الخميس، 20 مارس 2014

تجربة الباكلوريا الفرنسية "الدولية' في المغرب إصلاح تعليم آم تكريس ريع ثقافي



   ما انفك دعاة الفرانكفونية يعملون دون كلل أو ملل  جاهدين في خلخلة تعليمنا العمومي . تارة  عبر  امتهان اللغة العربية الفصحى  ورميها بالقصور  والدونية , وتارة بحبك الدسائس  ووضع الخطط  الكفيلة لهد كل إصلاح حقيقي يرمي إلى النهوض بالتعليم , عبر إتمام  منظومة التعريب التي انطلقت مند سنين  لتقف عند أبواب التعليم العالي  الموصدة  بإحكام والمحكمة الإقفال  . يقف دون ولوج التعريب إليها  أصحاب النفوذ المالي والسياسي  الفرانكفونيين   الذي يتحكمون في دواليب الدولة  وعصبها المالي والاقتصادي .  يتلهوجون باللسان الفرنسي و لا يستطيع بعضهم كتابة سطر واحد من اللغة  العربية الفصحى  أو التخاطب بها دون تأنيت المذكر وتذكير المؤنث . يجاهدون بكل ما أوتوا من قوة في الحفاظ على ريعهم الثقافي  . ويعملون  ليل نهار بالوقوف سدا منيعا ضد كل محاولة لإعطاء اللغة العربية حقها الذي اقره دستور البلاد  ومكانتها اللائقة بها , وهم من درسوا ويدرسون أبناءهم   بالبعثات الفرنسية  في الداخل والخارج , للحفاظ على امتيازاتهم وريعهم الثقافي .

أمام هدا النظام التعليمي المعاق  - الذي تقطع أوصاله  كلما  أينعت شجرته وبدت ثمرته. ويقتلع من تربته ويغرس في تربة غريبة  بعد قطع جذوره وسقيه بماء  لم يتعود على ما أضيف إليه من  محاليل  لتضمحل شجرته ويموت شيئا فشيئا - تتعالى الأصوات  الرافضة لهدا المسار .  شاجبة  هده السياسة التي لا تجدي نفعا ولا تنتج معرفة أو تقدما علميا  أو رفاه في جيش من المقصيين  ألمهمشين في المدن والقرى المغربية . وعوض أن نواجه القصور بشجاعة ونتمم  مسالك التعريب لتشمل التعليم العالي,   تحاملنا على اللغة العربية  التي لا تدرس ألا في المراحل الأولى  . وحملناها  زورا وبهتانا  كل ما عجزت عنه لغة موليير التي لم يستطع مواطنوها إخفاء ضعفها وتراجعها  عالميا في دنيا العلم والمعرفة  من إخفاقات  . مثلنا في دلك  كالذي أحضرت له آلة  ميكانيكية  معقدة  , كثيرة الأجزاء ,  ومعها كتيب  باللغة العربية  وطلب منه آن يركب الآلة  مستعينا بالكتيب الذي  يصف بإسهاب كيفية  تركيب الآلة .وبعد أن انطلق  في بسط  أجزاء  الآلة  ووضعها على الأرض  ليجمعها في نسق واحد ,  تغيرت  فجأة لغة الكتيب  إلى لغة   ورموز ومفاهيم أخري  مختلفة  . فوقف صاحبنا عاجزا عن إتمام تركيب الآلة صابا جم غضبه على قصور اللغة العربية بدل أن يطالب بالجزء العربي الباقي من الكتيب   لإتمام   العمل . فلا الكتيب نفع في تركيب الآلة ولا الآلة استكملت لينتفع بها  .هده هي حالة تعليمنا  المزدوج  فلا نفع  في العير ولا اغني عن  النفير .  

و لعل مبادرة السيد وزير التعليم في التصديق على المعاهدة الأخيرة   الفرانكفونية  المتعلقة  باالبكلوريا الفرنسية" الدولية " والتي  تنصل من كونه مهندسها  ,خير دليل على أن دعاة الفرانكفونية لا يغمض لهم جفن .وأنهم   ماضون في تقويض منظومة التعليم وقطع أوصاله . وتعميق الريع الثقافي بين القلة القليلة من أبناء  الأثرياء وأصحاب النفوذ  و الغالبية  المهمشة  من أبناء الشعب الدين  لا يسمح لهم  بالحلم في أن  يكونوا   أطباء أو مهندسين أو علماء ولا أن  يرتقوا  قطار الترقي الاجتماعي و لو ملكوا من النبوغ و النباهة ما يبزون به   علماء ونوابغ الغرب .
                                                               موسى المصلح

0 التعليقات: