الأربعاء، 4 يونيو 2014

الاستثناء المغربي :من افريقيا الى تونس

 
بقلم: نورالدين اليعقوب/المصدر شبكة الاندلس الاخباريه/
فليعذرني الأحبة هذه المرة ، ساخلع عباءة المعارضة من اجل شاشية المخزن ،الم يروى في صحيح الجرائد عن أحدهم،قال : أنها "حلوة "،كيف لا وهي شهادة من شيخ ،في العلم والسن ،خبر المخزن معصب العينين في السر وفي العلن ثم خطيبا مفوها من منبر المخزن ،بل وخطيبا وإماما في حضرة الملك...نعم اخواني هذه المرة الاستثناء حقيقي في السياسة الخارجية ،فبعد ارتجالية "الفهري "وجماعته في السياسة الخارجية،حيث ظل يصول ويجول دون نتائج تذكر، غير اعترافات من دول صديقة بالكيان الوهمي على الرمال الزكية بدماء الأجداد ،فظل المغرب طوال السنين الماضية ،ينزف في ملف السياسة الدولية والعلاقات الخارجية ،حيث خسر الكثير في ملف السياسة الخارجية ،سواء في العلاقات مع الدول او في الاسواق الاقتصادية ...لكن أكبر الخسائر كانت في فقد مواقف داعمة للمغرب خاصة في الوحدة الترابية ضد الخصوم الحالمون بممر إلى المحيط الأطلسي المطل على زعيمة العالم "أمريكا "...ووسط هذا الجو من التغير والحركية ،بادر الملك إلى "الجولات المكوكية" في الخارج وهي إشارة استراتيجية في السياسة الخارجية المنفتحة بصورة ذكية ،فلا يخفى على احد النقص الحاد والخلل المستفحل في ملف " السياسة الخارجية" في العقد الفارط من حكم محمد السادس للملكة مقارنة بحكم والده ...
ان الملاحظ لأول نشاط سياسي ضخم بإفريقيا للملكة بقيادة العاهل المغربي ،يعلم يقينا مدى أهمية الجولة السمراء، لاعتبارات منطقية وواقعية ، فالسوق الأفريقي واعد ويتضمن طاقات ضخمة للاستثمارات في كافة الميادين، وتصريف المنتوجات الوطنية ،زيادة على تنمية وتوسيع النشاط السياسي المغربي في أفريقيا (جيوبوليتيك )خاصة مع الدول ذات العلاقات التقليدية مع الجزائر كمنافس (عدو) في السوق الأفريقية وكذا فرنسا باعتبارها المستعمر والوصي على أفريقيا وكذا لعلاقاتها الوطيدة مع المغرب على كافة الأصعدة ...فحجم الاموال وعدد الاتفاقيات والمشاريع المبرمة مع الحكومات (القطاع العام ) او مع الشركات (القطاع الخاص)،خير دليل على نجاح الجولة الافريقية ،وعمق مشروع الزيارة ،فالزيارة حققت على الأقل الهدف الأهم الآني وهو اختراق التحالف التاريخي بين القارة السمراء من جهة والجزءر وفرنسا من جهة ثانية ،مما أحدث ردة فعل قوية عند فرنسا من خلال افتعال أزمة "التعذيب "مع الحموشي (بغض النظرعن صحة الأمر من عدمه ...)،وكذا الضجة الإعلامية حول كتاب "الأمير المنبوذ"،في هكذا توقيت ...أضف إلى تحرك المخابرات الجزائرية في الإعلام والدول من خلال بث الإشاعة وتحريك المعارضين...فمن خلال الزيارة الملكية مع وفد كبير من رجال الأعمال والمال والسياسة( رغم ضعف الإعلام المواكب للزيارة )،يظهر لكل موضوعي ومتجرد من "المعارضة على طول "،ان بداية الاستثناء المغربي في الخارج بدأت مع الجولة المكوكية للعاهل المغربي بإفريقيا حيث وصل صداها للجميع ، وهكذا اصبح الانطباع الساءد عندنا ، كنخبة أو ساسة أو عامة الشعب،ان المغرب ملك "طرف خيط قراره "بعيدا عن لوبيات الفرونكفونية التقليدية المتحكمة في قرارات حكومات أفريقيا وفي مصير شعوبها عبر استنزاف الخيرات والوصاية على كل إرادة رافضة لها ساعية للتحرر من قيد "شركات المتعددة الجنسية"...
ان المتابع المختص في السياسة الخارجية ،المبحر في عمق وتشابك المصالح والسياسات واللوبيات ،يعلم يقينا ان زيارة العاهل المغربي لتونس بعد الثورة،وخطابه في برلمان الثورة ،واجتماعه مع كل النخب التي أفرزتها الثورة،وإعادة التأكيد على الطرح المغاربي وآمال الشعوب المغاربية في الوحدة ،والاندماج والمصير المشترك ،هو تعامل سياسي استراتيجي يدل على قرار مستقل مبني على معطيات دقيقة وصاءبة ، من طرف الحكم في المغرب ،وإذ كنا نتكلم عن "الاستثناء المغربي"،في السياسة الخارجية فهو بالفعل استثناء ،فالمغرب ظل محافظا على توازنه السياسي مع الإسلام السياسي الذي افرزه" الربيع العربي "،وقد كان "سيناريو" الإطاحة بالعدالة والتنمية (لما يمثله من امتداد للتيار الاسلامي في العالم وخاصة للاخوان المسلمين العالمي )،مع انسحاب استقلال شباط واردا بقوة ،إلا ان هذا لم يحدث ،وظهر جليا ، "الاستثناء المغربي "في تعامله مع الهجمة العربية وخاصة الخليجية الملكية صاحبة المال والبترول (المدعمة للمغرب)، حيث اختار الخيار الثالث وهو الحياد بدل الاصطفاف إلى جانب معسكر ضد الآخر، ليتوج هذا لاستثناء بزيارة تاريخية ملحمية بكل التفاصيل حتى تلك الجولة الملكية كمواطن عربي ،مغاربي ،في شارع ثورة الياسمين بعيدا عن البروتوكول والأمن المدجج بالسلاح وكأنه يقول للتونسيين: أنا معكم في شارع ثورتكم ،ويقول لمخابرات "الإشاعة":أنا من الشعب ومع الشعب بدون جحافل الأمن فلن أخاف منكم،فانا صاحب مشروع وقضية ،ويقول للشعوب المغاربية :ان حلمنا واحد قيادة وشعبا ،وهذا ليس بالغريب فرءيس تونس، "المرزوقي "،مناضل من الشعب ،تسلم السلطة في تعايش مثالي من يساري ملتزم مع إسلامي منفتح (الغنوشي)،أما عاهل المغرب فالخبر ما ترى ما لا تسمع ،ولا اجد حرجا في القول أني معجب بتحركات الملك الأخيرة وبتوازن قرارات المغرب (المستمدة من القصر)،نحو السياسة الخارجية ،وان المغرب اصبح دولة كبيرة يحسب لها ألف حساب،يزداد هذا الكبر في كل مناحي الحياة ،وفي كل جبهات العيش وفي كل ملفات الوطن ،هذا الفرح الذي يصيب قلوبنا، يطفىء نار الغضب جراء معاملات الدولة العميقة ،وما نراه من سيبة في مفاصل الدولة ،وتسيب في الإدارة ،وفشل متراكم من بعض "النخبة " و"الساسة المحنكين"،وبعض مظاهر الفساد والرشوة والمحسوبية والزبونية والشطط في استعمال السلطة و"اللبسة " والمال العام ...ان هذه النقط السوداء في الجبهة الداخلية لا يمكنها ان تحجب هذا "الاستثناء المغربي "،في كل الملفات وهذه المرة استثناء في السياسة الخارجية وعلى حدود الجارة الشرقية (الجزائر)،وفي مستعمرة فرنسا ...ايها السادة انه "الاستثناء المغربي"، قادم لا محالة بإذن الله ،طرفا خيطه، ظهر جليا في جولة العاهل المغربي محمد السادس في أفريقيا ثم هذه الأيام في تونس مهد "الربيع العربي" ...فانتظروا أني معكم من المنتظرين...اللهم احفظ جميع بلاد المسلمين ...

0 التعليقات: