الأربعاء، 12 فبراير 2014

غرداية بين التطرف المذهبي والعرقي





  عندما تصبح اللهجة او المذهب  الديني معولا من معاول الهدم  وسببا من أسباب التفرقة  والتباغض بين   أفراد الشعب الواحد ,   فاعلم أن يدا الخبث والدسيسة  قد انسلت بين ظفر الوطن ولحمه , كي  تعبث بأمنه واستقراره. ممتطية  حصان الشوفينية  ,  رافعة راية التمذهب  الأعمى والتلهيج  الانزوائي والاختلاف الأقصائي و الخصوصية المتقوقعة .
   ولعل ما يجري  في  غرداية في الجزائر  يدعو إلى التساؤل ويجر إلى البحث, في أتون هده الفتنة  , عن المستفيد من إشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد .
    اشتعل فتيل الأزمة في غرداية  بين العرب  المالكيين والبربر الميزابيين  الاباضيين ,  حسب الرواية الرسمية , بسبب شجار شج فيه رأس شاب عربي بحجر ادخل على أثره المستشفى وهو في حالة غيبوبة ,  ليبدأ الكر والفر بين الطائفتين  و إحراق المتاجر والاعتداء المتبادل على الأشخاص والممتلكات  بدافع  التطرف المذهبي , رغم أن الدين واحد والنبي واحد وما يقارب بين المذهبين المالكي والاباضي  اكبر من أن  يحدث هدا الشرخ ويشعل نار الفتنة . لكن الاصطفاف المذهبي ما هو   إلا الشجرة التي تخفي غابة من الاحتقان    السياسي والاجتماعي المحبط  في بلد  يشكو تخمة في موارد النفط والغاز  في حين  لا يجد  المواطن البسيط من مقومات العيش ما يحفظ به  كرامته وإنسانيته وأمنه   .
في هدا الجو المريب , وجه البعض أصابع الاتهام إلى الجيران  في ضرب استقرار وامن الجزائر.  لاسيما وان حكومتي البلدين في تنافر مستمر  وعلاقات متوترة باستمرار.   بينما اتهم البعض الأخر  جهات فرنسية  يهودية  في أ ذ كاء نار الفرقة والعداوة بين أبناء غرداية . ودلك من خلال  اذ كاء النعرة العرقية الشوفينية وبث خطاب تمزيغي  إقصائي.  مبني على  تيه هوياتي  , ينبني على أطروحات أسطورية وأكاذيب  تحمل حقدا دفينا لكل ما هو عربي من حضارة وثقافة . داعية إلى القطع مع تاريخ مجيد ورافد من روافد كينونة الدولة وأصالتها . ومبشرة بدولة تامزغا الكبرى الخالية  من العرب و التي تمتد  من المحيط إلى تخوم مصر بعلمها المعروف الذي رأى النور في الأكاديمية البربرية في باريس    بإيعاز من المخابرات الفرنسية سنة 1970 . وتشهره  الحركات  التمزغوية  أينما حلت وارتحلت  بدعم وتمويل غربي فاضح.
لعل  اتهام المغرب في شعل نار قد يكتوي بها  أولا قبل غيره أمر يجانب الصواب  لاسيما وان هده الحركات  تنشط   أيضا  في المغرب  وتجتهد   في تنفيذ مخططاتها  وسلخ المغرب من عروبته  وتاريخه  الإسلامي المشرق   وقطع كل صلة مع المشرق .
 إن ما وقع في غرداية  ما هو إلى شرارة صغيرة تندر,  لا قدر الله  , بحرائق مهولة  لن تستني أي ربع من ربوع المغربي العربي الكبير   إن لم تقم حكوماته مجتمعة  متضافرة الجهود في التصدي  لخطاب الإقصاء و التمييز العرقي البغيض  التي تدعو له هده الحركات التمزغوية , التي هي اخطر  من الحركات الإرهابية الدينية    . فاللعب على حبل  التميز العرقي  والدعوة  الى وهم دولة   تامزغا الكبرى ,  لعب  بنار  ذات  خطر كبير على وحدة شعوب هده المنطقة  وقد يجلب لها من الويلات والماسي ما يشيب له  ا لولدان. ولعل  نزاع   التوتسي والهوتو في  جمهورية رواندا   في
افر يقيا الوسطى-  الذي أودى عبر  مذابح رهيبة , بحياة  أزيد من 800000 توتسي, حسب إحصاء  هيئة  الأمم المتحدة  ,قضوا   في نزاعات عرقية - لعبرة لمن شاء ان يعتبر     .  
                                                          بقلم/ المصلح 

0 التعليقات: