الأحد، 6 أبريل 2014

بجاية.. أو هكذا سيصوت الشعب للرئيس!؟


حدة حزام /جريدة الفجر الجزائرية

150 ثانية تسكت الحليف والعدو”. للوهلة الأولى تعتقد أن الأمر يتعلق بسباق العدو السريع، لكن للأسف المعني لا يقوى على الوقوف فما بالك التسابق؟

فبعد أن عودنا الرئيس المترشح في سنوات حكمه الأولى على الخطابات المطولة بمناسبة وبغير مناسبة، خطابات تتجاوز أحيانا الثلاث ساعات، صرنا اليوم نحمل العداد لقياس الثواني التي تحدث فيها الرئيس، ونصفق بل نكاد نرقص فرحا، لأنه تكلم ولأنه وقف ولأنه حرّك يده، ولأنه همس حتى وإن كان كلاما غير مفهوم، لا يهم، الأهم أنه أعطى إشارة حياة نكاية بالخصوم.
نعم هكذا أرادها الرئيس المترشح، مهزلة بكل المقاييس، فالبلاد لم تنزل يوما إلى الحضيض، ولم يهن رئيسها بالصورة التي يهين بها محيط الرئيس المترشح، رجلهم وولي نعمتهم.

  نعم 150 ثانية، أفضل بكثير من الـ15 ثانية التي تكلمها آخر مرة، ومن يدري قد يتكلم دقيقتين أو ثلاث في المرة المقبلة، وسيروج للحدث الإنجاز.
ثم لا عدو للرئيس إلا نفسه التي قبل أن يضعها في هذا الوضع المزري، ومن ورائها البلاد التي قد تدخل نفقا مظلما الأيام المقبلة. والدليل ما حدث أمس، في بجاية، وقبلها في أم البواقي وتبسة وكل مدينة حل بها وزراء بوتفليقة للترويج لعهدة رابعة، فهم الجزائريون أنها لحماية المافيا أكثر منها حبا وبحثا عن صلاح الوطن.
في بجاية أمس، تسبب مجيء مدير حملة بوتفليقة في مواجهات عارمة، ومنع المعني من تنظيم تجمعه، مع أن بجاية ليست الأوراس التي احتج أهلها على الإهانة، لكن بجاية ليست أقل “شاوية” من شاوية باتنة، وقد أرسلت الرسالة واضحة لسلال ومن ورائه الرئيس المترشح، أن الجزائر كلها شاوية، والإهانة لم تكن تخص الأوراس وحدها وإنما كل الشعب الجزائري الذي ضحكت عليه سلطة مفلسة، نهبت الملايين، ورمت له بعظم.

  ومثل سلال قوبل الوزير الأول السابق أويحيى، أول أمس، في أم البواقي باحتجاجات تطالبه بالرحيل، ورشق بعلب “الياغورت” احتجاجا على ما قاله مرة إنه ليس من حق كل الشعب الجزائري أن يأكل “الياغورت”، وكانت الرسالة هنا أيضا واضحة، الشعب لا ينسى من أهانه. ونفس الرفض قوبل به الوزير السابق بن حمادي الذي منع من تنظيم تجمع لفائدة الرئيس المترشح، مثلما أجبر وزير الصحة على الفرار إلى قسم الشرطة في إحدى مدن الشاوية.

  وهكذا قال الشعب إذن كلمته، وعبر بطريقته عن رفضه لعهدة العار، وليست فقط بركات التي اتهمت بأنها تحرك من الخارج، فكل الشعب قال “بركات” للسلطة وللعبة القذرة التي يشرف على إخراجها شقيق الرئيس والأدوار القذرة التي يقوم بها وزراء ضالعون في الفساد.

  فهل بعد هذا ما زال من حق سعداني وغول الكذب باسم الشعب، والقول إن الشعب هو من ألح على الرئيس للترشح.

  لا أدري إن كان يتحدث عن شعب نادي الصنوبر، لأن شعب الأحياء والمدن الداخلية قال كلمته في كل تجمع أقامه وزراء الرئيس، برشقهم بالحجارة والياغورت وقوارير الماء، وشتى الشتائم.

  هذا هو إذن جواب الشعب للصوص الذين نهبوا البلاد، “ارحلوا” بالتي هي أحسن، لأن انفلات الوضع أمس، في بجاية قد تنتقل شرارته إلى كل المدن الأخرى، والخوف كل الخوف أن يزيد الانفلات أكثر في حال تنقل مدير حملة الرئيس إلى باتنة، حيث تتحدث مصادر أنه سيقابل بالفوضى، حتى لا أقول بالتهديد بشن حرب عليه وعلى من معه.

 أوقفوا إذن المهزلة، قبل أن تكونوا الوقود الذي سيحرق البلاد، واعترفوا بأنكم مرفوضون حيثما حللتم، وأن الرئيس المريض ليس هو المرفوض فحسب بقدر ما هو مرفوض كل من معه؟!

                                                             حدة حزام
 

0 التعليقات: