aالمونديال و قطرـــــــجريدة الصياد اللبنانية



لشبونة - العمانية 

يلتقي فريقا العاصمة الاسبانية / ريال مدريد / و/ أتلتيكو مدريد / على ملعب النور في العاصمة البرتغالية لشبونة غدا في نهائي دوري أبطال أوروبا للتنافس على لقب يمثل الكثير بالنسبة للفريقين الجارين.
ففي الوقت الذي يتطلع فيه العملاق / ريال مدريد / الى تحقيق لقبه الأوروبي العاشر الذي اضحى هاجسا للنادي وجماهيره فإن / أتلتيكو مدريد / يطمح الى تحقيق لقبه الأول في البطولة القارية بعد ان وصل الى الدور النهائي بعد 40 عاما من الانتظار.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتنافس فيها على اللقب الأوروبي فريقان من المدينة نفسها منذ نشأته عام 1955 والخامسة التي تجمع بين ناديين في الدوري نفسه. ويثق / ريال مدريد / بخبرته الكبيرة وألقابه الكثيرة وبسجل مديره الفني كارلو انشيلوتي الزاهر للفوز باللقب العاشر فيما يعتمد فريق / أتلتيكو /على روح الفريق والتماسك القوي حول شخص مديره الفني دييغو سيميوني المتطلع لتحقيق النجاح رغم حداثة عهده في
التدريب يؤازره في ذلك عزم الفريق على تحقيق الألقاب لجماهيره بعد ان فاز بلقب الدوري الاسباني امام / برشلونة / الأسبوع الماضي
================================================
لوموند: 44 عاملا ماتوا في شهرين! الغارديان: من المتوقع موت 4 آلاف!
توقّع ثورة اجتماعية في قطر والخليج 

ضد مظاهر الفحش التي ترافق المونديال!
عندما اعتقد الحمدان، اي امير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم، انهما سجلا انتصاراً عالمياً لقطر باستضافتها المونديال عام ٢٠٢٢، لم يخطر في بالهما قط ان يجلب المونديال لقطر وللمنطقة كارثة مدمرة بكل المعايير! صحيح ان الحمدين اعتمدا كل الوسائل المتاحة ولا نقول المشروعة! لتسجيل هذا الهدف في مرمى منافسيهم باستضافة المونديال، الا ان التطورات الراهنة تكشف ان هذا الهدف سقط سهوا في المرمى القطري، وباقدام صديقة!
وتنطلق حملة في العالم في الاوساط الاعلامية والرياضية تطالب بسحب المونديال من قطر لاسباب عديدة، منها ما يتعلق بحالة الطقس، ومنها ما يتعلق بالظروف غير الانسانية التي يجري فيها العمل في المنشآت الرياضية الخاصة وبالمونديال، والمعاملة الوحشية للعمال الذين يخضعون لظروف تشبه العبودية، وبعضهم يدفع حياته ثمناً لذلك! الا ان الغرب ينظر الى الامر من زاويته ومصالحه، ولم يخطر في بال اي منهم النظر الى موضوع المونديال من وجهة نظر عربية وبخاصة من الوجهة الخليجية وبالاخص من ناحية وجهة نظر الشعب القطري على خلفية التحديات الصارخة التي يطرحها المونديال وجمهور المونديال الاجنبي، للتقاليد العربية والخليجية ونمط الحياة المحافظة للجمهور والمجتمعات الخليجية.
وتتوقع مصادر خليجية ان يحدث المونديال انفجاراً اجتماعياً في قطر والخليج، وهذا ما تنبهت اليه المملكة العربية السعودية في وقت مبكر، وكان من عوامل معارضتها الصارمة لاقامة المونديال في قطر او في المنطقة الخليجية. وما لا يتنبّه اليه كثيرون هو ان المونديال سيجتذب الى قطر والمنطقة الخليجية عشرات الآلاف من اوروبا ومن كل انحاء العالم ممن يعرفون ب المشجعين او مجانين كرة القدم! وهؤلاء عموماً من اسوأ نوعيات الجمهور المشجع لان غالبيتهم من الشبان الطائشين واصحاب المزاج العنيق بسبب ما يتعاطونه من ممنوعات مثل المشروبات الروحية وزجاجات البيرة، او المخدرات على انواعها.

والموجة الموازية التي يجتذبها المونديال هي قوافل النساء المحترفات من العالم التي ستتدفق على قطر والخليج لاسباب لا علاقة لها بالرياضة. وهن في غالبيتهن الساحقة يسعين وراء المال والثروة، عن طريق الغواية وبيع اجسادهن، والبحث عن صيد ثمين اما بين نجوم اللاعبين الاثرياء، واما من اوساط الجمهور في مجتمع بالغ الثراء مثل المجتمع القطري والخليجي. وغالبية من هؤلاء النساء هن من المحترفات والمستهترات بكل القيم الشرقية او الاسلامية المحافظة، وهن سيظهرن في البيئة القطرية في فصل الصيف بثياب تكشف عن اجسادهن اكثر مما تستر! وهناك شريحة واسعة من هؤلاء النسوة يحضرن الى المونديال كمرافقات لمشجعين ويتشاطرن معهم صفاتهم في الابتذال والعنف والتعاطي!
ويتوقع مراقبون خليجيون ان تكون ردة فعل الشعب القطري المحافظ عنيفة جدا ضد مظاهر الاستهتار الاخلاقي والسلوكي للجماهير الوافدة من الخارج، مع ظهور مخاوف كبيرة على حرائر قطر والخليج من مظاهر الخلاعة التي ستكون علنية في الشوارع والمدن والفنادق وفي كل مكان. ولن تتمكن السلطات القطرية من السيطرة على هذا التسونامي الفضائحي الذي يغزو البلاد، وقد تدفع السلطات ثمناً غالياً جداً لاستضافة هذا المونديال مع كل ما يرافقه من تصرفات مجافية للمجتمعات الخليجية المحافظة على تقاليدها وتراثها، وقد يتحول ذلك الى ثورة شعبية عامة ضد الحكم والسلطة لعدوانها على اكثر معتقدات المجتمع قداسة وحرمة!
المونديال بكل ما يحيط به ويتبعه من مظاهر قد لا تتعارض مع الحضارة الغربية، يمكن ان تحتمله الدول والمجتمعات الغربية او بعض المجتمعات الاخرى مجتمع جنوب افريقيا، ولكنه يتناقض كليا مع المجتمعات الاسلامية في الشرق، ولا سيما وبالاخص في المنطقة الخليجية... فهل هذا هو الانتصار الذي جلبه الحمدان الى قطر؟!

مجزرة عمال
ويثير إختيار قطر لتنظيم كأس العالم بكرة القدم في 2022 جدالاً كثيراً في أوساط كرة القدم، وذلك بسبب الظروف المناخية لهذا البلد الخليجي، حيث تبلغ حرارة الجو مستويات قياسية في الصيف، حين تجري المباريات في العادة. وهناك أمور أخرى تثير الجدال أيضاً، وتتمثل بظروف العمل التي تعيشها اليد العاملة المستقدمة لتشييد الملاعب حيث ستجري المباريات.
وقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقاً بهذا الصدد تركز على اليد العاملة القادمة من النيبال، وجاء فيه: لقد توفي عشرات العمال المهاجرين النيباليين في قطر خلال الأسابيع الأخيرة وهناك الألوف غيرهم يعانون من ظروف عمل قاسية، ما يثير تساؤلات جدية حول ملابسات إستعدادات قطر لإستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022.
وكادت نسبة الوفيات بين العمال النيباليين في قطر تبلغ واحدا كل يوم خلال هذا الصيف، ومعظم المتوفين شبان عانوا من نوبات قلبية مفاجئة. وتوصلت التحقيقات الى إثباتات تشير إلى أن آلاف النيباليين في قطر يواجهون ظروف الإستغلال وتجاوزات تتساوى مع العبودية الحديثة، وفق ما حددته منظمة العمل الدولية، علماً أن النيباليين يشكلون المجموعة الأكبر من العمال الأجانب في قطر.
بالإستناد إلى وثائق صادرة عن السفارة النيبالية في الدوحة، فلقد توفي 44 عاملاً على الأقل بين 4 حزيران/يونيو و8 آب/أغسطس. وقد توفي أكثر من نصفهم من نوبات قلبية، توقف عمل القلب أو حوادث عمل.
كما كشف التحقيق عن:
- ثبوت عمل إجباري في مشروع كبير للبنى التحتية لكأس العالم.
- ذكر بعض الرجال النيباليين أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر وأنه تم الحجز على رواتبهم لمنعهم من الفرار.
- بعض العمال في ورشات أخرى يقولون أن أرباب العمل يصادرون جوازات السفر على نحو عادي ويرفضون إصدار بطاقات للهويات ما يجعلهم في وضع العمال غير الشرعيين.
- تم منع بعض العمال من الوصول إلى مياه الشرب المجانية خلال حرّ الصحراء.
- لجأ نحو 30 نيبالي إلى سفارتهم في الدوحة للنجاة من ظروف عملهم الوحشية.

اغنى دولة وافقر دولة!
هذه الإدعاءات توحي بوجود سلسلة متكاملة من أشكال الإستغلال تبدأ من قرى نيبالية فقيرة تنتهي عند زعماء قطر. والصورة الإجمالية هي صورة إحدى أغنى دول العالم تستغل إحدى أفقر البلدان لتكون جاهزة لتنظيم أكثر البطولات الرياضية شعبية في العالم!
وقال عامل نيبالي يعمل في مشروع إنشائي بمدينة الوسيل، وهو مشروع بقيمة 45 بليون دولار لتشييد مدينة جديدة من الصفر، بما في ذلك بناء ملعب يتسع ل90000 مشاهد إننا نرغب بالمغادرة لكن الشركة لن تسمح لنا. أنا غاضب للطريقة التي تعاملنا بها هذه الشركة، لكنني بلا مساعدة. إنني آسف لقدومي إلى هنا، لكن ماذا أفعل؟ إننا مضطرون الى القدوم للعيش، لكننا غير محظوظين.
والهيئة المولجة تنظيم كأس العالم، اللجنة العليا لقطر 2022، قالت لصحيفة الغارديان أن العمل لم يبدأ بعد على تنفيذ المشاريع المتعلقة بكأس العالم على نحو مباشر. على أنها قالت أنها مهتمة للغاية بالإدعاءات التي أطلقت بحق بعض المتعاقدين الرئيسيين أو الفرعيين العاملين في مواقع البناء بمدينة الوسيل، وتعتبر الموضوع جدياً. وأضافت اللجنة لقد أُبلغنا أن السلطات الحكومية المعنية تجري تحقيقات حول الإدعاءات.
وقد توصلت الغارديان أيضاً إلى أن غرف المنامة للعمال في قطاع البناء بقطر تستقبل 12 عاملاً في مكان واحد، ما يتسبب لهم بأمراض في هذه الأماكن القذرة، البعض يقول أنهم أُجبروا على العمل من دون تقاضي أجورهم وتُركوا يستغيثون للحصول على الطعام!
وقال رام قمر ماهارا البالغ السابعة والعشرين من العمر إننا نعمل مع بطون خاوية على مدار الساعة 12 ساعة: عمل ثم لا طعام طيلة الليل. عندما أتذمر، يعتدي مديري علي، يركلني خارج موقع العمل حيث أعيش ويرفض أن يدفع لي أي شيء. علي أن أشحذ الطعام من عمال آخرين!

سجن مفتوح ورق!
جميع العمال المهاجرين تقريباً مدينون بمبالغ طائلة إستدانوها في النيبال من أجل تسديد أجرة وكلاء للتوظيف أمنوا لهم هذه الأعمال. إن إلزامية تسديد هذه الديون، إلى جانب عدم دفع الأجور، مصادرة المستندات وعدم قدرة العمال على مغادرة مراكز أعمالهم هي بمثابة مكونات العمل الإجباري، وهي شكل من اشكال عبودية الأيام الحديثة، ويُعتقد أن 21 مليون شخص يعانون منها في العالم. هذا الإستغلال بات قاسياً إلى الحد الذي جعل السفيرة النيبالية في قطر مايا كوماري شارما تصف الإمارة مؤخراً بأنها سجن مفتوح!
وقال إيدان ماك كويد، مدير جمعية ضد الرق الدولية التي أنشئت في العام 1839 الإثباتات التي إكتشفتها الغارديان تمثل دليلاً واضحاً على إعتماد العمل الإجباري على نحو منتظم في قطر. الواقع أن ظروف العمل هذه والعدد اللافت لوفيات عمال معرّضين يعني أن الأمر أكثر من مجرد عمل إجباري ويرتقي إلى مستويات العبودية القديمة حين كان البشر يُعاملون وكأنهم مجرد أشياء. لم يعد هناك مجرد إحتمال بأن يتم إنشاء ركائز كأس العالم بالإعتماد على العمل الإجباري، إن ذلك يحصل بالفعل!

١،٥ مليون عامل!
نسبة العمال المهاجرين إلى إجمالي السكان في قطر هي الأعلى بالعالم، حيث أن أكثر من ٩٠% من القوة العاملة هم من المهاجرين، مع توقع أن يتم توظيف ما قد يصل عددهم إلى ١،٥ مليون عامل إضافي لبناء الملاعب والطرق والموانىء والفنادق المطلوبة لهذه البطولة. النيباليون يشكلون نحو ٤٠% من العمال المهاجرين إلى قطر. وسافر أكثر من 100000 نيبالي إلى قطر في السنة الماضية.
والطريقة الضبابية التي تعتمد على سماسرة للتوظيف في آسيا ومتعهدين لليد العاملة في قطر تجعل هؤلاء العمال معرضين للإستغلال. وقد ألحت اللجنة العليا إلى أن ظروف عمل ملائمة سوف تحدد لجميع العقود الخاصة بكأس العالم، لكن هناك شبكة معقدة من مدراء المشاريع، وشركات البناء ومؤمني اليد العاملة والمتعاقدين للتوظيف وسماسرة للتوظيف يتشاركون في كل ذلك ما يجعل من الصعب مراقبة ما يحصل فعلاً على أرض الواقع!

مائة بليون دولار!
وبالإستناد إلى بعض التقديرات، فإن قطر سوف تنفق 100 بليون دولار على مشاريع للبنى التحتية لعام كأس العالم. فبالإضافة إلى تسعة ملاعب مصممة وفق أرقى المعايير، فإن هذا البلد قد إلتزم بناء طرق جديدة بقيمة 20 بليون دولار و4 بلايين دولار لتشييد جسر يربط قطر بالبحرين، و٢٤ بليون دولار لإقامة شبكة للسكك الحديدية و55000 غرفة فندقية لإستضافة الزوار، كما أن أعمال بناء مطار جديد قد إستُكملت تقريباً.
والواقع أن كأس العالم هي جزء من برنامج أكبر من ذلك للبناء في قطر، وذلك بهدف إعادة تكوين هذه المملكة الصحراوية الصغيرة المساحة على مدى العقدين المقبلين. وما زال على قطر المباشرة بتشييد ملاعب ل 2022، على أنها بدأت العمل في مشاريع كبيرة للبنى التحتية، مثل مشروع مدينة الوسيل، وبالإستناد إلى شركة بارسونس الأميركية لإدارة المشاريع فإن هذه المدينة سوف تضطلع بدور أساسي خلال كأس العالم ل 2022. والشركة الهندسية البريطانية هالكرو، والتي تنتمي إلى مجموعة سي إيتش 2 أم هيل هي مستشارة أساسية في مشروع الوسيل وهي مسؤولة عن تصميم البنى التحتية والإشراف على أعمال البناء. وقد تم تعيين مجموعة سي إيتش 2 أم هيل مؤخراً لتكون المستشارة الرسمية لإدارة البرنامج لدى اللجنة العليا. وتقول المجموعة أنها تتبع سياسة عدم القبول المطلق للعمل الإجباري وممارسات أخرى للمتاجرة بالبشر.
وتقول شركة هالكرو: إن دورنا للإشراف على مشاريع محددة للبناء يؤمن إلتزام العقود الخاصة بتلك المشاريع بتوفير ظروف ملائمة لنواحي الصحة، السلامة والبيئة. على أننا لا نشرف مباشرة على بنود عقود توظيف القوة العاملة.
يروي بعض النيباليين العاملين في مدينة الوسيل قصصاً مؤثرة. إنهم مقيدون بأعباء ديون طائلة يسددونها مع فوائد تصل نسبها إلى ٣٦%، كما يقولون أنهم مجبرون على العمل من دون إجر.

ماذا يقول العمال؟
ويقول رجل ذكر أن إسمه أس إي دي الأحرف الأولى لإسمه الحقيقي على الأرجح يعمل في ورشة ميناء الترفيه الخاص بمدينة الوسيل الشركة حجزت أجور كل واحد منا لشهرين للحؤول دون فرارنا. وذكر أس إي دي أنه تم توظيفه عن طريق متعاقد فرعي يؤمن اليد العاملة للمشروع. وقال بعض العمال أن المتعاقدين الفرعيين قد صادروا جوازات سفرهم ورفضوا إصدار بطاقات الهوية التي يحق لهم الحصول عليها بموجب القانون القطري. وقال أحد العمال على السقالات مديرنا يعدنا دائماً بأنه سوف يصدر بطاقاتنا الأسبوع المقبل، على أنني عملت في قطر مدة سنتين من دون إعطائي بطاقة هوية.
والواقع أن العمال المهاجرين في وضع غير شرعي من دون وجود بطاقات الهوية تلك، ما يجعلهم في أحيان كثيرة عاجزين عن مغادرة مراكز أعمالهم من دون أن يرتادهم الخوف من التعرض للإعتقال من غير أن يكون يحق لهم الحصول على أي شكل من أشكال الحماية القانونية. وبموجب نظام الكفالة للرعاية الخاص بالدولة، لا يحق للعمال تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد من دون الحصول على إذن من شركة من يرعاهم.
وأضاف عامل ثالث هو أيضاً منزعج ومتردد في إعطاء إسمه خوفاً من التعرض لإجراءات عقابية بحقه: نحب أن نغادر، لكن الشركة لن تسمح لنا بذلك. في حال هربنا، نصبح في وضع غير قانوني وهذا يجعل من الأصعب علينا إيجاد عمل آخر، وقد تلقي الشرطة القبض علينا في أي وقت وتعيدنا إلى أوطاننا. لن نحصل على سند للإقامة في حال مغادرتنا.
وقال عمال آخرون أنهم أُجبروا على العمل ساعات طويلة بحرارة يمكن أن تبلغ 50 درجة مئوية من دون التمكن من شرب الماء.

رأي وزارة العمل القطرية
وتقول وزارة العمل القطرية بأن قواعد صارمة تحكم ظروف العمل في الأجواء الحارة، وتوفير العمل مع وجوب تسديد الأجور بسرعة.
وذكرت الوزارة انها تطبق القانون عن طريق إجراء نوبات تفتيش مرحلية للتأكد من أن العمال قد تلقوا أجورهم في الوقت المحدد، وفي حال لم تحترم إحدى الشركات بنود القانون، فإن الوزارة تفرض عقوبات وتحيل القضية إلى السلطات القضائية.
وشركة الوسيل العقارية تقول مدينة الوسيل لن تقبل خروقات قوانين العمل أو الصحة أو السلامة. إننا نبلغ المتعاقدين لدينا باستمرار وكذلك المتعاقدين الفرعيين على طلباتنا بهذا الصدد وعلى إلتزاماتهم إزاء كل منا، نحن وكل واحد من العمال لديهم. لقد ركزت صحيفة الغارديان على أعمال قد تكون مخالفة للقانون مارسها أحد المتعاقدين الفرعيين. لقد أخذنا هذه الإدعاءات بعين الإعتبار على نحو جدي للغاية وأحلنا الإدعاءات إلى السلطات المؤهلة إجراء التحقيقات. وبناءً على هذا التحقيق، فإننا سوف نتخذ الإجراءات المناسبة بحق أي شخص أو شركة يتبين أنه خرق القانون أو بنود التعاقد معنا.
والواقع أن وضع العمال البائس يجعل أمر القلق إزاء ظروف لاعبي كرة القدم في كأس العالم ل 2022 أمراً بالغ التفاهة بالمقارنة. وقال أوميش أبادايايا، الأمين العام لإتحاد نقابات العمال النيبالية بهذا الصدد الكل يتكلم عن آثار الحرارة العالية جداً في قطر على بضع مئات من لاعبي كرة القدم، لكنهم يتجاهلون العناء والدم والعرق الذي يصرفه آلاف العمال المهاجرين الذين سوف يشيدون ملاعب كأس العالم، وذلك خلال نوبات عمل يمكن أن تدوم لما يعادل ثمانية أضعاف مدة مباراة كرة القدم.

... واللاعبون ايضا: معاملة الكلاب!
وذكرت وكالة سي ان ان الاميركية انه اجريت على مدى ايام تحقيقات حول جوانب مختلفة من نشاط كرة القدم في قطر شملت التحقيقات لقاءات مع لاعبي كرة قدم ومنظمات انسانية ونقابات عملية وهيئات دولية، من ابرزها الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، كما اجريت اتصالات، فشل بعضها، مع سلطات كرة القدم في قطر وحكومتها. وصوّر لاعبون، كانوا نجوما في دوريات دولهم، وكذلك في دوريات اوروبية، الحالة غير الانسانية التي باتوا يعانون منها، اما في قطر او بسبب تجربة فاشلة فيها.
ولا يستطيع لاعب الوسط الجزائري، زاهير بلونيس، مغادرة الدوحة منذ اشهر، بعدما منعه نادي الجيش القطري من مغادرة البلاد، بسبب قيامه برفع قضية ضد النادي. ويقول اللاعب انه تعرض للابتزاز من طرف المدير الرياضي للفريق القطري، الذي ابتزه بمنحه وثائقه للخروج من البلاد، مقابل التنازل عن اجرة ٢١ شهرا، التي لم يتلقَها حتى الان، رغم امضائه مدة ٥ سنوات في الفريق تنتهي في حزيران/يونيو ٢٠١٥.
وفي تصريحات ل سي ان ان قال بلونيس: سأضرب عن الطعام، وسأدخل اضراباً مفتوحاً عن الطعام. وقال: انهم يعاملونني معاملة الكلاب! لذلك سأموت هنا في قطر! واضاف اللاعب ان زوجته ايضا تعاني، كما انه لم يستطع تدريس ابنته وهو ممنوع من مغادرة قطر، رغم انه احترف في نادي الجيش منذ سنة ٢٠٠٧، وجدد في ٢٠١٠ لخمس سنوات. كما كشف انه لعب ضمن المنتخب القطري العسكري في نهائيات بطولة العالم العسكرية في البرازيل.
واضاف: عندما عدنا استرجعوا الجواز، ثم بعد ان كنت قائدا للجيش في القسم الثاني القطري، تخلى عني الفريق بعد قدوم لاعبين محترفين آخرين!
واعار الفريق اللاعب الى نادي المرخية، وحاول بعدها التحايل عليه لتسريحه مجانا، من دون دفع اتعابه طيلة ٢١ شهرا، وهو ما رفضه اللاعب الجزائري. وقال: انني احاول ان ابدو بمظهر الاب الحقيقي امام ابنتي، وعائلتي. واعيش على ما يساعدني به الفرنسيون والجزائريون في قطر، التي لا تمنحني راتبي، وتغدق على باريس سان جيرمان!
العائلة الحاكمة في قطر هي من بين الاثرى، وصندوقها السيادي من ضمن الاضخم في العالم ايضا. الى ذلك تملك الكثير من الاندية الشهيرة، من ابرزها باريس سان جيرمان وملقا. كما انها تقدم عقود رعاية خيالية لابرز الاندية، ومن ضمنها برشلونة الاسباني، وذلك عبر مؤسسة قطر التي ترأسها عقيلة امير البلاد السابق. والمبالغ التي تمنحها لنجوم مثل زلاتان ابراهيموفيتش وديفيد بيكهام، تعد مثالا جيدا لقوتها المالية. في تلك الاثناء، ووفق بلونيس وهيومن رايتس واتش، يبقى عشرات الآلاف من بني البشر في وضع استغلال يومي، وهم يهيئون البلاد لاحتضان كأس العالم عام ٢٠٢٢.
والكثير منهم لا يتمتعون بأبسط حقوقهم، وليس بمقدورهم المغادرة بسبب نظام الكفالة. وقال نيكولاس ماكجيهان، من منظمة هيومن رايتس واتش ان قطر نجحت الى حد كبير في تقديم صورة ناصعة لها، فيما نظامها في الواقع استغلالي. ودعا ذلك المنظمات الدولية الى اطلاق صيحة فزع!

دولة عبودية للعمال بالمعنى الحرفي!
وقالت مسؤولة في اتحاد نقابات العمال: ذهبت الى قطر كأنما لم اذهب.. انها دولة عبودية بالمعنى الحرفي للكلمة.. مثل دول اخرى هناك، يرفضون حق التنظيم والاجتماع.. تنقلت بين معسكرات العمال في قطر اسبوعيا.. والوضع هناك مأسوي.. لا فضاء ملائما للبشر والمنشآت غير آمنة. واضافت هناك بشر في قطر هم في الحقيقة عبيد! النظام القضائي لا يعمل، وعقودهم كأنها ليست عقودا! انهم غاضبون ويشعرون وكأن حياتهم اخذت بعيدا عنهم، والآن ليس لنا من حل سوى ان نرفع الامر للفيفا.

انت في قطر مملوك لشخص ما!
وهناك لاعب آخر نجح هذه المرة في مغادرة البلاد، ويتعلق الامر بالدولي المغربي السابق عبد السلام وادو، الذي اكد ان المعاملة التي تلقاها في قطر كانت اقرب للعبودية، عندما قررت ادارة فريقه الانفصال. وروى وادو رحلته مع النادي، التي تنقلت من المجد الى الاهانة، على حد تعبيره، وقال: انا من رفعت مع لخويا رمز البطولة، وبعد سنتين ورغم ان عقدك ما زال ساري المفعول، تصور كيف ينتهي بك الامر... تعود لتلعب مع النادي، فيقال لك لقد انتهى امرك وامر العقد! قلت لمن ابلغني بذلك: لنتحدث، فرد قائلا: ... هي رغبة احد الامراء ورغبة الامير تنفذ من دون نقاش. واضاف: لقد عزلوني مثل الكلب، وعندما رفضت تغيير النادي او الرحيل، حتى اثناء حصص التدريب، اجبروني على ارتداء فانيلة بلون مغاير، ومنعوني من الذهاب مع الفريق في معسكر تدريب في الصيف، ثم اوقفوا راتبي فاضطررت لمدة خمسة اشهر للانفاق بصعوبة على عائلتي، ثم قررت وقف العمل بالعقد.
وتابع: عندما طلبت تأشيرة الخروج، رفضوا ذلك، وطالبوني بان اسحب القضية التي رفعتها ضدهم! الامر المؤلم ان لقطر مصالح كثيرة في الفيفا، وهذا امر غير جيد بالمرة. ولم ينجح وادو في الخروج الا بعد ان هدد برفع الامر الى منظمة حقوقية.
واضاف: ساعتها وافقوا قائلين لي: سنمنحك تأشيرة الخروج، ولكن لتعلم ان القضية التي رفعتها ضدنا في الاتحاد الدولي لكرة القدم لن تأخذ اقل من اربع الى ست سنوات حتى تسترجع اموالك، لان تأثيرنا كبير هناك، ونحن اقوياء جدا في الفيفا. وقال: القطريون يعتقدون بانه بالمال يمكن ان يتحكموا في اي شخص، لقد تركت زملاء لي تحت رحمة مسؤولين! عندما تعمل في قطر فانت على ملك شخص ما! وعندما يقررون التخلص منك سيفعلون مثلما نتخلص نحن من جواربنا القديمة!
ورفض مسؤولو الاتحاد القطري لكرة القدم التعليق على تصريحات وادو. وعاد وادو الى فرنسا وهو يتدرب مع نادي نانسي بانتظار نتيجة القضية التي رفعها الى الفيفا. وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم في بيان ل سي ان ان: نؤكد لكم ان الاتحاد فتح اجراءات بشأن القضية التي اشرتم اليها، لكن عليكم ان تتفهموا انه ليس باستطاعتنا التعليق على تحقيق ما زال قائما.

انهم يمشون على البشر
في هذه الاثناء، قال بلونيس: انا هنا في قطر وحياتي تحولت الى كارثة! من يستطيع مساعدتي؟ واضاف عندما شاهدت الفيفا تمنح كأس العالم لقطر قلت لنفسي: ربما هو امر جيد، فكرة القدم تنتمي لكل العالم وليست لها حدود. الان بعد عامين من العيش في هذا البلد، تفكيري تغير. انا انسان احترم حقوق الانسان وهذه البلاد ايضا، لكن استطيع ان اؤكد لك انهم يمشون على البشر! دولة لا تحترم حقوق الانسان لا تستحق تنظيم افضل مسابقة في العالم.

هل يسحب المونديال من قطر؟
واورد موقع فرانس ٢٤ تقريرا جاء فيه:
بعد نحو ثلاثة اعوام من فوزها باستضافة كأس العالم ٢٠٢٢ لكرة القدم، ها هي قطر تترقب نتائج المكتب التنفيذي للفيفا، المجتمع في زيوريخ، بشأن نقل المنافسة الدولية من الصيف الى الشتاء او حتى نقلها مكان آخر، بينما كثرت الانتقادات الموجهة لقطر في الفترة الاخيرة.
ويناقش الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا خلال اجتماع لمكتبه التنفيذي في مدينة زيوريخ السويسرية عدة قضايا من بينها نقل تنظيم كأس العالم قطر ٢٠٢٢ من الصيف الى الشتاء، او نقلها ل لمكان آخر كما اقترح رئيس الاتحاد الانكليزي غريغ دايك. ومن المرجح ان يتم تأجيل الحسم في هذه المسألة لموعد غير مسمى بسبب تضارب المواقف داخل الاتحاد الدولي، اضافة الى بروز نقاط اضافية في الملف آخرها اتهام قطر بالعبودية. وامام الانتقادات اللاذعة الموجهة لهم، رد القطريون بصمود وثبات: قطر على اتم الاستعداد لاستضافة كأس العالم في الصيف او الشتاء! وعشية انعقاد اللجنة التنفيذية للفيفا، استبقت اللجنة العليا لقطر ٢٠٢٢ الاحداث، ونشرت بيانا قالت فيه انها على اتم الاستعداد لاستضافة المنافسة سواء في الشتاء او الصيف. وقال امينها العام حسن الذوادي: بذلنا الكثير لنبرهن اننا قادرون على ... تنظيم بطولة مميزة في فصل الصيف، واذا ما تقرر تغيير موعد الاستضافة، فاننا على اتم الاستعداد لهذا التغيير... وامام الانتقادات المتعلقة بحر الطقس في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو وهما موعد اجراء كأس العالم وانعكاساته على اللاعبين والانصار، شدد الذوادي على ان التزام قطر بتطوير تكنولوجيا التبريد مستمر.

في الصيف أم في الشتاء؟!
واضطرت اللجنة الى تصعيد لهجتها نظرا لكثرة التصريحات والمواقف المعارضة لاقامة الكأس العالمية ٢٠٢٢ صيفا. وآخر من عبر عن ذلك رئيس الفيفا ذاته السويسري جوزيف سيب بلاتر، معتبرا في مقابلة اجراها في مطلع ايلول/سبتمبر الماضي مع موقع انسايد ورالد فتبول ان اختيار دولة قطر لتنظيم فعاليات مونديال ٢٠٢٢ ربما لم يكن الخيار الانسب، مشيرا الى ان الفيفا كانت قد ارتكبت غلطة وقتها.
التغيير في موقف بلاتر كان طعنة في الظهر بالنسبة الى القطريين، لان رئيس الفيفا كان قبل هذا التاريخ متمسكا باقامة البطولة في موعدها المحدد، عكس رئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني. وظل الاخير منذ البداية ضد تنظيم المونديال في الصيف، وقال في نهائية العام ٢٠١٢ بدبي: كنت وما زلت من اكبر الداعمين لاقامة مونديال ٢٠٢٢ في الشتاء وليس في الصيف. واضاف: يجب ان نبحث عن افضل فصل ملائم للجمهور واللاعبين والمدربين والصحافيين، لان من شأن ذلك ان يعود بالنفع على الجميع.
تصريحات بلاتيني تعكس مواقف الاتحادات الاوروبية الكبرى وابرزها انكلترا والمانيا. هذان البلدان لم يعارضا اقامة مونديال ٢٠٢٢ في الصيف فحسب، بل حتى تنظيمه في الشتاء، متذرعان بتأثر برنامج بطولتيهما المحليتين بذلك. غريغ ديك، رئيس الاتحاد الانكليزي، المح الى لزوم سحب البطولة من قطر. وقال في تصريح لقناة بي. بي. سي. في ايلول/سبتمبر الماضي ان الفيفا امام خيارين: تغيير موعد البطولة او تغيير مكان اقامتها ونقلها الى مكان آخر.

شراء المونديال وشراء العبودية!
ولكن قطر اعتادت مواجهة الانتقادات والاتهامات. فبعد ايام قليلة من فوزها باستضافة مونديال ٢٠٢٢ في ٢ كانون الاول/ديسمبر ٢٠١٠، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية تحقيقا يتهمها بدفع رشاوى من اجل كسب التصويت في الفيفا. وقالت الصحيفة ان الاتحاد الارجنتيني تلقى من الدوحة ٦٠ مليون يورو من اجل دعم ترشيحها، علما ان خوليو غروندونا رئيس الاتحاد الارجنتيني هو في الوقت ذاته نائب رئيس الفيفا.
وفي كانون الثاني/يناير ٢٠١٣، نشرت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية ملفا تلمح فيه من دون اي ادلة قاطعة الى دفع قطر رشاوى لاصحاب القرار في الفيفا والى بعض اللاعبين السابقين والداعمين لملفها، ابرزهم زين الدين زيدان وبيب غوارديولا.
وآخر حلقة في مسلسل الاتهامات ما جاء في تقرير لصحيفة غارديان البريطانية يحمّل الدوحة مسؤولية وفاة ٧٠ عاملاً نيبالياً في مواقع بناء المنشآت الرياضية لمونديال ٢٠٢٢. وكانت سفيرة نيبال وصفت قبل ستة اشهر على ال بي. بي. سي قطر بأنها سجن مفتوح لآلاف العمال النيباليين. وتشير احصاءات الى ان نسبة النيباليين بين اليد العاملة الخارجية في قطر تصل الى ٤٠ في المائة.
وفي خطوة منه لإخماد الجدل، ادلى حسن الذوادي الامين العام للجنة العليا لقطر ٢٠٢٢ بتصريح ل فرانس برس قال فيه: لن يكون هناك اي نقاش على الاطلاق في ما يتعلق بحقنا في تنظيم كأس العالم... وكما هو واضح في الأجندة التي اذاعها الاتحاد الدولي فان النقاش سيتمحور على تحديد موعد البطولة وليس اي شيء آخر.
ويبقى السؤال هل يحق للفيفا سحب تنظيم المونديال من قطر؟ الاجراءات القانونية تسمح للاتحاد الدولي سحب التنظيم من اي بلد شريطة ان يتقدم بطلب لإعفائه من عبء الاستضافة او في حال تبين عجزه مالياً عن ذلك.

لوموند: مونديال في دولة دكتاتورية!
وعلى صعيد آخر، قطر هي اول بلد غير ديمقراطي يستضيف كأس العالم لكرة القدم، منذ ان احتضنتها الارجنتين عام ١٩٧٨، ومنذ هذا الوقت لم يقع اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم على اي بلد يحكمه نظام ديكتاتوري لتنظيم الحدث الكروي الاكبر والاهم على المستوى العالمي. بهذه الكلمات تناولت صحيفة لوموند الفرنسية ملف المونديال القطري، مشيرة الى ان الديكتاتورية وإهدار حقوق الانسان هما سبب ما يحدث للعمالة الآسيوية، في اشارة الى موت ٤٤ عاملاً نيبالياً خلال اقل من شهرين، ممن يشاركون في تشييد البنية التحتية للمونديال القطري! ومن المتوقع وفقا لتقرير الغارديان البريطانية ان يلقى اربعة آلاف عامل حتفهم في ظروف عمل قاسية الى ان يتم الانتهاء من إنشاءات المونديال!
واتسعت دائرة الجدل حول أحقية قطر باستضافة مونديال ٢٠٢٢ لتشمل جميع دول العالم، خاصة الدول التي تملك ثقلاً سياسياً ورياضياً على الساحة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة واستراليا وانكلترا وفرنسا. ويضغط الاعلام في الدول المشار اليها بكل قوة في اتجاه سحب حق تنظيم المونديال من قطر، سواء كانت هذه الضغوط مباشرة او غير مباشرة، عبر تناول قضايا الرشوة في عملية التصويت، وهو ما اطلقت عليه الصحيفة الفرنسية قطر جيت، كاشفة عن ان ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، تعرض لضغوط مباشرة من نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق للتصويت لقطر، على الرغم من ان بلاتيني كان مقتنعا بالملف الاميركي.
واشارت لوموند الى ان الامير تميم بن حمد حينما كان وليا للعهد اجتمع مع ساركوزي قبل التصويت على الدول المستضيفة لمونديال ٢٠١٨ و٢٠٢٢. الصحيفة الفرنسية اشارت الى ان الجدل الحالي يتركز حول موعد المونديال، حيث يعتزم الفيفا اتخاذ قرار في تشرين الاول/اكتوبر المقبل بنقله الى الشتاء بدلاً من الصيف، في ظل المخاوف من استحالة اقامته في درجة حرارة تصل الى ٥٠ مئوية، الا ان اصطدام ذلك بالاجندة الكروية الدولية، وخاصة بطولات الدوري في اوروبا، ودوري الابطال وغيرها من البطولات الكبيرة، فضلا عن تأثير الموعد الجديد على الاولمبياد الشتوي الذي يقام في ٢٠٢٢ يجعل الجدل مستمراً حتى اشعار آخر.
واضافت لوموند: فكرة إعادة التصويت على حق تنظيم مونديال ٢٠٢٢ غير مطروحة بصورة علنية او رسمية حتى الآن، ولكن استمرار الجدل في الفترة المقبلة في حال تم اقرار نقل الموعد الى الشتاء سوف يفتح الباب امام هذه الفكرة، لتظل استراليا والولايات المتحدة من اقوى المرشحين لاستضافة المونديال، على اعتبار انهما كانتا في سباق التصويت في كانون الاول/ديسمبر ٢٠١٠، حينما وقع الاختيار على قطر.
بدورها كانت صحيفة سيدني مورننغ هيرالد الاسترالية اكثر حدة في طرح فكرة سحب التنظيم من قطر، مشيرة الى ان الامر يصطدم بعقبات مناخية وسياسية واخلاقية في اشارة الى عوامل ارتفاع درجة الحرارة، والضغوط السياسية التي دفعت البعض للتصويت لقطر. اما الجانب الاخلاقي فيتعلق بالتقارير التي تتحدث عن الرشى، كما يرتبط الجانب الاخلاقي بما نشرته الغارديان حول انتهاكات صارخة لحقوق العمال، الى حد تعرض بعضهم للموت في ظروف قاسية. وتابعت الصحيفة الاسترالية يجب ان يعاد التصويت على استضافة مونديال ٢٠٢٢ بين استراليا، والولايات المتحدة، واليابان وكوريا الجنوبية، او اختيار البلد الثاني الحاصل على اكبر عدد من الصوات بعد قطر وهو الولايات المتحدة، فقد بلغت اصوات قطر ١٤، وحصلت الولايات المتحدة على ٨ اصوات!
    قرأ هذا المقال   641 مرة

0 التعليقات: