الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

مملكات وامارات الخليج تسليح حتى التخمة وامن قومي في مهب الريح .


   


في كل مرة يطلع علينا خبر  على شاشات الفضائيات آو على صفحات الجرائد  يفيد أن الولايات المتحدة   أبرمت  صفقة سلاح  مهمة  مع دول  الخليج , تشتمل طائرات ومدرعات  متنوعة , يتبادر إلى الدهن سؤال مهم . من سيقود هده الدبابات  وهده الطائرات التي يفوق  مخزونها   عدد سكان هده الإمارات؟.  وكم هي كلفة  صيانتها والتدريب عليها ؟.

   بالقطع  سيكون ربابنة هده الطائرات والمدرعات في حيرة من أمرهم  أمام ما هو متوفر من آليات وما تتطلبه نظمها من دربة وحنكة  لاستعمال تكنولوجيات غاية في التعقيد و تتطور باستمرار  .وبالتأكيد ستكون قيادتهم ومناوراتهم وقدرة استعمالهم لهده الطائرات والمدرعات وباقي الأسلحة  ضعيف  للغاية . لسبب بسيط وهو انه ما إن يبدءوا تدريبهم على نوع  حتى توضع أمامهم أنواع أخرى  أكثر تطورا ودقة وتعقيدا .

 وتحضرني  حادثة  وقعت قبل سنوات  , قبيل ظهور المدرعة الروسية  ت 55 ,   وهي مدرعة  كانت لها مزايا كثيرة  في تجاوز التحصين و كسح الألغام . وفور وصول عدد منها   إلى احد القواعد , جاء بعض الخبراء العسكريين  لتفقدها  والاطلاع عليها ميدانيا  , في غياب الخبراء الروس الدين  كانوا سيلتحقون بالبعثة لاحقا   . فقام احد الربابنة  بالدخول إلى مقصورة إحدى المدرعات وجلس خلف  لوحة القيادة , فاستهواه زر من الأزرار  ودفعه الفضول  إلى الضغط عليه , فانطلقت قذيفة من فوهة مدفع المدرعة مزقت الجو وأحدثت  فرقعة رهيبة  جعلت كل أفراد البعثة يرتمون أرضا . وهرع الربان إلى الخارج ووجهه يتصبب عرقا من الهلع . ولولا الألطاف الربانية  التي جعلت القذيفة تسقط في مكان خال لوقع مالا تحمد عقباه.

     فهل اقتناء أسلحة لحد التخمة , في إمارات صغيرة , آدا ما استثنينا  العربية السعودية , هو أمر مجدي   يغير  شيئا في حماية  حدودها ويحفظ أمنها القومي . الجواب بالتأكيد لا .  والدليل    هو أن احتلال  الكويت بالكامل  من طرف الجيش العراقي في عهد صدام لم يتطلب سوى سويعات ,رغم ما كانت تتوفر عليه  الكويت من طائرات ومدرعات  حديثة  ومتطورة  , غنمها العراق  دون   كبير عناء . فما بالك  بدولة جبارة كإيران لم يرهبها استفزاز إسرائيل  آو تحذيرات الولايات المتحدة .

     إن امن  وقوة وسلاح دول الخليج عامة والسعودية خاصة  يكمن في  تقوية البيت الداخلي  بإعطاء المزيد من الحريات  للمواطنين  والتوزيع العادل للثروات, ومحاربة الفساد  ,  والحفاظ على كرامة المواطنين  ,   ليشعر  المواطن بانتمائه الكامل للوطن ويعيش مواطنة غير منقوصة يدافع عنها  بالغالي والنفيس,  وتقوية الجبهة الخلفية التي  يشكلها عمق عربي يمتد من المحيط إلى الخليج  , يسعى  الغرب في تفتيته و زرع النعرة  والفتن بين القاطنين به ,  وتحريك عجلة الاقتصاد في الدول العربية من خلال الاستثمار الخليجي  للرفع من مستوى عيش المواطن العربي ,  والعمل على تقوية شعوره بالانتماء  إلى هدا الفضاء الواسع الشاسع   ,  والوقوف  ضد  حركات  شوفينية  تحركها آليات مخابراتيه غربية  تدعمها بالمال  و توفر لها  إمكانات دعائية  تعمل على  قتل شعور  المغاربيين  بالانتماء  إلى الوطن العربي وتشكك في  تاريخهم ومقوماتهم .   رافعة علم الخصوصية المحلية الضيق  الذي يشجع على الإقصاء والعنصرية   والتبرؤ من ماضي مجيد  وتاريخ مشرق في رحاب العروبة والإسلام  .

 إن الأمن الحقيقي لهده الدول يكمن  ادا في تماسك هدا  العالم العربي وقوته وصلابته , وادكاء الشعور بالانتماء إليه , والرفع من مستوى سكانه الاقتصادي والمادي والعلمي  .وستغني  قوة تماسكه و تراص أبناءه خلف  ألأخوة والعروبة   والإسلام  هده البلدان عن اقتناء أسلحة  ضاقت بها قواعدها العسكرية وستعجز عن  استعمالها يوم يجد الجد , وليس لها من   فائدة سوى استعراض عضلات يعلم الجميع أنها  من ورق .

0 التعليقات: