الأحد، 7 ديسمبر 2014

مبروك.. يا فخامة الرئيس مبارك !!




17096290-medium

بقلم/عبد الرحيم يجو(المغرب)
   اسدل الستار على مشهد 25 يناير 2011، وقضى القاضي بتبرئة حسني مبارك، بل قضى أيضا بعودة الأمور إلى نصابها، قائلا، لا فض فوه: "عودوا إلى مقاعدكم".
  عد أيها الرئيس العظيم الذي أسس الديمقراطية في مصر، وفتح القسطنطينية، ووقف في وجه أميركا، وكان سدا منيعا أمام إسرائيل، وأباً حنونا عطوفا على ملايين من شعب مصر، عد إلى قصر الاتحادية، حرم جلدك وعظمك على السجون التي بنيت أصلا للمجرمين، كأولئك الذين سولت لهم أنفسهم أن يطالبوا بالحرية، وارتفعت بهم همهم أن ينظروا إلى قمة أعلى من رأسك.
عذراً، أيها الرئيس، وقع خلل فني في منظومة الحياة، وقضى السيد شيئاً من الزمن في السجن، وعلا صوت العبيد الذين لولا أعطياتك، لهلكوا جوعا منذ دهر بعيد.
  ها هي الحياة تعود إلى دورتها الطبيعية، وتشرق الشمس من مشرقها، دافئة، شابة، يافعة، تبتسم لك ولبنيك ولمن تبع مذهبك إلى يوم الدين، حارقة، قاسية، مزمجرة في وجه قطاع الطريق الذين أرادوا سرقة جمهوريتك التي بنيتها بيديك السعيدتين الناطقتين بالبذل والجهد ثلاثين حولا وأكثر.
  نسي العبيد أن المملكات لا تسرق، سيدي الرئيس، إنها تورث، من الأب لابنه، منكم سعادة الرئيس إلى ابنكم جمال أو علاء أو حتى إلى حرمكم سوزان، لا مانع، فقد علمتم هؤلاء الجهال أن المرأة كالرجل، بل تفوقه ذكاء وحكمة، ما عداكم فأنتم الأعلون، سعادة الرئيس، يؤيدكم الرحمن من سبع سماوات.
   لا عليك، أيها القاضي، كانت نزلة برد أصابت الجسد، فلم تمته، وإنما زادته إحساسا بقيمة الحياة، وبعث في النفس شعورا غامرا بأهمية الكرسي، وإني ساع في عهدتي الجديدة لأربعين سنة القادمة، إلى أن أعلم هؤلاء العبيد أن قوانين الحياة لا يمكن أن يخرقها أي كان، الأسياد أسياد، والعبيد عبيد، غير أني سأدحرج بعض ممن وثقت فيهم إلى صفوف العبيد.
لا تخش على منصبك، أيها القاضي، فلست معنيا بهذا، ولكن لا تكثر الكلام، فإن الصمت من أهم لبنات قوانين الحياة. حاضر، سيدي الرئيس المفدى، تحيا مصر، عفوا يحيا الرئيس، ويعيش الصمت.

0 التعليقات: