الاثنين، 27 يناير 2014

أيها التونسيون انتم تصنعون التاريخ





  استطاعت سفينة تونس أن تشق عباب بحر متلاطم . بين أمواج ردة  عاتية , وظلمة سلفية حالكة , وزبد مناورات غربية وعربية يشيب لها الولدان ـ لكن العبقرية التونسية أقوى من أن تغرق سفنها، وأحوط من أن تتسلل إليها يد العابثين لتعبث بأمنها واستقرارها، وتزعزع مقوماتها وتغير من عقيدتها ـ

       لقد أبان الساسة  التونسيون  عن نضج  كبير يثير الإعجاب،  رغم تدافع سياسي شرس  وتنافس قوي .  لكنهم بحسهم الوطني الصادق عرفوا متى يتوقفون عن الشد, حين يهدد الشد استقرار الوطن. وزهدوا  في سقف مطالب قد يقوض سقف الوطن, ويخر من فوق  على  رؤوس الجميع  . مخيبين أمال المتربصين ومكر الحاقدين.  الدين راهنوا على حكومة نهضة  متحجرة متصلبة رافضة قاصية. ومعارضة ترى الأغلبية بعين العدو  الذي يجب آن يستأصل ويودع غياهب السجون وان الحوار معه مضيعة   للجهد والوقت. 

     لقد نجحت الثورة التونسية في التقدم  بتبات نحو تحقيق الأهداف المشتركة لكل الفر قاء . عبر مجهود تقاربي في  الرؤى. توافقي في آليات الانجاز.  يضمن  الائتلاف والتساكن والتعاون دون إلغاء لخصوصية آو تعميق لاختلاف . ولا نملك في المغرب العربي إلا أن نشد على أيدي هؤلاء الساسة , وندعو  لهم بالنجاح في إرساء تجربة  ديمقراطية تقطع مع الاستبداد والتسلط والإقصاء,  تحت  أي عباءة كانت.  وليعلم  الجميع , أن الوطن برحابته  يسع الكل,  وإننا حين تدفعنا الأنانية والتعصب   في ركن الآخرين  في زويا ,   فإننا  نخلق  من حيت لا ندري تطرفا قد نحترق بناره إن أجلا آم عاجلا  ـ  كما انه  لا يجب  استعجال  المسار.  وان الديمقراطية لا تصنع  بين يوم وليلة,  بل هي صيرورة وممارسة وتدريب  ويقظة  وحذر .لكن آدا خلصت النيات وتوطد العزم و تكاتف الجهد  فان الثمار ستينع, وان القطاف أكيد, وان الخير سيعم البلاد وكل العباد . لان الديمقراطية لا تستقيم مع الاختلال  ولا تقوم  مع الفساد ولا تتنفس بغير هواء الكرامة  الإنسانية  التي هي أصل العدل والحرية .

    فهنئا لإخواننا وأخواتنا التونسيات بدستور الثورة في  بلد الثورة .  وليحيا حب 

تونس في قلوب الجميع جذوة تألف ولا تشتت. تجمع على الحب ولا تفرق ـ وليكن 

التنافس تنافس التوليف والتالف وليس تنافس التضاد والتباغض.ودامت تونس حرة آبية.   

0 التعليقات: