الجمعة، 2 مايو 2014

في سجون أمريكا عملية إعدام تتحول إلى جلسة تعذيب.

   موسى المصلح / رصانة الخبر 
   أثارت عملية  إعدام مدان أمريكي  اسود باغتصاب وقتل سيدة أمريكية   في ولاية 
 أوكلاهوما   جدلا كبيرا في الأوساط  الحقوقية الأمريكية  .لتطرح  السؤال القديم الجديد عن جدوى عملية الإعدام  في التقليص من  جرائم القتل   في الولايات المتحدة الأمريكية  و  استبدالها بالسجن المؤيد  .لاسيما وان  عمليات الإعدام عرفت تراجعا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية   بنسبة قاربت  60  في المائة .
   أدين كلايتون لوكيت   في  سنة 2000   باغتصاب وقتل  سيدة  أمريكية.  وحدد تنفيد حكم  الإعدام  بتاريخ 29 ابريل 2014   , ولم تعرف  المدينة الصغيرة  التابعة لأكلاهوما سيتي   تنفيذ حكم الإعدام مند  سنة  1929 .  في هدا اليوم كانت  السلطات السجنية   في أوكلاهوما  تنوي  تنفيذ حكم الإعدام في ادين كلايتون لوكيت رفقة مدان أخر يدعى شارل وارنر,  أدين باغتصاب وقتل طفلة  عمرها 11 شهرا وحكم بالإعدام سنة  1999.
    اقتيد الرجلان إلى دهليز الموت  بلباسهما المميز ليلقوا حتفهم   في غرفة الموت  بعد  حقنهم  بمهدأ ثم بمخدر ثم بمحلول البوتاسيوم المميت .
بدأت عملية تنفيذ الحكم  بكلايتون  الذي  اخذ مكانه  فوق طاولة  الإعدام  على الساعة  6 و23 دقيقة  قبل أن  يقوم  طبيب السجن  بحقنه الحقن الثلاث . بعد مرور 3 دقائق بدا الرجل  يتململ  ويتنفس بسرعة كبيرة  وعلامات التشنج الرهيب بادية عليه , وقد شد على أسنانه  وحاول  رفع رأسه  وهو يتمتم بكلمات  مفهومة . حينها جاء مأمور السجن, وأسدل  ستائر الغرفة  حاجبا  الرؤية عن الحاضرين الدين كانوا يتابعون العملية من خارج الغرفة عبر الزجاج .
     لقد كان المنظر رهيبا  لرجل يعذب  عذابا أليما   تحت أنظار الحاضرين الدين خرسوا  ولم يتمالكوا أنفسهم من  هول ما يرون . في الأخير, و في غياب موت أبى ان يحضر  في الموعد  , هرع الطبيب  ليتفقد  مكان الحقن,  فاكتشف أن المخدر لم يعمل من جراء  انفجار وريد منع انتشار    السائل بفعالية . مما يفيد  أن الرجل بقي واعيا   يصارع  بكل قواه العقلية   الشيء الذي زاد  من  تراجيدية المشهد وسوريا ليته , قبل إن  يصرخ  محاموه  وهم يغادرون  الغرفة "   لقد تحولت القاعة  إلى غرفة   تعذيب   رهيب .إن المشهد لا يحتمل  " .
   دامت التراجيديا 45 دقيقة  قبل أن  يلفظ كلايتون أنفاسه بعد  أزمة حادة  توقف بعدها  القلب عن النبض.وأجلت عملية إعدام  شارل وارنر    14 يوما بأمر من حاكم الولاية ,  حتى يتسنى  لإدارة السجن مراجعة شمولية  لعملية الحقن     , لاسيما وان المختبرات الأوروبية  ترفض  تسليم   مخدر البنتوباربيتال  المستعمل للتخدير . مما دفع بمؤسسات السجن  إلى الاستعانة بصيادلة  للقيام بخلطات  تفي لهدا الغرض , بالرغم  من أن هده الخلطات غير معتمدة من طرف السلطات  الصيدلية على المستوى الفيدرالي و استعمالها  جر  بعض  الولايات إلى المحاكم من طرف محاموا الإضناء  .

   لقد أبانت عملية الإعدام هده   عن وحشية  كبيرة بالرغم من  تغليفها   بمساحيق حضارية  لتأتيت عملية القتل (  قاعة ,سرير ,حقن ,إشراف طبي  الخ)  .فالإرهابيون الذي  دأبت وسائل الإعلام الأمريكية  على بث أفلامهم بشغف  وهم  يفصلون الرؤؤس عن الأجساد في مشهد مقزز ارحم  من ما عرفته عملية  إعدام كلايتون . فادا كان ضحايا الإرهابيين يسلمون الروح في ثانية  فان كلايتون قد قتل 2033 مرة  أي بمعدل قتلة كل ثانية  قبل ان يبلغ منيته .  ثواني   طويلة بآلامها ومعاناتها  قبل أن يسلم الروح  في بلد  جعل من العدالة وحقوق الإنسان دينا و شرعة .فأي عدالة هده  التي يقتل فيها الإنسان 2300 مرة وأي حقوق هده التي يمشي  فيها المعدوم  الى حتفه   ما يقارب الساعة  على درب  عذاب فظيع و إلام لا تنتهي .
فهل ينحز المجتمع الأمريكي , رغم  فظاعة الجرائم التي يرتكبها المجرمون في حق ضحاياهم , إلى إلغاء عقوبة الإعدام واستبدالها بالسجن المؤبد نزولا عند رغبة الجمعيات الحقوقية . أم أن مؤيدو تطبيق عقوبة الإعدام  لن يتنازلوا قيد أنملة  عن  تطبيق الشرع الإلهي  كما  تمليه التوراة    نفسا بنفس .  وان يكون الإعدام  أكثر آنسنه ورحمة و تأخذ الأرواح بالسرعة والفعالية التي تجعل المعدوم  يصعد دروب  الآخرة  على التو ودون تأخير    .دلك ما ستبديه الأيام ولو بعد حين .
                                              

0 التعليقات: