الخميس، 12 مايو 2016

اين هي الحرية ؟ (شعر)



افتقدت  الحرية ولم اجد لها عنوان.
 لم اجد سوى كتابات بالوان الكرفيتي على الجدران ,
  لم اجد  سوى خربشات قطعة فحم
في   زقاق حي خلفي  كتبت خلسة تحت جنح الظلام ..
وخطوط قزمى تزاحمت 
 فوق حيطان زنزانة  نكاية في السجان.
لم اجد سوى انانيات  وراء اقنعة  وكلام رنان .
  حرية ....كرامة ...عدالة ...وحقوق ...انسان .
صخب ومزايدات  وتشدق في وكلام في كلام .
والبطش والقهر  والقتل والتهجير في كل مكان .
لم  اعد أرى في الأدميين سوى  ..
جلاد لبس ثوب الوعاظ او الة قتل في جلد انسان .
او  منبطح   وصولي   ازكمت قذارته انوف العيان .
ليس في دمه سوى الغنيمة وفي  فمه  دعوات  النجاة بالجلد وللغير الطوفان  .
يا حسرة على البشر  من قتل فيهم الانسان؟.

موسى المصلح

الانتماء إلى “الپّام”… في الحاجة إلى دراسة نفسية


حسن حمورو /مجلة كود (المغرب)
يجد المتتبع للمشهد الحزبي صعوبة في ايجاد مسوغات ومبررات معقولة ومقبولة تفسر الانتماء الى حزب الأصالة والمعاصرة، و صعوبات أخرى تتعلق بايجاد معطى ناظم يفسر على ماذا يجتمع أعضاء هذا الحزب، معطى مرتبط بطبيعة الحال بمصلحة الوطن والمواطنين.
الذي يدفع إلى المجازفة في هذا الحكم، هو ما تناقلته طيلة الايام الماضية المنابر الصحافية، حول سلوكات غريبة وشاذة لمنتخبين ينتمون لهذا الحزب، قاموا بها في اجتماعات رسمية لمؤسسات دستورية، من المفروض أن تكون فضاء لتجسيد قيم الحوار والاحترام المتبادل، التي يُفترض أن الأحزاب السياسية تشكل فضاء للتربية عليها.
قبل أيام تم تداول مقطع فيديو لمستشارة جماعية من “البام” بمجلس ميدلت، وهي تخرب ميكروفون قاعة تحتضن اجتماعا للمجلس، وتقتحم طاولة الاجتماع بلغة التهديد والوعيد والاتهام، أمام حيرة الحاضرين واستغرابهم لهذا السلوك غير المألوف على يبدو عنده
بل أيام أيضا تداولت مواقع اليكترونية صورة منسوبة لمستشار من الحزب نفسه بجماعة مرس الخير، وهو يعبر بطريقته الخاصة، عن مواقفه وعن اختلافه مه رئيس المجلس المنتمي الى حزب الاصالة والمعاصرة، بعد أن اختار أمام ذهول الجميل الوقوف فوق طاولة الاجتماع موجها قنينة ماء نحو الرئيس.
الشذوذ في السلوك وفي الموقف صفة تكاد تكون لصيقة بحزب الاصالة والمعاصرة، ولعل عودة سريعة وبسيطة الى الأرشيف القريب لهذا الحزب توضح ذلك، وإلا فبماذا يمكن أن نصف ما قام به أعضاء فريقه بمجلس الرباط قبل أسابيع، بعد أن تهجموا على منصة الرئاسة في إحدى دورات مجلس المدينة، واعتدوا جسديا على كاتب المجلس وعاتوا تخريبا وتكسيرا، تحت أعين الجميع بمن فيهم ممثلو السلطة وممثلو وسائل الإعلام، وبماذا يمكن أن نسمي ما قام به برلماني من الحزب في لحظة إحساس بعظمة مزيفة وهو يهدد قاضية ببرشيد، ثم بماذا يمكن أن نصف التأويل الشهير لرئيسة فريق هذا الحزب بمجلس النواب، لعبارة عادية لرئيس الحكومة وردت في سياق محدد، بل الأعمق بماذا يمكن أن نصف حديث زعيم الحزب بانتشاء عن إمامته للمصلين بدون وضوء.
هذه أمثلة فقط على سبيل توضيح أن شيئا غريبا وحده يُمكّن من فهم فيما يشترك فيه أعضاء “البّام”، لأن عديد مشاهد بصم عليها منتمون إلى الأصالة والمعاصرة قيادة وقواعد إذا جاز التعبير، يعجز فعلا منطق الأشياء على استيعابها والقبول بها، بدء بحيثيات تأسيسه، ورضى من وصلوا منه إلى مواقع المسؤولية العمومية بطرق قابلة للتصنيف تحت أي مسمى غير اسم الديمقراطية، وكثير منهم لا يجدون أدنى حرج ولا ذرة خجل وهم يقفون أمام الكاميرات والميكروفوات وفوق المنصات يتحدثون عن “مواجهة الاسلاميين وحماية المسلمين”، وعن الوطن والملكية وعن الديمقراطية بلا حياء.
 وحدها نظريات علم النفس ربما، قد تساعد على فهم ظاهرة الانتماء لحزب الأصالة والمعاصرة، والإصرار على الترشح معه والبقاء فيه، بعد ظهور كافة القرائن على أنه مجرد تجميع لقطع غيار غير متجانسة لأداء وظيفة محددة، خاصة أنه لم يُقنع بتوفره على خلفيات فكرية واضحة أو انطلاقه من أطروحة وبدائل حقيقية وواقعية لما هو مطروح في الساحة.
يبدو إذن أننا كمغاربة في حاجة إلى دراسة نفسية تُجرى على عينات من هذا الحزب، تكشف لنا نتائجها عن مسببات الالتحاق به ودواعي التصويت له، ما دام أن من يقفون وراء استمراره بهذه الصورة المشوهة، لم يقنعونا بالسياسة أنه جدير بالبقاء!

الاثنين، 2 مايو 2016

بعيدا عن تطمينات الخارجية المغربية

قلم نور الدين مفتاح /الايام 24
مع قرار مجلس الأمن الأخير تجنبنا الأسوأ دون أن نحصل على أي شيء ، والغريب هو أن بلاغ وزارة الخارجية التي يقودها ثلاثة وزراء بالتمام والكمال احتفى بالقرار 2285 على الرغم من انه يشكل طعنة لنا في تطورات قضية وحدتنا الترابية، واعتبره انتكاسة صارخة لجميع مناورات الأمانة العامة للأمم المتحدةء، كما شكر الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن على تبصرهم في تبني القرار الاخيرالذي: "يمكن من مواصلة  هادئة لجهود هيئة الامم المتحدة في هذا الملف" ، والاستثناء في بلاغ وزارة الخارجية كان هو التأسف على موقف الولايات المتحدة الامريكية دون ذكرها بالاسم التي صاغت المشروع الاول للقرار الذي حاول الضغط على المغرب وإضعافه  بما يتنافى  حسب البلاغ مع روح الشراكة التي تجمعها مع المغرب.

فهل سياسة التطمين التواصلي الرسمي للراي العام المغربي في قضية وحدته الترابية ستكون منتجة؟ بالطبع لا لسبب بسيط هو أن الحقيقة هي الوسيلة الوحيدة للتعبئة الشعبية في تطورات يبدو أن لا سند لنا في النهاية إلا الجبهة الداخلية ، وهذه هي حقيقة الموقف الذي تجاهلته وزارة الخارجية ضدا على حق الرأي العام في معرفة ما ينتظره :

-  القرار يفرض على المغرب بلغة ديبلوماسية اعادة المكون المدني في بعثة المينورسو الذي طردناه  والتغيير الطفيف بين المشروع الامريكي الأصلي والقرار النهائي لمجلس الأمن هو استبدال الفورية بثلاثة أشهر ، بمعنى ان هناك نوع من حفظ ماء الوجه للمغرب لا أقل ولا أكثر

- القرار لا يوبخ الأمين العام على انزلاقه حين زيارته لمخيمات أندوف بل ينوه بمجهودات بان كيمون ومبعوثه للصحراء كريستوفر روس، مما سيجعل منهما خصمين وحكمين في آن

- القرار لا يتحدث عن  الاستفتاء كخيار متجاوز، بل يكرسه ضمن خيارات أخرى ومنها الحكم الذاتي إذا وافقت عليه الأطراف وهذه متاهة ضاع وسيضيع فيها المقترح المغربي 

- الولايات المتحدة الامريكية أصبحت خصما رسميا للمغرب في قضيته الوطنية، فهي التي كتبت الصيغة المتشددة لقرار مجلس الأمن، وهي التي قاومت بشراسة كل محاولات تليين صيغة القرار الاممي، وحتى وإن كان جلالة الملك قد استبق هذا الموقف بمهاجمة مؤامرة تمزيق المغرب في القمة المغربية الخليجية ملمحا لواشنطن، فإننا لحد الان لم نملك. امام التحيّز الامريكي، الا التأسف   

- في نفس الخطاب الملكي تم طرح البديل الروسي للحليف الامريكي ، ولكن يمكن تلخيص موقف موسكو في مجلس الأمن بكلمتين هما الصدمة والخذلان، فروسيا وبريطانيا عارضتا تليين صيغة القرار الامريكي باقتراح من فرنسا، وطلب ممثل روسيا مهلة لاستشارة حكومته، وكانت النتيجة هي الامتناع عن التصويت ومعناه أن روسيا رفضت التليين ولم تصوت ضده لان هذا التصويت سيُصبِح فيتو ولن يصدر القرار

- الدرس الروسي قاسي اذ على الرغم من زيارة ملكية رسمية ومكالمة هاتفية مطولة مع بوتين، وورود نية تحالف قوي للمملكة مع روسيا، فضل بوتين بعد زيارة خاطفة للوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال لموسكو ،ان يرجح كفة تحالفه القديم القادم من زمن الحرب الباردة مع الجزائر على تحالف واعد مع المغرب

- شئنا ام أبينا سيُصبِح مشكلنا ليس مع الأمين العام للأمم المتحدة، ولكن مع الامم المتحدة نفسها ما دامت غير مستعدة البثة للتخلي عن اعتبارها إقليم الصحراء يقع تحت الادارة المغربية وليس سيادتها، وما دامت تعتبر أن هناك شعب صحراوي أصلا وما دامت مرتبطة بتفسير متقادم لتقرير المصير المتمثل في الاستفتاء( ولابد من التذكير أن الراحل الحسن الثاني هو الذي اقترح الاستفتاء في نيروبي سنة1982) وما دامت غير مستعدة لإعطاء مقترح الحكم الذاتي الا كلمتين مكرورتين لا تقدمان ولا تؤخران وهما "جدي وذو مصداقية"، وهنا لابد أن يعرف المغاربة على ماذا نحن مقدمون؟

- لقد تحول الخلاف في قضية الصحراء احيانا الى إهانة للدولة المغربية من قبيل رجوع أمينو حيضر الى الصحراء رغم عدم اعترافها بالجنسية المغربية واستمرار كريستوفر روس في مهامه رغم سحبنا الثقة منه وهذا اتجاه قد يتعمق بعودة المكون المدني للمينورسو مما يطرح السؤال الجدي حول ما اذا كانت لنا بالفعل وسائل سياستنا وتحدياتنا؟ 

- الواقع اليوم أن لا حليف لنا إلا المغاربة أنفسهم، وقواتنا المسلحة الملكية، لذلك وجب الاهتمام بالجبهة الداخلية بتعميق الخيار الديموقراطي وردم هوة الفوارق الاجتماعية والقطع السريع مع الريع والابتزاز في الصحراء، فالواضح ان أياما عصيبة تنتظرنا وبداية المواجهة تكون بقول الحقيقة للمغاربة