الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

انتخابات الجهة في المغرب الناخبون لاهم في العير ولا في النفير

Résultat de recherche d'images pour "photo des election regionnale 2015 au maroc"
بقلم /موسى المصلح 

     قبل  انتخابات 13 شتنبر كنت  متحمسا لا قوم بواجبي الوطني بعد الخطاب السامي لصاحب الجلالة  الذي دعا فيه كل الفاعلين السياسيين من  الناخبين والمنتخبين إلى القطع مع مرحلة ما قبل دستور  2011 .واختيار الأصلح من بين  المنتخبين     الدين سيمثلونهم  محليا وجهوريا . وقررت مع نفسي إن أصوت,  إنا الناخب اللا منتمي ,   للحزب  الذي أرى  انه اقرب إلى تحقيق  ما أتوق إليه من تنمية البلاد ومحاربة الفساد وخلق فرص شغل يتساوى فيها  ابن الفقير مع  ابن الوزير .
ومع حرارة صيف المدينة الحمراء وقبيل موعد التصويت بأيام  ارتأيت إن اذهب إلى احد المدن الشاطئية القريبة ,ترويحا عن النفس وفرارا   ا من لهيب القيظ  .فنزلت إلى شاطئ البحر  وجلست ارقب المصطافين  على كرسي حجري من أعلى  الممر الموازي للشاطئ .
   وبينما انأ  ارقب  الشاطئ  لفت  نظري  بائع متجول يجر دراجة نارية وعليها بالونات  من مختلف الألوان ولعبا للأطفال دون أن ينتبه , ربما  بسبب أميته,  إلى   يافطة معلقة في مدخل الشاطئ .  والتي كتب عليها ممنوع " إدخال الدرجات النارية والعادية بمختلف أصنافها واصطحاب الحيوانات خاصة الكلاب ". وبينما الرجل يسحب ببطيء وعناء دراجته في الرمل آدا بشرطيين من الخيالة يقفان عليها وينهرانه    ويهددانه بحجز دراجته  وإيداعها في   المستودع  إن لم يخرجها فورا .
فقلت في نفسي صحيح  الشرطيين على حق. ما كان لهدا الرجل إن  يدخل بدراجته إلى قلب الشاطئ.  لكنى قلت في نفسي جيد ما فعلا  ربما تساهلا مع  الرجل لأنه  أمي لا يقرا . وحييت الشرطين   على قيامها بتطبيق القانون
       اخرج الرجل دراجته إلى خارج الشاطئ  تم عاد يحمل  بضاعته على ظهره  وهو يجوب الشاطئ  عله يبيع منها شيئا . ولم تمر ساعة حتى  أقدمت سيارة فارهة  أجبرت سرعتها  المصطافين إلى إخلاء الطريق  وهي تجر وراءها دراجة كبيرة لركوب الموج   قبل  أن تتوقف  أمامي  في  نفس المكان الذي ضبط  فيه  صاحب الدراجة.      نزل منها شاب  وفتاتين تحمل أحداهما كلبا ظريفا  .وما هي إلا لحظات حتى  أخد الجميع مكانه وشرع الفتي  والكلب في ركوب الموج تحت أعين المصطافين المشدوهة الدين كانوا ينظرون بإعجاب إلى السيارة الفارهة و  لم يشك احد   ان الشاب والفاتنين   من  علية القوم .وان أبوهما لاشك  من أصحاب الحظوة . .
    استمر الشاب   في استعراض مهارته في ركوب الموج والفتاتين  ترمقانه مستلقيات على الرمل  قبل إن يخرج بدراجته وبركنها جانب الماء بالشط  .وفي هده اللحظة  تزامن خروجه من الماء مع الشرطيين   عائدين   وهما يمتطيان حصانيهما . ولما مرا بالقرب من الفتى  اعرضا بناظريهما  متجاهلين السيارة ودراجة ركوب البحر وأصحابها وشرعا  ينظران إلى الممر  أعلى الشاطئ حتى ابتعدا . فحز في نفسي هدا المشهد .وتساءلت لمادا لم يطبقا القانون  على هؤلاء . فهده ليست دراجة عادية فحسب  ولكنها دراجة ركوب البحر  وسيارة  فارهة في محل غير معد لهما . جعلتني هده الحادثة أغير قناعتي واكفر بان  القانون وضع للجميع ويطبق على الجميع وأقسمت بأغلظ الإيمان انني لن اصوت  وان  لا فائدة  في التصويت يوم الاقتراع..
مرت الانتخابات   واعترف الجميع ,بما فيهم انأ  ,أنها كانت شفافة ونزيهة  .فندمت  على أني لم أقم بواجبي  واعبر عن صوتي. وأقنعت نفسي ولمتها  إن الحادث الذي  عشته على الشاطئ  كان استثناء .
   فاز حزب العدالة  بعدد كبير من الأصوات في المدن    لاسيما الكبيرة منها وحلل المحللون  واتفقوا على أن الحزب   لاشك سيظفر  مع أحزاب الأغلبية   بالحظ الأوفر من رئاسة الجهات بحسب الحساب  فعلم  الرياضيات علم يقيني لا يدخله الشك   .  
    لكن انتخابات الجهات  أثبتت بالملموس أن  سياسيونا يستعملون علما أخر فعال   اسمه علم رنين النقود واستعمال النفوذ  بدل  علم الحساب الذي  نتقنه نحن مثقوبوا  الجيوب  . وان حزبا  لم  يتجاوز  فترة الحبو قد اكتسح مشرحوه المدن كالطوفان. وفاز  بنصف الحصة ولم  يترك للأحزاب  العريقة  إلا ما تبقى مما فضل عليه  ليتقسموه بينهم    عطفا عليهم  بل فيهم من لم يحصل حتى على الفتات .
    تساءلت... أين هي  أصوات الغالبية من الناخبين  الدين  حجوا إلى مكاتب الاقتراع  . وكيف تبخرت   أصواتهم و اغتصبت  إرادتهم  وابعد اختيارهم .  تذكرت حدث الشاطئ   وضحكت من نفسي   هل صدقت فعلا ما قاله المحللون من إننا صنعنا الاستثناء. وتساءلت هل دوله لا تحترم فيها أراد ة الناخبين  ولا يطبق فيها القانون  إلا على الضعفاء  جديرة  بميزة الاستثناء.
.فحمدت الله وأثنيت عليه  اننى  لم أصوت  فيختلس صوتي وتهمش إرادتي . وكررت في نفس   خلقتا الحدث  في الانتخابات الجماعية و  ضيعنا موعد ركوب قطار الجهوية  الذي ركبه   علية القوم  دووا الحظوة   ضدا على رغبتنا  . بينما جلست الغالبية العظمى من  ناخبي المدن  تبكي إرادتها وتندب حضها  وسذاجتها  وهى  تنظر في ذهول   إلى  الركاب  من منتخبي    الجرار  رؤساء  الجهات   وهم يسرقون   أحلامهم وطموحاتهم .  . .  

0 التعليقات: