مقالات رياضية

عدد 5381 - صفحة 23
«إم ـ إس ـ أن» يعود ببرشلونة إلى منصات التتويج

 
لم يتوقع الكثيرون ان يصل برشلونة المتوج بطلاً للدوري الاسباني لكرة القدم، في نهاية موسم
 2014-2015، الى الموقع المتواجد فيه حالياً بعد الازمة التي عاشها والعقوبة التي فرضت عليه 
والعلاقة المتوترة بين نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي والمدرب لويس انريكيه.

كل هذه المشاكل اصبحت طي النسيان بعد ان اصبح النادي الكاتالوني على بعد 180 دقيقة فقط من
 احراز الثلاثية التي تبدو في متناوله تماماً قياساً بالمستوى الرائع الذي يخوله تخطي عقبة جوفنتوس
 الايطالي في نهائي دوري ابطال اوروبا، واتلتيك بلباو في نهائي مسابقة الكأس المحلية.

واكد برشلونة بقيادة لاعب وسطه السابق لويس انريكيه انه قادر هذا الموسم على الارتقاء الى
 مستوى التحديات بغض النظر عن حجمها وظهر ذلك جلياً في مباراة الاحد امام اتلتيكو مدريد حين
 تمكن من حسم اللقب في معقل نادي العاصمة بالفوز عليه 1 - 0 سجله الرائع ميسي، مانحاً فريقه ثأراً
 غالياً من رجال المدرب الارجنتيني دييغوسيميوني الذين توجوا بلقب الموسم الماضي في معقل النادي
 الكاتالوني بعد تعادلهم معه في المرحلة الاخيرة التي كان يحتاج فيها الاخير الى الفوز للاحتفاظ باللقب.

ومن المؤكد ان ميسي طوى الخيبة التي اختبرها الموسم الماضي حين خرج بوفاض خال مع ناديه
ومنتخب بلاده واستعاد عاداته القديمة كرجل المناسبات الكبيرة. وكان الفريق الكاتالوني خرج من دون
اي لقب الموسم الماضي،في حين تعرض ميسي لخيبة امل اخرى تمثلت بخسارة منتخب بلاده المباراة
 النهائية امام المانيا في مونديال البرازيل 2014. لكنه ابى الا ان يثأر مرتين من بعض افراد المنتخب
 الالماني اولاً من الخسارة في نهائي المونديال وثانياً من الخروج المدوي أمام الفريق البافاري قبل موسمين
 في نصف نهائي دوري الابطال بخسارته 0 - 7 في مجموع المباراتين. وضرب ميسي بقوة في نصف
 نهائي دوري ابطال اوروبا ضد بايرن ميونيخ الذي ضم في صفوفه ستة لاعبين ممن توجوا ابطالاً للعالم
في صفوف المانشافت، وسجل هدفين ومرر الكرة الحاسمة التي جاء منها الهدف الثالث في لقاء الذهاب،
واضعا فريقه الذي خسر ايابا 2 - 3 على مشارف المباراة النهائية المقررة في برلين في 6 حزيران المقبل.

لكن الامور لم تكن «وردية« تماما هذا الموسم ايضا اذ واجه ميسي بعض المشاكل مع مدربه انريكيه
الذي قرر ابقاء النجم الارجنتيني وزميله البرازيلي نيمار على مقاعد الاحتياط في المباراة الاولى من
 عام 2015 بعد عودتهما متأخرين من عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، فدفع النادي الكاتالوني الثمن
 بخسارته تلك المباراة امام ريال سوسييداد 0 - 1. ولم يكن ميسي راضياً بتاتاً على قرار انريكيه فقرر
 التغيب في اليوم التالي عن التمارين المفتوحة امام الجمهور ثم ازدادت مشاكل النادي بعد ان قررت الادارة
 وفي اليوم عينه اقالة المدير الرياضي الحارس الدولي السابق اندوني زوبيزاريتا ثم لحق به الدولي السابق
 كارليس بويول الذي قرر الاستقالة من منصبه كمساعد  في الادارة الرياضية للفريق. ورحيل بويول لم يكن
 له الوقع عينه الذي خلّفه زوبيزاريتا اذ جاء على خلفية ازمة رياضية داخلية بعد تأكيد محكمة التحكيم عقوبة
حرمان النادي الكاتالوني من ضم لاعبين جدد اذ رفضت استئناف الاخير واكدت حرمانه من التعاقدات حتى
 كانون الثاني 2016 على خلفية مخالفته لعقود اللاعبين القاصرين.
ومنعت محكمة التحكيم الرياضي برشلونة من شراء اللاعبين في سوق الانتقالات الشتوية في كانون
الثاني الماضي وايضا في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وغرمته بمبلغ 450 الف فرنك سويسري
 (نحو 455 الف دولار).

وكان من المنتظر ان تتأثر نتائج الفريق في ارض الملعب بالمشاكل الادارية التي بدأت مع فضيحة صفقة
 انتقال نيمار من سانتوس والتي تسببت باستقالة رئيس النادي ساندرو روسيل، بيد ان ذلك لم يحصل اذ تمكن
 برشلونة في المباراة التي تلت خسارته امام سوسييداد، من تقديم عرض رائع امام اتلتيكو (3 - 1) الذي كان
 نقطة الانطلاق الحقيقي لموسم رجال انريكيه الذين مروا به ايضا في ربع نهائي مسابقة الكأس (1 - 0 ذهابا
 و3 - 2 ايابا) وصولاً الى مباراة الاحد على ملعب «بيثنتي كالديرون« التي حقق فيها برشلونة فوزه التاسع
 والعشرين في اخر 32 مباراة. واعترف ميسي: «تغير كل شيء منذ تلك المباراة امام ريال سوسييداد
«، وذلك بعد اسابيع على تلك الهزيمة فيسان سيباستيان، مضيفا: «تغير كل شيء من ناحية السلوك ورغبة
الفريق في الدخول الى ارضية الملعب بطريقة مختلفة وبضغط على الفريق المنافس«. والمؤكد ايضا ان
 التغيير الاكبر كان من ناحية ميسي نفسه لانه وبعد تلكالمباراة امام سوسييداد وبعد مشاهدته لغريمه البرتغالي
 كريستيانو رونالدو يتوج بجائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم، انتفض النجم الارجنتيني واستعاد
 المستوى الذي جعل منه افضل لاعب من 2009 حتى 2012.

«أراه قوياً، سريعاً، منافساً. لقد عاد ليكون اللاعب الذي حظيت بشرف تدريبه«، هذا ما قاله عن ميسي
مدربه السابق في برشلونة ومدرب بايرن ميونيخ الحالي خوسيب غوارديولا الذي قاد النادي الكاتالوني
بصحبة ميسي الى 14 لقبا في 4 مواسم فقط.

واذا كان تألق ميسي بأهدافه الـ54 وتمريراته الحاسمة الـ30 لعب دوراً هاماً جداً في وصول برشلونة
الى الموقع المتواجد فيها حاليا، فهناك ايضا لاعبان آخران لعبا اكثر من دور المكمل للنجم الارجنتيني
 ومتمثلان بنيمار والاوروغواياني لويس سواريز الذي لمع في دور المساند منذ العام الجديد بعد تأقلمه مع
الفريق واستعادته لكامل نشاطه اثر ابتعاد عن الملاعب لاربعة اشهر بسبب عضه الايطالي جيورجيو كييلليني
 خلال مباراة بلادهما في مونديال البرازيل 2014.

ومن المؤكد ان سواريز ايضا ساهم في تألق ميسي لانه سمح للارجنتيني بالحصول على المزيد من حرية
 التحرك والعودة الى منتصف الملعب للانطلاق بالهجمات، كما اعطى برشلونة بعداً هجومياً مختلفاً وحرر
 نيمار في طريقه ايضا مما جعل برشلونة ماكينة هجومية ضاربة بقيادة هذا الثلاثي الرهيب والمرعب.

«انه يمنح برشلونة الاندفاع الهام جدا في الهجوم«، هذا ما قاله عن سواريز مدرب اتلتيكو مدريد دييغو
 سيميوني الذي شاهد فريقه يخسر مواجهاته الاربع مع برشلونة هذا الموسم بعد ان عجز النادي الكاتالوني
 عن الفوز على غريمه المدريدي في 6 من المباريات التي جمعتهما الموسم الماضي.

من جانبه، اكد النجم البرازيلي نيمار هذا الموسم تأقلمه التام مع رفاقه في «كامب نو« بعد الموسم الاول
العادي الذي قضاه في اسبانيا، وهو ترجم ذلك بالاهداف الـ37 التي سجلها حتى الآن، وهو امر عجز عنه
 لاعبون مثل الكاميروني صامويل ايتو والبرازيلي ريفالدو والفرنسي تييري هنري الذين لم يصلوا الى هذا
 العدد من الاهداف خلال موسم واحد مع برشلونة.

ويجب ايضاً التنويه بالمدرب انريكيه الذي يبقى دوماً بعيداً عن الاضواء في ظل هالة النجومية التي
يتمتع بها اعضاء فريقه، لكن ذلك لا يعني انه لم يلعب دوراً اساسياً في تألق فريقه على رغم الانتقادات
 التي وجهت له حتى منتصف الموسم نتيجة عجزه عن التوصل الى تشكيلة ثابتة قبل العام الجديد وابرز
 دليل على ذلك انه لم يخض مباراتين على التوالي بالتشكيلة عينها حتى منتصف كانون الثاني الماضي. لكن
 اصرار انريكيه وعزيمة البقاء لديه على رغم الانتقادات ومشكلته مع ميسي، ساهما في وصول برشلونة
الى ما هو عليه الآن.
(ا ف ب)

0 التعليقات: