الثلاثاء، 12 يناير 2016

حماري يطالب بحقه في التقاعد


بقلم موسى المصلح
امتنع حماري عن العمل هدا الصباح ورفض أن يقف على رجليه رغم كل محاولتي اليائسة لإقناعه بالوقوف .وقال لي بالحرف الواحد لن احمل أثقالا بعد اليوم قبل أن تضمن لي معاشا مريحا.وان لا يكون مصيري كمصير بغل جارنا الذي تخلى عنه صاحبه بعد أن أصبح لا يقوى على جر عربته . فانتم بني الإنسان لا تقدرون ما نقوم به من أعمال شاقة لصالحكم تستغرق عمرنا كله, وفي الأخير ترمون بنا إلى الشارع فور عجزنا وخوار قوتنا.
سألته لم اختار هدا الصباح ليتمرد وينتفض,واليوم يوم سوق أسبوعي,والحاجة إليه ماسة.فأجاب سمعت ممثلنا البرلماني الجديد يتكلم إلي وزير من حزبه عن الحملة الشرسة التي تثار ضد تقاعد البرلمانيين والوزراء وان حيفا وظلما كبيران سيقعان على البرلمانيين والوزراء ادا جردوا من تقاعدهم الذي يمتد مدى الحياة. بعد ولاية لاتتعدى أصابع اليد الواحدة,علىالرغم من أن كثيرا منهم يحقرون مبلغ هدا التقاعد ويعتبرونه هزيلا."جوج فرنكً"كما ادعت وزيرة محترمة من نخبة حزب حمل طويلا شعار الدفاع عن الطبقة الكادحة والمسحوقة .
سكت الحمار لحظة تفكير ثم أضاف,قمت بعملية بسيطة فوجدت انك لو توفر لك ربع هده’’الزوج فرنك’’ لانقلب وضعنا إلى الأحسن"ولبحبحت"علينا في المصروف اليومي بدءا بأطفالك وتوفير علف جيد لي بدلا الحشائش التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
رجعت إلى نفسي وقلت حماري على حق. كيف لبرلماني أو وزير يفترض أن يخدم الشعب ان يحصل على تقاعد مدى الحياة بعد انتهاء ولاية واحدة.بمساهمة الدولة ومن قوت الشعب بالإضافة  إلى تعويضات شهرية سمينة يدفعها المواطن البسيط الذي قد لا يجد قوت يومه من كده وعرقه.وقلت لحماري وإنا أضع قليلا من التبن أمامه قبل أن انطلق إلى السوق مشيا على الإقدام لا تقلق يا حماري العزيز فلست أفضل منك حالا فليس في الدوار والدواوير المجاورة من يطمع في تقاعد أو معاش في صندوق من هده الصناديق التي يقال أنها على وشك الإفلاس وان إصلاحها مرهون بالزيادة في سنوات الكد والمزيد من الاقتطاعات من  اجر فئة  قليلة  محظوظة  .فكرت قليلا ثم اردفت هده معركة ليست معركتنا فممثلونا في البرلمان لهم في جعبتهم من الحيل والمناورات السياسوية ما يمكنهم من الالتواء  على هدا الجدل القائم والحفاظ على ريعهم التقاعدي .
 وما أن أتممت كلامي حتى رمقني الحمار بنظرة فيها كثيرا من الحنق وقال سأرشح  نفسي للبرلمان المقبل علي احظي بتقاعد مريح مثيل  يعفيني من خدمتك وقرفك.فسألته وهل هناك برلمان للحمير حتى تترشح إليه؟فأجابني على الفور لا تستغرب فاد ا كان للبرلماني والوزير الحق في تقاعد مدى الحياة بعد سنوات قليلة تحسب على أصابع  اليد أليس من المجحف ان تستكثر علي ان احلم ببرلمان للحمار المغربي نشرع   فيه نحن الحمير ايضا لتقاعد مريح بعد سنين من العمل المضنى والشاق في خدمة الوطن ومواطني هدا الوطن. قلت ولم لا, وانطلقت الى السوق سيرا على الاقدام  وانا اكلم نفسي عن مدى حظوظ  حماري بالفوز بمقعد في برلمان الحمير ان قدر له الوجود.

0 التعليقات: