الأربعاء، 27 أغسطس 2014

قائد حلف الناتو السابق: داعش خطر على السعودية وعليها الآن أن تقتلع شوكها بأيديها لا بأيدي الآخرين


قائد حلف الناتو السابق: داعش خطر على السعودية وعليها الآن أن تقتلع شوكها بأيديها لا بأيدي الآخرين
08-27-2014 06:07 PM
CNN/ رغم أنّ مشاعر الصدمة سيطرت على الولايات المتحدة على خلفية الفيديو الوحشي لعملية قتل الصحفي جيمس فولي، إلا أنه لم يكن يتعين علينا أن نشعر بالمفاجأة. فتنظيم "الدولة الإسلامية" مثلما تطلق على نفسها الجماعة الجهادية، قامت بعمليات قتل جماعي واغتصبت ومارست أشكال الوحشية وتجاوزت أخبارها حدود الشرق الأوسط باعتبارها أحدث تنظيم إرهابي في المنطقة.

ولا تعكس عملية قتل فولي إرهابية التنظيم ولكنها تثبت أيضا أنّه لو أرسلت الولايات المتحدة قوات على الأرض للقتال، فستكون بذلك قد منحت "داعش" فرصة لتشهد ذروة تجنيد. ولذلك فإنّ الرد الأمريكي يتطلب، ليس فقط سلسلة غارات جوية، وإنما حسابات استراتيجية مهمة.

فعلى الولايات المتحدة أن تبني ردا إقليميا منسّقا على مختلف الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، يعتمد على وجود قوات على الأرض تتشكل من الدول الحليفة والصديقة في المنطقة، مع دعم استخباراتي ولوجيستي ممكن من واشنطن وإسناد جوي منها. ولكنه لا يمكننا أن نخوض هذه الحرب من أجل أصدقائنا الإسلاميين في المنطقة.

ورغم ادعاءاته، إلا أن التنظيم ليس دولة حتى الآن. لقد كان في البدء جماعة من المقاتلين، تم تمويلهم وتسليحهم ومساعدتهم من قبل مجموعات وحكومات تعارض الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن دعوته لإقامة دولة خلافة تحكم بتأويل متشدد للشريعة وتحديدا يعكس الرؤية الوهابية ويستند إلى جذب الشباب اليافعين الساخطين والأكثر قابلية للتأثير عليهم.

وحتى الساعة، من الممكن أن يكون لدى "داعش" ما بين 20 ألفا و40 ألفا من المقاتلين وربما أكثر، وبعض المعدات والأسلحة الثقيلة وأموالا ونفطا وساكنة مهزومة ومصدومة يبلغ تعدادها ربما بضعة ملايين يعانون في ظل حكم الشريعة.

وهي حتى الساعة لا تمثل تهديدا عسكريا وجوديا لبغداد المتأهبة التي تدعمها إيران (وأيضا الولايات المتحدة) والأكراد المدعومين بالقوة الجوية الأمريكية.

وفيما تحدى قوات الأسد في سوريا، يبدو "داعش" الآن أكثر تركيزا على تمديد وتوسيع أراضيها شمال سوريا، وزرع الفوضى في لبنان ومن المحتمل أنه يعدّ لتحركات أكثر جرأة لدول أخرى في المنطقة مثل الأردن.

ومن ضمن مقاتلي "داعش" ربما بضعة آلاف من الشباب النافر من المجتمعات الأوروبية ودول القوقاز وشمال أمريكا، ويمثلون تهديدا إرهابيا يتجاوز حدود الأراضي التي يسيطرون عليها.

وأصبحت الحكومات تقوم بعمليات تفتيش واسعة ومشددة تشمل المسافرين إليها وتعيش المطارات في حالة تأهب من أجل منع أو عزل هؤلاء الإرهابيين المحتملين عندما يغادرون سوريا. وهذا أمر صعب ولكن نظام أمننا الداخلي أصبح أقوى بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمان.

لكن السماح لداعش بأن يعزز من مكاسبه ويبني قواته وينشر إرهابه، فسيشكل ساعتها تهديدا خطيرا للبنان والأردن ولدول سنية رئيسة في المنطقة وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية.

وعلى السعودية أن تعترف بأنّها، في نهاية المطاف، ستكون الهدف الأساسي لتنظيم "داعش." وتتولى السعودية مسؤولية الإشراف على أكثر أماكن الإسلام قداسة، وبانخراطها في نشر وتصدير التأويلات المتشددة للإسلام، ستكون هي الأكثر عرضة، وبكيفية لا مثيل لها لمنظومة "داعش" الفكرية.

وشراء السلاح الغربي بكميات كبيرة، لن يفيد إلا في حال بقيت القوات المسلحة السعودية والسكان مخلصين للحكومة السعودية. هذه المرة، (لو حدث ذلك) لن يكون آمنا الاعتماد، بكيفية غير مباشرة، على خدمات آخرين من خارج المنطقة. وفي نهاية المطاف سيكون على الشعب السعودي، والأسرة الحاكمة والمؤسسات الدينية هناك أن توحد جهودها لدحر تهديد "داعش."

ينبغي أن لا يكون أي خطأ في هذا الصدد فتخيلوا حجم التهديد الذي يمكن أن تمثله سيطرة "داعش" على نفط وموارد وأسلحة السعودية المتطورة.

لذلك فإنّ تنسيق التحرك ضد "داعش" يبدو أمرا عاجلا. ولكن باعتبار أن القوة المحركة لهذا التنظيم هي دينية أساسا، وبسبب أن القوات الأمريكية غير مكيّفة جيدا لغويا وثقافيا على قتال مستمر في المنطقة، فإنه ينبغي أن نكون حذرين بشأن نشر قوات برية واسعة .

لقد تعلمت الولايات المتحدة بكيفية صعبة أنّ الجيوش الغربية تزيد من تأجيج المتشددين وقدراتهم على التجنيد. وبدلا من ذلك، يتعين على الدول الأخرى ولاسيما المملكة العربية السعودية ودولا سنية أخرى أن تنشر جنودها وتتحمل وطأة القتال.

ويمكن للولايات المتحدة أن تستخدم الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية كما يمكنها شنّ غارات جوية أو قواتها الخاصة لتعزيز جهود الحلفاء ولكن لا يمكننا الانخراط في حرب دينية وكلاء لأصدقائنا المسلمين في المنطقة.

ويقترب الشرق الأوسط الآن من لحظة الحقيقة التي تخصه وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية. فبنشرها وتصديرها أيدولوجيا دينية سنية متشددة، يتعين على السعودية أن تواجه التهديد الذي وضعته بنفسها وأكثر من ذلك النسل المتطرف. وعليها أن تستجمع الآن الشجاعة التي تستدعيها اللحظة قبل أن تزيد قوة تنظيم "داعش."

وبالنسبة إلى الولايات المتحدة لا يوجد شيء يمكن الفوز به في حال التأجيل حيث يتعين علينا التحرك بسرعة خلف الستار وفي الكواليس، لتشكيل رد إقليمي فعّال بالتنسيق مع أصدقائنا وحلفائنا الآن.

المصدر/النيلين السودانية

الأحد، 24 أغسطس 2014

داعش وأخواتها

فاطمة الشيدي/القدس العربي
يقف الإنسان وسط هذه المعمعة من العبث والجنون والفوضى التي تحدث في الحالة العربية من الماء إلى الماء، والتي لا تندرج تحت أي مستوى من الفهم أو التحليل أو التنظير، بعجب واستغراب ودهشة، متسائلا لماذا يحدث كل هذا؟ وكيف أصبحت «داعش» وأخواتها بديلا عن الحرية والعدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورات العربية؟
وكيف تخرج علينا هذه الجماعات الغريبة من بيننا، من مجتمعاتنا البسيطة التي يعبد أفرادها الله بفطرتهم السليمة، ويسعى معظمهم وراء لقمة العيش والستر وقلوبهم مليئة بالإيمان، وعامرة بالتوحيد؟ وكيف تنبثق هذه الحالة الدموية العنيفة من أنبل فكرة شهدتها المجتمعات العربية، وهي ثورات الربيع العربي التي رفع شعاراتها مجموعة من المقهورين والفقراء والمظلومين، الراغبين في الحرية والعدالة والإنسانية؟
هذه الجماعات التي لا تنتمي إلينا، ولا تشبهنا، بل كأنها عاشت وربت أفكارها بعيدا عنا، وربما بعيدا حتى عن الحياة والبشر والعصر، ثم خرجت علينا بهيئتها ووعيها الغريب، لتتحكم فينا وتقتل، وتعيث في الأرض فسادا باسم الرب، منادية بما لا يقبله عقل ولا منطق ولا وعي.
فمن هي داعش؟ ومن صنعها؟
هل هي جماعات دست بيننا من (الآخَر) المعروف بكل أهداف وأطماعه، والذي لا يريد لنا التقدم والتغير، لأن ذلك يهدد مصالحه الاقتصادية والعسكرية، وترعرعت بيننا على مدى طويل من الزمن والفكر الممنهج لصناعة العنف والموت والتخلف؛ لدرء كل ممكنات التحضر والعصرنة والذهاب في الوعي والحرية التي تسعى إليها المجتمعات العربية بعد زمن طويل من التخلف والابتعاد عن ركب الحضارة، وبالتالي فهدف هذه الجماعات قطع الطريق أمام إنساننا المقهور للحرية والعدالة، ومنعه من الخروج من شرنقة الذل والاستعمار والركود الإنساني والعلمي والحضاري، وتأخير ذهابه نحو المستقبل وإعاقة استعداده للتقدم، بشغله بحروب جانبية، وفوضى وعبث لا سبيل له للخروج منها بسهولة ويسر.
أم أن هذه الجماعات تهدف ـ بتلك الأفكار الغريبة على الإسلام وعلينا ـ إلى إضعاف الدين في قلوب الناشئة والمجتمع، وتفتيت القيم النبيلة والعظيمة التي يدعو لها الإسلام، والتي بات الغرب يعرف جيدا أنها متى ما طبقت بوعي ومسؤولية فهي قادرة على تحرير الإنسان من رواسب الجهل، وحثه على تعمير الكون؟
وبالتالي فهدفها تحطيم وتشويه تلك الصورة النبيلة للإسلام، وتقديمه على أنه شر محض؛ ليبتعد عنه الشباب والناشئة وربما الجميع، وبالفعل فالصورة المعتمة والبشعة التي يقدّم بها الإسلام اليوم في كل مستويات الإعلام لا تدفع أحدا لاعتناقه والتمسك به، بل ربما تدفع الإنسان المتديّن لمراجعة موقفه من حقيقة هذا الدين، وذلك الإيمان!
وهذا الهدف (تشويه صورة الإسلام) وارد جدا ومنطقي، سيما إذا أخذنا في الاعتبار ظاهر معالجاتهم للمسائل الدينية، بعيدا عن أي تأويل وقراءة وعمق، والوقوف عند تفاصيل واهية، ومسائل بعيدة كل البعد عن جوهر الدين الإسلامي وحقيقته الكبرى، وأفكاره العظيمة، ورسائله الإنسانية والفكرية، كختان النساء، وجهاد النكاح، وفرض الجزية وغيرها من المسائل التي لا تتجلى إلا في الأدبيات الغربية «المشوّهة» عن الدين الإسلامي، والتي تنطلق من رؤيتهم الناقصة، وتركيزهم على المجتزأ والهامشي منه. وهذا تماما ما تفعله داعش وأخواتها الآن!
كما أن قوتها العسكرية التي تهزم جيوشا مدربة ومكتملة التجهيزات تدعو للريبة، إذا أخذنا بالاعتبار كونها مجرد جماعات غير منظمة، أو منضوية تحت أي بلد أو تنظيم استراتيجي، أو حتى خارج أي دعم مادي من حكومات أو مؤسسات مالية كبرى، وبالتالي فالذهاب وراء عقدة المؤامرة وامدادات الآخر تصبح أكثر منطقية وأشد تصديقا هنا.
أم هل هي امتداد ونتيجة لحالة التحجر الفكري الديني العربي، بمنع التأويل، وتحريم الاجتهاد، ومحاربة الفكر والمفكرين وتكفيرهم، وإبعاد الناس عن محاولات فهم الدين العميقة، وتتبع غاياته الجليلة، وإدراك مراميه العالية، وأهدافه الرفيعة، وتوطين التبعية الفكرية الدينية المطلقة لرجال الدين بلا مناقشة ولا تفكير، بسير العامة خلف رجل الدين مهما كانت قدرته على التحليل، واستنباط الأحكام، وتفهم حالة العصر والبشر، وربطها بأحكام الدين عن طريق الاجتهاد في الفتوى. الأمر الذي أنتج حالة من الفهم الخاطئ أو القاصر أو الناقص للدين عند العامة من الناس، والوقوف عند ظاهر القول من الأحكام.
وبالتالي فداعش وأخواتها هي حالة أو جماعات فكرية ودينية أفرزتها الحالة الدينية العاجزة عن التفكير والتحليل، والرافضة للتأويل، والمانعة لمحاولات الفهم العميق للدين في عالمنا العربي المريض بالكبت والمنع والقهر.
أم أن داعش وأخواتها ببساطة هي صناعة الحكومات العربية التي هيأت لها أسبابها من الجهل والفقر؟ فالإنسان العربي البسيط اللاهث وراء الرغيف ليس لديه الوقت للتفكير ومحاكمة الأفكار، فهو مشغول حتى الوجع بلقمة العيش، فإذا انبرى من يوفرها له، فسيذهب خلفه بلا تفكير ولا مساءلة، كما أن وعيه الذي لم تتحقق له مسببات النضج الذي يساعده على التمحيص للقبول أو الرفض لن يدخل أي فكرة في محاورة أو مختبر شك، فلقد تربى على التبعية الفكرية والانقياد الطوعي المباشر لكل من هو أعلى منه، ضمن أي مستوى من السلطة (الحكم أو المال أو الفكر) وبالتالي فهو لا يملك فعل المقاومة للجاهز أو الطارئ من الأفكار.
كما أن المواطن العربي البسيط لا يقرأ كي يفنّد اليقينيات، أو يزحزح الثوابت، أو يفهم الرياح القادمة من كل حدب وصوب في هذا العصر المليء بالأفكار والمتغيرات. وهو أيضا ـ للأسف الشديد ـ لا يثق بالمفكّر الذي يمكن أن يساعده على فهم ما يجري بتوضيح وتفتيت بعض الكوامن الخفية على فكره ووعيه الذي يتعامل مع المباشر والخارجي من الظواهر، أو يحذّره من عواقب الانصياع لكل جديد مجهول، أو قادم طارئ قد يجره نحو الهلاك، وهذه هي مسؤولية المفكر نحو الأمة والإنسان، وهذه وظيفته لتفكيك وتحليل الظواهر، ومحاولة إيجاد مسببات الطارئ منها، واقتراح حلول للتعامل معها، والخروج بتنظيرات فكرية تساعد المجتمعات والأفراد على تجاوز المعضلات والأزمات الاجتماعية والفكرية.
إلا أن المفكر العربي قد حيّد عن هذا الدور من زمن طويل، كما وأحدثت قطيعة جبرية بينه وبين الشارع، وشوّه كل منهما في عين الآخر، فقُدّم المفكر للمجتمع على أنه كفر محض وشر مستطير، وتربى المواطن العربي على أن يثق إلا برجل الدين والسياسة فقط، فابتعد المفكر لداخله أو لأبراجه البعيدة.
وبالتالي فظاهرة كداعش وأخواتها قدمت بتأطير ديني ـ وإن كان خارجيا وشكليا فقط ـ فهي مدعاة قبول عند المواطن العادي، الذي يحكم على البواطن من الظواهر، وعلى الداخلي من الخارجي غالبا، بلا تمحيص ولا تدقيق، فهو سهل التصديق للغايات المعلنة، والأهداف الظاهرة من الأمر، بل قد يأخذها بإيمان مطلق، ويذهب فيها كل مذهب بدافع التقرب للرب، وتحقيق رسالته، وتصديق من يتكلمون باسمه.
وبذلك فكل فرد عربي هو مشروع إنسان «داعشي» تابع، يتربى على الذهاب الأعمى وراء كل فكرة باسم الدين، ووراء كل محرك أو قائد يقود الناس نحو فكرة معينة باسم الرب، ويسند لهم أدوارا معينة لقتل الناس، وتدمير الحياة، والعودة للخلف قرونا من الزمن، ممنيا لهم بمغريات الحياة الدنيوية من السلطة والمال والنساء «السبايا»، والحياة الأخروية من الحوريات والجنة.
وهكذا تتعدد الأسئلة حول داعش وأخواتها ـ التي باتت كابوسا عربيا مرعبا للإنسان الذي كان يحلم بالذهاب وراء المستقبل في قريب الأيام، ليجد نفسه عائدا في الزمن والحضارة، بعيدا في الماضي بشكل مرعب ومخيف ـ ولا إجابات واضحة أو محددة لها تماما، إلا أن الغالب أن داعش وأخواتها نتيجة كل هذا معا، من فقر وجهل، وكبت وقهر، واحتكار الدين والفكر داخليا، تغذيها وتمدها بالقوة والسلطة أيدٍ خفية خارجية.
وبالتالي علينا جميعا أن ندرك أن داعش وأخواتها جماعات إرهابية طارئة مدسوسة بيننا، يرفضها جوهر الدين الإسلامي، وجسد المجتمع العربي الذي يحتاج تجاوز الحاضر للغد بقوة وسرعة، ولا يحتاج من الأمس إلا جمالياته وتاريخه وحضارته، كما علينا أن نربي في إنساننا البسيط جماليات الوعي، ومحاكمة السائد والجديد معا، بكل الممكنات والوسائل الإعلامية المتاحة التي تصل إليه، حتى لا ينخدع بكل دعوة تحمل اسم الرب، وإن كانت في حقيقتها عدوانا وإثما، ونزرع في جيلنا القادم روح الدين الحقيقي القائم على القيم الرفيعة؛ كالتسامح والمحبة والعدل. ليدرك أن داعش وأخواتها لا تمثل حقيقة الإسلام، وأنها ليست دولة، وليست إسلامية.
كاتبة عُمانية
 

المشرق العربي على أبواب الحرب الشاملة

المشرق العربي على أبواب الحرب الشاملة
بعد نشوب الحرب الهمجية الصهيونية على قطاع غزة في بداية شهر يوليوز الماضي، ظهرت مجموعة من التحليلات والاستنتاجات التي حاولت الوقوف على الأسباب الخفية لهذه الهجمة، فمنها ما ذهب إلى اعتبار مخزون الغاز الطبيعي الذي اكتشفت حقوله في بحر غزة سببا، ومنها من اعتبر السبب هو الظرفية الإقليمية المواتية جدا للإجهاز على القضية الفلسطينية نهائيا و إلى الأبد من طرف الكيان الصهيوني، خاصة وأن هذه الظرفية تشهد انهيار العديد من الدول العربية وتحلل نسيجها الاجتماعي وتفكك مؤسساتها الحيوية مثل ليبيا، العراق، سوريا...
إلى جانب هذه التحليلات أريد أن أضيف احتمال سبب آخر وراء هذه المعركة.
يعرف الجميع أن المشرق العربي يعرف معركة حامية الوطيس لإعادة تشكيل حدوده ورسم معالم دوله وكياناته، باعتبار أن هيأته الحالية كما فصلتها اتفاقية سايكس بيكو سنة 1915 من القرن الماضي أصبحت متجاوزة ولم تعد قادرة على حفظ المصالح الاستراتيجية للغرب الاستعماري. لذلك خرجت السيدة كونداليسا رايس إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 لتعلن أنه "الآن يولد الشرق الأوسط الجديد".
فالمعركة هي قائمة بين محورين أساسيين: محور المقاومة والممانعة المتشكل من إيران، سوريا، حزب الله والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة، ومحور الاستعمار الغربي المكون من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبي إلى جانب أداتهم ورأس حربتهم الكيان الإسرائيلي.
أشير إلى أن هذا المخطط وهذه الحروب لا تستهدف فقط العرب بل تتجاوزهم لتكون جزءا من الصراع الدولي بين القوى الكبرى العالمية حول مواقع النفوذ والاستيلاء على مصادر الطاقة.
بعدما فشل المحور الصهيوأمريكي من خلال محاولاته المتعددة لرسم معالم "الشرق الأوسط الجديد"، على طول العقود الثلاثة الأخيرة بدءا بمحاولة إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، من خلال فرض الحصار والعقوبات المختلفة عليه، تحت ذريعة السعي لصناعة السلاح النووي، مرورا بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية بكسر شوكة العمل المقاوم و إدخالها في نفق المفاوضات الذي لانهاية له، أضف إلى ذلك المحاولة الأخرى لاجتثاث المقاومة اللبنانية خلال حرب الثلاثين يوما سنة 2006 ، ثم أخيرا من خلال تدمير سوريا، بعدما تم الاستغلال الانتهازي، والركوب على المطالب المحقة للشعب السوري في إطار ما اصطلح عليه ب"الربيع العربي"، فقاموا بالتسليح والتجييش ولم يكفوا حتى تم حَرْفُ الهبة الجماهيرية السلمية عن مقاصدها.
القراءة الشاملة و غير التجزيئية والتتبع الزمني والمرحلي لفصول هذا الصراع بين المحورين المذكورين يسمح لنا باستنتاج سبب آخر للحرب على غزة يتمثل في كون محور المقاومة تحول من خطة الدفاع واستيعاب الضربات، التي اعتمدها طيلة السنوات السابقة في فلسطين ولبنان وسوريا، إلى خطة للهجوم وذلك بعدما تم غزو العراق من طرف ميليشيا داعش.
إن الهجوم على الموصل واحتلال أراضي واسعة من الأرض العراقية لتضاف إلى أراضي أخرى محتلة سورية، من طرف المخلوق الجديد الذي تم صنعه في الغرف السوداء للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية المسمى "داعش"، هذا المخلوق المشوه في خلقته المعاق في تفكيره الهمجي في فعله وحركاته؛ شكل هذا الهجوم تحولا خطيرا في الخريطة الجغرافية للصراع، كما شكل خرقا في جدار كتلة المقاومة، وخطورته تتمثل في كونه مقدمة لتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة "الشرق الأوسط الجديد" وفق المقاييس الأمريكية وذلك من خلال تقسيم العراق وتفكيك دولته إلى ثلاث دويلات: واحدة سنية في الوسط سيطر عليها الآن تنظيم الإرهاب الداعشي بتنسيق وتمهيد من طرف محافظ الموصل أخو رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي وبتمويل وغطاء سياسي من بعض الدول الإقليمية تركيا وقطر، الدولة الثانية كردية في الشمال والتي تم العمل عليها بشكل جدي مباشرة بعد احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني، أما الثالثة فهي شيعية في بغداد والجنوب، كل ذلك بعد أن لم يعد للترتيبات التي تركتها قوات الاحتلال الأمريكي عقب عدوان 2003 مجال للاستمرار.
إذن بعد انتقال المحور الأمريكي، في خطته، من مرحلة الهدم والتدمير وفق سياسة ومفهوم الفوضى الخلاقة، إلى مرحلة البناء والتشييد العملي للجزء الأول من مشروعه "الشرق الأوسط الجديد" على الأرض العراقية فإن رد محور المقاومة لم يتأخر كثيرا وجاء هجوميا هذه المرة على المنطقة الحساسة والأكثر إيلاما ووجعا في جسم المحور الآخر، الجزء الذي لا يتحمل أدنى درجة الألم إنه الكيان الإسرائيلي و عاصمة احتلاله "تل أبيب"، حيث فتحت جبهة غزة وشرعت المقاومة مباشرة وعبر صواريخ فجر5 الإيرانية وغيرها من الصواريخ السورية في استهداف كل المدن والمستوطنات بحيث لم يعد من مكان على طول تراب فلسطين المحتلة بمنأى عن صواريخ المقاومة، فهي قصفت "تل أبيب" وما بعد "تل أبيب" مباشرة بعد بدء العدوان الصهيوني على غزة بدون أي مبرر فالصهاينة لا يحتاجون أصلا لمبررات.
إن المقدمات التي تزكي الذهاب إلى هذا الاستنتاج تكمن أيضا في طبيعة علاقة الصراع القائم بين المحورين المذكورين والتي تتغير تكتيكاتها وأساليب إدارتها من حرب لأخرى.
عندما حاول المحور الصهيوأمريكي استيلاد شرق أوسطه الجديد بطريقة قيصرية خلال حرب تموز 2006 على لبنان، مني بهزيمة نكراء أذلت جيشه وكسرت هيبته، وشهد بذلك تقرير القاضي الإسرائيلي "فينوكراد" الذي ترأس لجنة التحقيق في الحرب حيث اعترف بالهزيمة صراحة. بعد ذلك توصل منظرو واستراتجيو هذا المحور أن يُلجأ إلى أسلوب جديد في المواجهة إنه أسلوب الحرب الناعمة والتي قوامها أن تتم المعركة من خلال وكلاء مثل داعش وجبهة النصرة والجيش الحر ومجموعات الألوية التي لانهاية لتسمياتها "القعقاع، الفاروق..."، وبتمويل وتغطية سياسية وديبلوماسية للأصدقاء من دول الخليج وتركيا الأطلسية.
فبالحرب الناعمة ستتحقق الأهداف ويضمن هذا المحور السلامة لجنوده وأرضه ومصالحه الاقتصادية وأمنه، ويتحقق مشروع "الشرق الأوسط الجديد" بأقل تكلفة وبدون منغصات ممانعة أو مقاومة.
دائما وفي ظل العناصر الواقعية التي تعزز هذا الاستنتاج نقف مرة أخرى عند الملابسات التي أحاطت بالشرارة الأولى لإشعال الحرب، حيث أن السبب الظاهري كان هو خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم، مع العلم أن الجهة الخاطفة لم تعرف إلى حدود اللحظة، كما أن رد المقاومة على العدو لم يكن من باب الانتقام وإلا كيف نفسر سكوت المقاومة وكف صواريخها وطائراتها بدون طيار واستعمال الأنفاق والإنزال خلف خطوط العدو وغيرها من التكتيكات والوسائل القتالية، التي فاجأت بها الصديق قبل العدو في هذه الحرب، طيلة الفترات السابقة التي تعرضت خلالها لضربات العدو المؤلمة، في أكثر من جهة وأكثر من مكان، مثل اغتيال قادة عسكريين كبار داخل غزة وخارجها كالجعبري، واعتقال بعض قادتها السياسيين واختطاف نوابها واستمرار القصف وهدم الأنفاق في رفح...
كيف نفسر عدم الرد على كل هذه الاعتداءات و الانتهاكات والصبر على الحصار كل هذه المدة، بحيث لم يأت هذا الرد إلا الآن وبهذه القوة ومن خلال هذه المفاجآت التي أبهرت العالم؟؟
فهل تكون حرب غزة، التي تنذر الأيام المقبلة بالشؤم وسوء الطالع على الكيان الصهيوني وقادته ومستوطنيه، الجواب الغزاوي من فلسطين على متغيرات الوضع الجديد في المنطقة؟ جواب ستجيبنا عنه تطورات الأوضاع ومآلاتها المتلاحقة.
*كاتب مغربي

الجمعة، 22 أغسطس 2014

الخطر الأكبر على نظام السيسي



بقلم/خالد الشامي__القدس العربي
            هل تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي من احكام قبضته على الحكم بعد ان «نجح في سحق جماعة الاخوان» (حسب تعبير تقرير لوكالة الانباء الفرنسية الاسبوع الماضي) بعد مرور عام على فض اعتصامي رابعة والنهضة؟ هل مازال يواجه اخطارا اساسية؟ وما هي تلك الاخطار؟
اسئلة معقدة يصعب الاجابة عنها بشكل واف في هذه العجالة، خاصة انه من الحتمي الوصول اولا الى فهم عميق لمصادر القوة التي يقوم عليها النظام، قبل التعامل مع الاخطار التي تهدده، ثم مدى وعيه بها، ومدى قدرتها على التأثير في الوضع السياسي في البلاد.
اولا- من دون شك فان المؤسسة الامنية (الجيش والشرطة) تأتي في مقدمة الركائز التي يستقي النظام منها قوته، بل ووجوده نفسه، وهو يستفيد من مخزون شعبي تاريخي من مشاعر الاحترام والثقة للقوات المسلحة. ويتبدى هذا جليا في القبول العام لاشراك الجيش في مشاريع تنموية ضخمة، مثل انشاء اقليم قناة السويس، وغير ذلك، بل ان البعض طالب مؤخرا باسناد حل قضية انقطاع الكهرباء الى الهيئة الهندسية في المؤسسة العسكرية بسبب ما تتمتع به من انضباط.
ثانيا- المصدر الثاني لقوة نظام السيسي هو نوع من «المزاج الشعبي الداعم لشخصه» وهو يقوم على شعور بالعرفان بدوره في انهاء حكم جماعة «الاخوان»، ويتناسب هذا «المزاج» طرديا او عكسيا مع مشاعر عامة بالنفور والكراهية للجماعة، لدى نسبة كبيرة من المصريين، ما يفسر استمرار الحملات الحكومية الدؤوبة التي تستهدف الابقاء على تلك المشاعر وتقويتها عبر التركيز على الخطر الارهابي وربطه بالموقف من الجماعة.
ثالثا – وهذا يقودنا تلقائيا الى المصدر الثالث وهو وسائل الاعلام. ومن الواضح ان النظام، ومن اليوم الاول، اعتبر ان دورها يمثل اهمية قصوى لنجاحه. ومن الحقائق البارزة ان السيسي التقى الاعلاميين اكثر من اي فئة مهنية او سياسية اخرى، بل انه رفض لقاء زعماء الاحزاب بسبب اعتقاده انها مجرد واجهات اعلامية، وهو السبب نفسه الذي جعله يرفض الانضمام الى او تشكيل حزب سياسي، مكتفيا بما سماه «الظهير الفكري» ردا على السؤال بشأن افتقاده لظهير سياسي.
الا ان النظام بدأ يدرك في الاونة الاخيرة، ومع مقاربة «شهر العسل» على الانتهاء، انه لم يكن ممكنا الاكتفاء بتلك الركائز للنجاح وربما الاستمرار، بل ان بعضها يحمل في طياته خطرا حقيقيا عليه. وهكذا بدأ يتحرك الى توسيع تلكالقاعدة، سعيا الى الوصول لمرحلة تمكنه من مراجعة اسباب قوته وتنقيتها. ومثال ذلك:
اولا- مشروع «صندوق تحيا مصر»، الذي تبناه السيسي شخصيا ومنحه شعار حملته الانتخابية، كوسيلة لاستقطاب رجال الاعمال لدعمه بالاموال السائلة الضرورية لخلق حالة من الحراك الاقتصادي، خاصة مع بوادر متنامية على فتور حماس دول خليجية في دعم الاقتصاد المصري. واذا كنا نصدق ما قاله رئيس تحرير احد الاصدارات الصحافية الحكومية مؤخرا، فان مصر لم تحصل على دولار واحد من المساعدات الخليجية، منذ تولي السيسي الحكم. واذا كان السيسي حصل لنفسه على «قلادة الملك عبد العزيز» نتيجة لزيارته الاخيرة للسعودية، فليس واضحا ان كان حقق اي فائدة للاقتصاد الوطني من ورائها. ويبدو ان الرياض ليست راضية تماما عن بعض توجهات السيسي في السياسة الخارجية، ومنها الاستقلالية النسبية في الموقف تجاه النظام السوري، وكذلك «اللهجة القومية الناصرية» في تحركاته السياسية، ومنها تحالفه مع روسياوما يعنيه من تحول استراتيجي محتمل، وارساله وزير خارجيته لزيارة بغداد بعد اتصال مع نوري المالكي المعادي للسعودية، واخيرا عدم اغلاقه الباب تماما امام تقارب محتمل مع ايران. ومن الصعب معرفة ان كان السيسي سيتمكن من تحقيق الهدف من صندوق، وهو «ان يكون عنده مئة مليار جنيه على جنب» حسب تعبيره، او ماهية المشاريع التي ستنفق فيها.
ثانيا- اعادة بناء الجهاز البيروقراطي المتهالك للدولة عبر تخطيط جديد للمحافظات، وما يعنيه من اعادة للنظر في اجهزة الحكم المحلية الغارقة في الفساد والبطالة المقنعة.
ثالثا- اعتماد سياسة الصدمات الايجابية عبر الاعلان عن سلسلة من المشاريع القومية الكبرى (بناء ثلاثة الف كيلومتر من الطرق الجديدة، واستصلاح اربعة ملايين فدان، وبناء خمسة ملايين شقة، الى جانب حفر قناة سويس جديدة) وهي تحتاج الى سنوات لانجازها، لكنها تمنحه مادة للاستهلاك الاعلامي، والاهم ما يحتاجه من الوقت للانتهاء من الملفات الامنية والاقتصادية الضاغطة. الا ان الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، حيث بدأ النظام يعاني من مردود عكسي على اكثر من صعيد، حتى تحولت بعض ركائز قوته المفترضة الى مصادر لمخاطر محدقة.
فقد ادى افتقاره الى برنامجي اقتصادي حقيقي الى انفجار عدد من المشاكل الحياتية في وجهه، ومنها تفاقم ازمة الكهرباء التي بينت مدى عدم واقعية طرحه الانتخابي لـ»اللمبات الموفرة للطاقة» كحل لازمة الطاقة المعقدة. وادى هذا الى تصاعد التآكل في شعبيته، وهو ما بدا واضحا في ضعف الاقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية.
اما الاعلام الذي يعول عليه كثيرا فقد تحول الى نافذة يعود منها نظام مبارك بوجوهه القبيحة واساليبه المرفوضة عند اغلب المصريين، الى درجة يبدو معها ان اولئك «الشبيحة» الذين يتقمصون ادوار اعلاميين اصبحوا يشكلون خطرا حقيقيا على النظام يفوق كثيرا ما تمثل اي جماعة سياسية او دينية معادية. وليس واضحا متى سيدرك النظام ان اولئك (الاعلاميين) ليسوا من حرك الجماهير في الثلاثين من يونيو، وانهم لو كانوا قادرين على ذلك لنجحوا في دفعهم للتصويت بكثافة في الانتخابات، بل انهم فقدوا مصداقيتهم تماما عند اغلبية المشاهدين.
اما الاعمال الارهابية فقد فشلت تاريخيا في تحقيق اي مكاسب سياسية لمن يقوم بها او يقف وراءها في مصر، ولا تمثل اي خطر على بقاء النظام، بل انها تعطيه غطاء من الترهيب لممارسة ما يريد من اجراءات للحفاظ على الدولة وسط «قبول شعبي ولو على مضض» بالنظر الى ما يشهده المحيط الاقليمي من اهوال.
ومع اصرار جماعة الاخوان على نهجها الحالي، فقد فشلت في الاستفادة من النقص في شعبية النظام الحالي. وهكذا فانه مشهد يدفع البلاد مرة اخرى الى حالة من الفراغ والاحباط، وهذا يمثل حقا الخطر الاكبر ليس فقط على النظام، بل وحاضر مصر ومستقبلها ايضا.
٭ كاتب مصري

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

هل يشكّل خطر "داعش" فاتحة عهد جديد من التفاهمات بين المختلِفين على الساحة؟


20 آب 2014
كان لافتا لبعض الجهات ما انطوت عليه الاطلالتان الاعلاميتان الاخيرتان للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لجهة تبرئته الضمنية للسعودية من علاقتها بتنظيم "داعش" حين لمح الى ان هذا البلد يقيم على خشية مضمرة من هذا التنظيم الآخذ بالتمدد والصعود.
لا ريب في ان تلك الجهات توقفت مليا امام طيات هذا الكلام المخالف لتوجهات سابقة، ووجدت فيه أبعاداً عدة سيكون لها شأنها لاحقاً، أبرزها:
- ان نصرالله انما اطلق هذا الحكم المثير للانتباه استناداً الى معطيات واتكا ء على معلومات قد بلغته.
- او انه يعطي السعودية فرصة للتحلل من اي ارتباط مع هذا التنظيم الذي شيطنه الى درجة انه وضع خطره على قدم المساواة مع الخطر الاسرائيلي لجهة السعي الى تفتيت البلاد العربية وتمزيق نسيج مجتمعاتها وهو ما يفتح الباب لاحقاً لعمل ما مشترك لدرء خطر هذا التنظيم وكبح جماح اندفاعته بسرعة قياسية.
ان نصرالله يدرك ان مصطلح، ومفهوم، الخلافة التي اعلنها أخيراً زعيم داعش هو في جوهره مناقض تماماً لمنظومة المعتقدات السياسية والفقهية والدينية التي يقوم عليها الحكم في السعودية، لذا فان ساعة التصادم بين الطرفين آتية لا ريب فيها عاجلاً ام آجلاً.
- ان نصرالله يعي ان ثمة محوراً آخر ليس على وئام مع السعودية هو الذي يشكل حبل السرة لـ"داعش" ويمده بأسباب الحياة والنمو.
وفي كل الاحوال، ثمة اعتقاد بدأ يسري فعلا لدى دوائر القرار في 8 آذار وفحواه ان مرحلة السعي لمحاصرة خطر "داعش" قد بدأت لدى جهات غربية واخرى عربية، خصوصاً ان هذا التنظيم قد تمدد الى مناطق وتجاوز حدودا هي بالنسبة الى هذه الجهات خطوط حمر. وعليه كان ثمة رفض قاطع لتمدد "داعش" واخواتها الى بلدة عرسال، وقد مورست على هذا التنظيم ضغوط للخروج منها سريعاً بعدما اقدم على غزو هذه البلدة اللبنانية الطرفية وعينه على البقاء فيها وليس الخروج منها بالسرعة التي خرج فيها. وفي موازاة ذلك سارعت واشنطن لتحول دون وصول قوات التنظيم نفسه الى مناطق حكم الاكراد في شمال العراق من خلال قيام طائراتها الحربية بقصف يومي لمواقع تابعة لهذا التنظيم وتزويد الاكراد اسلحة متطورة.
وفي السياق نفسه سرت أخيراً في اجواء معينة معلومات فحواها ان ثمة بوادر لتنسيق امني سوري – اميركي بغية توجيه ضربات لاهداف تابعة لـ "داعش" في محافظتي الرقة والحسكة السوريتين استتباعاً للضربات التي شرعت واشنطن والبشمركة في توجيهها للتنظيم اياه في مناطق الموصل وسد الموصل وسنجار ومخمور. اذاً ثمة استنفار عربي - غربي – كردي قد بدأ للوقوف في وجه "داعش" او على الاقل تقنين تمددها لا سيما بعد ورود معلومات توحي بان هذا التنظيم في وارد التحفز لفتح مناطق اخرى خارج مناطق وجوده الحالية في العراق وسوريا وبالتحديد في اتجاه دول مجاورة لم تطأها اقدام مقاتليه بعد لا سيما بعد انجازاته وفتوحاته، العسكرية السريعة والكاسحة على حساب جيوش كان ينظر اليها على انها قوية مثل الجيش العراقي. ولا شك في ان هذا الاستنفار الغربي – العربي لجبه تمدد "داعش" قد شاكله استنفار ايراني مماثل عنوانه العريض امتصاص هادىء لآثار الضربة الصاعقة التي تلقتها طهران في منتصف حزيران الماضي على يد "داعش" بفعل الانهيار السريع لحلفائها الاقربين في بغداد، وكانت فاتحة الخطوات لاستيعاب هذه الهزيمة وتداعياتها الضغط الذي اطاح نوري المالكي بعد الانقلاب عليه من داخل حزبه، حزب الدعوة، الاعرق على الساحة الشيعية العراقية.
استسلام المالكي وانكفاؤه أخيراً عن صدارة المشهد السياسي الذي تصدره طوال 8 اعوام عدّتهما بعض الاوساط في بيروت ثمرة تقارب خفي اولي بين طهران والرياض، مما بعث لدى هذه الاوساط تفاؤلا جعلها تراهن على امكان ان ينعكس انفراجاً على الساحة اللبنانية ينهي مرحلة الشغور الرئاسي ومرحلة التعطيل ويمهد لاعادة تكوين السلطات السياسية ويضع حداً للتشنج والاحتقان الحاصل منذ زمن. البوادر الاولى لهذا الأمر وجدت هذه الاوساط ابرز تجلياته في عودة الرئيس سعد الحريري المفاجئة الى بيروت بعد غياب طويل. ومعلوم ان اوساط "حزب الله" وقوى 8 آذار عموما لم تهلل لهذه العودة للحريري، لكنها توقفت ملياً امام الكلام الذي ادلى به الحريري في اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس النواب نبيه بري وعبّر فيه عن رغبته في الانفتاح وانه لم يعد الى بيروت ليفتح جبهات مواجهة مع احد بل هو مستعد لفتح قنوات تواصل مع الجميع. المهم ان هذه الاوساط ادرجت كلام الحريري في خانة العقلنة السياسية التي فرضتها تحديات مرحلة ما بعد احداث عرسال وما طرحته من تداعيات ومخاطر خصوصاً على وضع شارع "تيار المستقبل"، الا انها وجدت انه كلام غير كاف لبناء تصورات ورهانات جديدة، ويحتاج بالتالي الى خطوات عملية أعمق، من اولى بوادرها وقف الخطاب السياسي المؤدي الى التشنج . وفي كل الاحوال تعتقد الاوساط نفسها ان الخطاب الأخير للسيد نصرالله والذي خصصه بغالبيته لموضوع وحيد هو خطر "داعش"، قد نجح فعلا في تظهير هذا الخطر والقى الاضواء الساطعة عليه لا سيما بعدما اعتبره خطراً وجودياً لا ينبغي التعامل معه باستخفاف، واعدا باعطائه الاولوية في المواجهة، وهو ما شكّل احراجاً لجهات لم تكن ترغب في ذلك على الاطلاق. وبناء على ذلك فان السؤال المطروح هو: ماذا بعد؟واستطراداً هل سيكون خطر "داعش" الذي لم يعد خطراً فرضياً على الساحة اللبنانية بعدما ضرب ضربته الموجعة واللئيمة في عرسال، فاتحة مرحلة جديدة من التفاهمات والتقاربات على الساحة اللبنانية؟ ليس ثمة معطيات عملية توحي حتى الآن بذلك، لكن الثابت ان مرحلة ما بعد احداث عرسال قد بدأت، اي ان مرحلة الخشية من "داعش" صارت حقيقة لا يمكن نكرانها وتجاهلها بعد اليوم.
المصدر/جريدة النهارة اللبنانية

السبت، 16 أغسطس 2014

هل تستوعب اسرائيل دروس القسام ؟

Résultat de recherche d'images pour "‫كتائب شهداء الاقصى‬‎"بقلم/ موسى المصلح 
انهزمت إسرائيل  بقواتها وعتادها  وانتصرت المقاومة بصبرها وإصرارها.
انتهى جنون الصهاينة  بالانسحاب  من غزة ,بعد أن عاتوا  فيها  فسادا  بقتل المئات من المدنيين وقصف   المستشفيات والمدارس والبنيات التحتية , دون تحقيق أي هدف عسكري يذكر. 

 ولم يتمكنوا من وقف صواريخ المقاومة التي تهاطلت على المدن الإسرائيلية كرد فعل على القصف الهمجي لغزة ,ودفعت  لمدة شهر بملايين الصهاينة  المرعوبين حد الهستيريا,إلى الملاجئ  كالفئران .   لا يغادروها  إلا  للعودة  إليها  مهرولين تحت صفارات لا ينقطع  صفيرها.

  ولم يتخلصوا من أنفاق تعددت و  تناسلت كالفطر وامتدت كالإخطبوط من غزة إلى داخل إسرائيل  وسمحت للمقاومة بالقيام بعمليات نوعية أربكت حسابات العدو الصهيوني.  وفندت أسطورة مخابرات العدو الصهيوني, التي تكشف ضعفها وعجزها في تحديد آماكن قادة حماس والمقاومة ,ومد بالمعلومات  الجيش الصهيوني  الذي بدا كثور هائج معصوب العينين يركل في كل صوب ودون هدف .

خسرت إسرائيل  وانتصرت المقاومة في غزة , رغم الأعداد الكبيرة  للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ   استشهدوا تحت القصف الإسرائيلي الأرعن  الذي لم يسلم من عنجهيته  الشجر والحجر,  من خلال خلق توازن الرعب.  ولم يعد الإسرائيليون يتفرجون امنين كالسابق أمام شاشات التلفاز أو يرشفون قهوة على سطوح المقاهي وهم يشربون نخب جرائم جيشهم  آو يرتادون النوادي ويمشون في الشوارع بأمان أو تدور عجلة اقتصادهم بدعة وارتياح .

انتصرت حماس  التي استطاعت من خلال بسالة مقاومي  القسام أن تكسب تعاطف شعوب العالم  التي خرجت في مظاهرات صاخبة  تحمل الأعلام الفلسطينية وتطالب بتحرير فلسطين ومقاطعة الكيان الصهيوني .

انتصرت حماس بفك العزلة عنها والخروج من دائرة  الشيطنة والإرهاب التي حاولت بعض الأنظمة العربية,  بمؤسساتها وإعلامها ركن المنظمة فيها قبل ان تقلب البذلة  وترتدي    بنفاق مثير للشفقة ثوب الوسيط   لتدير المفاوضات   على أرضها بين الفلسطينيين وإسرائيل  , بعدما أخفقت إسرائيل في القضاء على منظمة لم يخفوا امتعاضهم منها ورغبتهم المعلنة  في قضاء الجيش الصهيوني عليها.

انتصرت حماس   بالتفاف الفلسطينيين حول المقاومة  عكس ما كانت تروم إليه إسرائيل وبعض دول الجوار و نجح القسام وفصائل  المقاومة  الأخرى   في لم شمل فلسطيني لم تستطع كل المبادرات السياسية الطويلة   والمضنية تحقيقه وخلق وحدة وطنية  ظهرت ثمارها قي الوفد الفلسطيني  المفاوض في القاهرة .

خسرت إسرائيل وهي تكتشف عمليا  التطور النوعي والمؤلم لسلاح المقاومة وصواريخها وقوة تدمير في تطور  مضطرد ,  لن تستني غدا أي شبر من إسرائيل وتهدد وجودها ولو امتلكت من القوة العسكرية أضعاف ما تمتلكه اليوم  .

جاءت إسرائيل إلى المفاوضات وهي تجر أذيال الخيبة بعد أن استيقنت  أن المعادلة قد تغيرت وأنها جرت إلى تنفيذ مهمة لم تنجز منها شيئا يذكر, اللهم قتل المئات من جنودها ,واسر العشرات وتمريغ هيبة وصيت جيشها ومخابرتها في التراب, وبغض متنامي عبر شعوب العالم  جراء وحشيتها وقتلها للمدنين,

سترفع إسرائيل صاغرة الحصار عن غزة  بالمفاوضات  آو غيرها. ولتهيئ نفسها إلى إرجاع كل الأراضي التي اغتصبتها منذ 67  .ولتبدأ من الآن  تهيئ  مستوطنيها نفسيا وإقناعهم  بمغادرة مستوطناتهم في الضفة . وإعادة كل الحقوق  إلى أصحابها   والعمل على تحقيق حل الدولتين    . هدا هو السبيل  الوحيد  لاستمرار دولتها وديمومتها  في المستقبل  .وإلا  فإنها  بغطرستها ستحفر قبرها بيدها وتوقع  شهادة زوالها وان طال الأمد  . أما الميناء والمطار الفلسطينيين  فهما سيكونان من تحصيل حاصل  بعد رفع الحصار عن غزة .

قد يقول قائل هدا حلم باليقظة فنقول بل هو كابوس عاشه كل مستعمر عبر التاريخ الإنساني  فسألوا التاريخ عن فرنسا في الجزائر وسألوا الدول الكلونيالية  الأوروبية عن مستعمراتها في أفريقيا والقارات الأخرى هل تبقي لها من مستعمراتها شيء  . انه ليس حلما ولكن سنة الله في خلقه  ولن تستطيع  إسرائيل وحلفاءها  لسنة الله تغييرا .


من يدعم «داعش» تقنياً؟

Résultat de recherche d'images pour "‫الياس فرحات‬‎"
الياس فرحات 


لا شك ان فقرة الاتصالات عند «حزب الله» كانت الاهم في فقرات تقرير لجنة فينوغراد حول تقصير القيادات العسكرية الاسرائيلية خلال حرب تموز 2006. ذكر التقرير ان حزب الله تمكن خلال فترة الحرب بكاملها من الاحتفاظ بنظام قيادة وسيطرة بفضل استمرار عمل الاتصالات رغم التفوق النوعي التكنولوجي الاسرائيلي. اتجه حزب الله الى البساطة واستخدام الاتصالات القديمة غير المعقدة لمواجهة التقنية الاسرائيلية المتقدمة، فكانت الشبكة السلكية هي الخيار الافضل والاسلم. لو كان لدى العرب لجنة تحقيق عام 1967 لتوصلت لنتيجة ان فقدان الاتصالات في الجيش المصري ادى الى الانسحاب غير المنظم الذي تحول الى كارثة على القوات المسلحة المصرية التي انسحبت عبر صحراء سيناء الى الضفة الغربية لقناة السويس. في ليبيا لم يسقط القذافي الا بعد التشويش على نظام الاتصالات واجراء عمليات خداع ودخول على الموجات واعطاء اوامر مضللة توصلت بنتيجتها الى سيطرة الثوار على طرابلس الغرب بمساعدة الحلف الاطلسي، وملاحقة القذافي وقتله.
في سوريا هناك جيش مجهز ومدرب ويفترض بانه يمتلك نظام اتصالات واعتراض حديث، والامر نفسه ينطبق على الجيش العراقي الذي بلغت كلفة اعادة بنائه 25 مليار دولار. يشير مجرى العمليات العسكرية خلال ثلاث سنوات في سوريا وشهرين في العراق الى ان أيا من الجيشين في كلا البلدين لم يكن قادرا على اعتراض اتصالات المتمردين من «داعش» في العراق و«النصرة» و«داعش» وباقي التنظيمات المرتبطة بهما في سوريا. ما زالت شبكة القيادة والسيطرة تعمل في جبهة النصرة و«داعش» بشكل ممتاز، وآخر دليل هو الهجوم على مواقع الجيش اللبناني في عرسال واحتلال تلك البلدة اللبنانية ثم الانسحاب منها، بعد اتخاذ قرار من قادة التنظيمات. تبين من احداث عرسال ان اتصالات «داعش» و«النصرة» تعمل على افضل حال وان نظام القيادة والسيطرة يعمل بشكل طبيعي في جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية برغم انها منطقة غير مأهولة!
كما تبين في عملية احتلال الموصل استمرار نظام الاتصالات لدى «داعش» من دون عوائق، وتوافر معدات تقنية عالية لدى هذا التنظيم مكنته من التشويش على الجيش العراقي. في سوريا تشير الوقائع الى ان اتصالات «النصرة» و«داعش» وتوابعهما ما زالت منيعة ضد اي خرق او اعتراض.
ومن اللافت ان شبكة اخبارية بثت تقريرا حول اخلاء نساء واطفال من الطائفة الايزيدية بواسطة «هليكوبتر» اميركية من قرب جبال سنجار لانقاذها من مصيرها المحتوم على يد «داعش»، واستقدمت معلقين للحديث عن هذه المهمة الانسانية. لم يسأل احد من المعلقين عن الطائرات من دون طيار التي كان يمكن استخدامها من اجل قصف مواقع «داعش» بدقة قبل ان تهجر المسيحيين والايزيديين، كما فعلت عندما تهددت مناطق استثمارات شركات النفط الاميركية في كردستان العراق. بشكل ابسط، كان ممكنا للولايات المتحدة التي لا يجادل احد في تقدمها التكنولوجي في قطاع الاتصالات والمعلوماتية، ان تعطل نظام الاتصالات و«الانترنت» والقيادة والسيطرة لدى «داعش» والتنظيمات الارهابية الاخرى.
تسمح هذه المعطيات التقنية بطرح اسئلة سياسية واهمها من يدعم «داعش» و«النصرة» - اي «القاعدة» - تقنيا؟ ألا تمكن محاربة الارهاب بالوسائل التكنولوجية لشل اعمال هذه التنظيمات في سوريا والعراق، وفي مرحلة ما في مصر وتونس والجزائر وربما السعودية ايضا؟ من اين حصلت «داعش» والتنظيمات الارهابية على هذه الامكانات الضخمة والمتقدمة في قطاع الاتصالات و«الانترنت» خصوصا لجهة حمايتها من الاعتراض؟ لماذا لا تساعد الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة في تعطيل اتصالات هذه التنظيمات التي تضعها على لائحة الارهاب، لا سيما ان هذه التنظيمات ليست خلايا نائمة، وانما جيوش تتألف من عشرات الآلاف ولها قواعد لوجستية وغرف عمليات لا يمكنها العمل من دون جهاز اتصالات متطور وآمن ومحصن من الاعتراض والتشويش؟

الاثنين، 11 أغسطس 2014

هدا ماقدم اردوغان لبلاده .. فمادا قدم الحكام العرب لبلدانهم عدا القهر والجمود والتخلف !!!

.احسان الفقيه   كاتبة اردنيه
 هذا هو ابن العم ‫#‏اردوغان‬ .. فمن أنتم ؟؟ ومن الذي يستحقّ ولائي التام ؟؟
و هل أردوغان زعيم حزب ام زعيم أمّة أم رمز من رموز الإسلام؟
ام علينا واجب قوميّ عروبي للعمل على إسقاطه وفضحه لإرتكابه السافر
للجرائم التالية بحق بلاده وشعبه ودينه؟؟
دعونا نتأمّل ونرى بعض اقترافاته وحماقاته ..
1- الناتج القومي لتركيا المسلمة عام 2013 حوالي ترليون ومائة مليار دولار وهو يساوي
مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصادات ثلاث دول في الشرق الاوسط ايران السعودية
الإمارات فضلا عن الاردن وسوريا ولبنان.
2- أردوغان قفز ببلاده قفزة مذهلة.. من المركز الإقتصادي 111 الى 16 بمعدل عشر
درجات سنوي مما يعني دخوله الى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار ( G-20 )
في العالم.
3- العام 2023 يوافق إنشاء الدولة التركية الحديثة وهو التاريخ الذي حدده اردوغان لتصبح
تركيا القوة الاقتصادية والسياسية الأولى في العالم..وسينجح والأيام بيننا..
4- مطار اسطنبول الدولي أكبر مطار في اوروبا ويستقبل في اليوم الواحد 1260 طائرة
فضلا عن مطار صبيحة الذي يستقبل نصف هذا العدد ..
5- الخطوط الجوية التركية تفوز كأفضل ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات على التوالي.
6- في عشر سنوات زرعت تركيا مليارين و 770 مليون شجرة حرجية ومثمرة !!
7- تركيا صنعت للمرة الأولى في عهد حكومة مدنية أول دبابة مصفحة وأول ناقلة جوية
وأول طائرة بدون طيار وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام يا عباقرة تصنيع
الفلافل والتبولة والشراشف المطرزة والسيوف الخشبية..
8- اردوغان في عشر سنوات بنى 125 جامعه جديدة
و 189 مدرسة
و 510 مستشفيات
و 169 الف غرفة صفية حديثة ليكون عدد الطلاب فيها لا يتجاوز 21 طالبا او طالبة..
فحدثوني عن أوغاد عروشكم ؟؟
9- عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية واجتاحت اوروبا وامريكا رفعت الجامعات الامريكية
والاوروبية الرسوم الجامعية بينما أصدر أردوغان مرسوما بجعل الدراسة في كل الجامعات
والمدارس التركية مجانية وعلى نفقة الدولة !!
10- في عشر سنوات كان دخل الفرد في تركيا 3500 دولار سنوي ارتفع عام 2013 الى
11 الف دولار وهو أعلى من نسبة دخل المواطن الفرنسي في بلده
ورفع فيمة العملة التركية الى 30 ضعف ..
11- في تركيا تعمل الدولة جاهده لتفريغ 300 الف عالم للبحث العلمي للوصول الى عام 2023 !!!
12 - في أكبر إنجاز سياسي لتركيا..
اردوغان عمل على إحلال السلام بين شطري قبرص
ومحادثات تسوية مع حزب العمال
الكردستاني لوقف نزيف الدم واعتذر للأرمن وهي ملفات
عالقه منذ تسعة عقود !!
13- - في تركيا المسلمة ارتفعت الرواتب والأجور بنسبة 300% وارتفعت أجرة
الموظف المبتدئ من 340 ليرة الى 957 ليرة تركية وانخفضت نسبة البطالة من 38% الى 2% ..
14- في تركيا المسلمة ميزانية التعليم والصحة فاقت ميزانية الدفاع وأعطي المعلم
راتب يوازي الطبيب !! تأمّلوا أولوليات أردوغان التي هي من آخر اهتمامات مسوخكم ..!!
15- في تركيا المسلمة تمّ انشاء 35 الف قاعة مختبرات لتكنولوجيا المعلومات
وقواعد بيانية حديثة ويتدرب الشباب الأتراك في مراكز لا تخضع لمنظمات تجسسية
عالمية تشتري ولاء المتدربين من جنود جيوشنا وشبابنا بأول جولة سياحية
وعشاء فاخر وكأس نبيذ..!!
16- اردوغان سدّد عجز الميزانية البالغ 47 مليار وكانت آخر دفعة للديون التركية
300 مليون دولار تم تسديدها في يونيو الماضي للبنك الدولي السيء السمعة
وقد أقرضته تركيا 5 مليار بالمناسبة اقصد البنك الدولي
بل ووضع اردوغان 100 مليار في الخزينة العامة في حين كانت دول عريقة في
اوروبا وامريكا تتخبط تحت وطأة الديون والربا والإفلاس !!
17- تركيا كانت صادراتها قبل عشر سنوات 23 مليار اصبحت 153 مليار تصل الى
190 دولة في العالم وتحتل السيارات المركز الاول تليها الالكترونيات حيث ان كل ثلاثة
أجهزة الكترونية تباع في اوروبا هناك جهاز صناعة تركية..
18- حكومة اردوغان تبنّت عملية تدوير القمامة لاستخراج الطاقة وتوليد
الكهرباء ليستفيد منها ثلث سكان تركيا وقد وصلت الكهرباء الى 98%من منازل الأتراك
في المدن والارياف !!
19- اردوغان الدكتاتوري جلس مع طفلة لا تتعدى ال 12 من عمرها في مناظرة تلفزيونية
نقلتها وسائل الاعلام على الهواء وتحدثا عن مستقبل تركيا بنديّة
واحترم ذكاءها واندفاعها فأعطى الاطفال الاتراك المثل والقدوة في مناقشة ومناظرة
من يحكمهم في قراءة المستقبل !!
20- اردوغان صديق اسرائيل حسب زعم العلمانيين العرب وجه صفعة قوية لاسرائيل
وجعلها تعتذر عن ضربها لسفينة مرمرة التي كانت متوجهة الى غزة واشترط في
قبول الاعتذار ان ترفع الحصار عن غزة !
21 - اردوغان ( صديق اسرائيل) يوجه انتقادا لاذعا للحضور من العرب والاجانب الذين
صفقوا لكلمة بيريز الذي برر فيها الحرب على غزة في المنتدى الاقتصادي
دافوس 2009 وخرج غاضبا من المنتدى بعد ان قال للحضور ومنهم بعض
مسوخكم موبخا:
(عار عليكم ان تصفقوا لهذا الخطاب بعد ان قتلت اسر
ائيل آلاف الاطفال والنساء
في غزة )..
22-للبشاريين والسيسيين والحمقى :
اردوغان واجه معارضيه بالماء ولم يقصفهم بطائرات الميغ والسكود
وبراميل الموت
ولم يُنكّل بأهل سيناء ولم يقتل 10 آلاف مسلم بحجة
أن ( الرئيس فشل وأن مؤيديه مخطوفين ذهنيا) ...
*هذا الديكتاتوري هو الذي بكى عند اصغائه لرسالة البلتاجي يرثي ابنته الشهيدة
في لقاء نقل على الهواء مباشرة عبر الفضائيات في مشارق الارض ومغاربها !!
*والى من يقول اننا شعب عاطفي ويتلاعب بمشاعرنا أردوغان اقول:
لدموع الرجال لغة لا يفهمها الا الكبار فلتبحثوا لكم عن صفحات
أذناب وفئران تنتمون اليها..
23- اردوغان يرفض ان تخلع ابنته الحجاب فيرسلها لتدرس في اوروبا
وذلك قبل ان يُسمح بالحجاب في الجامعات التركية !!
24- اردوغان القائد المسلم الوحيد الذي يزور بورما هو وزوجته ويلتقي اهالي اقليم مينمار
المنكوب ويهتم بتفاصيلهم كأيّ أب..
25- أوعز اردوغان الى ان : ( أي طالب مصري يفصل من الجامعة من قبل سلطات
الانقلاب له الحق في أن يكمل دراسته في تركيا مجانا )..
اردوغان أعاد تدريس القرآن والحديث النبوي الى المدارس الحكومية بعد تسعة عقود
من الحكم العلماني طوعا فاختارها طلاب المدارس باستفتاء بلغ 91% ..
26- اردوغان كرّس حرية ارتداء الحجاب في الجامعات الحكومية ودار القضاء بإرادة
واستفتاء شعبي توافقيّ..
27- اردوغان القائد المسلم الذي أنار أكبر جسر معلق في العالم على شواطئ البحر الاسود
بأضخم إنارة تضمّ حروف كلمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في حين كانت إحدى الدول
العربية التي تدّعي العروبة والاسلام تصنع أكبر شجرة (كريسمس) في العالم بلغت
تكلفتها 40 مليون دولار أشير الى دولة المؤامرات اقصد الامارات ..
28- اردوغان أطلق مسيرة مكونة من عشرة آلاف طفل مسلم بلغوا السابعة من العمر
يجوبون شوارع اسطنبول معلنين بلوغهم سن السابعة .. متفاخرين بأنهم سيبدأون
فرض الصلاة وحفظ القرآن ..!!
** انجازات اردوغان لا تعد ولا تحصى ولكن في رأيي ان أعظم إنجازات ابن العم اردوغان
أنه أيقظ فينا الكرامة والعزة والأنفة والكبرياء بينما تسابق مسوخ عروشنا
في إذلالنا وتنافسوا بسحقنا وتذكيرنا بأننا مجرد رعاع ولا نصلح للحكم ..
هذا بعض ما حقّق أردوغان فمن الذي يستحقّ ولائي..؟؟
------------

الأحد، 10 أغسطس 2014

مفهوم رأس المال غير المادي وفق دراسة البنك الدولي


مفهوم رأس المال غير المادي وفق دراسة البنك الدولي
اعتدنا في المغرب، أن يعقب الخطاب الملكية الكثير من السجال والشرح والتوضيح، سيما بعض الخُطب التي يمكن وصفها بأنها محورية وتروم التأسيس لسياسات عمومية مستجدة. من قبيل خطاب "الفهوم الجديد للسلطة"، و"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، " 9 مارس". ونظرا لمجموعة من الأسباب التي يصعب حصرها في هذا التقديم، فإن أغلب النقاش الذي يعقب هذه الخطابات يكون في اتجاه الاشادة بفُرداته، وجعله مرحلة فاصلة لها ما قبلها وما بعدها. وهذا ما حدث بعد خطاب العرش الذي صادف مرور 15 سنة على تول الملك محمد السادس الحكم. حيث تسرّعت القراءات، وكثر التحليل، وتسابق الساسة والمحللون على استديوهات التحليل بهدف توضيح مرامي الخطاب الملكي وتفسير مرتكزاتها. لكن للأسف لم تخلُ هذه المناسبة من إشاعة بعض المغالطات، وتضخيم حجم الانتظارات.
ومن هذه المغالطات محاول إيهام المتلقّي بأن الخطاب الملكي يُؤسّس لمفهوم جديد في الاقتصاد والسياسة، وذلك بخصوص الحديث عن رأس المال غير المادي، وأننا بصدد تصور جديد في عالم الاقتصاد. لكن من يُروج مثل هكذا كلام يتناسى أن المفهوم لا هو بالجديد ولا هو بالمتميّز، وإنما هو من قبيل المفاهمم المستهلكة عند الاقتصاديين والساسة، بل هناك من أصبح يرى فيه منهجا متخلفا من أجل قياس قوة اقتصاديات الدول، نظرا للعديد من الاختلالات التي يثيرها المفهوم.
ففي سنة 2006 أصدر خبراء بالبنك الدولي دراسة بعنوان "أين تكمن ثروة الأمم في القرن؟ قياس رأس المال للقرن 21". وهي الدراسة التي يبدو أن الخطاب الملكي قد استند إليها، وفيها فصل خاص عن Intangible capital وهناك من يترجمه بالرأس مال غير الملموس (كما هو حال قسم الترجمة بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وهناك من يترجمه بالرأس مال غير المادي).
هذا الفصل المعنون بـ " تفسير رأس المال غير الملموس المتبقي" يتعّرَّض بالتفصيل لمفهوم رأس مال غير المادي، ويعرّفه على أنه: رأس المال البشري (العمالة الخام و العمالة الماهرة)، المؤسسات الرسمية وغير الرسمية (الإدارة ورأس المال الاجتماعي)، والأصول الأجنبية (صافي الأصول المالية التي يتلقّى البلد عنها دخلا أو يدفع فائدة)، ثم الأخطاء والإسقاطات (الناتجة عن رأس المال الطبيعي ورأس المال المنتج) يمكن مراجعة الصفحة 86 من الدراسة الأصلية الصادرة عن البنك الدولي باللغة الانجلزية، أو الصفحة 123 من ترجمة مركز الإمارات).و يمثّل الرأسمال غير الملموس في معظم الدول، الحصة الكبرى من إجمالي الثورة. لكن هل يمكن قياس هذا الرأس مال؟ وبماذا يتم قياسه؟
تُبيّن الدراسة أن رأس المال غير الملموس يشمل رأس المال البشري والمهارات والدّراية الفنية الكامنة في قوة العمل. ويشمل كذلك رأس المال الاجتماعي، أي درجة الثقة بين أفراد المجتمع وقدرتهم على العمل معا لتحقيق أغراض مُشتركة. ويشمل أيضا عناصر الحَوْكمة أو الادارة التي تؤدي إلى تعزيز إنتاجية الاقتصاد، من قبيل نظام قضاء عادل، ونظام واضح لحقوق المِلكية، وحكم فاعل وديمقراطي. كل هذا يؤدي إلى تحقيق معدّلات عُليا من الثروة، ومن تمّ زيادة في القيمة المتبقية من رأس مال غير الملموس. إضافة إلى أنه عندما تحصل الدولة على فائدة عن السندات الأجنبية الموجودة في حوزتها، فإن ذلك يؤدي إلى زيداة الاستهلاك، ومن تم زيادة إجمالي الثروة والقيمة المتبقية من رأس المال غير الملموس. ونفس الأمر ينطبق على الدول التي توجد عليها التزامات أجنبية صافية، حيث تقل القيمة المتبقية كلما ارتفع مستوى الفائدة المدفوعة للأجانب. ومن مصادر الرأس مالي غير الملموس نجد أن خبراء البنك الدولي يركزون أيضا على الأخطاء المحتملة التي تنتج عن إسقاطات في تقدير رأس المال المنتَج ورأس المال الطبيعي، وتشمل الاسقاطات المصايد والمياه الجوفية.
ونظرا لأن هناك تباين في حيازة الدول للأصول الأجبنية وبعض الموارد الطبيعية، فإن دراسة البنك الدولي ركزت على أهم المساهمين وأكثرهم انتظاما في الرأس مال غير المادي وهما: رأس المالي البشري، ونوعية المؤسسات (أي نوعية الحكم). ولأن معدّي الدراسة يعترفون بصعوبة إيجاد قياس نقدي لرأس المال البشري، فإنهم يقترحون تعريفه على النحو الآتي: هو الرصيد من القدرات البشرية المنتِجة اقتصاديا". كما توصي الدراسة، من أجل الزيادة في رأس المال البشري، بضرورة الرفع من الانفاق على التعليم، والتكوين المستمر في العمل، والاستثمار في الصحة والتغذية.
هذا، ويقاس رأس المال بالبشري بمتوسط سنوات التعليم لدى السكان أو قوة العمل، حيث أنه يمكن الاعتماد على ارتفاع مستويات التعليم من أجل تفسير مستويات الانتاج. وتدخل في قياس دور التعليم العديد من المؤشرات من قبيل: نوعية المعلمين، وتوافر المواد التعليمية، ونسبة التلاميذ إلى الطلاب (مسألة الاكتضاض)، فكل دولار يصرف على التعليم يعود بربح مادي كبير على مداخيل الدول (سيما الانفاق على التعليم الابتدائي بالنسبة للدولة ذات الدخل المنخفض) (ص 126).
لكن يبقى أهم تحدي بالنسبة للدول منخفظة الدخل من أجل الرفع من رأس المال غير المادي، هو تلك الأفكار التي تقترحها دراسة البنك الدولي. فالدراسة تحدد أهم العوامل المؤثرة في الرأسمال غير المادي في :1 ـ التصويت والمساءلة السياسية، 2 ـ الاستقرار السياسي وانعدام العنف، 3ـ فاعلية نظام الحكم، 4 ـ النوعية التنظيمية، 5 ـ سيادة القانون، 6 ــ مراقبة الفساد. فهل يستطيع المغرب مثلا أن يتوفق في تحقيق هذه الشروط؟ هل يستطيع أن تكون لديه حكومة مسؤولة عن السلطة التنفذية مثلا؟ وهل لديه نظام قضائي مستقل عن كل السلط من شأنه تحقيق شرط سيادة القانون؟
إذا ما أردنا أن نركز فقط على أحد العوامل الستة التي تقترحها الدراسة بُغية الرفع من رأس المال غير المادي، وذلك بهذف إبراز كيف تستطيع هذه العوامل تحقيق النمو المطلوب. فإنه يمكن الاقتصار على "سيادة القانون". فلهذا العامل دور حاسم في بناء الثقة بين المجتمع والدولة، إذ أنه يُغطّي بعض جوانب رأس المال الاجتماعي لأي دولة، أي ما تسميه الدراسة "الثقة المُعمّمة" (ص 131) . فإذا كان التعليم يمثل 36 % من القيمة الاجمالية لرأس المال غير المادي، فإن عنصر سيادة القانون يشكل نسبة 57 % من هذا الرأس مال في بعض الدول. ومن أجل التوضيح أكثر تقترح الدراسة تتبّع قصة ثلاث دول استطاعت أن تحقق أكبر ارتفاع للثروة غير المادية، وهي تركيا والسلفادور والبيرو.
فتركيا وهي الأغنى بين الدول الثلاث حيث يبلغ نصيب الفرد من دخلها الاجمالي 2980 دولار، لا يشكل رأس مالها المنتَج إلا نسبة 18 % من إجمال ثروتها، بينما لا تمثل مواردها الطبيعية سوى نسبة 7 % ، أما الحصة الأكبر فهي عائدة إلى عنصر سيادة القانون. القصة الثانية هي لدولة "البيرو" التي يبلغ نصيب الفرد من دخلها القومي الاجمالي 1991 دولار، فهي ممتنة لرأس مالها البشري الذي يساهم بنسبة 47 % . فرغم أن مستوى سيادة القانون أقل مما هو في تركيا إلا أن أن تعليمها أحسن من تركيا. أما السلفادورـ وهي القصة الثالثة ـ فنصيب الفرد من الدخل الاجمالي القومي هو 2075، حيث تساهم تحويلات مواطنيها بالخارج بنسبة 24 % .
وتكمن أهمية هذا التحليل وهذه المعطيات في فهم حاجبات الدول وأولوياتها. إذ لكل دول احتياجاتها التي ينبغي أن تحضى بأولوية سياساتها؛ فهناك دول هي في أمس الحاجة إلى الاهتمام بالتعليم وجعلها في المتربة الأولى (زيادة نصيب الفرد من التعليم بواقع عام واحد، تؤدي إلى زيادة القيمة المتبقية بقيمة 10 % . يساهم تحسين النظام القضائي والارتقاء به مثلا في البيرو، إلى زيادة القيمة المتبقية بنسبة 25 % . أما في السلفادور، فإن حُسن تدبير تحويلات عمالتها بالخارج سيساعد على الحد من مستوى الفقر وذلك بالتشجيع على استثمار تلك التحويلات بدل استهلاكها، وهو ما سيساعد ـ على المدى الطويل ـ في عودة الرأس مال البشري والمواد الطبيعية إلى البلاد).
ما يمكن استنتاجه من الفقرات أعلاه هو أن بعض محترفي الاشادة، ومتصدري الشاشات "التحليلة"، لم تحفّزهم التجارب السابقة على التوقف عن لغة التبجيل والإشادة، وصناعة حجم كبير من الانتظارات التي قد لا يستجيب لها الواقع المتأمّل. وهو ما حدث مع أغلب الخطب الملكية المحورية التي حاول البعض أن يجعل منها مفتاحا سحريا لكل مشاكل المغرب. والحال أنها خطابات لا تكاد تخرج عن الطابع السياسي، الناحي نحو تعميق المشروعية السياية، وخلق نقاش عمومي حول أفضل السبل الممكنة من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة. لكن هل يحدث ذلك من دون الأخذ بعين الاعتبار الشروط الستة التي نصّت عليها دراسة البنك الدولي؟
*باحث مغربي في العلوم السياسية

السبت، 9 أغسطس 2014

الجمعة، 8 أغسطس 2014

الى الاعلامية المصرية ....... حين يتحول الاعلامي الى وسيط دعارة

avatar
بقلم : فاطمة الافريقي
تحية وبعد،
لم أشعر بالغضب من هذيانك التلفزيوني وأنت توزعين التهم الجاهزة على الأوطان والشعوب، شعرت فقط، بالشفقة على ما بلغه بعض الإعلام المصري من سقوط..
 لم أغضب لأنك أسأت إلى صورة وطني بتحليلك السطحي لواقعه السياسي والاقتصادي، أنا فقط، مصدومة من جهلك المعرفي وأسلوبك غير المهني في إعداد وتنشيط برنامج تلفزيوني، ومن إساءتك المتعمدة للرسالة النبيلة للصحافة والتلفزيون..
لن أُعاتبك على وقاحتك وأنت تنعتين وطني بالدعارة، لأنني ببساطة أتفهم خلفيات حكمك الانطباعي المتسرع، فأنت أسيرةَ ذهنية ذكورية شرقية مليئة بغبار الجاهلية والفحولة المتخيلة، وسجينة الصورة الشبقية والخرافية النمطية التي تسكن المِخيال الجمعي المشرقي والخليجي اتجاه المغرب الأقصى، الغامض والبعيد في الجغرافيا والثقافة.. 
ولن أجادلك في آرائك الشاذة والغريبة في العديد من القضايا، فمن مبدأ احترامي لحرية الرأي، سأدافع عن حقك في التعبير حتى وأنت تخلطين الأوراق وتعتبرين الانقلاب ثورة، والمقاومة إرهابا، والعدوان على شعب أعزل دفاعا عن النفس، وقتل المتظاهرين في ساحة رابعة بطولة وطنية، وإعدام المعارضين ديمقراطية..أنت حرة، حتى وأنت تتمادين في قسوتك وتتجردين من الحس الإنساني وأنت تبتهجين لمشاهد الدم..  
أنا غاضبة فقط، لأنك تمررين مواقفك وآرائك الشخصية كجرعات السم من خلال برنامجك التلفزيوني، ضاربة بعرض الحائط أبسط قواعد الحياد والموضوعية والتحفظ والاستقلالية والتي يجب أن يتحلى بها مُقدِّم برنامج إخباري تفاعلي ومباشر..
ففي أخلاقيات الإعلام التلفزيوني، لا يجب تضليل المشاهد بالرسائل المغلوطة دون أن ننبهه للحدود الفاصلة بين الخبر والدعاية وبين التحليل والرأي، فإن شئتِ التعبير عن آرائك الشخصية أو مواقفك السياسية، عليك أن تغيري المكان من كرسي المذيعة إلى كرسي الضيوف والمحللين وكتّاب الرأي كي يميز المتلقي بين المعلومة وبين التحليل وبين الرأي والانطباع الشخصي..
 فمقدمو البرامج هم مجرد وسطاء محايدون، مهمتهم تقديم المعلومة الصحيحة وطرح الأسئلة من أجل تعميق المعرفة، هم ليسوا فاعلين سياسيين ولا شعراء مديح في بلاط الحكام ولا مصلحين اجتماعيين، هم إعلاميون مهنيون عليهم أن يتجردوا من انتماءاتهم السياسية وأن يأخذوا مسافة من السلطة ومن المجتمع، وأن ينفتحوا على كل الآراء..
  تقديم برنامج تلفزيوني لا يعني الهذيان والصراخ والحماسة والانفعال العاطفي والخروج عن سياق النص.. فحتى وإن كان المقدم موهوبا ومبدعا في الارتجال، وفصيحا في الحديث، ويمتلك حضورا وجاذبية في الإلقاء، فلا يجب أن ينساق مع العفوية ويطلق العنان للخيال واللسان فيقترف الأخطاء القاتلة التي لا يصلحها الاعتذار.. 
التلفزيون، سيدتي، ليس دردشة عفوية مع أصدقاء مقربين ونحن نحتسي معهم قهوة مُرَّة في مقهى مطل على النيل، وليس حديثا بلا قيود في جلسة ضبابية ونحن ندخن الشيشة مع شلة مدمنين، ولا خروجا عن النص في مسرحية فكاهية  لسرقة ضحك مفتعل.. التلفزيون وسيلة إعلامية مؤثرة تتطلب التحلي بالمسؤولية والمهنية من خلال خط تحريري معلن، وتحتاج إعدادا قبليا ونصا معدا سلفا بالنقط والفواصل وعلامات الاستفهام والصمت. 
وفي الختام، أؤكد لك مرة أخرى بأنني لست غاضبة من نعتك للشعب  المغربي بالدعارة، فاتهامك عبثي وبلا مصداقية..
أنا غاضبة فقط، من استهتارك بالمهنة، وغاضبة جدا من تورطك المفضوح في الدَّعارة الإعلامية التي أهدت عذرية ثورة 25 يناير على أسِرَّة التضليل والزيف للاستبداد الجديد، والتي اغتصبت أحلام شباب رسموا للحرية أجنحة بدمائهم وأرواحهم في ميدان التحرير.. 
المصدر /جريدة زنقة 20 الالكترونية