الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

هل عز فينا الرجل الرشيد ؟


   

لا يملك كل متتبع لما يجري في العالم العربي إلا  أن يصاب بالحيرة والدهول ,  فالحرائق في كل مكان والقنابل تتقاطر  في ربوعه كزخات  المطر . والضحايا بالآلاف  ومخيمات اللاجئين تتناسل كالفطر,  والقاتل والمقتول منا . نستبسل في  قطع رقاب إخواننا وأشقائنا  . بأسنا  بيننا شديد   تحسب قلوبنا جمعيا ونحن شتى,  نخرب بيوتنا بأيدينا ونقول  إنها عورة .  نقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا بوحشية لم يعدها التتار في زمنهم  .نبطش بدم بارد وعقل مغيب وحقد أعمى  .
   تكالب علينا القريب والبعيد  حتى أصبحنا لقمة  صائغة في قصاع  بني أوى  الغرب والشرق . ينهبون خيراتنا ومدخراتنا ونفطنا الذي  يشرونه  بثمن تراب الأرض . يبنون دولهم ونهدم دولنا  ,
يأهلون شبابهم ونقتل شبابنا . يمهدون المستقبل لأطفالهم و نقصف أطفالنا بقنابلهم الفتاكة  التي أدينا ثمنها من عرقنا ودمنا  لتقصفنا وتخرب بيوتنا . تنازعنا ففت عضدنا , تفرقنا فوهن عظمنا,  تشرذمنا فكثرت الشاه المقصية فينا لتصبح فريسة سهلة لذئاب الغرب الشرسة وعملائها .
 فتبا لنفطنا و تبا  لثرواتنا  وتبا لموقعنا الاستراتيجي  ولقناة سيويسنا  وتبا لانظمتنا   ولأحزابنا  وبرلماناتنا وجمعياتنا  ولكل عميل خسيس  فينا  ولكل  شيء  يسيل لعاب الغرب ويفتح شهيته  ليتقرب  ألينا ويتآمر علينا  .
لكن  الثروات نعمة  في يد العقلاء الدين يحسنون صنعا ولا يفسدون  . و هي في يد المفسدين  العابثين  نقمة  .فان أصبح  نفطنا وثرواتنا نقمه علينا فلان العيب فينا,   تغاضينا عنه وأغمضنا  الأعين حين فتح الآخرون أعينهم.  لهونا حين جدوا    سكرنا حيث صحوا  . تقاعسنا حين عزموا . تفرقنا حين اجتمعوا .  غرقت مراكبنا حين ملكنا رقابنا   لكل مستبد,  وطأطأنا  رؤوسنا لكل مفسد . ووقفت عجلت سيرنا حين تواكلنا واعتمدنا  على الغرب  يصنع لنا ابسط حاجياتنا . وركنا إليهم والى عملائهم  بيننا   فاتوا بنياننا من القواعد   ولم نشعر إلا والسقف يخر على رؤوسنا  فهل من منقذ  أم عز فينا الرجل الرشيد ؟     

0 التعليقات: