السبت، 16 أغسطس 2014

هل تستوعب اسرائيل دروس القسام ؟

Résultat de recherche d'images pour "‫كتائب شهداء الاقصى‬‎"بقلم/ موسى المصلح 
انهزمت إسرائيل  بقواتها وعتادها  وانتصرت المقاومة بصبرها وإصرارها.
انتهى جنون الصهاينة  بالانسحاب  من غزة ,بعد أن عاتوا  فيها  فسادا  بقتل المئات من المدنيين وقصف   المستشفيات والمدارس والبنيات التحتية , دون تحقيق أي هدف عسكري يذكر. 

 ولم يتمكنوا من وقف صواريخ المقاومة التي تهاطلت على المدن الإسرائيلية كرد فعل على القصف الهمجي لغزة ,ودفعت  لمدة شهر بملايين الصهاينة  المرعوبين حد الهستيريا,إلى الملاجئ  كالفئران .   لا يغادروها  إلا  للعودة  إليها  مهرولين تحت صفارات لا ينقطع  صفيرها.

  ولم يتخلصوا من أنفاق تعددت و  تناسلت كالفطر وامتدت كالإخطبوط من غزة إلى داخل إسرائيل  وسمحت للمقاومة بالقيام بعمليات نوعية أربكت حسابات العدو الصهيوني.  وفندت أسطورة مخابرات العدو الصهيوني, التي تكشف ضعفها وعجزها في تحديد آماكن قادة حماس والمقاومة ,ومد بالمعلومات  الجيش الصهيوني  الذي بدا كثور هائج معصوب العينين يركل في كل صوب ودون هدف .

خسرت إسرائيل  وانتصرت المقاومة في غزة , رغم الأعداد الكبيرة  للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ   استشهدوا تحت القصف الإسرائيلي الأرعن  الذي لم يسلم من عنجهيته  الشجر والحجر,  من خلال خلق توازن الرعب.  ولم يعد الإسرائيليون يتفرجون امنين كالسابق أمام شاشات التلفاز أو يرشفون قهوة على سطوح المقاهي وهم يشربون نخب جرائم جيشهم  آو يرتادون النوادي ويمشون في الشوارع بأمان أو تدور عجلة اقتصادهم بدعة وارتياح .

انتصرت حماس  التي استطاعت من خلال بسالة مقاومي  القسام أن تكسب تعاطف شعوب العالم  التي خرجت في مظاهرات صاخبة  تحمل الأعلام الفلسطينية وتطالب بتحرير فلسطين ومقاطعة الكيان الصهيوني .

انتصرت حماس بفك العزلة عنها والخروج من دائرة  الشيطنة والإرهاب التي حاولت بعض الأنظمة العربية,  بمؤسساتها وإعلامها ركن المنظمة فيها قبل ان تقلب البذلة  وترتدي    بنفاق مثير للشفقة ثوب الوسيط   لتدير المفاوضات   على أرضها بين الفلسطينيين وإسرائيل  , بعدما أخفقت إسرائيل في القضاء على منظمة لم يخفوا امتعاضهم منها ورغبتهم المعلنة  في قضاء الجيش الصهيوني عليها.

انتصرت حماس   بالتفاف الفلسطينيين حول المقاومة  عكس ما كانت تروم إليه إسرائيل وبعض دول الجوار و نجح القسام وفصائل  المقاومة  الأخرى   في لم شمل فلسطيني لم تستطع كل المبادرات السياسية الطويلة   والمضنية تحقيقه وخلق وحدة وطنية  ظهرت ثمارها قي الوفد الفلسطيني  المفاوض في القاهرة .

خسرت إسرائيل وهي تكتشف عمليا  التطور النوعي والمؤلم لسلاح المقاومة وصواريخها وقوة تدمير في تطور  مضطرد ,  لن تستني غدا أي شبر من إسرائيل وتهدد وجودها ولو امتلكت من القوة العسكرية أضعاف ما تمتلكه اليوم  .

جاءت إسرائيل إلى المفاوضات وهي تجر أذيال الخيبة بعد أن استيقنت  أن المعادلة قد تغيرت وأنها جرت إلى تنفيذ مهمة لم تنجز منها شيئا يذكر, اللهم قتل المئات من جنودها ,واسر العشرات وتمريغ هيبة وصيت جيشها ومخابرتها في التراب, وبغض متنامي عبر شعوب العالم  جراء وحشيتها وقتلها للمدنين,

سترفع إسرائيل صاغرة الحصار عن غزة  بالمفاوضات  آو غيرها. ولتهيئ نفسها إلى إرجاع كل الأراضي التي اغتصبتها منذ 67  .ولتبدأ من الآن  تهيئ  مستوطنيها نفسيا وإقناعهم  بمغادرة مستوطناتهم في الضفة . وإعادة كل الحقوق  إلى أصحابها   والعمل على تحقيق حل الدولتين    . هدا هو السبيل  الوحيد  لاستمرار دولتها وديمومتها  في المستقبل  .وإلا  فإنها  بغطرستها ستحفر قبرها بيدها وتوقع  شهادة زوالها وان طال الأمد  . أما الميناء والمطار الفلسطينيين  فهما سيكونان من تحصيل حاصل  بعد رفع الحصار عن غزة .

قد يقول قائل هدا حلم باليقظة فنقول بل هو كابوس عاشه كل مستعمر عبر التاريخ الإنساني  فسألوا التاريخ عن فرنسا في الجزائر وسألوا الدول الكلونيالية  الأوروبية عن مستعمراتها في أفريقيا والقارات الأخرى هل تبقي لها من مستعمراتها شيء  . انه ليس حلما ولكن سنة الله في خلقه  ولن تستطيع  إسرائيل وحلفاءها  لسنة الله تغييرا .


0 التعليقات: