الاثنين، 14 ديسمبر 2015

هل يستحق " ترامب" الضجة ؟


لميس ضيف 

ضج العالم بالتصريحات المعادية للإسلام التي أطلقها مرشح الرئاسة الأمريكية وامبراطور المال والأعمال دونالد ترامب
مؤخرا، ووجد كثير من خصومه السياسيين في تصريحه المتعجرف فرصة للإطاحة بحظوظه الانتخابية العالية فيما
 دافع عنه مؤيدوه – وكثير من المتعصبين بالطبع – واصفين ما قاله بشأن المسلمين " بالحقيقة المرة ".

شخصيا كنت أتمنى من قبل أن يفوز هذا الكهل المتصابي بمقعد الرئاسة الأمريكية ولي عذري .. لقد طفح بنا الكيل من
ألاعيب وأكاذيب السياسيين .. من التفافهم حول الحقيقة وخداعهم المتكرر لشعوبهم -ولنا بالتبعية- ووجدت في " مرشح
 ينطق بما يفكر به دون عمليات شفط ولا تجميل " تغييرا حان وقته.

لقد نُقل عنه بأنه وصف دول العرب بأنهم " بقرة حلوب سنأكلها فور جفاف ضرعها" ولو صدق ما قرأناه فلن يكون
واقعا خلاف من سبقوه ولكنه – على الأقل – سمي الأشياء بأسمائها ولم يلوي عنق الحقيقة كغيره.

هذا وأعلن ترامب عن "دعمه المطلق لإسرائيل" وذاك موقف ليس بجديد أيضا ولكننا نخدع أنفسنا كما يطيب لنا دوما
 ونقنع أنفسنا بأن المواقف الغربية تتحلى بالحد الأدنى من الإنصاف عندما يأتي الأمر لقضايا الشرق الأوسط.

صراحته تلك هي التي أوقعته في مطب الهجوم على المسلمين، وهو هجوم سيكلفه 100 مليون دولار وهي قيمة تعاونه
مع محلات لاندمارك الشهيرة في دبي عوضا عن تعليق كافة المشاريع التي تقام مع شركاته المتناثرة عبر العالم.

ليس هذا فحسب بل أن هناك محاولات لمنع دخوله لبريطانيا التي تتجاوز نسبة المسلمين فيها الـ17% وذلك بعد توقيع
نواب لعريضة تطالب بوضع أسمه في قائمة "الغير مرغوب بهم في البلاد".. هذا وكثير من الاجراءت الأخرى قد تتخذ
ضده وبالطبع قد تكون تلك الثورة عليه كفوره المشروبات الغازية فتنتهي سريعا دون خسائر تُذكر ولكن.

أليس من المناسب أن نسأل أنفسنا ماذا لو كنا مكانه ومكان الشعوب الغرب التي ترى الاقتتال وأنهار الدم الدافقة 
في دولنا الإسلامية ؟

أسنكون أقل منه تحاملا على " المسلمين " ؟

لو لم نكن مسلمون .. ماذا سيكون رأينا في المسلمين ؟

هذه هي الأسئلة التي يجب أن ننشغل بها عوضا عن الانشغال برجم "جثة سياسية " قضت على مستقبلها قبل أن 
يبدأ بالاصطدام الأرعن بعدة أطراف في وقت قصير.

ولاحظوا هنا أننا عندما نقول " مسلمين " فنحن نتحدث عن جماعة "جيوسياسية " أكثر منها دينية فهؤلاء الذين
يتحاملون علينا لا يدركون كنّه ديننا ولم يقربوا كتابنا وكل ما يعرفونه عن الإسلام هو ما يرونه منا كمسلمين.

بعيدا عن الإرهاب وشجونه المسلمون في الدول الغربية يمقتون دفع الضرائب ويجد الواحد منهم ألف طريقة
للتهرب منها .. ولا يحترم أحدهم القانون إلا مجبرا ولا الآداب والديانات والأعراق إلا خشية ما سيطاله لو لم يفعل !!

مجددا "نحن لا نتكلم عن الدين بل صورته في أذهان الناس لذا فترامب لم ينطق كفرا بل نقل رأي قوافل من مواطنيه الصامتين ..

عوضا عن الثورة ضد ترامب يجب أن نراجع انفسنا .. ونقتص الحق فيها ..

نعم ترامب ليس بريئا ولكننا .. لسنا أبرياء أيضا

0 التعليقات: