الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

عندما يقضي السياسيون على يد قنطرة



بقلم /موسى المصلح 

 حادثان مأساويان  حدثا بالمغرب  بفارق شهر  أوديا بحياة قياديين   سياسيين بارزين   في المغرب . الأول  قضى غرقا  والثاني دهسه قطار سريع  . والغريب أن الرجلين قضيا نحبهما في نفس المكان  .
      الأول تحت قنطرة سكة  حديد  بعد أن حاول  المرور حسب الرواية الرسمية  تحت قنطرة سكة حديد    كانت تغمرها  مياه أمطار.  والثاني   قضى   وهو يحاول تجاوز  خطي السكة الحديدية مشيا على الأقدام  رغبة في  تفقد مكان  غرق  النائب البرلماني   الاشتراكي المعروف  فدهسه قطار سريع  قادم من مدينة الدار البيضاء .
    الأول قيادي بارز  في حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي  واحد الساسة المعروفين بنزاهتة وجرأته  ومعارضته  لآمين الحزب  في قضايا حساسة  واختلاف الرؤية  في علاقة الحزب بحزب العدالة والتنمية دو المرجعية الإسلامية . .الثاني يشهد له  الخصوم قبل الأصدقاء  بحصافة الرأي  والحكمة والرزانة وعدم الانفعال  ويطلق عليه مهندس التوافق وجسر التواصل بين حزب العدل والتنمية ومعارضيه.
   الاثنان  قضيا في ظروف اقل ما يقال عنها أنها ظروف هيتشكوكية  . فالأول  سياسي بارز في هرم الاتحاد الاشتراكي  ويشغل  منصب رئيس  الجماعة  منتخب . والقنطرة  توجد في تراب  جماعته .  تردد عليها الآلاف من المرات إما  قادما للجماعة أو منصرفا  عنها و  يعرف طبوغرافيا القنطرة   كجيبه  وسبق  ان بادر إلى انقاد صحفي معروف  من الغرق  تحت القنطرة  في يوم شديد المطر . يكتب عليه الغرق في يوم عاصف   بعد أن غامر بالجواز   تحت قنطرة  يغمرها الماء لمترين او أكثر  في خطوة متهورة حسب الرواية الرسمية .
     الحادث الثاني أكثر غموضا وأكثر مأساوية  قيادي  في حزب العدالة والتنمية  ووزير دولة   في حكومة بنكيران    يأتي من بعيد  ليتفقد مكان غرق   قيادي سياسي من حزب آخر غريم , في ظلمة ليل وسواد حالك,  دون  رفقة ودون  أن يخبر احد   . يقطع خطوط السكة   دون  ضوء كشاف,   ليطل من فوق  قنطرة سكة حديد يصعب الصعود إليها نهارا  لشدة انحدار  جوانبها و تغطيتها بالأعشاب الشائكة  . فيباغت من طرف قطار سريع يدهسه ويرديه قتيلا ؟؟  .
     الكثيرون لم تقنعهم  الرواية الرسمية  التي تفيد أن  الرجلين قضيا بسبب التهور و عدم تقدير المخاطر . وتنتابهم      
أسئلة محيرة   تفرض نفسها  -
           هل  موت الرجلين  كان قضاء وقدرا لا دخل فيه لبشر ؟  أم أن وفاتهما  كانت بفعل   أيدي الغدر  ؟
         سيبقى موتهما  لغزا ينضاف إلى لغز اختفاء  المعارض الاشتراكي   المشهور  المهدي  بن بركة في 29 أكتوبر 1965  والدي لا يزال   اختفاءه    لغز لم  تفك شفرته لغاية اليوم وانا لله وانا اليه راجعون.
 




0 التعليقات: