الأحد، 7 يونيو 2015

سكوت ... اننا نصور الفيلم العيوشي الهبوط بالمغرب اللى الهاوية .




بقلم/ موسى المصلح 
من بين الدرائع التي ركب عليها منضرو  الغرب الكولونيالي  لأستعمار ونهب  دول الجنوب وخاصة افريفيا , هو تنوير هده البلدان واخراجها من شرنقة الجهل والتخلف و ادخال " الحضارة "  الغربية    ونمط العيش الغربي  الى ربوعها . وقد رأى  مفكرو  هده الفترة  ان الغرب هو المركز وان ثقافته وقيمه  يجب ان تهيمن على العالم كله ولو بقوة  السلاح  . وتبيد كل اشكال الحضارة الاخرى  بمسخ موروثها الثقافي وقيمها الانسانية وبقتل كل خصوصيانها  في مختلف نواحي الحياة.
   وما تعيشه افريقيا اليوم   من فقر وتخلف و  حروب دامية و نهب  للخيرات الا  نتاج لهده الفترة القاتمة من تاريخ افريقيا والتاريخ الانساني عبر الزمن .ولازال هدا الفكر  الاقصائي الكولونيالي  يسيطر حتى اليوم  وان لبس لبوسات مختلفة و اقنعة كثيرة  و دوغمائية ماكرة , تخفي غطرسة الغرب وجبروته. و تعاليه  وكفره  بالحرية الحقة , التي تعني  حرية الاختلاف  والتنوع وليس الحرية داخل قالب واحد ضيق  كابت  ووحيد .وادا كان  الفكر الأوروبي والغربي عامة قد جعل من التحضر والتقدم حصان طروادة لأستعمار  البلدان الافريقية وغيرها  و نهبها . فان الغرب المعاصر  يتخد من منظومة  حقوق الانسان, التي  فصلها على مقاسه وقيمه وانماط عيشه  في منظمة  الامم المتحدة التي  تلهج بفكر الغرب القوي   المسيطر , عصا الشرطي الغليظة  لقمع كل تمرد على أنمودج  الغرب ,أصل الفكر والحاضن لكل تقدم حسب نظرية المركز  .والمحارب لكل حركة تحاول الحفاظ على خصوصياتها وقيمها و نمط عيشها أمام  فكر استهلاكي  يتخد من المتعة  الغير المقيدة و المتجاوزة حدود البهيمية و المتعدية بمسافات  نرجيسية الفرد  في جماعة  تماهت مع رغبات الفرد حد الدوبان  قلبت المجتمعات الغربية  راسا على عقب. و أوجدت  قيما وعلاقات و سلوكيات لم يعرفها العالم  الغربي نفسه , تغرق الفرد في الأنانية لدرجة الوحدة القاتلة  المؤدية للانتحار  عند الوصول الى نقطة اللااشباع . وأصبحت شعوب العالم اليوم مجبرة   على طمس هويتها وثقافتها وسلوكها ونمط عيشها  والعيش والتفكير والتواصل حسب النمط الغربي   حكم الغالب على المغلوب  تكيفا  في السلوك و تقليدا في العيش  اكلا وملبسا وترفيها و ايمانا  بدوغما  الغرب.
ومند دخول  الاستعمار الفرنسي الى المغرب والمغاربة  يحاولون في  معركة مواقع   مستمرة  خفية ومعلنة  خلق  متاريس و عوائق للحفاظ على هويتهم ونمط عيشهم وثقافتهم وقيمهم   التي يفقدون كل يوم   جزء منها   امام  سيل جارف  للتغريب و قتل للهوية عبرتوظيف  كل الوسائل الحديثة للتواصل والتعايش . وادا كان المغاربة   قد صمدوا  طيلة فترة الحماية   وحافظوا على كينونتهم   وهويتهم وثقافتهم وقيمهم فان  اليوم   وبفظل الطابور الخامس الفرنكفوني المغربي  فان المغرب  مقبل على  مسخ و تحول قبيح   في القيم والمعتقدات  والسلوك الاجتماعي .  فما يشهده اليوم من لوبيات  متفرنسة تدافع عن الدعارة و المجوون و المثلية  وهدم قيم العائلة  بطقوسها وصيرورتها عبر قرون و ما نسمعه  من منابر  مأجورة لكسر كل القيود القيمية و تمكين الفرد من عيش بهيمته التي  قد تصل الى تدميره وقتل انسانيته   تحت دريعة اننا نستعمل  شتى اصناف التكنولوجيا الغربية فلمادا  نتافف في  لبس  الشخصية والسلوكيات الغربية الحديثة بكاملها دون قيد اوشرط حتى نتماهى مع الغربي ونصبح كاننا هو وهو نحن.
 ان المغرب البلد العريق   المعروف بتقاليد ضاربة في القدم و بأعرافه دات البعد الأنساني الرفيع , وخصوصيته التي لاتزان بالدهب  ونظامه السياسي الدي يستمد شرعيته  من خلال هدا الموروث التقافي والحضاري ,   ليئن تحت ضربات هدا الطابور الخامس للتغريب . الدي يتغلغل كالسرطان في الجسد لقتل  خصوصيات هدا البلد الاسلامي العربي  و جعله نسخة  تابعة دونية مشوهة  تعيش على هامش اوروبا  والانسلاخ من شخصيته وهويته .فان تمكن هؤلاء  القوم من نجاح مخططهم  لتغيرمشية المغرب ليسير  على الهوى الأوروبي  فان الأنسان المغرب سيعيس انفصاما خطيرا  بين  هوية ممسوخة مستلبة  وتاريخ تليد شامخ  وسيفقد المغرب روحه وهويته  ومن يفقد روحه وهويته فقد  مات وان عاش  وقرأ عليه السلام .
elmoslah@gmail.com

0 التعليقات: