الثلاثاء، 20 يناير 2015

نتحداهم أن يُعَرِفوا الإرهاب

بقلم: محمود صقر / alamatonline- 2015-01-19 15:36:49

بمناسبة سرادق العزاء العالمي المنصوب في فرنسا حول " الإرهاب " هل من الممكن طرح سؤال:
ما هو تعريف الإرهاب ؟
أمريكا التاجر الأكبر ببضاعة " مكافحة الإرهاب " هل تستطيع هي أو من يدور في فلكها غرباً
 وشرقاً تعريف الإرهاب؟
لم ولن تجد تعريفاً واحداً للإرهاب إلا وسيكون وصماً ووشماً بالإرهاب على تلك الوجوه المتاجرة
 ببضاعة العصر الدموية " مكافحة الإرهاب" .وإليك هذا التصريح الصريح من " إدوارد بيك " نائب
 رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في عهد الرئيس " رونالد ريجان " : " طلبت الإدارة الأمريكية منا أن
نُعَرِف الإرهاب ، وقمنا بتقديم ستة خيارات للتعريف ، وفي كل مرة يتم رفضها لأن القراءة المتأنية
 لها تبين أن بلادنا كانت تمارس بعضها " .كلام " إدوارد بيك" تؤيده الوقائع ، فهل هناك تعريف
 واحد للإرهاب ممكن ألا ينطبق على دولة دمرت دولة أخري وقتلت مئات الآلاف من أجل البترول .
عندما سُئِل السفير الأمريكي " جيمس أيكنز" عن سبب الغزو الأمريكي للعراق ، قال " بالطبع إنه 
البترول ،فلو أن العراق كان ينتج الفجل فهل كنا ذهبنا لغزوهم ؟! بالطبع لا ، لقد غزونا العراق من
 أجل النفط " ( عن كتاب " نذر العولمة " للدكتور عبد الحي زلوم).هل هناك تعريف واحد للإرهاب
ممكن أن يفلتمنه من يضربون بالصواريخ وبطائرات بدون طيار وبالبراميل المتفجرة أحياءاً سكنية ،
 ثم يأتي خبرنسمعه باستمرار كل يوم : تم قتل كذا ( إرهابي ) ..... ثم ينجلي غبار الدور المهدمة
عن جثث أطفال ونساء وعجائز .من يملك أن يحدد أن القتلى إرهابيين ؟!من الذي عَلَّم هذه 
الصواريخ أن تنتقي الإرهابيين من وسط الناس ؟!والجواب : أن من يملك تحديد من هو الإرهابي
هو من يملك الصاروخوالمال الذي يوجه الإعلام .بل ويملك أن يصم الإرهاب بأنه ( إرهاب
 إسلامي ) والتطرف بأنه ( تطرف إسلامي ) .لماذا يا قوم لم تعتبروا الإرهاب يهودياً برغم 
الجرائم ضد الإنسانية التي  يمارسها كيان غاصب يعلن هو عن نفسه أنه كيان " يهودي " ؟!!لماذا
 لم تعتبروا الإرهاب مسيحياً  ودول الغرب المسيحي تمارس أبشع الجرائم ، بل لم تعتبروه إرهاباً
مسيحياً حين قام  " أندريس بريفيك " عام 2011 في النرويج بجريمة راح ضحيتها أكثر من سبعين
شخص برغم أنه عرف نفسه بأنه " صليبي  مسيحي " يفعل ما أمر به الرب . وكان " أندريس " قائداً
 لجماعة أصولية مسيحية ولماذا نحن المسلمين فقط المطلوب منا أن ننبطح أرضاً أمام هذه الجرائم
 الفردية ويركب بعضنا ظهور بعض لنجلس علي كرسي الاعتراف بذنب لم نرتكبه بل نحن أكثر
ضحاياه. ؟؟!!وأعجب العجب أن نجد الباعة الجائلين في بلادنا ببضاعة مكافحة الإرهاب يستغلون 
تلك الجرائم للطعن فيشعوبهم وعقيدة أمتهم.ونخص هنا أدعياء الثقافة والفكر والتنوير ومن تبعهم من ببغاوات، بالتحدي أن يجرؤوا علي تعريف الإرهاب، فلم ولن يجدوا تعريفاً واحداً منضبطاً للإرهاب
تنجوا منه أيديهم و أفواههم وأقلامهم من دماء شعوبهم.

0 التعليقات: