الخميس، 31 أكتوبر 2013

"طاحت الصمعة علقو بنكيران "


    

لم ينل رئيس حكومة سابق  مند عبد الله إبراهيم إلى  عباس الفاسي  ما ناله  الرئيس الحالي  عبد الإله  بن كيران من انتقادات وصلت في بعض الأحيان  حد السخرية   السوداء . فما إن وطئت رجلا الرجل عتبة مقر الحكومة حتى  بدأت ماكينة التشويش والتشهير في
حد سكاكينها  و حشد أبواقها   .بحيث لا يمر يوم دون أن نجد  نقدا لاذعا وسخرية سوداء على صفحات  صحف ومنتديات  لم تكن بالأمس تظهر بنت شفة .أو حتى غمزه خفية اتجاه رؤساء الحكومات السابقة  الدين لم يحتاجوا  إلى ربيع تحملهم  نسائمه  إلى مقاعد الحكم  أو الى صناديق شفافة تعطيهم شرعية القول والعمل .
      وإذا  حولنا النظر شرقا  فسنجد نفس السيناريو مع حكومة الرئيس المخطوف محمد  مرسي وان اختلف البلد و النظام والمنصب وتشابه الانتماء والمرجعية وأسباب النزول  . فمند الساعات  الأولى لتنصيبه  بعد انتخابات اقر  الغرب  على مضض بشفافيتها ونزاهتها  بدا  العد العكسي لإسقاطه  وحبك المؤامرات  لاقتلاع كل ما له صلة به   و صب وابل من الانتقادات والإشاعات الكاذبة و الإخبار الملفقة  وتسخير أقلام     مأجورة , كانت في السابق تطبل وتهلل  للاستبداد,  و تجنيد صحفيين ومذيعين  كانوا  لا يقوون  على النظر بإمعان ودون خوف إلى إطار صورة مبارك  معلقة على جدران  مكاتبهم.  وترتعد فرائصهم خوفا ورعبا  بمجرد سماع رنين هاتف من  مسئول صغير بأمن الدولة  يملي عليهم   محتوى خطهم التحريري .
   بقدوم محمد مرسي  الكل استأسد  وبدأت هده القنوات المأجورة عملها دون ملل أو كلل تشيطن وتسخر و تبخس كل ما يقوم به الرئيس و الحكومة المنتخبة . واجتهد العملاء في تعطيل وشل كل خطة أو برنامج قد ينفع البلاد والعباد , بل ذهبت بهم الجرأة  إلى افتعال أزمات   في قطاعات حيوية  لتبدوا  الحكومة فاشلة وخائبة    في أعين  منتخبيها . واستمر الضغط الأمريكي  من خلال  مخابراته وعملائه  في الجيش والحياة العامة    إلى  أن تم الانقلاب على الرئيس الشرعي  المنتخب من الشعب والزج به وكل من له صلة به  في غياهب السجون .ولم يجد مسئولون كبار في الحكومة  وممثلين  عن  الكونجرس الأمريكي أي حرج  بالتصريح  نهارا جهارا أنهم يفضلون  التعامل مع حكومة الانقلاب بدل حكومة منتخبة  ديمقراطيا مادام الإنقلابيون  يخدمون مصالح أمريكا و يسهرون على امن إسرائيل .

     ولو حولنا المشهد غربا  نجد نفس الضغوط والممارسات ولكن بحدة اقل  لقرص ادن المغرب ولي ساعده  واستعمال قضية الصحراء وورقة حقوق الإنسان فيها للضغط عليه وتسخير  فصائل من المعارضة  بشتى الطرق المخابراتية وغيرها  لشيطنة الحزب القائد للحكومة وبث البلبلة وتحميله مسؤولية كل إخفاقات  الماضي والحاضر وان لم تكن له يد فيها. وتبخيس كل عمل جيد يقوم  به , لتيئيس الناخبين منه وإشاعة التذمر والكره  حتى تفلس سوقه و يفل نجمه ويبور رصيده الانتخابي ,  ولا تقوم له قائمة  من بعد في انتخابات  لا يهم  الأمريكان  والغرب عموما شفافيتها ولا نزاهتها  بقدر ما يهمهم فوز الموالين لسياساتهم والمحافظين على مصالحهم  ولو تعارضت مع مصالح الوطن أو جاءوا بطرق ملتوية وغير شريفة .

  فهل تعي المعارضة الوطنية الشريفة  أن من مبادئ الديمقراطية احترام خصم يقاسمها هموم الوطن ويضع يده في يدها لبناءه  . وهل تتفطن لما يحاك لهدا البلد و تضع مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية الضيقة   و تدرك  إن الحكومة بمناصبها ليست هدفا ومغرما قي حد ذاتها , وإنما هي سفينة يسير دفتها إلى بر الأمان رجال انتخبهم الشعب  بحرية وشفافية  فادا ما  اجتهدوا وأخفقوا  في القيادة أعادوا مشكورين محفوظي الكرامة  إلى الشعب  عهدته  ليختار  من بين  أبناءه من يحمل المشعل   دون دسائس   أو مؤامرات أو انقلابات  ودون  انبطاح أو إملاء  من  قوات خارجية لا هم  لها سوى مصالحها ولو احترق البلد بكل بما فيه   .

0 التعليقات: