الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

تونس الامل





بعد أن  أخفقت ثورات  الربيع العربي في كل من مصر و اليمن وسوريا,  وتعتر السير في ليبيا ,  لازال الأمل معقودا   على تونس  في إنجاح  التحول   الديموقراطي  بالرغم    مما تلقاه التجربة  من عراقيل من لدن  قوي الفساد والاستبداد  وأفاعي الدولة العميقة . وبالرغم  من مكر الغرب ومن يدور في فلكه من دول خليجية , تخشى  من  إرساء  قواعد   ديمقراطية   حقيقية في تونس   تقلب
مجتمعاتها المغلقة  رأسا على عقب .لاسيما آدا نجح التيار الإسلامي   وباقي  القوى الوطنية في إرساء قواعد الدولة الديموقراطية الحديثة. حداثة  تتماشى مع موروث البلد الثقافي وهويته العربية الإسلامية  دون الإفراط  قي  تغريب جارف يقلع الجذور ويطمس المعالم ودون التقوقع في قلاع  سميكة الجدران تمنع نفاد نور التطور والمعرفة والانفتاح على الأخر .


  إن نجاح التجربة  التونسية في إرساء  دولة الحق والقانون و احترام إرادة  الشعب  واختياراته عبر انتخابات نزيهة و تباري شفاف  يسمح  للفرقاء  السياسيين  بالتناوب على السلطة  دون تغول  أو استبداد  أو احتكار أو إقصاء  لأي  تيار  مادام  يعمل ويدافع عن آراءه  وقناعته الفكرية والإيديولوجية   في ظل قوانين الجمهورية وثوابتها  , سيعطينا نموذجا جديدا غير مسبوق في العالم العربي والإسلامي . وسيمكن من تغيير الصورة النمطية للدولة الإسلامية   المتناحر أبناءها  بين متمكن مستبد ومقصى ثائر . وسيخلق نظام حكم يومن بالتعددية والاختلاف والتعايش واحترام الأخر في مجتمع ديمقراطي حر , تصان فيه كرامة المواطن و تحترم أدميته .وتعطي صورة  جديدة  لإسلام  يقطع مع النموذج  الوهابي  الذي ساهمت دول خليجية في نشره  عبر عقود باذلة  في دلك الجهد والمال  قبل أن تنقلب عليه وتنفض يدها منه, بعد أن فرخ القاعدة و  ما يدور في فلكها من إرهاب وقطع للرؤؤس .

 ولعل  الحلم ممكنا ولو بدا عصي المنال  لما تتميز به تونس ,  التي أشعل  البوعزيزي تورثها ,  من خصوصيات واعدة  تساعد على تخطي الحواجز و
 المطبات .  والانطلاق  نحو مجتمع  ديمقراطي حداتي. ومن هده الخصوصيات  عدم تغول  المؤسسة العسكرية وابتعادها عن الخوض في  ميدان السياسة والتحول الذي   عرفته الأجهزة   الأمنية  بعد الثورة.  وتمتع التونسيين بمساحة لا يستهان بها من الحرية ونظم الحداثة ودربة الشعب  التونسي  على نظام حياة أكثر  تطورا وانفتاحا من غيره  من البلاد العربية . كل هده  المقومات  وغيرها  تشكل نقط ضوء تنير الطريق وتشجع على المضي قدما للتحقيق ما يصبو إليه الشعب من حرية وعدالة اجتماعية ..

إن  مسؤولية المعارضة الوطنية في تونس مسؤولية جسيمة وحاسمة في إنجاح  المسار  و الحيلولة دون إجهاض الثورة والتيقظ لما يحاك من مناورات  و دسائس    لإفشال   التجربة  من قوى الفساد والاستبداد  . إن على كل الأحزاب  الوطنية في تونس أن تستحضر التجربة المصرية و أن  تضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات السياسية الضيقة وان تتعاون في ما بينها  في بناء دوله  مدنية قوية  تعود  فيها   الكلمة للشعب من خلال صناديق الاقتراع . فحزب   ا لنهضة ليس  قدرا محتوما   ولن يحكم ضدا على إرادة  الشعب وإنما  بإرادته  وتحت مراقبته  فان اختاره الشعب بحرية ونزاهة  باركت المعارضة فوزه  واحترمت خيار الشعب  و ساهمت من خلا ل موقعها في المعارضة من  تصويب ما اعوج   ومساندة ما  استقام من سياسات وخيارات  تنفع البلاد والعباد.  تبني ولا تهدم  تعين ولا تعرقل . همها الرقي بالبلاد و ليس أللهت  وراء المنصب والامتيازات . لا يهمها الموقع  الذي  تقف فيه  لمد يدها  لبناء البلد , في جو من الإخاء    السياسي  وليس التناحر  والتكامل وليس التضاد . وتهيئ   نخبها  وقياديي ها  للوقوف وراء  مقود   قيادة البلاد   كلما رغب الشعب في دلك من خلال اقتراع نزيه وشفاف .

   ويبقي   ألأمل  في نجاح  التجربة  في تونس كبيرا   رغم  كيد الكائدين  وحقد الحاقدين وخبث المتآمرين  لان تونس بتاريخها الطويل ومؤهلات شعبها الفذ  ورصيدها الحضاري  الأصيل   قادرة على رفع التحدي  ومنح ملايين التونسيين المتعطشين للحرية والكرامة  الأمل  في مستقبل مشرق وحياة أفضل .
بقلم رئيس التحرير / المصلح
    

0 التعليقات: