الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

العودة بالزمن العربي الى زمن اثينا ؟


كنا زمن  الانتخابات العربية  نقف طوابير إمام  قاعات التصويت , نتحمل تكاليف النقل وثقل ساعات الانتظار,  والحر والقر ,  ونحن واثقين إن النتائج ستزور وان أصواتنا ستسرق , وسيطل علينا وزير الداخلية من خلال التلفيزيون الرسمي مستبشرا  تعلو محياه ضحكة ماكرة وهو يزف لنا  الخبر السار .
      " لقد فاز القائد العظيم  الفذ بما يقارب  المائة في المائة   من الأصوات .  الكل صوت لصالح القائد ولم يتغيب احد . حتى الأموات  استدعوا  للتصويت  فصوتوا لصالح القائد  وعادوا بعد أداء واجبهم الوطني  إلى قبورهم راشدين ."
     تلك فترة قد مضت بمرها ومرارتها وطويت معها مهازل وحيل ومناورات يشيب لها الولدان. وبزغ فجر الاتصالات وطلت صحون الفضائيات برؤوسها  من فوق سطوح المنازل , مقعرة وبيضاء كالفطر , تنقل لنا  الإحداث من مختلف أصقاع العالم في حينها  نشاهدها بالعيان . وأصبح الفوز في أي اقتراع  بما يقارب المائة  أ ضحوكة  يتندر بها في المقاهي  ولا يمكن إن يصدقها القاصي قبل الداني  .
 وتساءلنا . هل سنبقى بدون انتخابات  مادامت لعبة الصناديق أصبحت مكشوفة ؟. وهل سيعدم المستبدون  الحيلة لتزوير إرادة الشعب بطريقة أو أخرى ؟ .
      الجواب جاءنا  بسرعة البرق من مصر .فقد اهتدى قائد ملهم الرجوع بالبلاد إلى قرون خلت والعودة إلى ديمقراطية أثينا  وان ينزل الشعب إلى الساحات والشوارع    مهللا  فوضناك  فوضناك.  ولكي يتم إقناع الداخل والخارج  بالشعبية الكاسحة للقائد. فقد  أعد  هدا الأخير العدة و جند  وسائل الإعلام الرسمية  و المخرجون  السينمائيون  الموالون  , لأخذ صور من الأعلى  بواسطة الهليكوبتر للشعب وهو يصيح حتي البحة بحياة القائد  . وتوضيبها  من خلال    الفطوشوب ,  هدا البرنامج  ألمعلوماتي الذي  مكن من تحويل  فئة من المتجمهرين  إلى طوفان  يملئ  شوارع القاهرة وأزقتها ,  ليقفز  العدد الحقيقي للمتظاهرين  بحسب الخبراء  من 800  الف  متظاهر على ابعد تقدير    إلى  30  مليون  مؤيد  للقائد . ولم  تعد  هناك حاجة ماسة   إلى صناديق   يزور  محتواها  أو إلى موتى يستدعون للتصويت ! .

0 التعليقات: