهة؟ ...فان كان عاقلا يرد بمقال او كتاب واو مناظرة و ان سقط في الفخ فسوف يرد بالتطرف و المواجهة المسلحة.
احيانا تدفعني فكرة المؤامرة التي أصبحنا نسمع عنها في وسائل الاعلام الى البحث عن سبل للتصدي لها ان كان هناك مؤامرة أصلا على السلم العالمي في الواقع . فلماذا اذا لا نواجه هذه المؤامرة بالتسويق لديننا و جمالياته في العالم. نواجهه فقط بالسبل السلمية و التحلي بالاخلاق و الصفات التربوية العالية التي يحثمها علينا ديننا؟. نحن مطالبون اليوم اكثر من اي وقت اخر ان نبين للعالم اننا لسنا متطرفين و لا ارهابيين و ان كانت هناك زمرة ممن يعتقدون بالدفاع عن الاسلام باستعمال الأسلحة الشيء الذي يستعمله المسوقون للتطرف كي يقولون للعالم اننا ارهابيون و يضرمون نار الفتن . فالتطرف عرفته مجموعات تنسب نفسها لكل الديانات و الايديولوجيات بأجمعها و ليس وصف لاصق بالجماعات ذات التوجه الإسلامي او حكرا عليها . و اذكر على سبيل المثال الحرب الأهلية التي مزقت فرنسا سنة 1570 بين الكاثوليك و البروتستانت . فالتطرف لازالت تعرفه بعض الديانات الاخرى في وقتنا الحالي لكنها اصبحت واعية بان المواجهة المسلحة لا تجدي بل اخدت تستعمل طرق جديدة لتمرير خطاباتها و جلب المعجبين لانها تسوق لتعاليمها كأنها التعاليم الدينية الوحيدة الجميلة الخالية من التطرف و ليس كباقي الديانات الاخرى. و الغريب في الامر ان الاسلام اصبح مهددا من الداخل و كان المؤامرة داخلية .حيث اصبح المسلم يكفر اخاه مثلا لانه لم يطلق لحيته و لم يعفو عن الشارب او لانه غير متفق معه في اسلمة السياسة او لان الشيعي لا يصلي بنفس طريقة السني و غيرها من الأشياء التي تسبب التنافر و العداء حتى بين مذاهب الاسلام نفسه .
فالمجتمع في حراك دائم، تغير مستمر و اذا لم يتم تأطيره و ردع كل من تخول له نفسه التلاعب بالنصوص و الأحاديث كما يفعل بعض الذي يدعون معرفة الاسلام الذين يغدقون علينا بالفتاوى و الاّراء المتضاربة التي تخلق الفتن و التي أغرقت القنوات الفضائية العربية.
و لنا ان ننظر تجارب دول صديقة و ما حصدته من خلال التطرف و بعد انزلاقها في صراع ايديولوجيات الدين الواحد.
فالتوجيه الديني الوسط يجب ان يكون متواصلا و متوازيا مع خلق ظروف اجتماعية جيدة لكل فرد و الا لن يكون له جدوى .
من يسوق لنا التطرف؟و هل يراد لنا كأمة ان نسقط في مخالب الاٍرهاب و التطرف حتى تتم تصفيتنا جميعا كعرق؟ ، لان المواجهة المسلحة سوف تكون العين بالعين و سوف نصير كلنا عميان كما قال غاندي. و لان لا أمان لأحد من غير أمان الاخر . فمنذ ان خلق الله هذه الارض و الإنسان في تدافع، في صراع بين الايديولوجيات، العقائد و المصالح. لكن هذا الصراع قد احتدم مؤخراً و اصبح ظاهره انه صراع ثقافي و بين الديانات و لكن باطنه في حقيقة الامر صراع على المصالح.
من يسوق لنا التطرف و الاٍرهاب ؟ هل التسويق داخلي ام خارجي؟
في الحقيقة سؤال لا اجد له جوابا واحدا بل العديد من الاجوبة كلها تصب في ان المسوق هو عدو للانسانية و ليس فقط للإسلام لان الصراع المفتعل سوف تكون عواقبه وخيمة على كل المجتمع الدولي و خاطىء من يظنه انه في منأى عن الخطر، لان طباخ السم لابد ان يذوقه و لا بد للسحر ان ينقلب على الساحر.

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

مصر حصاد عام مُر


حصاد عام مُر

 بقلم / احمد ماهر غنيم
إذا أردت أن تلخص هذا العام المنصرم من حكم الجنرال، فما عليك إلا أن تذهب في زيارة عابرة إلى باب سجن طرة وتقف لتتأمل طوابير الزيارات المليئة بأطفال وشباب ونساء لم يتخيلوا يوما أن يقضوا ساعات وأيام من أعمارهم في طوابير مع أهالي سجناء جنائيين مدانين في قضايا قتل واغتصاب وسرقة لزيارة ذويهم الذين لا جريمة لهم إلا إنهم اختلفوا مع هذا الحاكم في ما يروه انقلابا على حياة ديمقراطية حلم بها جيل كامل.

ثم تذهب لتتسائل وأنت تنظر لوجوه الأطفال وهم شاردي النظر فيما يفكرون؟! وأي مستقبل يمكن أن ينتظرهم؟! ولا تملك وقتها إلا أن تدعو الله أن ينقذ هذا البلد من دوامة صعبة ومعقدة حال استمرت سياسات هذا النظام التي لا يمكن إلا أن تخلق جيلاً جديدًا فاقد الأمل ولا يشعر بمعني الوطن ولا يتنفس إلا ظلم وفساد وقهر.

إذا أردت أن تجمل بعبارة واحدة هذا العام من حكم الجنرال  فهو باقتدار (عام الحصاد المر).. عام نكسة للمسار الديمقراطي وموت للحريات ومحاصرة للصوت الحر وتفشي للظلم وتأزم في الوضع الاقتصادي وتقليل لمكانة مصر الإقليمية وزيادة لإرهاب بغيض واتساع لشرخ مجتمعي خطير.

هو عام إعدام المئات في جلسة واحدة بتهم خزعبلاية والإفراج عن من قتل 37 إنسانًا في عربة الترحيلات، عام اعتقال رموز يناير وإلقائهم بالسجون وعدم المساس بإعلاميّ النظام ممن صدر ضدهم أحكام بالحبس، عام الإعدام لأول رئيس مدني منتخب حكم البلاد لسنة واحدة.. والإفراج عمن دمر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في 30 سنة من عمر البلاد.

عام بيع الوهم للمصريين من مشاريع لا وجود لها، لعلاج لا أصل علمي له، لمدينة مليونية غير موجودة على الخريطة ولم يُبن منها حجر، لحديث عن الفقراء في الصباح وفي الليل تُفرض الضرائب ويُلغي الدعم.

عام من الفشل على المستوى الاقتصادي، والتعامل الأمني الجنوني مع الخصوم السياسين، عام الحرب على ثورة يناير والسير بأستيكة على كل خطوة لها والانتصار لدولة العادلي ومبارك.

كل هذا والجنرال يعتقد هو ومن حوله في الحكم أن بهذه السياسات يستطيع أن يسجن وطن فيستتب له الأمر وتنتهي القصة، هكذا يتصور، ورغم أنه "طبيب تسمع له الفلاسفة" إلا أنه محدود القراءة في تاريخ الأمم والممالك المختلفة، ولتربيته العسكرية البعيدة عن الحياة المدنية لا يفهم جيدًا حجم التغير الكبير الذي حدث لشباب هذا الوطن بعد ثورة يناير.

هؤلاء الشباب الذين استطاعوا أن يوقفوا عجلة الاستبداد التي كانت تسير نحو جعل مصر دولة ملكية، وتنفسوا طوال سنتين ونصف نسيم الحرية، وشعروا بأنهم مالكين لزمام أمر بلادهم بعد أن كانت حكرًا على أسرة محددة، لا يمكنهم أن يفرطوا في هذا الحلم أبدًا وبأي حال من الأحوال، بل سيظلوا متمسكين بيناير الأمل والحلم والحياة، وبمسارهم النضالي السلمي، وسيبذلوا الغالي والنفيس من أجل إزاحة هذا الكابوس الجاثم على صدور ملايين المصريين.

شباب يناير استوعب الدرس جيدا هذه المرة، عرف خطورة التضحية بمسار ديمقراطي أيًا كانت أخطائه لصالح فاشية عسكرية مستبدة لا تعي حق الإنسان في الحياة، وهم الآن يستعدون ويلملمون جراحهم ويراجعون مواقفهم ويستعدون لبناء مستقبلهم الذي لا يمكن أن يكون له وجود في ظل هذه السلطة الحالية.

تعلموا أن إزاحة النظم ستكون عبر صناديق الانتخاب، وأن ضغط الميدان لن يسمح بأن يقفز عليه أحد، وتعلم من كان في الحكم أن البلاد لا يمكن أن تحكم بفصيل واحد، وأن التشاركية السياسية ستكون عنوان بداية مصر الجديدة، وأن تنوع مصر حصانة لها ولمسارها الديمقراطي.

تعلمت قطاعات عديدة من الشعب أيضًا خطورة التوقيع على بياض لشخص أو مؤسسة مهما كانت درجة الثقة بها، وتعرفوا جيدًا خلال تلك الفترة الصعبة على حقيقة النخب التي تدعي تمثيلهم، كشفت الأقنعة عن وجوه عديدة ظن الكثيرين فيها خيرًا وعند أول محك وجدهم يختاروا مصلحتهم الضيقة على مصلحة ثورة كاملة وأحلام جيل كامل.

عام الحصاد المر ذهب وربما تأتي أوقات أشد منه صعوبة خلال الفترات القادمة، لكن نهاية طريق مقاومة الظلم والاستبداد يبزغ فيه طاقة نور تضيء بالأمل لأيام وسنوات أفضل لمصر، تليق بها وبشعبها العظيم، مما يحتم علينا أن يتملكنا للحظة اليأس فهو خيانة لدماء الشهداء ولأحلام جيل كامل لا يستحق منا إلا العمل بكل قوة لإرساء دولة الديمقراطية والحرية.

الأربعاء، 17 يونيو 2015

الامازيغية تحدي المغرب الكبير


بقلم/ موسى المصلح 
تشكل  دسترة اللغة  الامازيغية  وترسيمها  جانب اللغة العربية تحديا كبيرا  للمغرب  كدولة وكمملكة .وهي بدعة قانونية ودستورية لم يسبق أن أقدمت عليها  دولة من الدول لا في الشرق ولا في الغرب .فما هي  حقيقة هده اللغة التي تمت دسترتها  وما هو محيطها  الطبيعي الذي  نشأت فيه وما هو المجال  الجغرافي   الذي تمارس فيه  كينونتها     وتتفاعل معه .
.المعروف أن الدول   التي   دبجت في دساتيرها  رسمية بعض اللغات  الجهوية  هي كثيرة ومتعددة  .وتختلف من الدولة المركزية التي لا تهادن  في  الشأن اللغوي والاقتصار على لغة رسمية وحيدة,  تشمل كل التراب الوطني  بدافع الحفاظ على وحدة الدولة وعدم تفتيتها  كفرنسا ,  ودول فيدرالية تعتمد في دستورها  أربع لغات مختلفة ومتباعدة كسويسرا . مرورا باسبانيا وايطاليا التي  رغم ترسيم  بعض اللغات المحلية تبقى اللغة الايطالية والاسبانية  القسطلا نية  هي اللغات الرسمية  التي تعتمدها دواليب الدولة ومؤسساتها دون منازع .
لعل ما يجمع هده الدول وقاسمها المشترك إن الاعتراف بهده اللغات وترسيم البعض منها جاء نتيجة صيرورة تاريخية وجغرافية .وتواجد   خصائص  تعطي لهده اللغات مشروعية وجودها وتداولها  رغم ما تطرحه هده اللغات  المحلية من اكراهات  دستورية  وقانونية في صراعها مع الدولة-المركز.ودلك  في مجال تحديد الاختصاصات وقوة النصوص القانونية  وتراتبيتها من حيت قوة الإلزام  ومشروعية الإصدار . وما تشكل تطبيقاتها   القانونية , بلسانها  على جهة محلية  محدودة ومحددة,  من إكراه حتى لا تتداخل مع الجهات المحاد ية والتي لها لغاتها المحلية أيضا  في مجال فهم النصوص وترجمة  القوانين من لغة رسمية  إلى لغة آخري  محلية.
     كما أن هده  الجهات  لابد وان تعيش  صراعا وجوديا   لقضم المزيد من اختصاص  المركز واستبداله بما يتماشي مع رغبتها في بسط نفوذها وإرادتها  في الجهة  التي ترى إن لها   سطوة وتواجد  تاريخي وجغرافي عليها  . وتطرح هده اللغات الجهوية  إشكالات كثيرة  حلت باعتماد جل الدول الأوروبية   لغة رسمية واحدة  لتفادي تعدد اللغات على رموز الدولة  الأساسية,  كالنقد والنشيد الوطني والوثائق الإدارية.  بل إن بعض الدول تمنع  الكتابة على الواجهات التجارية و العمومية وفي الساحات بلغة غير اللغة الرسمية   الجامعة وليس اللغة الجهوية¸ وان اعترفت  بها كلغة وطنية .
الحالة في المغرب حالة فريدة  فاللغة الامازيغية  المد سترة  هي لغة غير موجودة   في الواقع  وإنما هي لغة مبتكرة  تم إنشاءها  في مختبر اللغات الاركام  انطلاقا من  جمع كلمات وتصفيف مفردات  من ا للهجات المحلية الأكثر تداولا في المغرب .والاستعانة بلهجات أخرى خارج المغرب من نيجيريا ومالي  ومن لغة الطوارق  بحجة ارتواءها من  نفس المنبع وخروجها من نفس "الرحم "؟.  وهي لهجات  تفتقد إلى مكونات اللغة   ولا ترقي بأي حال إلى  مفهوم لغة  تستمد كينونتها من صيرورة تاريخية طبيعية ,  في جانبها الفونولوجي والابستميولوجي  والبناء النحوي, من تراكيب وصرف وإعراب  وتوثيق ورسم  متداول , متعارف عليه  ومقبول ومعترف له بالمشروعية التاريخية . يشهد عليه ما دون وخطط وجمع في بطون الكتب مند عقود إن لم نقل مند  قرون كثيرة .ولعل   الدافع إلى هدا  سببين رئيسين .
-أولا , لجم الجمعيات المتمزغة  المتطرفة الشوفينة التي تدعوا إلى استبدال اللهجات المحلية محل اللغة العربية الرسمية  التي يرونها لغة جاءت مع الفتح  العربي الإسلامي  وسلبتهم هويتهم ومقوماتهم العرقية. والانسلاخ من كل ما يمت لهده اللغة بصلة . وما ساهمت فيه من تاريخ وحضارة وفنون .
-عدم الاقتصار على لهجة واحدة من بين الثلاث  لهجات الأكثر  تداولا بين الناطقين باللهجات المحلية والتي تتعدى السبعين لهجة.
و حتى اللهجة الأولى  والتي هي السوسية   لا يتعدي عدد المتكلمين بها 3 ملايين. وهي غير متمركزة في مكان واحدة  ومشتتة عبر التراب الوطني  يتبعها اللسان الزياني ثم الريفي .وكل هده اللهجات  وغيرها مجتمعة لا  تتجاوز 8 ملايين نسمة حسب الإحصاء الرسمي الأخير . بينما 28 مليون يتكلمون الدارجة العربية ولا يتكلمون أي لهجة من اللهجات البربرية. وهدا التشتت وتد اخل هؤلاء الناطقين بهده اللهجات مع غيرهم من الناطقين بالعربية  في مناطق مشتركة , يجعل من المستحيل  اعتبار  هده اللهجات والسمو بها  إلى لغات جهوية معترف بها وطنيا ودستوريا.  فانعدام وجود مجال  جغرافي فاعل وساكنة أصيلة واحده تنفرد بالنطق بهده اللهجات في مجال محدود و بإعداد مهمة وفاعلة,  دفع بمنظري الامازيغية إلى البحث عن لغة  ولو تطلب إنشاءها  اللجوء إلى مختبر لغات  لإرضاء  المتمزغين. والحفاظ على وحدة الدولة وقتل فرخ العصبية و التناحر ألاثني في البيضة.
لكن الرهان كبير والمجازفة عظيمة .والرغبة    في إنجاح لغة مختبريه  وإقناع كل الشعب المغربي بربره وعربه  بتعلمها والتخاطب بها  وتعلم حروفها التفيناغية مطلب يبدو غير واقعي.  ناهيك عن ما ستطرحه هده اللغة, إن هي وصلت سن النضج, من تحديات  دستورية وقانونية   أمام الدولة المركزية . بالرغم من أن مجال ترسيمها وتفعيلها    لن يكون سوى صورة طبق الأصل وصدى  للمجال الذي ترتع فيه اللغة العربية  في انتظار  تنحية هده الأخيرة  تماما. ومحوها من مسودة الدستور. والانسلاخ الكامل من كل ما هو عربي  . ودلك حلم   يدغدغ بلا شك  كل المتمزغين  لكن   يبقي نجم  الثريا  اقرب منالا منه   في عالم اليقظة    .   

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

ماذا لو انتصر "داعش"؟

تقرير دولي يسأل عما سيكون عليه الوضع اذا ما انتصر تنظيم "داعش" وارسى اسس دولته "دولة الاسلام في العراق والشام"، ليجيب بأن الادارة الاميركية ستعترف بواقع تلك الدولة بعد حين، كما فعلت مع كل الحركات الثورية في العالم، والتي تحولت انظمة شرعية.
ويقول تقرير أشرف عليه البروفسور ستيفن والت في مجلة "فورين بوليسي" إن احتمال قيام الدولة بات قريبا في ظل عجز بغداد عن التصدي للتنظيم وتآكل السلطة السورية وانكماش المساحات التي تسيطر عليها. ويرى ان لا حل الا بتدخل خارجي واسع النطاق، لن يحدث إلا عندما توافق دول عربية على تشكيل قوة تحالف تضم آلاف المقاتلين لخوض المعركة، لأن واشنطن لن تخوض حربا نيابة عن دول ستحقق افادة أكبر من تلك التي يمكن أن تعود على الولايات المتحدة نفسها".
والى ان تقوم تلك القوة العربية المشتركة، والتي يتم البحث فيها منذ اشهر، نعيش، مع شعوب عربية اخرى حال القلق والخوف من ان تتمدد سيطرة "داعش" الى مناطق جديدة، رغم التقارير الدولية التي تؤكد عدم امكان التوسع اكثر، اذ ليس من بيئات حاضنة له. فقد ساعدت القبائل العراقية السنية "داعش" للتخفيف من غلواء السلطة المركزية الموالية لايران، وفي سوريا ايضا، ساهم الاحتضان الداخلي في تمدد "الدولة الاسلامية" في مواجهة نظام ظالم.
اما في لبنان، حيث الوضع مختلف، فثمة ترقب لإمكان سقوط مدينة حمص والخوف من اقتراب التنظيم ساعتئذ من حدود لبنان، لذا يوضب بعضهم حقائبه للسفر، وهذا البعض من مذاهب مختلفة، لكي لا يقرأ البعض الاخر ما بين السطور اتهاما للسنة بالتهليل للارهابي القادم، لان المتعاطفين مع "داعش"، لا حبّاً بالتنظيم، بل نقمة على "حزب الله"، محدودو القدرة والعدد، لكنهم لا يجدون في المقابل الا خطاباً مستفزاً يدفع بهم الى مزيد من التطرف.
في المقابل عيون شاخصة الى الجرود في عرسال ورأس بعلبك وكل المناطق الحدودية التي يخوض فيها "حزب الله" معارك، معززا بقصف مدفعي من الجيش اللبناني لابعاد كل التحركات المشبوهة. الاهالي عند الحدود تختلف نظرتهم وتقويمهم لقرار المشاركة في حرب القلمون، بل في خوضها، لانهم، وان كانوا يرفضون تدخل الحزب في الحرب السورية، والدفاع عن نظام توتاليتاري امعن في ظلمنا وفي سرقة خيرات بلدنا، يرون في معارك القلمون، حربا دفاعية بل وجودية، ولا يتشاركون الرأي مع قيادات بعيدة كثيرا بالجغرافيا عن موقع الحدث، ومن مكمن الخوف، ولا تقنعهم توصيفات تميز بين "النصرة" و"داعش"، طالما ان الاكثر اعتدالا اجتاح عرسال وجعلها رهينة، ولم يقدم بعد على اعادة العسكريين المخطوفين.
والمقلق فعلا لهؤلاء ان احدا من الزعماء والقادة لا يجيب عن السؤال "ماذا لو انتصر داعش؟ وماذا اعددنا لتلك المرحلة؟".
                                     جريدة النهار اللبنانية

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

قوات الحشد الشعبي ومثيلاتها مشكلة ام حل


                 بقلم العميد م ناجي ملاعب  
مند الدخول الامريكي الى العراق  في العام 2003  انھارت السلطة العسكرية المركزية بقرار من الحاكم الأمیركي بريمر. وعندما عظمت المقاومة ضد الإحتلال أنشأت القیادة الأمیركیة "قوات الصحوة" واستخدمتھا ضد المنتفظین على سلطتھا. كما لجأت العديد من حكومات الدول العربیة بعد ثورات الربیع العربي إلى تشكیل أو تبني المیلیشیات المحلیة لمساعدتھا في الدفاع عن أنظمتھا، فبرزت في العراق میلیشیات شیعیة انضوت معظمھا في شكل "حشد شعبي" ممول من الحكومة. ورأينا في سوريا "قوات الدفاع الوطني" من ابناء المدن والقرى الواقعة ضمن سیطرة النظام، بمساندة من قوات حزب االله اللبناني ومیلیشیات عراقیة. أمنیة مھمة، ً صحیح أن ھذه المیلیشیات الموالیة للحكومات يمكن أن تؤدّي أدوارا وحصانة في وجه التنديد الدولي بانتھاكات حقوق فھي تتیح للأنظمة تن صلا مقبولاً الإنسان، لكن من مخاطرانتشارھا ضعضعة احتكار الدولة لاستخدام القوة. فھي قد ترفض الانصیاع إلى الأوامر، أو قد تنقلب على رعاتھا المحلیین أو الدولیین. وحتى لو كانت وفیّة فھي بالإجمال تتمتّع بمقدرة عسكرية ومصداقیة محدودتَین وتفتقر الى المھنیة وإلى التدريب المتقدم والمعّدات الضرورية لمواجھة أعداء أقوى. ، مثیر للجدل؛ فالولايات المتحدة تشترط أن تكون قوات الحشد الشعبي تحت إمرة وزارة الدفاع العراقیة، كشرطٍ ً وما يحصل في الأنبار العراقیة،مؤخرا للإستفادة من الدعم الجوي لقوى التحالف، ما يعني أن ھذا "الجیش الرديف" لا يأتمر بأمر السلطة المركزية. يقول تقرير حديث لمركز كارنیغي ٍ مسبق حا إلى حد كبیر من القوات العسكرية والقبلیة. لقد عرقلت الحكومة  لأبحاث السلام الدولي عن ھذا الوضع "أن قوات الحشد الشعبي أفضل تسل الاتحادية العراقیة - لاسیما وزارة الدفاع التي تشرف على قوات الحشد الشعبي، إذ إن الولايات المتحدة تشترط أن تكون قوات الحشد تحت إمرة وزارة لمشاركة طیران التحالف في معارك الأنبار - تسلیح العشائر السنّیة وتمويلھا، بزعم أنھا تعید بیع الأسلحة إلى الدولة ٍ الدفاع العراقیة، كشرطٍ مسبق من توزيعھا بشكل ٍ سلس إلى المیلیشیات الشیعیة بدلاً الإسلامیة. تجد الأسلحة التي تقّدمھا الولايات المتحدة للحكومة العراقیة طريقھا بشكل لم نألف قبل الیوم في التعابیر العسكرية ولا الأمنیة من مثال: "قوات الحشد الشعبي"، ومن قبلھا "قوات الدفاع الوطني"، ومن قبلھا "قوات الصحوة"، من "قوات العشائر" وخطورة تأطیره - كمثال حديث – على شاكلة قوات القبائل السنیة "قوات الحرس الوطني". قد نفھم ان ً وما بدأ تدواله مرادفا "البیشمركة" مثلت وتمثّل الأمن القومي للأكراد في العراق بتحضیر وموافقة دولیة تعود الى أيام حكم صدام حسین، وھي أصبحت جیش الكرد الیوم، ولكن ما لم نفھمه ھو اقحام الناس في عملیات قتالیة للدفاع عن أرضھا، وزجھا في أتون حروب قاسیة. ولا تفسیر لتلك الظاھرة سوى الاعتراف الواضح من الحكومات الضعیفة بالإستقالة من دورھا. ويندرج الیمن في ھذا السیاق، كذلك، بتحضیر ودحرجة "انصار االله" من الحوثیین من أماكن استقرارھم في محافظة صعدة الى عمران فالعاصمة صنعاء الى عدن وباقي المحافظات الیمنیة، فیھاجمون الثكنات ويستولون على العتاد والسلاح وينقلبون على شرعیة بناھا مؤتمر الحوار الوطني وصولاً بمبادرة من دول مجلس التعاون الخلیجي وتحت الرعاية الدولیة، فیتحملون ويحّملون الشعب الیمني من الخسائر والضحايا والتدمیر جرّاء القتال البري من اين لھذا "الجیش البديل" (البدائي التدريب، الطائفي الإنتماء، القبلي الولاء) المال والسلاح والقدرات التي تعجز عن تأمینه الحكومات! ويا للصدفة عربي ودولي  من اين لھذا "الجیش البديل" (البدائي التدريب، الطائفي الإنتماء، القبلي الولاء) المال والسلاح والقدرات التي تعجز عن تأمینه الحكومات! ويا للصدفة ، لتنتھي بالدعوة الى "التواجد والقتال حیث ما يلزم" للدفاع عن نظام لم يقَو أن يدافع عن كیف تبدأ المھام بالدفاع عن المقدسات، في سوريا مثلاً نفسه طیلة أربع سنوات! لا بل إن الحشد الطائفي في رفد النظام والقتال الى جانبه في سوريا كما في العراق، وتحت راية تكفیر الآخرين يتلقفه للدعم لقتال أبناء جلدتھم. ً المناوؤن في الجھة المقابلة لتنظیم حشود اخرى وتحت الراية ذاتھا، ويطوفون بأفكارھم "النیّرة" الى العواصم الكبرى طلبا خلقھا ً نحن لسنا ذاھبون الى التقسیم فحسب، بل نحن من يصنعه بھكذا استعانة بالمیلیشیات والحشود والصحوات والحرس الوطني و.. واحیانا وتسلیحھا وتمويلھا من أنظمة لإستخدامھا بالدفاع عن السلطة على حساب الوطن والأمة. كل ذلك حتى لا نعترف بالحقوق المتساوية ولا نوحد قاعدة .( ً استراتیجیة لجیش وطني جامع قوي حافظ للوحدة الوطنیة والسلم الأھلي (وھذا ما يركز علیه قائد الجیش اللبناني دائما ، فدعونا لا نقرأ الواقع وفق تمنیاتنا بل وفق ما ھو علیه. فالإنقسام المذھبي المستحكم يقتضي منا ً ما وصلنا أو أوصلونا إلیه من حال لیس سلیما حسن الإستفادة من ھذه القوى الرديفة – بعد ان أصبحت قوى أمر واقع - وتوظیفھا بما يترافق مع إصلاحات سیاسیة وتقاسم متوازن للسلطة، ولننظر ر الحكم الذاتي المحلي، فیما تساعد الى تلك القوى كحل ولیس كمشكلة بحیث يمكن للحشد الشعبي ومثیلاته أن يعزّز الترتیبات الاتحادية التي توفّ عن إقامة تسوية سیاسیة بین الحكومة على ضمان ولاء المقاتلین للدولة وتعزيز التماسك السیاسي. لكن انتقال السلطة العسكرية وحده لیس بديلاً المركزية وبین الأقلیات الإثنیة-الطائفیة أو المناطقیة كمرحلة لا بد منھا على طريق اعادة بناء الجیوش التي يحق لھا وحدھا احتكار حق حمل السلاح والدفاع عن وطن يشعر جمیع أبنائه بصدق الإنتماء.
                                                                                        مجلة الامن والدفاع العربي

الأحد، 7 يونيو 2015

سكوت ... اننا نصور الفيلم العيوشي الهبوط بالمغرب اللى الهاوية .




بقلم/ موسى المصلح 
من بين الدرائع التي ركب عليها منضرو  الغرب الكولونيالي  لأستعمار ونهب  دول الجنوب وخاصة افريفيا , هو تنوير هده البلدان واخراجها من شرنقة الجهل والتخلف و ادخال " الحضارة "  الغربية    ونمط العيش الغربي  الى ربوعها . وقد رأى  مفكرو  هده الفترة  ان الغرب هو المركز وان ثقافته وقيمه  يجب ان تهيمن على العالم كله ولو بقوة  السلاح  . وتبيد كل اشكال الحضارة الاخرى  بمسخ موروثها الثقافي وقيمها الانسانية وبقتل كل خصوصيانها  في مختلف نواحي الحياة.
   وما تعيشه افريقيا اليوم   من فقر وتخلف و  حروب دامية و نهب  للخيرات الا  نتاج لهده الفترة القاتمة من تاريخ افريقيا والتاريخ الانساني عبر الزمن .ولازال هدا الفكر  الاقصائي الكولونيالي  يسيطر حتى اليوم  وان لبس لبوسات مختلفة و اقنعة كثيرة  و دوغمائية ماكرة , تخفي غطرسة الغرب وجبروته. و تعاليه  وكفره  بالحرية الحقة , التي تعني  حرية الاختلاف  والتنوع وليس الحرية داخل قالب واحد ضيق  كابت  ووحيد .وادا كان  الفكر الأوروبي والغربي عامة قد جعل من التحضر والتقدم حصان طروادة لأستعمار  البلدان الافريقية وغيرها  و نهبها . فان الغرب المعاصر  يتخد من منظومة  حقوق الانسان, التي  فصلها على مقاسه وقيمه وانماط عيشه  في منظمة  الامم المتحدة التي  تلهج بفكر الغرب القوي   المسيطر , عصا الشرطي الغليظة  لقمع كل تمرد على أنمودج  الغرب ,أصل الفكر والحاضن لكل تقدم حسب نظرية المركز  .والمحارب لكل حركة تحاول الحفاظ على خصوصياتها وقيمها و نمط عيشها أمام  فكر استهلاكي  يتخد من المتعة  الغير المقيدة و المتجاوزة حدود البهيمية و المتعدية بمسافات  نرجيسية الفرد  في جماعة  تماهت مع رغبات الفرد حد الدوبان  قلبت المجتمعات الغربية  راسا على عقب. و أوجدت  قيما وعلاقات و سلوكيات لم يعرفها العالم  الغربي نفسه , تغرق الفرد في الأنانية لدرجة الوحدة القاتلة  المؤدية للانتحار  عند الوصول الى نقطة اللااشباع . وأصبحت شعوب العالم اليوم مجبرة   على طمس هويتها وثقافتها وسلوكها ونمط عيشها  والعيش والتفكير والتواصل حسب النمط الغربي   حكم الغالب على المغلوب  تكيفا  في السلوك و تقليدا في العيش  اكلا وملبسا وترفيها و ايمانا  بدوغما  الغرب.
ومند دخول  الاستعمار الفرنسي الى المغرب والمغاربة  يحاولون في  معركة مواقع   مستمرة  خفية ومعلنة  خلق  متاريس و عوائق للحفاظ على هويتهم ونمط عيشهم وثقافتهم وقيمهم   التي يفقدون كل يوم   جزء منها   امام  سيل جارف  للتغريب و قتل للهوية عبرتوظيف  كل الوسائل الحديثة للتواصل والتعايش . وادا كان المغاربة   قد صمدوا  طيلة فترة الحماية   وحافظوا على كينونتهم   وهويتهم وثقافتهم وقيمهم فان  اليوم   وبفظل الطابور الخامس الفرنكفوني المغربي  فان المغرب  مقبل على  مسخ و تحول قبيح   في القيم والمعتقدات  والسلوك الاجتماعي .  فما يشهده اليوم من لوبيات  متفرنسة تدافع عن الدعارة و المجوون و المثلية  وهدم قيم العائلة  بطقوسها وصيرورتها عبر قرون و ما نسمعه  من منابر  مأجورة لكسر كل القيود القيمية و تمكين الفرد من عيش بهيمته التي  قد تصل الى تدميره وقتل انسانيته   تحت دريعة اننا نستعمل  شتى اصناف التكنولوجيا الغربية فلمادا  نتافف في  لبس  الشخصية والسلوكيات الغربية الحديثة بكاملها دون قيد اوشرط حتى نتماهى مع الغربي ونصبح كاننا هو وهو نحن.
 ان المغرب البلد العريق   المعروف بتقاليد ضاربة في القدم و بأعرافه دات البعد الأنساني الرفيع , وخصوصيته التي لاتزان بالدهب  ونظامه السياسي الدي يستمد شرعيته  من خلال هدا الموروث التقافي والحضاري ,   ليئن تحت ضربات هدا الطابور الخامس للتغريب . الدي يتغلغل كالسرطان في الجسد لقتل  خصوصيات هدا البلد الاسلامي العربي  و جعله نسخة  تابعة دونية مشوهة  تعيش على هامش اوروبا  والانسلاخ من شخصيته وهويته .فان تمكن هؤلاء  القوم من نجاح مخططهم  لتغيرمشية المغرب ليسير  على الهوى الأوروبي  فان الأنسان المغرب سيعيس انفصاما خطيرا  بين  هوية ممسوخة مستلبة  وتاريخ تليد شامخ  وسيفقد المغرب روحه وهويته  ومن يفقد روحه وهويته فقد  مات وان عاش  وقرأ عليه السلام .
elmoslah@gmail.com

السبت، 6 يونيو 2015

«نطة السيسي»!


سليم عزوز
بدت «الزفة» التي نصبت لعبد الفتاح السيسي، تجمع بين «حفل الطهور»، عندما كان يوم ختان الفتى عرساً، وبين حشد أولياء الأمور أمام اللجان، في أيام امتحانات الثانوية العامة! في «حفل الطهور» يجتمع الأهل والخلان، احتفالاً بهذا الحدث، ليصبح «المختون» هو النجم، الذي يلتف حوله «الجمع الكريم»، فيحتفون به، ولا يغادرون إلا وقد دفعوا «النقوط»، وأطلقوا الزغاريد. أما في امتحانات الثانوية العامة، فإن أولياء الأمور يصطحبون أبناءهم إلى لجان الإمتحانات، وهم في حالة من القلق والترقب، ويكون الخروج منها لحظة تبيض فيها وجوه وتسود وجوه. وهكذا بدا القوم في انتظارهم أمام المستشارية الألمانية، وفي وقوفهم أمام مطار برلين!
«أماني الخياط»، وحدها من اكتشفت خصلة في المحتفى به، تتمثل في قدرته على «النط» برشاقة. ويمكن استدعاء أغنية العندليب هنا بتصرف لتصبح: «يا أبو نطة جنان». فقد بدت «الخياط» معجبة «بنطة الرئيس السيسي»، في هبوطه من الطائرة، وهي «نطة» لفتت انتباهي، لأنها مبالغ فيها، ولم يكن أحد قد اتهم سيادته في صحته، ولم يكن قادماً لألمانيا، منافساً في المسابقة العالمية «لنط الحبل»!
«النطة» مفردة عامية، تعني القفز، وقد كان السيسي يقفز من «سلالم الطائرة» قفزاً، على نحو لفت انتباه «أماني الخياط» فأشادت بـ «النطة» في برنامجها التلفزيوني، وقالت: «نطة الرئيس السيسي أثبتت أنه رشيق وعنده حيوية»، وأثبتت «الخياط» بذلك أنها تتميز بالألمعية، وبقي أن يجري الإحتفاء بهذه «النطة»، كما تم الإحتفال بركوب سيادته «الدراجة»، فتناقش برامج «التوك شو» فوائد النطة في ذوبان جلطة القلب وفي توسيع الشعب الهوائية.
حضور المشجعين إلى ألمانيا، جعل إعلامه ينظر له على أنه البطل العالمي «محمد علي كلاي»، جاء ليخوض التصفيات النهائية في المصارعة، مع بطلة ألمانيا «ميركل»، ومن ثم فقد أعلن مذيعه المختار «أحمد موسى»، «الهارب من العدالة»، أن السيسي «حكاية»، فقد «لاعب ميركل وأحرز فيها خمسة أهداف». ويبدو أنها كانت مباراة كرة قدم قاصرة على ضربات الجزاء وليس جولة في الملاكمة!
«أحمد موسى»، صدر ضده حكم واجب النفاذ بالسجن، لكن الحكم لم ينفذ، وسافر إلى ألمانيا في صحبة خليله السيسي، ليكون بجواره في محنته، ويسجل برنامجه على قناة «صدى البلد» من هناك، فإذا بنا أمام فضيحة دولية بامتياز. وفي الواقع كنا أمام سلسلة من الفضائح، التي أساءت للشعب المصري كله، إن لم تكن قد أسأت للجنس البشري برمته!
«الفيفا» الصحافية
منذ متى ورؤساء الدول، يصطحبون معهم مشجعين في زياراتهم للخارج؟ ومنذ متى كان التصرف مع الرؤساء على أنهم في رحلة امتحان؟ ومنذ متى كانت شرعية الرؤساء تكتسب بالمهرجانات، ومن خلال حفلات «ليالي التلفزيون»!.
لقد كان ما جرى خرقاً لتقاليد الزيارات المتعارف عليها، وقد ألحت علي منذ فترة فكرة مقال عن دور السيسي في انتهاك القيم والتقاليد المصرية، ولم أكن أتصور أن يأتي يوم وينتهك القيم والأعراف الدولية، وأدخل في القاموس الدولي تقاليد جديدة، ولم يتوقف الأمر عند حد استدعاء قيم مباريات كرة القدم في المسابقات العالمية في الخارج، إذ يصطحب المنتخب معه مشجعيه بحسب أهمية المباراة، فقد وصل الحال إلى حد اختراق قيم المؤتمرات الصحافية، على نحو صرنا معه بحاجة إلى تنظيم على مستوى «الفيفا» في مجال الصحافة، لضبط قواعد السلوك، والمحاسبة على الخروج على قيم مهنة الصحافة وقواعد ممارساتها! فـ «حفل الطهور» إنتقل من الشارع، إلى دار المستشارية الألمانية في ألمانيا، وهبط الأداء إلى مستوى الفضيحة، عندما وقف مراسل التلفزيون المصري ليشيد بدور السيسي وجولاته الخارجية خدمة للوطن، وهو ما كان مثار هجوم من «محمد شردي» مقدم برنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور»، وأحد الحاضرين، فقال: إن المراسل «أحرج مصر كلها»!
وكانت ثالثة الأثافي في هذا التصفيق الحار الذي قوبلت به إجابات السيسي من قبل الصحافيين المصاحبين له ضمن فرقته الموسيقية، ومن أولياء أمورهم، وكنت أظن أنه لم يحضر من أولياء الأمور في هذه الزيارة سوى صاحب قناة «سي بي سي»، الذي تحول إلى مقاول أنفار، وهناك تلميحات من الفنانات في مداخلتهن التلفزيونية بأنه من أستأجر الطائرة التي حملت مشجعي المنتخب القومي إلى ألمانيا!
لكن فوجئت بوجود «ولي أمر» آخر هو رجل الأعمال «محمد أبو العينين» الشهير بحمادة، ضمن حضور المؤتمر الصحافي، والمذكور فضلاً عن كونه أحد رجال الأعمال المقربين من دولة المخلوع مبارك وعضو في حزبه الحاكم، فهو صاحب قناة «صدى البلد»، ولم يسبق له أن اشتغل بالإعلام لا كاتباً ولا قارئاً، ولا مذيعاً ولا مشاهداً، لكنه جاء مشجعاً في «فرح العمدة»، وحضر المؤتمر الصحافي بين السيسي وميركل، وكما قالت الشحرورة: «الغاوي ينقط بطاقيته»!
فضيحة التصفيق
موقع «دير شبيغل» الألمانية، وصف تصفيق الصحافيين المصريين أثناء المؤتمر بأنه يحدث لأول مرة في دار المستشارية من قبل صحافيين، وهو ما أصاب «ميركل» بالذهول من جراء التصرف، على حد وصف الصحيفة. وصحيفة «فرانكفورتر» الألمانية أيضاً، وصفت الإعلاميين المصريين بالمصفقين المستأجرين!
بطبيعة الحال فإن هذا كان وصفاً للخروج على قيم وتقاليد المؤتمرات الصحافية، ولم تنتبه الصحيفتان، إلى ما أثاره زميلنا «أحمد عطوان» في برنامجه على قناة «مصر الآن» من أن أحد الصحافيين الحاضرين، وهو موفد جريدة «المصري اليوم»، ومندوبها في رئاسة الجمهورية، قام بالإعتداء على «فجر العادلي» نجمة هذا المؤتمر، وأذاع «عطوان» لقطات من عملية الإعتداء، وتدخل الأمن الألماني لحمايتها من «الشبيح»، وهي التي هتفت في وجه السيسي: «يسقط .. يسقط حكم العسكر»!
وقد حاولت هذه الصحافية المتدربة، والطالبة في كلية الطب في إحدى الجامعات الألمانية، أن تطرح سؤالها، فحيل بينها وبين ذلك، فهتفت بسقوط حكم العسكر، ورفعت «شار رابعة» في وجه السيسي لتذكره بجريمته، بقتل المئات في مذبحة ستظل تؤرق الضمير الإنساني لعقود طويلة.
لولا «فجر العادلي»، التي كانت سبباً في أن تنهي «ميركل» المؤتمر بشكل مفاجئ ودون شكر الصحافيين، كما هي العادة، وبالضرب على ظهر السيسي وكأنها تقول له تعالي بلا فضائح، لشاهدنا «فرح العمدة» على أصوله، ولتجاوز الأمر التصفيق الذي أثار الصحافة الألمانية، فقد يتطور الأمر ليصعد أحد المشاركين في الحفل الكريم، إلى المنصة، ويضع حفنة من أوراق البنكنوت على رأس «ميركل» كما يحدث مع الراقصات في الأفراح الشعبية، وربما تمت دعوتها لوصلة من الرقص بهذه المناسبة التاريخية، التي تلتقي فيها برئيس تحت التمرين!
أحد الصحافيين، طلب من «ميركل» ما هو أكثر إثارة من «الوصلة» بأن دعاها بعد أن التقت السيسي أن تدافع عنه وأن توضح الصورة خارجياً، ظناً منه أن اللقاء الذي تم بينها وبين صاحبه قبل المؤتمر الصحافي كان الشيطان ثالثهما، وربما ظن أنها «وقعت في غرامه» وصارت حبلى بنجمه، ليطلب منها أن تتحول إلى موظفة للعلاقات العامة في «بلاط السيسي»!.
«الكباريه»!
ولم يكن أداء الصحافيين، الذين تصرفوا كما لو كانوا في «كباريه» بالتصفيق لمطربهم الصاعد، هو فقط ما مثل خروجاً على الأعراف والتقاليد، فقد شاركهم عبد الفتاح السيسي ذلك، بتقديمه الشكر في «مؤتمر صحافي» للجماهير التي جاءت من ألمانيا ومن أوروبا ومن مصر لتحتفل به، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ المؤتمرات الصحافية العالمية، وإن كان يليق بفرح العمدة عندما يمسك أحد «الصيتة» ومحيي الأفراح، بالميكروفون ويعلن أن أهل العريس «يمسون» على أهل العروسة وعلى المعازيم، ورقصني يا جدع!
ومن الواضح أن اللقاء لم يكن غرامياً على النحو الذي ظنه الصحافي الطالب من «ميركل» أن توضح الصورة، فمن الواضح أن السيسي تعرض خلاله لعملية «تكدير» بالمفهوم العسكري منها وكادت أن تقول له «تسعة استعد»، وهو تمرين الزحف على البطن!
ولهذا خرج السيسي يتحدث كما لو كان في امتحان شفهي يتحدد على أثره مستقبله، فقال وهو يتصبب عرقاً إن الجميع قد دعوا في 3 يوليو/تموز، دون أن يقول لنا بأي صفة دعا إلا أن يكون عسكري متمرد، أطاح بالمسار الديمقراطي، وكيف وجه الدعوة لمن تم سجنهم بعد ذلك بتهم الخيانة والتخابر والقتل، مع أن الأفعال التي يحاكمون عليها كانت سابقة على هذه الدعوة الكريمة. ولم يسأله أحد وهو في حماية الزفة المنصوبة، وهل فشل الرئيس المنتخب معناه أن يصبح هو الرئيس؟!
لقد كانت زيارة فاشلة بكل المقاييس، يكفي أنها كانت مناسبة لفتح ملف الإنقلاب عبر الإعلام الألماني، وقد هزم الإنقلاب إعلامياً وباعترافه، فوزير الصناعة «فخري عبد النور» قال في البث المشترك من ألمانيا لقنوات الثورة المضادة إنه يعترف بفشل السياسة الإعلامية في مقابل نجاح الإخوان. وكلام قريب من هذا قاله إبراهيم عيسى في برنامجه عبر «أون تي في». وأحمد موسي صاح عبر الأثير بأن الإعلام الألماني منحاز، فالإخوان دفعوا للإعلاميين الألمان، وخيري رمضان في برنامجه «ممكن» على قناة «سي بي سي» قال إن 90 % من الصحافة الألمانية تهاجم «الرئيس».
من المعروف من الإخوان بالضرورة أنهم فشلة في مجال الإعلام، وفشلهم هو أحد أسباب خسارتهم للحكم. وفي الحالة الألمانية لم ينجحوا فما جرى أن الآخرين فشلوا.
لا بأس إن كانت زيارة فاشلة، فقد نجح السيسي بـ «نطته» في أن يلفت انتباه «أماني الخياط». يا لها من «نطة تاريخية» مفعمة بالنشاط والحيوية، وتذكرنا «بنطة» نجم الملاعب قديما «بيبو»، ولا أظن أن «ميركل» يمكن أن تنافسه في مجال «النط»!
والذي يؤكد أن الإعلام الألماني منحاز ويعد خلايا إخوانية نائمة استيقظت مع الزيارة، أنه لم يشر لـ «نطة» السيسي، مع أنها «نطة» غير مسبوقة في تاريخ «النطات»، الذي بدأ «بنطة» فرعون موسى، وكانت هي «النطة».. حيث هلك ومن معه، لكن السيسي لا يزال على قيد الحياة بعد «نطته»!
فمن ينافسه على «النط»؟!
صحافي من مصر
سليم عزوز/ القدس العربي 

الأربعاء، 3 يونيو 2015

عندما تصيب اللغة العربية وزيرتنا بعلة سخونة الرأس.





     بقلم موسى المصلح 

      في المغرب وزيرة تشتكي  من مرض غريب  يصيبها   بصداع   وحرارة جد مرتفعة     بمجرد التخاطب باللغة العربية  ولو في  شقها  الدارج . هدا ما صرحت به  في احد الملتقيات  الدولية  عندما سألها صحفي  باللغة العربية   فإجابته  أن  اللغة العربية  تسبب لها  صداعا في الرأس   وحرارة مفرطة  .

    كان الله في عون هده الوزيرة   التي لا شك أنها تعيش عذابا مستمرا  وهي تشرف على وزارة    في حكومة ينكيران الإسلامية  وفي بلد  عربي وان تنكر له, في عروبة  تحمل قيما وحضارة و ثقافة  امتدت لقرون, وزراء  من الحكومة نفسها  وطالبوا بإلغاء  كلمة العربي  واستبدالها بالمغرب الكبير. بالرغم من أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الأولي  مند أن رأت الدساتير النور في المغرب. بل أنها  اللغة الرسمية للدولة مند دولة    الادارسة  إلى اليوم. مرورا بكل السلالات التي حكمت المغرب . وبالرغم من أن 72  في المائة من السكان لا يعرفون لغة أما غيرها. و26 في المائة الباقية من المائة  يتكلمون بها بطلاقة  طوال اليوم  بجانب اللهجات البربرية  التي  تتجاوز 72 لهجة. والتي تختزل زورا في 3 لهجات رئيسية.  والواقع آن الأصول تتجاوز  العشرة وتتفرع منها  تلوينات اللهجات الأخرى  . لاشك ان سيارة الإسعاف  وأطباء مسعفون كانوا  على أهبة التدخل  عند استو زار هده  الوزيرة التي لاشك أنها كانت تهلوس من فرط الحرارة. وتشتكي من صداع رهيب وهي تؤدي القسم  أمام جلالة الملك  بلغة عربية فصيحة .

رفقا يهده الوزيرة  المسكينة التي تقصفها الكلمات العربية طوال اليوم  في الشارع   في مكتبها  في البرلمان في  الاجتماع الوزاري     في كل مكان . وكان الله قي عون كل من يعمل مع هده الوزيرة    التي تصاب بالصداع   والحرارة الزائدة عند نطق او سماع   كلمة عربية . لاشك أنهم  سيجبرون على مخاطبة الوزيرة بلغة غير لغتهم  ويمنعون من فتح المذياع ومشاهدة   فنواتنا الوطنية والاقتصار على القنوات الأجنبية  الناطقة باللغة الفرنسية التي   تريح الوزيرة  و تشنف أدنها  .

 إن المنطق يقتضي  أن تلغي  الحكومة  رسمية اللغة العربية وتتنكر لعروبتها وقيما وحضارة عربية إسلامية  تليدة  .و تنسحب من جماعة الدول العربية ومن كل منظمات المغرب العربي  وتقاطع كل المحافل الدولية التي تعتمد اللغة العربية كلغة رسمية   للتخاطب   وتد ستر اللغة الفرنسية   حتى تكون في  انسجام تام   مع وزارها  الدين لا يتكلمون   اللغة العربية   التي  يتكلمها 98  في المائة من المغاربة  والتي تصيب بعضهم بالضجر وسخونة الراس .

الاثنين، 1 يونيو 2015

صحيح البخاري قو ل بقول

أكاذيب البخاري .. وألعوبة النبوة
** تذكير بالسياق :

نظم مركز ابن القطان بمدينة العرائش ندوة عن الإمام البخاري وجامعه الصحيح، وقبل ذلك نشرت جريدة 
محلية مغربية استجوابا مع رئيس المركز، وهو ما تفاعل معه أحد الكتاب، فنشر مقالين لتبيان ما في الجامع الصحيح من ضعف ووهن، كان آخرهما معنونا بـمحاولة انتحار المعصوم، أكذوبة في صحيح البخاري، فنشرتُ تعقيبا على هذا المقال بعنوان أكاذيب البخاري، قراءة متهافتة، قسمته إلى فقرات، بينت من خلاله أهمية قراءة تراثنا الإسلامي قراءة نقدية، كما اقتبست من مقاله عدة نقول تفيد تبخيسه لمخالفيه وتنقيصه من مكانة الإمام البخاري وجامعه الصحيح، ومحاولته استمالة القارئ بأسلوب غير علمي مثل استعماله للقسم واليمين، وكذا استعلاءه، ثم بينت توجيها مخالفا لرؤيته للأثر الضعيف الذي يفيد همَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالانتحار في البدايات الأولى للدعوة.
هذا المقال، تفاعل معه الكاتب مشكورا، فعمل على نقده، وحاول تتبع هناته وأخطائه، وذلك من خلال مقال بعنوان : تهافت صاحب القراءة المتهافتة، وهو ما أثارنا لمناقشة بعض ما بدا لنا مما له تعلق بالموضوع.
** على مستوى الشكل :
أفرط الكاتب في مقاله الأخير في إطلاق ألفاظ وعبارات في حق محاوره كان حريا به أن يتجنبها، مثل الكذب والتحريف والجهل والتعصب وقلة الدين والجحود والتدليس والغدر وتقديس كلام المتقدمين ...، كما وصف مناقشه بأنه البتار المتعصب الخائر ... ولعل الكاتب يعلم يقينا أن مثل هذه العبارات لا تستعمل في الحوار والمناظرة العلمية، وأنها من باب المجادلة بالتي هي أخشن، لذلك أجدني مضطرا لعدم الالتفات إليها، لأنها من اللغو الذي نمر عليه كراما.
واستمر الكاتب في تبخيس الآخر المخالف، وغلا في ذلك حتى اعتبر الجامعات المغربية سجونا وقبورا فكرية، والواقع يشهد بخلاف ذلك والحمد لله.
واستمر الكاتب في تعاليه وتعالمه، فقال : "وإذا كان شيوخه المتخصصون قناعيس، فنحن بفضل الله وكرمه لسنا أقل منهم شأنا"، وهو كلام بعيد كل البعد عن التواضع الذي عُرف به العلماء رضي الله عنهم، فلا تجدهم يتكلمون عن أنفسهم إلا بعبارات يختمون بها تواليفهم مثل : "وكتبه أفقر العبيد وأضعفهم وأحوجهم إلى رحمة مولاه ..."، هذه أخلاق العلماء، وهذا أسلوبهم، ولأن الكاتب يحس بتضخم في العلم، فإنه يبادر إلى توزيعه يمينا وشمالا، فخاطب محاوره قائلا : "وهذا التعليم والتذكير يأتيك مني هرولة"، على رسلك يا شيخ !!!
هذه العبارات وأمثالها هي التي انتقدتها على الكاتب، لذلك قلت : "وهي عبارات تدل على بعد صاحبها عن ميدان البحث العلمي ومناهجه، مع أنه يطرق مبحثا لا يستطيع ولوج رحابه إلا البزل القناعيس"، وكلامي واضح في أنني لا أعيب عليه خوضه هذا النقاش، بل عبت عليه استعمال هذه العبارات التي يتحاشاها العلماء، كما عِبْتُ عليه نشر هذه المواضيع في المنتديات العامة، وهو ما فهم مني أنني وصفته بالعامي، كما صدر عنه تأويل آخر لكلام رئيس المركز المذكور، حيث فهِم منه أنه "يتضمن التبديع والتكفير"، إضافة إلى أنه فهم من عنوان مقالي "أكاذيب البخاري" أنه يصف البخاري بالكذب، وهي تأويلات بعيدة جدا، لعلها ناتجة عن تسرع الكاتب، دون أن أستعمل عبارته، فأصفه بـ"سوء إدراك الكلام الفصيح".
** عصمة الصحيحين :
صرح الكاتب في أكثر من موضع بأن مخالفيه يقولون بعصمة الجامع الصحيح وقدسيته، وهذا غير صحيح ألبتة، بل إن علماء أهل السنة على اختلاف مذاهبهم يقولون عبارة واحدة، وهي أن الصحيحين "تلقتهما الأمة بالقبول"، وهي عبارة لا تفيد العصمة كما هو معلوم، بل إن علماء الإسلام الذين قالوا هذه المقولة وروجوها هم أنفسهم انتقدوا أحاديث الصحيحين، ولم يسلموا للإمامين بكل ما دوناه بين دفتي كتابيهما، قال ابن تيمية : "ومن [أحاديث] الصحيح ما تلقاه بالقبول والتصديق أهل العلم بالحديث، كجمهور أحاديث البخاري ومسلم، فإن جميع أهل الحديث يجزمون بصحة جمهور أحاديث الكتابين"، فهو يتحدث عن جمهور أحاديث الصحيحين وليس عن كل الأحاديث، وأوضح منه قول القسطلاني : "والصالح دون الحسن،،، والمضعف ما لم يجمع على ضعفه، وفي البخاري منه"، فأين العصمة ؟ وأين القدسية ؟ ومن ادعاهما ؟
وممن تناول أحاديث الصحيحين بالنقد من العلماء المعاصرين، العلامة المحقق عبد الله بن الصديق الغماري، حيث انتقد أحاديث من الكتابين في كتابه الماتع "الفوائد المقصودة، ببيان الأحاديث الشاذة المردودة"، وفي غيره من مؤلفاته، انتقد بعض متونهما بعمق فكري، وأدب سامي، ولسان عف، ولم يستعمل لغة "علف الفول والبقول"، وهو ما نبين من خلاله للقراء أن الكاتب ليس مجددا ولا فاتحا كما قد يُتوهم.
** منهج البخاري :
ذكرت في مقالي السابق أن الإمام البخاري لم يقل بصحة رواية الهمّ بالانتحار رغم أنها موجودة في الجامع، لأنها غير متصلة السند، وهو لم يلتزم بالصحة إلى في الموصول فقط، وهو ما تعقبه الكاتب بدعوى أن الإمام لم يوضح منهجه، وأن التفرقة بين الأصول والشواهد وغيرهما حادثة بعده، وأن العلماء نسبوها إليه بالاستقراء دون أن ينص عليها.
نعم، لم يكتب البخاري مقدمة لكتابه يبين من خلالها منهجه، لكن عنوان كتابه يشي بذلك ويشير إليه، فهو "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" ومن خلال هذا العنوان يتبين أنه التزم الصحة في المسند لا غير، أما المعلقات والبلاغات فلا، والعنوان يبين المنهج باختصار.
** مفهوم الظن :
رجحت ضعف رواية الهم بالانتحار خلافا للكاتب الذي قال بوضعها وكذبها، وبينت أن الضعيف ليس مقطوعا بكذبه، بل يبقى وقوعه ظنيا، إلا أن ظنيته أقل من ظنية الصحيح، وقلت بالحرف : "كلما تدنى الحديث في الصحة كلما نقص الظن"، فعلق علي بقوله : "واللازم أن يقول : [كلما ازداد الظن]، لأن النزول من أعلى درجات الصحة نحو الأدنى يزيد نسبة الظن والشك في ثبوت الحديث، وليس ينقصها يا جدع"، ولنا على هذا الكلام ملاحظات :
أولاها : عبارة [يا جدع] لا علاقة لها بالعلم والبحث العلمي.
ثانيتها : لعل الكاتب يستعمل الظن بمعناه الدارج، لذا جعله مرادفا للشك فأدرجهما في سياق واحد.
ثالثتها : بيّن العلماء مفاهيم مصطلحات [القطع والظن والشك]، وحافظوا على ترتيبها التنازلي، ومنه قولهم إفادة حديث الآحاد الظن، وإفادة المتواتر اليقين والقطع.
رابعها : للقطع والشك درجة واحدة، والظن بخلاف ذلك، لذا قال العلماء بـ[تفاوت الظنون]، فيكون الظن راجحا في الحديث الصحيح، وتنزل درجة الظن في الحسن، وينقص الظن أكثر في الحديث الضعيف، قال أستاذنا الدكتور أحمد الريسوني : "إن الظن يتفاوت ويتفاضل، ويقع على درجات عديدة، بعضها ينزل حتى لا يكون فيه من الرجحان إلا قدر طفيف، وبعضها يعلو حتى لا يبقى بينه وبين اليقين إلا فارق طفيف"، وعليه، فإن الحديث كلما تدنى في الصحة كلما نقص الظن، وليس العكس كما قال الكاتب.
** الهم بالانتحار :
لم أثبت في مقالي السابق صحة همّ النبي صلى الله عليه وسلم بالانتحار، بل بينت أن ذلك من قبيل الجائز والممكن، وليس من قبيل المحال كما ذهب إلى ذلك الكاتب، فحاول في تعقبه أن يكرر مقولاته السابقة، وألزمني بعدة إلزامات، منها :
أولا : [الانتحار مستقبح بالفطرة]، وهذا كلام مرسل وغير علمي، لأن كل شخص أراد أن يسترذل مسألة يحق له أن يدعي مخالفتها للفطرة، كما يمكنني أن أجيبه بقولي : [نكاح المتعة حرام، لأنه مستقبح بالفطرة]، وهذا ما يوافقني عليه كثير من الشيعة ناهيك عن أهل السنة، فهل سيقتنع بفطرتي ؟ أم لكم فطرتكم ولي فطرتي ؟ فتبين ضعف الاستدلال.
ثانيا : [الانتحار محرم في كل الشرائع السماوية]، لم يذكر الكاتب ما يعضد هذه الدعوى، لذا تبقى من الكلام المرسل كسابقتها.
ثالثا : [النبي صلى الله عليه وسلم كان عالما بتحريم الانتحار في شريعة إبراهيم وإسماعيل]، لم يذكر الكاتب دليلا على دعواه، ولم أقف على رواية صحيحة السند تفيد ذلك، فهو من الكلام المرسل إلى أن يثبت العكس.
رابعا : [لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بحاجة لنهيه عن قتل نفسه في أوائل السور نزولا]، ما الدليل على ذلك، بل العكس هو الصحيح، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يحظى بالعناية الربانية، وكان محتاجا غلى النهي الإلهي، فنهاه مولاه بقوله : "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه"، ونهاه قائلا : ّ"فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر"، إلى غير ذلك من النواهي الربانية.
خامسا : [لم تنزل في بداية البعثة النصوص القرآنية المحرمة للقتل والزنا والسرقة والظلم رغم أنها محرمات، وكذلك الانتحار، فهو محرم رغم عدم وجود النص]، وهذه الجرائم مختلفة تماما عن الانتحار، لأن هذا الأخير ممارسة ذاتية، والجرائم الأخرى ممارسات متعدية إلى الغير، إضافة إلى أن النصوص المروية تثبت تحريمها في المجتمع العربي، مثل قول هند : "أوتزني الحرة ؟"، فرغم وجود الزنا إلا أنه مستقبح مرذول، والأمر ذاته في الجرائم الأخرى، فثبت أن هذا التشبيه غير مستقيم.
** الانتحار في الشريعة الموسوية :
بينت في مقالي أنه لم يثبت بأي دليل أن الانتحار كان محرما قبل الإسلام، بل إن بني إسرائيل أمروا بقتل أنفسهم كما هو صريح الآية، لكن الكاتب أورد في تفسيرها أقوالا، ورجح منها [فاقتلوا أنفسكم : افعلوا بأنفسكم ما يشبه القتل، وهو الندم والحسرة والتوبة، والتعبير مجازي، أما قتل النفس حقيقة فمجرد خرافة إسرائيلية]، ولنا على هذا الكلام ملاحظات :
أ – رجحت المعنى الحقيقي ورجح الكاتب المعنى المجازي، وإذا اختلفت الحقيقة والمجاز كان الحمل على الحقيقة أولى كما هو مقرر في محله.
ب – لا نلجأ إلى المجاز إلا بقرينة، وهي غير موجودة، والمجاز الذي انتصر له الكاتب بعيد جدا.
ج – الحكم بقتل أنفسهم موافق لشدة شريعتهم وثقل أحكامها، مثل تحريم صيد السمك يوم السبت، وهذه الأحكام الشديدة هي الإصر والأغلال التي وضعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه بعث بالحنيفية السمحة.
د – الجنوح إلى المجاز في الآيات الخاصة بالأمم السابقة من أخطاء المفسرين التي نبه إليها العلامة المحقق عبد الله بن الصديق الغماري، فقال : "الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي لا تتكلم العربية، مثل قوم نوح وإبراهيم وبني إسرائيل، وحكاية ما حصل بين رسلهم وبينهم من مجادلات، وما توجه إليهم من خطابات تكليفية وغيرها، لا يجوز حملها على المجاز، بل يجب حملها على الحقيقة، لأنها مجزوم بإرادتها رغم اختلاف اللغات، ورغم تباين التقاليد والعادات".
تأسيسا على ما سبق، يتبين أن ترجيح الكاتب للمعنى المجازي ترجيح بدون مرجح، وأن ترجيحنا لم يكن خضوعا لخرافة إسرائيلية ولله الحمد.
** النبوة ألعوبة :
ختم الكاتب مقاله بعبارة : [والكاتب يظن النبوة ألعوبة]، وجعلها – لفرط ذكائه – آخر كلمة في المقال، حتى تبقى راسخة في أذهان القراء، لا يكاد ينقطع صداها عن أسماعهم، وأتمنى أن تكون سبق قلم من الكاتب، أما إذا كانت غير ذلك فلا أجد لها معنى إلا التكفير، لأن المتلاعب بالنبوة ومستصغرها ومحتقرها والمُهَوِّن من شأنها لا يكون إلا كافرا.
أستغفر الله .. أعوذ بالله ..
اللهم عظم النبوة في قلوبنا وأنفسنا ..
قلت : الرواية ليست صحيحة. وعلى فرض صحتها، فإن الانتحار لم يكن محرما. وعلى فرض تحريمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم همّ به ولم يفعله. والهم بالمعصية ليس معصيةً قولا واحدا .. وهذا أبعد ما يكون عن التلاعب بالنبوة، حشرنا الله مع المدافعين عنها الذابين عن حياضها.
قال العلامة عبد الله بن الصديق الغماري : "همّ النبي صلى الله عليه وسلم بالانتحار لا يعيبه لوجوه : أحدها : أن الهم بالمعصية لا ينافي العصمة ... ثانيها : أن الانتحار لم يكن محرما في ذلك الوقت، وإنما نزل تحريمه بعد ذلك في المدينة بقوله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم". ثالثها : أن قتل الإنسان نفسه شرع لبني إسرائيل في توبتهم من عبادة العجل".
هذا نص كلامه، وأرجو ألا يتسرع الكاتب ليصف هذا العالم المجتهد بالتلاعب بالنبوة.
خاتمة :
المسألة فرعية لا يكاد يذكرها أحد، من أنكر همّ النبي بالانتحار لا ينقص من إيمانه شيء، ومن قال بإمكان وقوع ذلك لا ينقص من إيمانه شيء، وإنما جرنا للحديث عن ذلك مقالة الكاتب التي أورد فيها هذه المسألة وتشعب حديثه لقضايا خارجة عن هذه الجزئية.
أما الإمام البخاري فنعظمه ونجله، وجامعه الصحيح نقدره ولا نقدسه، ولا نقول بعصمته، ومن نسب إلى علماء الأمة ومثقفيها خلاف ذلك فهو واهم.
الاختلاف لا يفسد للود قضية، ولا داعي لإرهاب المخالف بأنه يتلاعب بالمقدسات، لأنها حيلة لا تنطلي على أحد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* خريج دار الحديث الحسنية