الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

ليبيا ولعبة الامم القدرة


 بقلم/ موسى المصلح -
لم يعرف بلد من بلدا ن الربيع العربي تهافتا لدول طامعة ومتناقضة في رؤاها ومقاصدها  كليبيا بعد الثورة  . فمن التدخل المباشر لبعض الدول ,  إلى تدخل  هواة الحروب بالوكالة , مرورا  بنشاط شبكة  عالمية واسعة من الجواسيس  والمنظمات الإرهابية المدفوعة الأجر التي تعمل  تحت الطلب , بالرموت كنترول.  إلى  تجار البشر وتجار السلاح والمخدرات.  .

    وتختلف أهداف كل هؤلاء. فمن  راغب في موضع قدم  يمكنه من  الحصول على نصيبه  من كعكة النفط. ومن راغب في الاستفادة من الفرص الاقتصادية  من اعمار وتشييد البنيات التحتية , في بلد  يكاد يخلو من كل شيء  ويتوفر على إمكانيات هائلة  وفرص اقتصادية واعدة. إلى الباحث عن متنفس    تحت ذريعة الأمن القومي  وجرعة هواء تمكنه من  التخفيف من الضغط الشعبي و الكدر السياسي والاجتماعي التي تعيشه بلاده . إلى  دول غربية تعتبر هدا الجزء من العالم كملكية  خاصة محجوز ة   بحكم تاريخ كولونيا لي طويل  يشرعن لهم وضع اليد على منطقة يمكن  نهب خيراتها.  واستعمالها كحاجز ضد أمواج من المهاجرين الفارين من جحيم  الفقر والحروب الاثنية والعرقية  , حروب يتفنن الغرب في إضرام نيرانها  وتأجيجها كلما خبت  لاستغلال  ثروات افريقيا الظاهرة والخفية .

   وبغض النظر عن رغبة  الولايات المتحدة التي  لا تخفى على احد في تشكيل الشرق الأوسط الجديد وشمال إفريقيا, والتي تمسك كل خيوط الصراع في يدها.   فانه على المستوى العربي يبقى الصراع مثيرا  بين الإمارات والسعودية من جهة  وقطر من جهة أخرى, كدول تتدخل عن بعد كل حسب أجندة تخدم مصالحه المعلنة وغير المعلنة   . من صراع البرستيج  والبحث عن مساحة نفوذ  إلى تناطح على  الهوى الديني والعقائدي , وتنافس في تسليح وتمويل فرقاء الصراع الليبي  .
   ويبقى الصراع الخفي بين مصر والجزائر هو الأهم وان بدا هادئا,  لأنه يخفي  نارا ملتهبة تحت الرماد.  فادا كانت مصر تسعى لتحقيق مصالحها في الحصول على جار يوجه بوصلته نحو القاهرة ,  باحثا عن الاحتماء تحت جناح الأخ الأكبر.  فان القاهرة ترى   ايضا  احقيتها في نصيبها من الكعكة الليبية و أن سقوط نظام القذافي ,الذي تبنا لعقود الفكر الناصري ,  يسمح لها بالشفعة والاستفادة من نفط ليبي هي في اشد الحاجة إليه ,  والى تصريف عمالة تختنق في ظل اقتصاد مصري على وشك الانهيار  , و  احتواء ليبيا وحمايتها من كل نظام يشم فيه  بقية من رائحة  الفكر الأخواني المعتدل  . ولا ضير في أن يكون  الماسك بزمام الامور في ليبيا سلفيا وهابيا إرضاءللسعودية  عراب الثورة المصرية المضادة   ومن يدور في فلكها من دول الخليج..
  
  وينظر قصر المرادية في الجزائر  في المقابل بعين الريبة والحذر  إلى الأطماع  المصرية . لاسيما بعد مقولة السيسي الشهيرة"   إن احتلال الجزائر لا يتطلب سوي سويعات ومسافة السكة "  . ولعل قصف مواقع ثوار فجر ليبيا من طرف طائرا ت إماراتية وتحت إشراف  مصري   يزكي مخاوف الجزائر . وان السيسي لم يكن يتكلم في الخواء وهو يهدد أصحاب القرار في الجزائر باحتلال سريع . لان مصر والإمارات كانتا قد قررتا وخططتا لضرب مواقع في ليبيا  لمساند ة حليفهم حفتر.  ولجس نبض رد فعل الجزائر التي تعتبر ليبيا مكونا أساسيا في دول المغرب العربي . وعمقا حيويا وعازلا استراتيجيا للجزائر ضد كل عدوان توسعي مصري في الشمال الإفريقي .

   
   فهل تتمكن السعودية وحلفاءها من هزم قطر وتحقيق نصر ساحق لقوات حفتر لإنهاء  الصراع على الأرض وهو آمر تكذبه الوقائع على الأرض. أم  تسمح الجزائر لمصر بالهيمنة على المغرب الأدنى وهي التي حاربت المغرب لعقود  طويلة   و لا زالت.  لا لشيء إلا  لثبتت لنفسها و للعالم أنها البلد الأقوى والمهيمن الدي يسعى الى سطع شمس الجزائر على كل ربوع    المغرب العربي وحمل مشعل الريادة فيه  .هدا ما سيجيب عنه صراع الأخوة الأعداء على ارض ليبيا  في لعبة الأمم القذرة.

0 التعليقات: