الجمعة، 18 أبريل 2014

إفلاس بن فليس ووكلاء الرئيس




حبيب راشديين/كاتب جزائري
المصدر/الشروق اون لاين الجزائرية

تصعيد لهجة الخطاب المشحون
 بالتهديدات والتهديدات المضادة
 بين المرشحين، بن فليس وبوتفليقة،
 نجح أخيرا في نقل أجواء الحملة
 الانتخابية من الفتور الممل، إلى إشعال تنّور
 لا نعلم من يراد أن يصلى ناره، لكنه حتما وضع المواطنين أمام
 تهديد مجهول لأمنهم واستقرار بلدهم.
بكل موضوعية وحياد، لم يكن السيد بن فليس موفقا، لا في ترشحه
 بعد اعتكاف استمر لعهدتين، لم يشارك خلالهما الجزائريين
أفراحهم وأقراحهم، كما لم يوفّق في تقديم بديل لنظام قد اصطنعه
كما اصطنع معظم من دخل في منافسة مرشح السلطة منذ بداية التعددية.
فخطاب السيد بن فليس، منذ أن سلّم ملف الترشح للمجلس الدستوري،
 قد وضع الجزائريين أمام خيار غريب: إما الفوز، أو اتهام
 السلطة بالتزوير، حاله في ذلك كحال من دخل دار قمار بلاس
 فيغاس، وهو يهدد دار القمار بالملاحقة بتهمة الغش ما لم تسمح
 له باللعب والفوز، وقد كان السيد بن فليس، على رأس حكومة
لم تترك للولاة ورؤساء الدوائر حريّة التصرف وفق القانون، فكيف
 يهددهم اليوم وعوائلهم بالويل والثبور، وهو يعلم أنهم
مسيّرون لا مخيّرون.
من جهته لم يكن الرئيس موفقا في خرجته الإعلامية، سواء أمام
 وزير الخارجية الإسباني، أو بحضور الأخضر الإبراهيمي، بل
لم يكن بحاجة أصلا إلى التعقيب على حملة اختار ألا يخاطب
 فيها المواطنين، وترك الحبل على الغارب لوكلائه، يشتغلون
كالحاطب ليلا، بخطاب لم يكن أقل عنفا من خطاب بن فليس،
ليس أقلّه خطورة، اتهام المنافس بلا دليل بتهمة الاستقواء بالخارج.

آمل أن يكون هذا التصعيد محض لعبة لتسخين حملة فاترة، لكن
التهديد بالنزول إلى الشارع في حال فوز مرشح السلطة سوف ينتكس
حتما بالبلد إلى أجواء نهاية سنة 91، وفي الحد الأدنى يعرضها
 لحراك يريد استنساخ التغيير بالشارع سبق أن خرّب كثيرا من
دول الربيع العربي.
لا أحد يشكك في نجاح السيد بن فليس، في استقطاب شريحة واسعة
 من المواطنين الغاضبين من سلوك نظام، فشل حتى الآن في فتح
 أبواب التغيير السلمي من الداخل، وهي في اعتقادي فرصة لبن
 فليس، وأنصاره للبناء عليها ابتداء من يوم الجمعة، ليس بالتحشيد
 في الشوارع، بل بتحويل هذا الحشد من الأنصار إلى قوة سياسية
حمالة للتغيير، ابتداء من التشريعيات القادمة، والضغط بها ساعة فتح
 ملف تعديل الدستور، ولو أن السيد بن فليس، فعل ذلك غداة
 استحقاق 2004، لكان اليوم على رأس قوة سياسية تمنع النظام
 من اختطاف نتائج أي استحقاق انتخابي.
الطرفان لم يتركا لبعضنا سوى خيارا واحدا نشارك فيه بكثافة
لإيصال صوت الغضب من هذا العبث، والتصويت بالورقة البيضاء
 التي تقنع الرئيس ومنافسيه ومن سوف يفوز، أن العهدة القادمة هي
 آخر فرصة متاحة لوضع البلد على سكة التغيير السلمي الآمن،
 قبل أن تلتفت إلينا القوى التي تفجّر اليوم الدول من الداخل بإدارة
 ميادين التحرير، وأدوات اختطاف إدارة الشعوب من نخبها.

0 التعليقات: