لا يملك كل متتبع
لما يجري في العالم العربي إلا أن يصاب
بالحيرة والدهول , فالحرائق في كل مكان
والقنابل تتقاطر في ربوعه كزخات المطر . والضحايا بالآلاف ومخيمات اللاجئين تتناسل كالفطر, والقاتل والمقتول منا . نستبسل في قطع رقاب إخواننا وأشقائنا . بأسنا بيننا شديد
تحسب قلوبنا جمعيا ونحن شتى, نخرب
بيوتنا بأيدينا ونقول إنها عورة . نقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا بوحشية لم يعدها
التتار في زمنهم .نبطش بدم بارد وعقل مغيب
وحقد أعمى .
تكالب علينا القريب والبعيد حتى أصبحنا لقمة صائغة في قصاع
بني أوى الغرب والشرق . ينهبون
خيراتنا ومدخراتنا ونفطنا الذي يشرونه بثمن تراب الأرض . يبنون دولهم ونهدم دولنا ,
يأهلون شبابهم ونقتل شبابنا . يمهدون المستقبل
لأطفالهم و نقصف أطفالنا بقنابلهم الفتاكة
التي أدينا ثمنها من عرقنا ودمنا
لتقصفنا وتخرب بيوتنا . تنازعنا ففت عضدنا , تفرقنا فوهن عظمنا, تشرذمنا فكثرت الشاه المقصية فينا لتصبح فريسة
سهلة لذئاب الغرب الشرسة وعملائها .
فتبا لنفطنا و تبا لثرواتنا وتبا لموقعنا الاستراتيجي ولقناة سيويسنا وتبا لانظمتنا ولأحزابنا
وبرلماناتنا وجمعياتنا ولكل عميل
خسيس فينا ولكل
شيء يسيل لعاب الغرب ويفتح
شهيته ليتقرب ألينا ويتآمر علينا .
لكن الثروات نعمة في يد العقلاء الدين يحسنون صنعا ولا
يفسدون . و هي في يد المفسدين العابثين نقمة
.فان أصبح نفطنا وثرواتنا نقمه
علينا فلان العيب فينا, تغاضينا عنه وأغمضنا
الأعين حين فتح الآخرون أعينهم. لهونا حين جدوا سكرنا حيث صحوا . تقاعسنا حين عزموا . تفرقنا حين اجتمعوا . غرقت مراكبنا حين ملكنا رقابنا لكل
مستبد, وطأطأنا رؤوسنا لكل مفسد . ووقفت عجلت سيرنا حين
تواكلنا واعتمدنا على الغرب يصنع لنا ابسط حاجياتنا . وركنا إليهم والى
عملائهم بيننا فاتوا بنياننا من القواعد ولم نشعر إلا والسقف يخر على رؤوسنا فهل من منقذ
أم عز فينا الرجل الرشيد ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق